عملية التشخيص الاكلينيكي :
          يعتبر التشخيص بالطبع أول خطوات العملية العلاجية ولقد نشأ مفهوم التشخيص اساسا في مجال الطب حيث يعرف بأنه تمييز المرض المعين  عن طريق التعرف على أعراضه ، وفكرته الأساسية هي محاولة تصنيف   المرض ووضعه في فئة معينة عن طريق بحث الاحتمالات المختلفة ، واستبعاد مالا يتفق منها والأعراض الواحدة تلوى الاخرى ، حتى نستقر على العرض الذي يعاني منه الفحوص ، ولقد انتقل مفهوم التشخيص الى مجال العلاج النفسي والإرشاد بتأثير الطب والمقصود بالتشخيص في علم النفس الإكلينيكي  هو فهم العميل
2-1 - مفهوم التشخيص :
         هو تحديد المشكلة و التعرف على الاضطراب او المرض وتعيينه وتسميته ، ويقوم التشخيص على اساس نتائج عملية الفحص وجمع المعلومات .
       ويفرق " ويتر بول وولي witroyal and baly  " (1944) بين التشخيص الموجب الذي يعني تحديد الخصائص الايجابية وسمات شخصية العميل ، وبين التشخيص السالب الذي  يعني تحديد مشكلات واضطرابات وأمراض العميل ، وكليهما هام في عملية المساعدة النفسية.
2-2   أهداف التشخيص : يمكن تلخيص أهداف التشخيص في النقاط التالية :
- تحديد العوامل المسببة للمرض .
- تقدير درجة الاضطراب .
- يساعد المختص من وضع أعراض ومشكلات المريض تحت مسمى مرضى محدد و ذلك بمقارنة تلك الاعراض مع وصف الاعراض  الخاص بالتصنيف المعترف به من قبل المتخصصون في المجال الاكلينيكي وهذا ما يسمى بالتشخيص التصنيفي ، و تعتبر " محكات التصنيف الرابع لجمعية الطب النفسي الامريكية " هو التصنيف الذي يتم التعامل به من قبل المختص  وهذا ما يسمى الجانب التصنيفي  للتشخيص .
- يساعد المختص النفسي على وضع كافة المعلومات  التي يستخلصها في اطار واضح يمكن من فهم العميل اي ،  يساعده في عملية تفسير المعلومات والبينات في ضوء النظرية التي يقتنع بها    ( التحليل النفسي و كارل روجز ) الأخصائي ـ  وهذه وهذه العملية اساسية بالنسبة للخطة التي سيتبعها  في العلاج او التقرير ما اذا كان سيحيلها الى الجهة أكثر تخصصا          ( اضطراب العقلي الحاد ، الهلاوس ) الى عناية خاصة بالمستشفى .                                               
3* أدوات عملية التشخيص :
      تهدف هذه الادوات عموما للحصول على المعلومات عن العميل وتمنحنا فهما أعمق  لشخصيته ، وكلما تعددت الادوات كلما كانت المعلومات اكثر ثباتا و موضوعية ، ومن هذه الادوات مايلي :
3-1 - الملاحظة :
3-1 مفهوم الملاحظة :
يرى سترانج وموريس ( 1966 )
       بأن الملاحظة من اقدم وأكثر وسائل جمع المعلومات  شيوعا وهي بذلك وسيلة اساسية وهامة ومورد خصب  للحصول على معلومات عن سلوك العميل،والمقصود بها ملاحظة الوضع الحالي للعميل وهي اداة اساسية ورئيسية في دراسة السلوك الأنساني .
3-1-2 اهداف الملاحظة :
     وتقوم الملاحظة العلمية على ملاحظات السلوك وتسجيله لتحقيق  الاهداف التالية :
-         تسجيل الحقائق التي تثبت او تنفي فروضا خاصة بسلوك العميل .
-         تسجيل التغيرات التي تحدث في سلوك العميل .
-         تحديد العوامل التي تحرك العميل سلوكيا في مواقف وخبرات معينة .
-         دراسة التفاعل الاجتماعي  في موافقه الطبيعية .
3-1-3 أنواع الملاحظة :
أ* الملاحظة المباشرة : حيث" يكون الملاحظة امام العميل وجها لوجه في الموقف ذاته.
ب* الملاحظة غير المباشرة : مثل تلك التي تحدث بدون اتصال مباشر بين الملاحظة والعميل دون ان يدرك العميل انه موضع ملاحظة ، ويتم ذلك في اماكن خاصة مجهزة لذلك .
ت * الملاحظة المنظمة الخارجية : ويكون اساسها المشاهدة الموضوعية للمختص  و التسجيل مظاهر ونواح سلوكية معينة .
ج * الملاحظة المنظمة الداخلية :
      وهي تكون من الشخص ( العميل ) نفسه لنفسه  ( التأمل الباطني – الاستيطان )  ، وهي ذاتية وليست موضوعية ، و من عيوبها انها لا يمكن أن تتبع مع الأطفال الصغار الذين لا يستطيعون القيام بها .
ح  الملاحظة العرضية او الصدفية :  وهي عفوية غير مقصودة ، وتأتي بالصدفة ، وتكون سطحية  ومن امثلتها الملاحظات العابرة لسلوك العميل في المدرسة او المسجد ، وبالرغم من هذا فأنها تعطي بعض المعلومات ، و تستثير بعض الأسئلة مما يؤدى في بعض الاحيان الى فهم أكثر للعميل
وعلى العموم ، يمكن القول ان هذف التشخيص هو الحصول على اساس لتحديد اجراءات وطريقة العلاج النفسي التي تناسب المشكلة ولاضطراب                    ص : 17 
هـ  - الملاحظة الدورية : 
وهذه تتم في فترات زمنية محدد وتسجل حسب تسلسلها الزمني كل صباح او كل اسبوع أو كل شهر .... الخ .
و- الملاحظة المفيدة :
      وتكون مفيدة بمجال  او موقف معين ، ومفيدة ببنود وفقرات معينة مثل ملاحظة الاطفال في مواقف اللعب ( ملاحظة مفيدة للوالدين لا بنهم الذي تعاوده نويات الغضب رصاد السلوك ).
 3-1-4  - الجوانب التي يلزم ملاحظتها :
أ * الحالة الجسمية : يجب ملاحظة ما يلي :
·              التعرف على ما اذ كان المفحوص يعاني من اضطرابات عضوية أم لا ومعرفة مدى تأثير هذا المرض على نفسيته و اضطرابه ،  
·       الاوضاع الجسمية المختلفة للمريض والتي قد تكون مؤشرة لبعض الاعراض
النفسية أو العقلية ( النحافة ، نوعية  الثياب ، طريقة الجلوس ، اللغة ، الهيئة )
·       مستوى النظافة الشخصية .

ب - بيئة العمــيـــل : ويقصد بها ملاحظة العوامل البيئية ( الفيزيقية الاجتماعية  التي تكون لها دلالات اكلينيكية او تعوق العملية العلاجية مثل :
- العلاقات الأسرية   ( الوالدين ، الأخوة ..)
- العلاقات الزوجية ( توافقية او غير ذلك )
- العلاقات الرفاق وتحديد مدى تكيفه معهم
ج- عمر العميل :
- يعتبر العمر عاملا مهما في تسيير الامكانيات العلاجية
1-   ملاحظة عمر العميل إذا كان صغيرا او كبيرا فالمعروف ان تغيير السلوك صغار سن ايسر من كبار السن .
-         ملاحظة العمر الظاهري للعميل هل  يتناسب  مع العمر الحقيقي له ام لا
- ملاحظة  ما اذا كان العميل لديه استبصار بداته  و بالمكان والزمان ام لا .
د - ملاحظة اسلوب الكلام : ومدى ووضوحه وملأ مته مع الافكار ، وهل يوجدتلغم  ام لا ، وإن وجد هل هو مرتبط بموضوعات حوارية محددة ، كما يجب ملاحظة مدى الملائمة الوجدانية مع الموضوعات المثارة ومدى سرعة الكلام. 
هـ ملاحظة  مدى  قدرة العميل على الاستيعاب : وذلك من خلال اتباعه التعليمات اثناء اجراء الاختيارات او القاء بعض الاسئلة عليه
فالملاحظة مهمة  جدا في تشخيص الاضطراب وشخصية العميل ، وهو بهذا يوفر الوقت والجهد في عملية العلاج نفسيي ويساعد في التركيز افهم على المشكلة عند تحديدها .
   وعموما على المتخصص في علوم النفس العيادي  ملاحظة السلوك العام للعميل من كل جوانبه الحركية و الوحدانية و المؤشرات العقلية .
     تعد الملاحظة أداة مهمة ضرورية في كل خطوة من خطوات عملية التشخيص والعلاج النفسي والتي يستحيل على  المتخصص في  علم النفس الاستغناء عنها ، كما تعتبر الأساس التي تعتمد عليه ادوات التشخيص الاخرى .

Post a Comment

Previous Post Next Post