محاضرات الإقليمية و العولمة نظم الحكم والإدارة الإقليمية
محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة علو سياسية
تخصص نظم الحكم و الإدارة الإقليمية
محاضرات الإقليمية و العولمة نظم الحكم والإدارة الإقليمية
سنة ثالثة علو سياسية
شهد العالم منذ خمسينات القرف العشرين بروز أطراؼ ذات تأثير كبير على الساحة الدولية،فإلى جانب
الدولة القومية التي ظلت محور التفاعلات الدولية منذ تحديد معالمها خلاؿ مؤتمر وستفاليا 1848 ) القائم على
ثلاث أبعاد أساسية: السيادة، الاستقلالية و المساواة (، برزت للساحة الدولية نمطين متكاملين و متناقضين- في
نفس الوقت- من العلاقات التفاعلية للدوؿ القومية و التي أسفرت على ولادة شكلين جديدين من البنى الدولية:
التكاملات الإقليمية، و المنظمات الدولية ذات الطابع العالمي:
-حيث يهدؼ الشكل الأوؿ إلى بناء تكتلات إقليمية )اقتصادية بالأساس( بين مجموعة من الدوؿ ذات
الخصائص المشتركة و المتجانسة اقتصاديا و سياسيا و حتى اجتماعيا و ثقافيا.)الإقليمية(
-في حين يتجلى النمط الثاني من خلاؿ مجمل الجهود الدولية لإقامة علاقات اقتصادية حرة على المستوى
العالمي بهدؼ إزالة القيود و الحواجز التي لطالما فرضتها الدولة الوطنية. ) العولمة(
و يتجلى الطابع التكاملي بين الظاىرتين ) الإقليمية و العولمة( في قيامهما معا على مبدأ إزالة الحدود و القيود
الوطنية إلى نحو أوسع من حدود الدولة القومية على النحو التالي:
الإقليمية مستوى إقليمي
العولمة مستوى عالمي
لكن بالمقابل، في حين تهدؼ الإقليمية إلى حماية اقتصاديات الدوؿ المتكاملة من الآثار السلبية التي يمكن أف
تحدثها العولمة و محاولة بناء فضاءات تعاونية إقليمية للنهوض باقتصاديات ىذه الدوؿ و ذلك باتخاذ إجراءات
حمائية حوؿ الاقتصاديات الإقليمية. تهدؼ العولمة لإزالة كل ما ىو محلي )سواء كاف وطني أو إقليمي ( نحو
نظا متعدد الأطراؼ و الأبعاد. و بالتالي فاف أي محاولة لحماية الاقتصاديا ت الوطنية أو الإقليمية سيحد من
قدرة و أداء المؤسسات الدولية الداعمة للعولمة.
ستتمحور ىذه المحاضرات حوؿ الإشكالية التالية:
كيف أثرت العولمة على دور و أداء التكاملات الإقليمية على المستويين النظري و العملي؟ و كيف يمكن
تصور مستقبل التكاملات الإقليمية في ظل نظا دولي يتجو نحو إزالة الحدود الوطنية و الإقليمية إلى إطارىا
العالمي؟
LMD
محاضرات الإقليمية و العولمة نظم الحكم والإدارة الإقليمية
سنة ثالثة علو سياسية
3
محاور المحاضرات:
مفهو العولمة)التعريف،مجالات، الأدوات، السلبيات و الايجابيات...(
تعريف الإقليمية و أسباب ظهورىا.
الأصوؿ الفكرية و النظرية للإقليمية من الكلاسيكية إلى الإقليمية الجديدة.
التكامل الاقتصادي كأىم أوجو الإقليمية .
ظهور و انتشار التكاملات الإقليمية في العالم .
التفسيرات النظرية للتكامل الدولي )الإقليمي(.
مراحل)أنواع( التكاملات الإقليمية:
-اتفاقية ا ت ؿفضيلات ا ت ؿجارية.
- منطقة ا ت ؿجارة اؿحرة.
- الاتحاد اؿجمركي.
- اؿسوؽ اؿمشتركة.
- الوحدة الاقتصادية )الاتحاد الاقتصادي(.
- الاتحاد النقدي.
- اتؿكامل الاقتصادي اؿكامل.
تأثير العولمة على التكاملات الإقليمية)إجراءات منظمة التجارة العالمية(.
نماذج عن أىم التكتلات الإقليمية في العالم )السداسي الثاني(.
LMD
محاضرات الإقليمية و العولمة نظم الحكم والإدارة الإقليمية
سنة ثالثة علو سياسية
4
المحاضرة ا أ لولى: مفهوم امعولمة:
1 -تعريف العولمة:
المقصود بالعولمة لغة إضفاء طابع العالمية على الشيء و جعل نطاقو عالميا، بمعنى نقلو من المجاؿ المحدود و
المراقب)حدود الدولة القومية( إلى المجاؿ اللامحدود و اللامراقب )العالم أو الكوف(. و العولمة ككلمة مشتقة
من كلمة "عالم" و ىي ترجمة لكلمة" globalisation " الانجليزية المشتقة من كلمة " globe " التي تعني
"الكرة الأرضية".
و من الناحية الاصطلاحية و الاستخدا الإجرائي للمصطلح، فقد اختلفت آراء و تصورات الباحثين حوؿ مفهو
العولمة حسب الخلفية الفكرية التي ينطلق منها كل باحث. فهناؾ من عرفها بأنها:"العملية التي يتم بمقتضاىا إلغاء
الحواجز بين الشعوب، حيث تنقلهم من حالة الفرقة و التجزؤ إلى حالة الاقتراب و التوحد، و من حالة الصراع
إلى حالة التوافق...حيث تتشكل قيم عالمية موحدة و يتشكل وعي عالمي يقو على مواثيق إنسانية عامة." 1
كما تعرؼ العولمة أيضا بأنها:" مرحلة جديدة من مراحل تطور الحداثة، تتكاثف فيها العلاقات الاجتماعية على
الصعيد العالمي بروابط اقتصادية، ثقافية،و سياسية. ىذه الروابط لا تعني إلغاء المحلي و إحلالو و استبدالو
بالعالمي و لا تعني استبداؿ الداخل بالخارج، و إنما تعني إضافة بعد جديد لما ىو محلي بحيث يصبح العالم
الخارجي بنفس حضور العالم الداخلي في تأثيره على الأفراد و المجتمعات." 2
و نظرا للترابط الحاصل بين العولمة كمفهو و حيثيات الحياة الاقتصادية العالمية، فاف ىناؾ من حاوؿ تحديد
معالم العولمة بكونها:"التوسع المتزايد المطرد في تدويل الإنتاج من قبل الشركات المتعددة الجنسيات بالتوازي
مع الثورة المستمرة في الاتصالات و المعلومات التي حدت بالبعض إلى تصور إف العالم قد تحوؿ بالفعل إلى قرية
كونية صغيرة." 3
1 غربي محمد،"تحديات العولمة وآثارىا عمى العال العربي".مجمة اقتصاديات شماؿ إفريقيا ،العدد: 06 ،ص: 20 .
2 نفس المرجع،ص ص: 20 - 21 .
3 أسامة مجذوب، العولمة و الإقميمية:مستقبؿ العال العربي في التجارة الدولية.ط: 2 ، القاىرة: الدار المصرية المبنانية. 2001 ص: 56 .
LMD
محاضرات الإقليمية و العولمة نظم الحكم والإدارة الإقليمية
سنة ثالثة علو سياسية
5
و يمكن القوؿ أف القاسم المشترؾ بين التعريفات السابقة ىو الطابع الكوني و العالمي للعلاقات التي تربط الدوؿ
بعضها ببعض، حيث لا تعترؼ بالحدود و القيود الوطنية التي كانت تفرضها الدولة القومية في السابق، خصوصا
بعد التطورات الكبيرة التي شهدىا ميداف تكنولوجي ا الاتصالات و المعلوماتية من جهة و الدور الذي تلعبو
المنظمات الدولية العالمية و الشركات المتعددة الجنسيات من جهة ثانية.
وضمن ىذا الإطار يرى برىاف غليوف في مؤلفو"ثقافة العولمة" أف المقصود بالعولمة ىو الدخوؿ في مرحلة من
الاندماج العالمي الأعمق على عدة مستويات 4 :
1 /المستوى الأوؿ:و المتمثل في المنظومة المالية حيث أصبحنا نعيش في إطار سوؽ واحدة لرأس الماؿ، و
بورصة عالمية واحدة رغم تعدد مراكز نشاطها.
2 /المستوى الثاني:المنظومة الإعلامية و الاتصالية حيث يتاح لجميع سكاف العالم الارتباط من خلاؿ الصحن
الهوائي بالقنوات التلفزيونية ذاتها الموجودة في كل العالم، و التي تتوجو في بثها لجمهور عالمي أو معولم أكثر
فأكثر لا لجمهور محلي.
3 /المستوى الثالث: المنظومة المعلوماتية من خلاؿ شبكة الانترنت التي تمكن الأفراد من تفقد المعلومات بغض
النظر عن الحدود السياسية و الخصوصيات الثقافية.
و على العمو يمكن تحديد ثلاث مداخل أساسية لمحاولات تعريف العولمة خصوصا في ظل غموض و تعدد
أبعاد ظاىرة العولمة حيث يمكن حصرىا في ما يلي 5 :
1/ المدخل الأوؿ:يرى في العولمة مجموعة مسارات متشابكة اقتصاديا، ماليا، تكنولوجيا، ثقافيا، سياسيا،
اجتماعيا، و قيميا.تشمل العالم ككل واحد و تحركو فواعل فوؽ وطنية) الأمم المتحدة،البورصات، الشركات
المتعددة الجنسيات...(.
4 برىاف غميوف، سمير أميف،حوا ا رت القرف الجديد:ثقافة العولمة وعولمة الثقافة،ط: 2 .لبناف: دار الفكر المعاصر، 2002 .ص
ص: 16 - 17 .
5 امحند برقوؽ،" مفاىي في السياسة المقارنة الجديدة" محاضرة،) محاض ا رت النظ السياسية المقارنة، القيت عمي طمبة السنة الثانية
عمو سياسية. 2008 / 2009 (.ص: 04
LMD
محاضرات الإقليمية و العولمة نظم الحكم والإدارة الإقليمية
سنة ثالثة علو سياسية
6
2/ المدخل الثاني:يحدد مفهو العولمة في محاولات تنميط قيم موحدة للسلوكيا ت الفردية، بطريقة تعكس
توجهات عالمية متجانسة.
3/ المدخل الثالث: و الذي يرى في العولمة كحراؾ إنساني يتماشى و طبيعة الوضع الدولي الذي تهيمن عليو
الولايات المتحدة الأمريكية ماديا و الغرب حضاريا، حيث يهدؼ في الأخير إلى محاولة أمركة العالم و نشر
النموذج المعيشي الأمريكي.
ىذا من ناحية الحدود المعرفية للمفهو، أما من الناح ة ي التاريخية للمصطلح، فرغم اتفاؽ الكثيرين على أف العولمة
ىي ظاىرة اكتسحت العالم بعد نهاية الحرب الباردة بتراجع الأيديولوجية الاشتراكية لحساب الانتصار الكبير
للإيديولوجية اللبرالية الرأسمالية الغربية، أين أصبح العالم يشهد سيطرة فكر و قيم واحدة تجسد نموذج الحياة
الأمريكي، و يرى الدكتور خالد حربي في ىذا الإطار أف :" انفراد الولايات المتحدة الأمريكية بمحاولة استحواذ
القوة العالمية...جعلها تحاوؿ فرض ىيمنتها على العالم فدشنت مصطلح العولمة globalisation عا
1991 حينما ظهر في قاموس أكسفورد" 6
لكن بالمقابل ىناؾ من يرجع ظهور فكرة عولمة العالم- دمج العالم في منظومة واحدة- إلى مرحلة الإمبراطوريات
القديمة أين حاولت الإمبراطورية الرومانية مثلا توحيد كل الدويلات تحت لواء الحضارة الرومانية. أما من حيث
ارتباط العولمة بالحياة الاقتصادية، فيتفق كثيروف أف أولى مراحلها قد بدأت في الخمسينات و الستينات من القرف
الماضي أين تضافرت الجهود من اجل تقليص القيود السياسية المفروضة على التجارة الدولية، خصوصا بعد
الحرب العالمية الثانية و عقد اتفاقية بروفت وودز المنشئة للمؤسسات الاقتصادية العالمية.
2- أبعاد و مجالات العولمة:
للعولمة عدة أبعاد و مجالات:اقتصادية،سياسية،اجتماعية،و ثقافية سنركز على أىم بعدين الاقتصادي و السياسي:
أ/ العولمة الاقتصادية:تعد العولمة في شقها الاقتصادي أىم أبعاد العولمة، حيث تعرؼ على أنها تعني:"اندماج
أسواؽ العالم في حقوؿ التجارة و الاستثمارات، و انتقاؿ رؤوس الأمواؿ و القوى العاملة و التقانة ضمن إطار من
رأسمالية حرية الأسواؽ"،ىذا و يعرفها صندوؽ النقد الدولي على أنها:"التعاوف الاقتصادي المتنامي لمجموع دوؿ
العالم و الذي يحتمو ازدياد حجم التعامل بالسلع و الخدمات و تنوعها عبر الحدود،إضافة إلى رؤوس الأمواؿ و
الانتشار المتسارع للتقنية في أرجاء العالم كلو."
6 خالد حربي،العولمة بيف الفكريف الإسلامي و الغربي:د ا رسة مقارنة،الاسكندرية:دار الوفاء لدنيا الطباعة و النشر، 2008 . ص: 07 .
LMD
محاضرات الإقليمية و العولمة نظم الحكم والإدارة الإقليمية
سنة ثالثة علو سياسية
7
بالتالي فاف العولمة في شقها الاقتصادي تهدؼ إلى تحويل العالم إلى منطقة اقتصادية موحدة، تختفي فيها
الحواجز و القيود و اندماج الاقتصاديات العالمية ضمن نطاؽ النظا الاقتصادي الموحد. و من أىم ملامحها: 7
- 1 تحرير التجارة الدولية تحت لواء المنظمة العالمية للتجارة.
- 2 التحالفات الإستراتيجية للشركات العالمية وزيادة تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
- 3 التزايد المستمر لانتشار التكتلات الاقتصادية الإقليمية.
- 4 التطور المذىل والسريع في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
ب/ العولمة السياسية:تشكل العولمة السياسية أكثر أبعاد العولمة خطورة، حيث تميل العولمة في بعدىا السياسي
إلى الاتجاه الذي يوازي بين مفهومي العولمة و الأمركة. فالعولمة السياسية مرتبطة إلى حد كبير بالفلسفة اللبرالية،
كما تعكس التصورات التي طرحتها مرحلة ما بعد الحرب الباردة و التي تهدؼ إلى خلق نموذج حكم صالح لكل
الدوؿ و الشعوب و الثقافات.
و من أىم محددات العولمة السياسية: 8
ضرورة بناء تصور موحد و إلزامي لحقوؽ الإنساف لا تعترؼ لا بالثقافة و لا بالدين و لا تعترؼ بالحدود،
و لا بالسيادة و لا بالاختصاص الداخلي للدولة.
جعل الديمقراطية نظا الحكم الوحيد القادر على التكيف مع منطلقات العولمة .
جعل الديمقراطية حقفعيستخد لتغيير الأنظمة السياسية باسمو، و ترفض الأنظمة الانقلابية باسم، و
يتدخل في الشؤوف الداخلية باسمو كما كاف في حاؿ تدخل الأمم المتحدة ، عن طريق تدخل الولايات
المتحدة الأمريكية في ىاييتي سنة 1994 لإرجاع نظا حكم منتخب بعد أف كاف ضحية انقلاب
عسكري .
تفعيل منطق دولة الحق و القانوف .
أما المحدد الأخير فيهدؼ إلى خلق آليات الرشادة و العقلانية السياسية عن طريق فرض فلسفة الحكم
الراشد .
7 عبد الوىاب رميدي،" التكتلات الاقتصادية الإقميمية في عصر العولمة و تفعيؿ التكامؿ الاقتصادي في الدوؿ الناميػة:- د ا رسة
تجارب مختمفة –"مذكرة دكتوا ره.) جامػعة الجػ ا زئر كميػة العمو الاقتصاديػة وعمو التسييػر، 2006 - 2007 ( ص: 90 .
8 أمحند برقوؽ،مرجع سابؽ.ص ص: 7 - 8
LMD
محاضرات الإقليمية و العولمة نظم الحكم والإدارة الإقليمية
سنة ثالثة علو سياسية
8
3 -مؤسسات العولمة:
المقصود بمؤسسات العولمة مجمل الهياكل المؤسساتية الدولية التي أنشئت منذ نهاية الحرب العالمية الثانية
والتي عملت على تأكيد أىمية إقامة نظا عالمي يجمع جميع الدوؿ دوف تمييز، وقد لعبت منظمة الأمم المتحدة
والمنظمات التابعة لها دورا رئيسا في تأكيد ىذه الأىمية والدعوة لضرورة إيجاد شكل من أشكاؿ"الفوقية" فوؽ
الدوؿ والحكومات، وعلى الحكومات أف تتنازؿ عن جزء من سيادتها إف لم تكن كاملة لصالح آليات
اكبر،ليشكل ذلك في الأخير حكومة العولمة.
ففي الجانب السياسي تلعب منظمة الأمم المتحدة الدور الأكبر في محاولة نشر ثقافة العالم الموحد علميا،
وىناؾ من يسميها بالحكومة العالمية و قد أسست المنظمة على أنقاض عصبة الأمم التي جاءت تجسيدا لنظرية
الأمن الجماعي وقد ظهرت أوؿ محاولة رئيسة لإنشاء نظا أمن جماعي في نهاية الحرب العالمية الأولى، مع
توقيع ميثاؽ عصبة الأمم . ومثلت المادة 10 من الميثاؽ التي تضمن السلا، مع المادة 16 التي تؤمن التهديد
بالرد المضاد، جوىرَر الأمن الجماعي . وقد طُلب في المادة 10 من كل دولة عضو ضماف وحدة أراضي الدوؿ
الأعضاء الأخرى وسلامتها السياسية . ولتأمين ىذا الوعد، كانت كل دولة عضو ) وفق اً للمادة 16 ( بحالة حرب
تلقائية مع أي معت دٍ د . و الأمم المتحدة اليو تحاوؿ أف تلعب ىذا الدور من خلاؿ تحقيق ثلاث أىداؼ
أساسية: 9
الحفاظ على السلا العالمي.
تطوير علاقات ودية بين الدوؿ والتعاوف الدولي في حل المشكلات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية
والإنسانية.
وتعزيز احترا حقوؽ الإنساف والحريات الأساسية.
تضم الأمم المتحدة مجموعة منوعة من الهيئات المسماة بالوكالات المتخصصة التي تنظم نشاطات محددة
وتضع المعايير العالمية . تضم ىذه الهيئات صندوؽ النقد الدولي، البنك الدولي، منظمة الصحة العالمية، منظمة
تض الأم المتحدة ست ىيئت أساسية)الجمعية العمومية، مجمس الأمف، الأمانة العامة، المجمس الاقتصادي والاجتماعي، محكمة
العدؿ الدولية مجمس الأمناء(
9 مارتف غريفيثس، تيري اوكلاىاف، المفاىي الأساسية في العلاقات الدولية.)تر: مركز الخميج للأبحاث(.الإما ا رت العربية المتحد ة:
مركز الخميج للأبحاث، 2008 .ص: 74 .
LMD
محاضرات الإقليمية و العولمة نظم الحكم والإدارة الإقليمية
سنة ثالثة علو سياسية
9
الأغذية والزراعة ) ا ف ؿاو ( ، منظمة التربية والعلو والثقافة ) يونسكو ( ، صندوؽ الطوارئ الدولي لمساعدة الطفولة
) يونيسف ( ، اللجنة العليا للاجئين، وبرنامج البيئة التابع للأمم المتحدة .
أما من الناحية الاقتصادية فتشرؼ على إيجاد البنية الهيكلية التحتية والأساسية للاقتصاد الدولي المعولم ثلاث
مؤسسات دولية المبينة في الشكل التالي:
شكل رقم) 01 (:مؤسسات العولمة الاقتصادية.
وقد أنشأت ىذه المؤسسات لتشكل الإطار المؤسسي المتكامل للنظا الاقتصادي العالمي ويتم من خلالها تأكيد
عالمية الاقتصاد، حيث أنشأت سنة 1945 ضمن اتفاؽ بروتن وودز: 10
منظمة التجارة العالمية: ( world trade organization) تنشط ىذه المنظمة في مجاؿ إيجاد
و تأسيس مجموعة القواعد الارتكازية الداعمة لحرية التجارة و تنمية الروابط التي توحد الأسواؽ العالمية.
أنشأت المنظمة سنة 1948 كاتفاؽ متعدد الأطراؼ سمي بالاتفاقية العامة للتعريفات و التجارة
(Gaat) و بعد عقد عدة جولات للمفاوضات التجارية- كاف آخرىا جولات الاوروغواي 1995 - تم
الإعلاف عن تأسيس المنظمة الفعلي.
البنك الدولي: انشأ ىذا البنك من اجل تمويل أعماؿ إعادة البناء و التعمير لما دمرتو الحرب العالمية
الثانية، و تنمية اقتصاديات الدوؿ المتخلفة من خلاؿ تقديم القروض و المعونات الفنية للدوؿ الأعضاء.
يضم البنك مجموعة من المؤسسات و ىي: البنك الدولي للإنشاء و التعمير، الرابطة الدولية للتنمية،
مؤسسة التمويل الدولية.
نفس المرجع،ص ص: 100 - 102
منظمة التجارة العالمية
العولمػػػة
صندوؽ النقد الدولي
البنػك الدولي
LMD
محاضرات الإقليمية و العولمة نظم الحكم والإدارة الإقليمية
سنة ثالثة علو سياسية
10
صندوؽ النقد الدولي: و وظيفتو دعم استقرار أسعار الصرؼ و المحافظة على التدابير المنظمة للصرؼ
بين الدوؿ الأعضاء و إزالة القيود المفروضة على الصرؼ الأجنبي و التي تعوؽ نمو التجارة الدولية.
4.- مزايا و عيوب العولمة:
للعولمة كمرحلة جديدة للتطور التاريخي و الإنساني مجموعة من المزايا و العيوب و التي تعكس بالأساس تأثيرات
العولمة على الاقتصاديات الوطنية:
←المزايا: من بين مزايا العولمة نذكر:
-تكريس و تفعيل دور التعاوف الدولي من اجل حل المشاكل المختلفة للدوؿ خصوصا الدوؿ النامية و
الضعيفة اقتصاديا منها )الفقر، المديونية...(.
اقتصاديا مكن الانفتاح الاقتصادي الدوؿ النامية من الوصوؿ إلى الأسواؽ العالمية للحصوؿ على ما
تحتاجو من أمواؿ و مساعدات فنية، خصوصا في ظل قصور التمويل الداخلي.
أما بالنسبة للدوؿ المتقدمة فتمكنها العولمة من خلق فرص استثمارية واسعة و ذلك بفتح المجاؿ في
الأسواؽ المختلفة في العالم.
← العيوب: أما عن أىم عيوبها: 11
تؤدي العولمة إلى محاولة تقويض سلطة الدولة وسيادتها، والتي قد تحد من قدرتها حتى على القيا
بوظائفها الأساسية، كما تعمل على تكريس تدخل القوى الدولية في الشؤوف الداخلية للدوؿ سياسيا
واقتصاديا وحتى امنيا.
كما تعمل العولمة على تكريس حكم الشركات المتعددة الجنسيات في إدارة اقتصاد العالم وتراكم
أرباحها على حساب دوؿ و شعوب أخرى.
إف التبادؿ التجاري العالمي الحالي لا يعبر تعبير حقيقياً عن صفة العولمة ، حيث تتركز التجارة الدولية
بين الإتحاد الأوروبي وأمريكا والياباف ودوؿ جنوب شرؽ آسيا وتستأثر ىذه المجموعة بحوالي 87 %من
11 عمي العديو،" عولمة التكتلات الاقتصادية" متحصؿ عميو مف موقع:
Ali-hu.tripod.com/ali2.doc
LMD
محاضرات الإقليمية و العولمة نظم الحكم والإدارة الإقليمية
سنة ثالثة علو سياسية
11
الواردات العالمية وحوالي 94 % من الصادرات المصنعة، في حين أف سكانها لا يتجاوز اؿ 20 % من
سكاف العالم.
و في نفس السياؽ لا تؤدي التجارة إلى توزيع متكافئ وعادؿ لأرباحها بين الدوؿ المتاجرة ، ففي عا
1994 كاف 70 % من مجمل التجارة العالمية من نصيب القوى الكبرى ، وبالتالي ستكوف المنافع
الحاصلة ، من نفس الطبيعة .
أما ثقافيا فتدعو العولمة إلى ثقافة عالمية تحتوي منظومة من المعايير الخاصة لفرضها على العالم اجمع
بغض النظر عن التمايزات المختلفة بين الدوؿ خصوصا في ظل التطورات الحاصلة في الميداف
الاتصالاتي والمعلوماتي، مما يؤدي إلى المساس بالهويات الثقافية والوطنية للدوؿ.
ىذا ويتفق كثيروف أف العولمة تتجو نحو تفريغ الإعلا من الهوية الوطنية ودخوؿ المزيد من العناصر
الثقافية الغربية، وعلى الرغم من وجود حوالي 6000 لغة في العالم، فإف 90 % من بيانات الانترنت
تبث بلغة واحدة - اللغة الانكليزية - وىذا يحمل في طياتو تهميش ثقافات ولغات أخرى ويلغي التنوع
الثقافي واللغوي على مستوى العالم، خاصة وأف معظم المعلومات الوافدة ىي من العالم المتقد، وىذا
يعكس تناقضاً آخر يتمثل في كوف وسائل الإعلا على الرغم من عولمتها إلا أف الإعلا نفسو
والمعلومات غير معولمة وغير متاحة في معظم دوؿ العالم بسبب الأمية اللغوية.
و السؤاؿ الأىم الذي يطرح نفسو ىنا ىو انو إذا سلمنا بحتمية العولمة كمرحلة تاريخية فكيف يجب أف
تتعامل الدوؿ الضعيفة خاصة مع السلبيات انفة الذكر؟ و لنتساءؿ بطريقة موضوعية ىل يكمن الخلل في
العولمة كمفهو و كتيار يحاوؿ نشر قيم عالمية الأبعاد أدت في تجلياتها إلى خدمة أطراؼ معينة على حساب
أطراؼ أخرى أ أف الخلل الأساسي يجد جذوره في ضعف الدوؿ الضعيفة و عد قدرتها على المنافسة؟
LMD
محاضرات الإقليمية و العولمة نظم الحكم والإدارة الإقليمية
سنة ثالثة علو سياسية
12
المحاضرة امثاهية:تعريف ا إ لقليمية و أ أس باب ظهورها:
1- تعريف الإقليمية: Régionalism
تعرؼ الإقليمية بأنها " عملية تكثيف التعاوف السياسي و الاقتصادي بين دوؿ أو أطراؼ تنتمي إلى منطقة
جغرافية واحدة، و غالبا ما يكوف ىذا التعاوف في مجاؿ التبادؿ التجاري و تدفقو" 12 . و تنطلق الإقليمية من
التعاوف و تكثيف العلاقات خصوصا الاقتصادية منها بين مجموعة من الدوؿ من اجل الوصوؿ لتحقيق التكامل
حتى الاندماج بينها، حيث يتم ذلك بإزالة الحواجز و القيود المختلفة المفروضة بينها سابقا. كما تتميز الإقليمية
بكونها تتم بين الدوؿ المتجانسة في الخصائص الجغرافية) إقليم جغرافي واحد أو متقارب على الأقل(،
الاقتصادية )بين الدوؿ ذات المستويات الاقتصادية المتقاربة(، السياسية) قد تتم بين دوؿ ذات توجهات سياسية
متشابهة(...
مصطلح الإقليمية مشتق من كلمة الإقليم، و ىو مفهو مكاني يحدده البعد الجغرافي من جهة و كثافة التبادؿ
التجاري و المشاركة في المؤسسات و التجانس الثقافي. حيث يحدد الإقليم عمليا بحجم المبادلات التجارية
بحجم المبادلات والتدفقات التجارية وصفات مكوناتو وقيمو وخبراتو المشتركة. 13
و الإقليمية في ىذا الإطار تشير إلى ذلك التعاوف الحاصل على مستوى إقليمي بين الدوؿ المتجانسة، ىذا
التعاوف الذي يحدد معدؿ نمو التفاعلات الاقتصادية و الاجتماعية لهوية المنطقة عن طريق حركة تبادؿ البضائع و
الأشخاص ضمن منطقة محدودة.
كما تعرؼ الإقليمية على أنها "حالة وسطية بين المحلية التي تدفع بالأفراد والجماعات لتضييق نطاؽ اىتماماتها
سواء السياسية أو الاقتصادية، أو الاجتماعية وبين العولمة التي تستهدؼ إزالة الحدود الجغرافية والحواجز
الجمركية وتسهيل نقل الرأسمالية سياسيا واقتصاديا وثقافيا عبر العالم ؾكل" 14 . و ضمن ىذه الحالة الوسطية
تهدؼ التنظيمات الإقليمية إلى تعزيز التكامل و الاندماج بين اقتصادياتها في جميع المجالات، بحيث تقلل من
12 مارتف غريفيثس، تيري اوكلاىاف، مرجع سابؽ.ص: 67 .
13 نفس المرجع، نفس الصفحة.
14 عبد الوىاب رميدي،مرجع سابؽ،ص: 29 .
LMD
محاضرات الإقليمية و العولمة نظم الحكم والإدارة الإقليمية
سنة ثالثة علو سياسية
13
تبعيتها للعالم الخارجي و لكن دوف الانعزاؿ عنو. كما تهدؼ إلى زيادة سعة و حجم الأسواؽ الذي سيؤدي بدوره
إلى تحسين الإنتاجية و زيادة رفاىية الدوؿ الأعضاء، وحرية تنقل الأفراد.
و من بين الأىداؼ التي تقو من اجلها السياسات الاقتصادية الإقليمية ما يلي 15 :
1 -تحسين التوازف في التوزيع الإقليمي للسكاف والصناعة.
-2 تحسين استخدا الموارد وتخصيصها تخصيصا أمثل . -3 تحسين توزيع الدخل بين الأقاليم.
-4 تحسين ميزاف المدفوعات للأقاليم، وتخفيض الضغوط التضخمية وذلك بتخفيض حجم الفرو قات الإقليمية
في الطلب على العمل . -5 تحقيق الاستقرار الاجتماعي والسياسي خاصة في الدوؿ التي تعاني من الاختلالات العرقية بالإضافة إلى إزالة
الفوارؽ الاقتصادية بين الأقاليم . -6 الخوؼ من البقاء بعيدا عن بقية دوؿ العالم التي انحرفت في الاتجاه نحو الإقليمية.
2.- أسباب ظهور الإقليمية: ىناؾ العديد من الأسباب التي دفعت الدوؿ إلى بناء تحالفات و تكتلات إقليمية
خصوصا في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية التي شهدت ظهور العديد من التكتلات الاقتصادية على المستوى
الإقليمي. و من ىذه الأسباب:
إف قيا أي تكتل إقليمي يجد لبنتو الأولى في تماثل الخصائص بين الدوؿ خاصة الخصائص المتعلقة
بالمستويات الاقتصادية منها، مما يدفعها إلى الرغبة في تطوير علاقات تعاونية للاستفادة من ىذا التماثل
على أكمل وجو.
يربط الكثير من المحللين و خصوصا الاقتصاديين منهم ميل و سعي الدوؿ لبناء تكتلات إقليمية بالوضع
الدولي لفترة ما بعد الحرب الباردة الذي يعد من أسمى مراحل العولمة، حيث انو من بين نتائج عولمة
الاقتصاد الدولي دفع الدوؿ نحو تعميق صيغ التعاوف الإقليمية و التكتل من اجل مواجهة أي تحدي
خارجي أو تدخل في شؤونها الداخلية بسبب آلية من آليات العولمة خاصة عن طريق المنظمات الدولية.
15 نفس المرجع،ص: 29 .
LMD
محاضرات الإقليمية و العولمة نظم الحكم والإدارة الإقليمية
سنة ثالثة علو سياسية
14
و في نفس السياؽ، تهدؼ الدوؿ من خلاؿ التكامل إلى التمتع بوفرة الإنتاج الكبير، وىذا عند قيا
التكامل الذي يؤدي اتساع الأسواؽ. كما يؤدي التكامل إلى ارتفاع نسبة التجارة البينية بين الدوؿ
المتكاملة وىذا ما يجعلها تخفض من التبعية الاقتصادية، أو تكوف لها درجة عالية من الاستقلالية
الاقتصادية بالنسبة للدوؿ الخارجة عن المنطقة التكاملية و ىذا ما يؤدي إلى الارتباط أكثر بين الدوؿ
المتكتلة من خلاؿ تشابك اقتصادياتها وأسواقها.
أما سياسيا، فقد اقتنعت العديد من الدوؿ أف تشابك العلاقات الاقتصادية من خلاؿ التكامل سيساعد
على ارتباط الدوؿ الأعضاء وزيادة الثقة بينهما في المنطقة التكاملية، بذلك تتجنب ىذه الدوؿ خطر
الصراع السياسي فيما بينها، وخير مثاؿ على ذلك حل الصراعات الحدودية خاصة و التي كانت قائمة بين
فرنسا وألمانيا بعد إقامة المجموعة الأوربية للفحم والصلب عا 1951 .
نظرا لتيقن الدوؿ و الحكومات بعد قدرتها على العمل انفراديا سواءا سياسيا أو اقتصاديا، نظرا لتعدد و
تعقد المشاؾؿ التي تواجهها من جهة، و قصور الإجراءات الوطنية على معالجتها معالجة صحيحة.
أصبحت الاتفاقيات و والتكاملا ت الإقليمية الحل الأمثل لهذه الدوؿ من اجل التعامل بجدية و كفاءة
لحل المشاكل المختلفة و ذلك بتبني سياسات تعاونية لحل المشاكل المتجانسة و المشتركة.
فشل نظا الأمن الجماعي- الذي ظهر بعد الحرب العالمية الأولى الذي أفضى إلى تأسيس عصبة الأمم
و الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية- في الحفاظ على المن و السلم الدوليين كما كاف منتظرا
خاصة قيا الحرب العالمية الثانية و وشوؾ قيامها خلاؿ الحرب الباردة. كل ىذه الظروؼ دفعت الدوؿ
إلى محاولة حماية نفسها عن طريق تشكيل التحالفات الإقليمية.
و في نفس السياؽ، فاف استمرار تضارب المصالح و الصراع بين القوى الكبرى خلاؿ الحربين أدى
بالدوؿ للتيقن باف تحقيق التوافق و الانسجا  في المصالح على المستوى العالمي و بين جميع الدوؿ
خصوصا الكبرى ىو أمر صعب إف لم يكن مستحيلا، بالتالي فاف الأسهل و الأضمن ىو توحيد المصالح
في إطارىا الإقليمي بطريقة أكثر فعالية.
LMD
محاضرات الإقليمية و العولمة نظم الحكم والإدارة الإقليمية
سنة ثالثة علو سياسية
15
المحاضرة امثامثة:
ا أ لصول امفكرية و امنظرية م إ لقليمية من امكلاس يكية إ الى ا إ لقليمية الجديد ة
شهد مفهو الإقليمية تطورا ملحوظا من الناحيتين النظرية و العملية، فبعد ظهور التوجهات المبكرة
للإقليمية بعد نهاية الحرب العالمية الثانية و التي قامت على فكرة التكتل و التعاوف بين دوؿ المنطقة الواحدة من
اجل النهوض باقتصادياتها.شهد مفهو الإقليمية تطورا كبيرا خلاؿ ثمانينات القرف العشرين من خلاؿ ظهور ما
يسمى بالإقليمية الجديدة new regionalism ، التي جاءت نتاج ظروؼ العولمة الاقتصادية خصوصا مع
مطلع التسعينات.فتسعى الإقليمية الجديدة إلى تحرير قوى السوؽ من خلاؿ الاعتماد على تفعيل دور القطاع
الخاص و تحقيق الاندماج في الاقتصاد العالمي من خلاؿ زيادة الاعتماد على التصدير الموجو نحو الخارج.كما
تسعى إلى تعزيز درجة التكامل عن طريق إزالة الحواجز أما تدفق الاستثمارات و الخدمات وفقا لتشريعات و
قواعد موحدة.
وقد ظهرت الإقليمية الجديدة في شكلين أساسيين: 16
1 . تكتلات تجارية قائمة على فرضية تسهيل العلاقات التجارية بين الدوؿ الأعضاء، تنطلق في شكل مناطق
للتجارة الحرة و قد تتطور لتصل لدرجة الاتحاد الاقتصادي مثل الاتحاد الأوربي.
2 . تكتلات صناعية قائمة على فكرة التخصص و تقسيم العمل في صناعة واحدة أو مجموعة من الصناعات
بين الدوؿ الأعضاء. و كمثاؿ على ذلك مثلث النمو الإقليمي الفرعي الذي ربط بين التكنولوجيا و القوة
المالية في سنغافورة و العمالة و الموارد في اندونيسيا.
و من بين أىم أوجو التمييز بين الإقليمية في شكلها الكلاسيكي و الإقليم ة ي الجديدة ما يلي: 17
من الناحية الجغرافية حسب الصيغة التقليدية للتكامل فإنو يضم دولا متجاورة جغرافيا. لكن
حسب الصيغة الجديدة للتكامل فإنو ليس من الضروري أف يكوف بين دوؿ متجاورة، ولكن قد
16 علاوي محمد لحسف،" الإقميمية الجديدة : المنيج المعاصر لمتكامؿ الاقتصادي الإقميمي". مجمة الباحث. عدد: 07 .
2009 / 2010 . ص: 105 .
17 عبد الوىاب رميدي، مرجع سابؽ، ص ص: 18 - 20 .
LMD
محاضرات الإقليمية و العولمة نظم الحكم والإدارة الإقليمية
سنة ثالثة علو سياسية
16
يكوف بين إقليم أو أكثر متجاورين. بذلك تهدؼ الإقليمية الجديدة إلى تخفيض معوقات تدفق
التجارة بين الدوؿ بغض النظر عن كونها متجاورة أو حتى قريبة أو بعيدة عن بعضها البعض.
من ناحية الخصائص الإقليمية المشتركة يتطلب قيا التكامل حسب الإقليم ة ي التقليد ة ي قدرا كبيرا
من التجانس والتقارب الاقتصادي لأف ذلك يؤدي إلى مزيد من خطى التقارب بين الدوؿ، أما
حسب المنهج الجديد فإنو لا يتطلب ذلك بل على العكس تماما فإنو قد يقو بين أعضاء تتباين
مستوياتهم الاقتصادية ويعتمد على وجود أعضاء متقديف يتولوف قيادة التكتل.
من حيث الخصائص الاجتماعية والثقافية: ترى الصيغة الإقليمية الكلاسيكية أف ىناؾ ثقلا
للعوامل الاجتماعية والثقافية في التقارب، حيث تسهل تقبل إحلاؿ التفاىم والتقارب محل التنابذ
والتصارع، حتى بلوغ الهدؼ النهائي من التكامل وىو الوحدة. وعلى عكس ذلك نجد الصيغة
الجديدة تسمح للتكامل أف يقو بين أعضاء لهم ثقافات متباعدة وتسمح بالخصوصيات وتعتمد
على تبادؿ التفاىم بين أعضائها.
من ناحية سياسية فإف الدوافع السياسية للصيغة التقليدية للتكامل ىي تحقيق الأمن والسلا
وإيقاؼ الحروب، لأف ىذا الشكل ظهر بشكل واضح بعد الحرب العالمية الثانية. أما الصيغة
الجديدة للتكامل وبسبب اختلاؼ الظروؼ الدولية التي ظهرت فيها عن ظروؼ المنهج
التقليدي، نجد دوافعها السياسية تركز على دعم الاستقرار السياسي لدوؿ التكامل.
وفي نفس السياؽ، فاف الصيغة التقليدية للإقليمية ع تود في أساس نشأتها إلى جهود السلطات
الرسمية في الدوؿ الأطراؼ، لكن في الصيغة الجديدة لها فإف تلك الدعوى- دعوى الإنشاء-
قد تعود إلى قطاع الأعماؿ والشركات عابرة القوميات )القطاع الخاص(.
ىناؾ من يطلق على مفهو الإقليمية الجديدة مصطلح الإقليمية المفتوحة، بمعنى أف ىذه
التكتلات قد تسمح بتخفيض القيود على واردات الدوؿ غير الأعضاء بالتكتل. إلا أف درجة
التحرير ليست بالضرورة مرتفعة مثل مستواىا بين الدوؿ الأعضاء.
LMD
محاضرات الإقليمية و العولمة نظم الحكم والإدارة الإقليمية
سنة ثالثة علو سياسية
17
يمكن إجماؿ أىم الفرو قات في الجدوؿ التالي:
الإقليمية الكلاسيكية
الإقليمية الجديدة
-قامت على الإحلاؿ محل الواردات و الانسحاب
من الاقتصاد العالمي . -تخصيص الموارد و الاعتماد على التخطيط و
القرارات السياسية . -دفعتها الجهود الحكومية . -التكامل أساسا في السلع الصناعية . -تعاملت أساسا مع الحواجز الجمركية
-وفرت معاملة تفضيلية للدوؿ الأقل نموا .
-تقو على التوجو نحو التصدير و الاندماج في
الاقتصاد العالمي . -تخصيص الموارد بالاعتماد على قوى السوؽ . -يدفعها القطاع الخاص . -التكامل يشمل كافة السلع و الخدمات و
الاستثمار . -تقو على التكامل العميق . -تطبيق قواعد متساوية على كل الدوؿ مع السماح
بفترات زمنية للتأقلم .
جدوؿ رقم ) 01 (: الاختلافات الأساسية بين الإقليمية الكلاسيكية والجديدة.
المصدر: علاوي محمد لحسن،" الإقليمية الجديدة : المنهج المعاصر للتكامل الاقتصادي الإقليمي".ص: 20 .
LMD
محاضرات الإقليمية و العولمة نظم الحكم والإدارة الإقليمية

Post a Comment

Previous Post Next Post