المقارنة بين الشرائع السماوية:
الشرائع لغة جمع شريعة وشرعة وهي مشرعة الماء، أي مورد الشاربين، الذي يستقى منه بلا رشاء بحيث يكون ظاهرا، أما اصطلاحا فهو ما شرعه الله لعباده من العقائد والأحكام بواسطة رسله.
الإسلام مصدر أسلم وهو لغة الخضوع والانقياد والاستسلام، واصطلاحا يطلق على معنيين:
المعنى الأول: إسلام العبد نفسه لله تعالى طوعا بامتثال أوامره واجتناب نواهيه.
المعنى الثاني: أركان الإسلام الخمسة.

يتجلى الفرق بين الشرائع السماوية ذلك في الأصول التي قامت عليها، إذ ترتكز الشرائع السماوية على محورين اثنين:
1.   محور العقيدة: والذي يهتم بالجانب التصوري والاعتقادي للإنسان، وذلك  بالدعوة إلى الإيمان بالله وتخصيصه بالعبودية، وتنزيهه عن كل عيب ونقص، كالإيمان بالملائكة واليوم الأخر و... فهذا أمر مشترك بين جميع الشرائع السماوية ولا يتغير أبدا، قال تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}، وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:{كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه}.
2.   محور التشريعات والأحكام التفصيلية التي تنظم شؤون الحياة: وهي التي تتعلق برعاية المصالح (جلب المنافع ودرء المفاسد)، وهذه قد تتغير لاختلاف ظروف كل أمة وتباين مصالحها وحاجاتها. قال تعالى (لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا).
        والمحوران متكاملان لابد لأحدهما من الآخر لأن تحقيق العبودية الكاملة لله لا تكون إلا بهما.

Post a Comment

Previous Post Next Post