يعتبر القطاع الزراعي ذو أهمية قصوى في البنيان الإقتصادي كقطاع رائد في مجال التنمية الإقتصادية. وهو بحق مستودع الأمن الغذائي ومصدر رزق نسبة كبيرة من السكان,وهو يزود القطاع الصناعي بالمواد الأولية اللازمة للتنمية الاقتصادية , ولكن القطاع الزراعي يعاني في الوقت نفسه من معوقات ومشاكل تحد من قدرته علي النمو وأداء دوره المطلوب في تحقيق الأمن الغذائي وتحقيق مستوي معيشي أفضل للعاملين فيه من مزارعين وفنيين وعمال ومهندسين زراعيين, ولأهمية التسويق الزراعي كعنصر مكمل للإنتاج الزراعي وما للتسويق الجيد من دعم لجميع الجهات ذات العلاقة بالإنتاج الزراعي من مزارعين ومستهلكين ومسوقين و لتوفير المعلومات المتعلقة بأسعار المنتوجات الزراعية ,والعوامل المؤثرة فيها من دور في ضمان سعر مناسب للمنتج والمستهلك وللتقليل من المخاطر التسويقية ومن الفاقد بعد الحصاد ..إن نشاط التسويق الزراعي، لا يزال يشكل معضلة وهاجساً للمزارعين، وأن المُزارع يحرص على تحسين جودة منتوجاته الزراعية وهاجسه أن جهوده قد لا يكون لها مردود إيجابي
.يعتبر التسويق الزراعي هو العامل الأساسي لاستمرارية التعامل في إنتاج أي محصول من عدمه وعليه فإن الاهتمام بهذا الجانب يصبح من الأمور الهامة والتي تأخذ جانب كبير من إعداد البرامج والخطط من أجل إنجاح العملية التسويقية الزراعية وحصول المنتجين والمسوقين على حد سواء على عوائد مناسبة والتي تجعلهم يستمرون في هذا النشاط ولذلك فان الاقتصاديين والمهتمين في الجانب الاقتصادي يحاولون توفير كافة السُبل التي تخدم القطاع الزراعي أولاً وكذلك القطاع الصناعي ثانيا, وكافة القطاعات على المستوى العام من اجل رفع كفاءة وتحسين أنشطة هذه القطاعات ومن هذه السُبل توفير المعلومات التسويقية بشكل ما يمكن أن تصل إلى المستهدفين وإنشاء مواقع ربط إلكترونية بين كافة المزارعين والقطاعات ذات العلاقة بالمعلومات الزراعية . ونتيجة للنقلة النوعية في القطاع الزراعي وتوافر التقنية الحديثة وتولدت معه الخبرات، وتوطنت التقنية في الشق الإنتاجي لدى العاملين في هذا القطاع,التي أحدثت تطورات إيجابية في كفاءة المُنتج.
والتسويق بصفة عامة وظيفة شاملة مستمرة قبل إنتاج السلعة, وذلك بدراسة المستهلك الأخير من حيث احتياجاته، ورغباته، وعاداته، وتقاليده، ودوافعه، وقدرته الشرائية من حيث الجنس والمهنة والمنطقة الجغرافية التي يعيش فيها، وكذلك ظروف المنافسة وأشكالها في السوق، والموارد المالية والبشرية، والإدارية، وتقدير حجم المبيعات المرتقبة، ويتطلب ذلك توفير البيانات عن المستهلك، ورجال البيع، والوكلاء والوسطاء، والعاملين في المشروع، إضافة إلى البيانات المتوافرة في سجلات المنشأة تمهيداً لتحليلها واستخلاص النتائج منها ليتم إنتاج السلع بالجودة والكمية المناسبتين في المكان والوقت والسعر المناسب، إلا أن ضعف الشق التسويقي قد يرجع إلى سريان مفهومه القديم لدى بعض المزارعين وإلى ضعف مقومات هذا النوع من التسويق وخاصة منافذ التسويق الزراعي (الأسواق المركزية لبيع الخضار والفواكه), ولم تتأثر إيجابياً بما يتحقق في مجال الإنتاج الزراعي ودورها فقط يتمثل في توفير مكان البيع مع نقص في الجانب التقني، وكذلك غياب المعلومة التسويقية.

Post a Comment

Previous Post Next Post