العلاقات المتفاعلة المتبادلة بين الانسان وبيئتهِ
وتشمل:-
أ. الانماط السلوكية في علاقتها بالمواضع الفيزيقية.
ب. بقاء او استمرارية السلوك.
ج. الوعي بالبيئة الفيزيقية والتكيف معها.
- المواضع الفيزيقية كالمكتبات وصفوف الدراسة وعيادات الاطباء وغيرها تحدد وتنبى انماط مميزة من السلوك تجاهها... ولا تنشأ هذه الخاصية كمجرد استجابة فورية للمثيرات الحسية للموضع... انما تنبعث من خلال طبيعة الانسان المعرفية كمدرك لكل الخواص الرمزية للموضع الفيزيقي والدور الذي يقوم به فيه...
- البيئة الفيزيقية ليست مجرد بيئة سلوكية فحسب بل بيئة اجتماعية ومؤسساتية وثقافية ايضاً وهي بذلك لا تُعد نظاماً مغلقاً ذا حدود زمنية او مكانية ثابتة حيث بالامكان إحداث التغيير في الانماط السلوكية تيعاً لتغيير النظم الفيزيقية والاجتماعية والتنظيمية للموضع... وتبعاً لذلك يُعد تنوع الاساليب السلوكية عبر الزمان والمكان صفة بيئية هامة.
- يمكن القول ان سلوك الفرد وخبرته لا ينجم عن الصفات الفيزيقية لبيئته فقط ... انما ثمرة التفاعل المتبادل بين جميع الاحداث الموضوعية المدركة في البيئة الكلية .
البعد الثالث / العمليات النفسية في التفاعل الدينامي بين الانسان والبيئة:-
        وهي تتعلق باستجابة الفرد للمواضع الفيزيقية خاصة عند احداث تغييرات جوهرية بهذه المواضيع او عندما تكون مألوفة لهُ (كانتقاله الى السكن في حي جديد من احياء المدينة)...
        وتظهر هناك ستة مستويات أساسية من الاستجابات ذات علاقات قوية متبادلة ومتداخلة فيما بينها يمكن ان نميزها:-
(المعرفة / التوجه / التصنيف / التنظيم / معالجة البيئة / الاستجابة الوجدانية)
1. المعرفة  Cognition  :-
        هي العملية النفسية الاكثر حسماً في في التفاعل الانساني – البيئي وهي الوظيفة العقلية وما يرتبط بها من عملية ادراكية تمكننا من تحويل العالم الخارجي المشوش الذي ندركه بحواسنا الى عالم داخلي متماسك يمكننا التحكم فيه.
        ومن مظاهر تعلم الواقع وادراكه ما يعرف (الخريطة المعرفية)... التي تصف كيف تتكون الصور الذهنية لدينا عن بيئة ما ... وتحويل الواقع المدرك الى صورة معرفية.
        والفهم المعرفي للواقع يتميز بالتراكمية اي انهُ يتجمع ويتراكم بحيث يعطي المتغيرات البيئية نمطاً جديداً من الادراك الحسي للواقع لنعرف كيفية سنتعامل معهُ (مثلاً لا نحتاج الى لمس الاشياء الساخنة جداً مباشرة لنعرف در فعلنا تجاهها).
2. التوجه  Orientation :-
        يعب عن رغبة الفرد في معرفة مكانه الفيزيقي بالنسبة للوسط الكلي المحيط بهِ مثلاً... التوجه للطرق المؤدية من المنزل الى اماكن انتظار سيارات الأجرة او الطرق الى محلات التسوق المنزلي او الطرق المؤدية الى مواقع الجوانب الجمالية في الحي السكني كالحدائق ومواقع المشاهد السيئة فيه كأماكن تراكم المخلفات في بعض مساحات الارض الخالية .
        ويحدث التوجه ايضاً في اماكن اصغر من هذه كأروقة المستشفيات ومؤسسات العمل غير المألوفة للفرد وغيرها.

3. التصنيف  Categorizing:-
        يقوم الفرد بتقويم الجوانب المختلفة للأماكن الجديدة ويصيغ معانيها الفريدة الخاصة بهِ... ويربط الجوانب المختلفة للموضع الفيزيقي ربطاً وظيفياً بحاجاتهِ وقيمهِ وميولهِ...
        مثلاً يتسم سلوك الجار القاطن في الجهة الامامية من منزله نحوه بالصداقة والمودة في حين لا يعيرهُ جارهُ القاطن في الجهة الخلفية من منزلهِ أدنى اهتمام .
        ومثلاً هناك طريقان يؤديان الى موقف انتظار سيارات الاجرة احدهما طويل ذو ناحية جمالية تصطف الاشجار عل جانبيه ويبعث البهجة لمن يعبرهُ والآخر اقص منه ولكنه خالٍ من اي ناحية جمالية إلا انه يعتبر اكثر فائدة لمعظم الافراد من الطريق الاطول والاكثر جمالاً.
4. التنظيم  Systemization:-
        وهي عملية متميزة في استجابات الفرد نحو المكان الفيزيقي الجديد... فينظم الفرد ما حددهُ وصنفهُ من جوانب المكان المختلفة في شكل بُنى اكثر تعقيداً ومعزى...
        فمثلاً القادم الجديد الى الحي السكني يُبنى بشكل ذاتي الجوار الخاص به ويربط كل خبراته الموجبة من وجود (شوارع آمنة وجيدة الرصف، اماكن توفر الخدمات ، جامع قريب من المنزل ، حديقة عامة).
        وتلك البُنى لاتعد مجرد تصور لأبعاد الحي السكني التقريبية وما بهِ من اماكن بل انها تحقق للفرد ادراك الجوار وفهمه ايضاً... بحيث يتنبأ به ويجعلهُ يعمل لصالحه ... مثلاً اذا كان منزلهُ بالقرب من مركز تجاري مهم عندها سيدرك الفرد بأنهُ لا يجد بسهولة موضعاً لسيارتهِ في موقف انتظار السيارات المجاور لهذا المركز خلال فترات ذروة العمل.

5. معالجة البيئة Manipulation:-
        ترتبط قدرة الفرد على معالجة البيئة والتحكم فيها على :
أ. فعالية الفرد في تنظيم وترتيب هذه البيئة.
ب. الفرص واحتمالات الاختيار التي تقدمها البيئة للفرد.
        فإذا كانت البيئة بالغة التعقيد بحيث لا يستطيع الفرد التنبؤ بها ولا تمنحهُ فرصاً مختلفة للاختيار ... عندها ستنخفض قدرة الفرد على ترتيبها وتنظيمها وامكانية معالجتها والتحكم فيها...
        اما اذا توصل الفرد الى فهم بيئته الجديدة بدرجة كبيرة فإنهُ يستطيع ان يطوعها لاشباع حاجاتهِ كما يمكن تغيير اي جزء منها ومعالجة اي جزء يصيبه العطل فيها.
        ونلاحظ ان عملية (التشفير الاجتماعي) الخاصة بتسمية المكونات البيئية (كالشجرة ، الشارع ، المنزل ، السيارة) وتحديد خواصها الوضعية من (لون ، شكل ، حجم ... الخ)، ستمكن الفرد بفطرته الاجتماعية من التعامل مع اقرانه على اساس قاعدة مشتركة من الفهم...
        فاذا قال احدهم (شجرة كبيرة، شارع ضيق ، سيارة حمراء، منزل صغير...الخ) تكونت لدينا صورة و فكرة تقريبية مفهومة عما يتحدث عنهُ... مهما اختلفت صور واشكال هذا التشفير وتسمح لنا هذه العملية بالتفكير في البيئة.
 6. الاستجابة الوجدانية  Affect :-
        قد تتكون الاستجابة الاولى للفرد عند مواجهته لمكان جديد للمرة الاولى ورغم العوامل الكثيرة المؤثرة على مشاعر الفرد في هذا الموقف يوجد حدٍ أدنى من الوعي او التوتر المرتفع سببهُ الحاجة الى المعرفة والتنبؤ للشعور بالامن في مكان مجهول.
        وقد تنبثق مشاعر اخرى عدا التفاعل الوجداني العام... تحدثها الصفات الخاصة المميزة للمكان الجديد... (كالاكتشاف المفاجيء لوجود مركز تجاري لجميع الاغراض يمكن ان يبعث في الفرد السرور بينما يصاب بخيبة امل لرؤيته مجموعة من المنازل الخالية المهجورة).
        كذلك هناك تشابه او تماثل بين الانتباه الانتقائي للأشياء والاماكن وبين الانتباه الانتقائي الاجتماعي الحادث بين الاشخاص... (فالاشخاص الجدد يجذبون الانتباه والذين يرتدون الواناً زاهية وذوي الصفات المميزة الخاصة او المنعزلين داخل مجموعة ما ... وذلك بمقتضى ما يُعرف بالندرة في السياق)...
        ويمكن القول ان الاحداث غير المتوقعة او غير المألوفة او الملامح البيئية البارزة للانتباه المباشر في المواقع الفيزيقية والمواقف الاجتماعية تعمل على تنبيه وتنشيط المدرك للمثيرات الهامة.
المنظور البيئي للتفاعل الاجتماعي :-
        الانسان كائن اجتماعي لا يستطيع ان يعيش وحيداً بمعزل عن الآخرين الذين يعتمد عليهم اعتماداً كبيراً في حياتهِ بحيث تتكامل علاقاتهِ المتبادلة فيما بينهم مع بقاءه ووجوده في الحياة... واذا اخذنا في نظر الاعتبار ان الانسان عضو في الجماعات أو المؤسسات الاجتماعية المختلفة فإننا نتعرف عن كثب مفهوم (التفاعل الاجتماعي)...
        اشار اليه (ديوي وهمبر) هو الاستجابات المختلفة المتولدة التي يتبادل الافراد احداثها مع بعضهم البعض وما تسفر عنهُ من تعديلات في سلوكهم.
        هو العملية التي يرتبط بها اعضاء الجماعة بعضهم مع بعض معرفياً وفي الرغبات والوسائل والغايات والحاجات وينشأ عنها تعديل في سلوكهم واتجاهاتهم ومشاعرهم واهم مظاهر هذا التعديل التقويم الذاتي وتقويم الآخرين.
        ولكي يؤتى التفاعل الاجتماعي ثمارهِ المرجوة يجب ان تتوافر المودة والتعاطف والوفاق بين افراد شبكة التفاعل ومن ثم المشاركة في الاتجاهات والميول والقيم.
        وقد تصل هذه المشاركة الى حد التماثل من التأثير الاجتماعي المباشر للافراد والآخرين المتواجدين بشكل متكرر في نفس الموقف لتغيير الاتجاه او السلوك نتيجة ممارسة (القوة الاجتماعية) لها.
        والقوة الاجتماعية :- هي قدرة الفرد ما او جماعة ما على احداث التأثير على سلوك فرد آخر او جماعة اخرى .
        وتتخذ عمليات التفاعل الاجتماعي عدة اشكال وهي (الصراع، التنافس ، التعاون، المواءمة ، والمواءمة:- تشير الى انهاء صراع بين اطراف التفاعل بايجاد حل وسط او اخضاع احد الطرفين للآخر.
        من العمليات الاجتماعية المهمة القائمة على التفاعل الاجتماعي عملية التطبيع الاجتماعي :- وهي عملية تعلم اجتماعي دينامية ومستمرة من الطفولة الى الشيخوخة وتهدف الى تحويل الانسان من كائن بيولوجي الى كائن اجتماعي وتشكيل سلوكه ومشاعره واتجاهاته وادراكه للعالم الاجتماعي الذي ينتمي اليه.
ميكانزمات التفاعل الاجتماعي :-
1. الايحاء :-
        وهو قبول الفرد صاغراً لفكرة او القيام بعمل ما دون بذل الجهد في الاستجابة للمثيرات والعلاقات البيئية.
        والايحاء اما مباشر دون تفكير ناقد أو تقويم ويحدث في حالة اضطراب او تعب بدرجة تعوق عن التفكير السليم... أو غير المباشر حيث تم تحويل انتباه الفرد من التفكير في مشكلة اكثر اهمية الى انشغال التفكير في مشكلة أقل أهمية (تافهة).
2. التقمص :-
        وهي عملية تنفتح فيها حدود ذات الفرد للاشياء والناس والرموز مثلاً يرى الانجليز ملكتهم رمزاً لوحدة الامبراطورية البريطانية ويوحدون انفسهم بالطابع الانكليزي الذي تمثله الملكة.
3. المحاكاة :-
        وهي عملية قد تفسر التماثل في الجماعة ومنها نوعان:-
       المحاكاة البسيطة / اظهار نفس انواع الاستجابة السابق اكتسابها عندما تستثار بمثيرات متشابهة او مماثلة للاستجابة نفسها... مثلاً نحاكي الجماعة في الضحك كأستجابة استثيرت بأصوات او حركات الآخرين لنفس السلوك .
       المحاكاة المركبة/ وهي اكثر تعقيداً مما يتم اكتسابهُ من اعمال... فالانسان يطمع في محاكاة الطرق الصحيحة في العمل والتفكير والتي تمثلها الشخصية الناجحة كنموذج مرغوب فيها.
4. التيسير الاجتماعي:-
        ويقصد به اي تأثير على اداء الفرد بالتحسن او بالتدهور نابع من وجود الآخرين معهُ ، وقد ركّز (البورت 1924) على الجانب الميسر من هذه الظاهرة حيث وجد تحسيناً في اداء الفرد في مهام معينة عند وجود الآخرين معهُ سواء ممن يؤدون نفس المهام او المشاهدين  لهُ أثناء الاداء والمقارنة بمستوى ادائه عند عملهِ منفرداً.
        لكن اظهرت نتائج بعض الدراسات ان وجود الآخرين يحدث تداخلاً في اداء الفرد اطلق عليه مصطلح (التداخل الاجتماعي) ، وهنا وضع (زاجونك 1969) نظرية الحافز (الدافع) للتيسير الاجتماعي... أكد أن وجود الآخرين يرفع من مستوى دافعيتنا او استشارتنا مما يزيد من ميلنا الى اداء الاستجابات السائدة او الاقوى الي يزداد احتمال ادائها في موقف معين (مثل ميلك للابتسام عندما تشاهد من يبتسم لك).
        وتشير نتائج الدراسات ... ان هناك عدة تفسيرات مقترحة لزيادة الدافعية المسؤولة عن تحسين الاداء منها... ان وجود الآخرين المؤدين لنفس المهام او المشاهدين لهُ اثناء الاداء يولد لدى الفرد الشعور بالتنافس مقارناً اداءهُ راغباً في اداء الافضل مولداً لديه الشعور بالمنافسة الداخلية.
        الا انه قد يحدث وجود الآخرين تحت ظروف معينة نوعاً من تشتت الانتباه مما يقلل من كفاءة اداء الفرد في هذه الحالة ويزداد تأثير هذا التشتت خصوصاً عند محاولة الفرد تعلم مادة جديدة التي تتطلب التركيز على مثيرات خارجية.
        وهنا يمكن القول ان تأثير وجود الآخرين على اداء الفرد لمهمة ما يعتمد بقدر كبير على المهمة... فإذا كانت مألوفة وبسيطة بقدر ما تزيد الدافعية المسؤولة عن تحسين الاداء... اما اذا كانت المهمة غير مألوفة وصعبة فإن الدافعية لها آثار معاكسة ومن ثم يضعف وينخفض الاداء.
المجال الشخصي :
        ابتكر مصطلح المجال الشخصي من قبل (كانز 1937) ولا يقتصر هذا المفهوم على علم النفس حيث ان لهُ جذور في علم الحياة وعلم الانثروبولوجي وفن العمارة.
        عرّفهُ (ليتل 1965) بأنهُ المنطقة المحيطة بالفرد مباشرةً والتي تحدث فيها معظم تفاعلاتهُ مع الآخرين، وانهُ يتحرك مع الفرد متسعاً ومتقلصاً وفقاً للظروف المحيطة به.
        هناك تفسيرات عديدة لهذا المفهوم منها:-
1.     تفسير يخص الضغوط حيث يفترض ان الفرد يديم او يبقى مسافة شخصية لتجنب انواع من المثيرات التي تولد الضغوط المرتبطة بالقرب من الآخرين.
2.     تفسير قدمهُ باحثوا علم الانثروبولوجي ويشير الى ان المجال الشخصي هو شكل من اشكال وسائل الاتصال... وفق هذا التفسير فان المسافة بين الافراد وتحدد نوعية وكمية المثيرات المتبادلة.
3.     تفسير يبين ان المجال الشخصي هو منطقة تشبه الوهم او فقاعة غير مرئية تحيط بالفرد مباشرة تؤدي عدداً من الوظائف على انها حد غير مرئي لايتجاوز عليه الآخرون.
وظائف المجال الشخصي:-
        يؤدي وظيفتين رئيسيتين كما يرى (فيشر 1983):
الاولى: دفاعية (Defensive) او حماية الذات:
        وذلك للمحافظة على الخصوصية او لتحاشي تحمل ما يفوق طاقة الفرد، او لاختزال الاجهاد او الضغط البيئي، فعندما يشعر الافراد بقدرتهم على التحكم في بيئتهم يعملون بشكل تلقائي على الاحتفاظ بمسافة اقل بينهم وبين الآخرين، ولكن عندما يشعرون انهم مضغوطون فانهم يحاولون الاحتفاظ بحيز شخصي اكبر.
الثانية: يعمل كمنظم او مؤشر للتجاذب بين الاشخاص وعلاقات الألفة والمودة بينهم او عدم الراحة والكراهية:
        فهناك من يجلس وحيداً منفرداً او على حافة المقعد بعيداً عن الآخر والبعض يجلسون في ازواج متقاربين في علاقة مودة والبعض الآخر يجلسون في جماعات كالاصدقاء، الفريق الرياضي، أعضاء نادي ما ... الخ
محددات سلوك المجال الشخصي:
        وتُعرف احياناً بالاستخدام الشخصي للمجال او الحيز... وتحدد للافراد درجة اقترابهم من الآخرين ومتى يستطيعون الاقتراب او الابتعاد بدرجة اكبر من حد معين وفقاً لهذه المحددات ... وهذه المحددات هي:-
1. صفات الفرد/ حسب (1) العمر (2) الجنس (3) الحالة الانفعالية (4) الذكاء
العمر:- فمن الناحية النمائية وجد بأن حقوق الحيز الشخصي لدى الاطفال غير موجودة حتى انهم يستمتعون بتدليل الغرباء المعجبين بهم... وأيدت الدراسات هذا إذ وجدت دراسة (ايلو 1974) التي فحصت  ازواج من الاطفال في مستويات عمرية مختلفة اثناء مناقشهم لبرامجهم التلفزيونية المفضلة. وجد بأن الاطفال الأصغر عمراً يتفاعلون مع بعضهم على مسافات متقاربة اكثر من الاطفال الأكثر عمراً. وتأخذ مسافات التفاعل في الكبر مع التقدم في المتوى العمري الى ان تصبح مشابهة لمسافات الراشدين ذوي (12 عاماً) تقريباً.
الجنس :- واوضح سيفري وآخرون 1979 بالنسبة للفروق بين الجنسين ... وجد ان الفروق الجنسية تكون أقل ما يمكن لدى الصغار إلا انها تظهر لدى الاطفال ذوي العشرة اعوام حيث يتفاعل الفتيان على مسافات اكبر من الفتيات وكذلك تكون مسافات التفاعل قريبة لدى ازواج الافراد ذوات الجنس الواحد (ذكور وذكور) (إناث وإناث) بالمقارنة بمسافات التفاعل لازواج مشابهة ذات جنس مختلط (ذكور وإناث) .
وبصفة عامة يمكن القول بأن الذكور يحتاجون الى حيز اكبر م الاناث.
الذكاء :- اما بالنسبة لمستوى الذكاء فقد وجد ان الاطفال المتخلفون عقلياً يحافظون على حيز شخصي اقل بكثير من الاطفال ذوي مستويات الذكاء العادية كما اوضح (بيرمس 1981).
الجوانب الانفعالية:- اوضح (كينسل 1970) ان الجوانب الانفعالية والوجدانية للفرد تلعب دوراً في سلوك الحيز الشخصي... فالافراد المسجونين شديدي الانفعال الى درجة تصل الى العنف يحتاجون الى حيز او مجال شخصي اكبر من الحيز الذي ايحتاجون اقرانهم ذوي المستوى الانفعالي العادي . وكذلك الحال للاشخاص الفصاميين والانطوائيين والقلقين يحتاجون لمجال شخصي اكبر من الاشخاص الطبيعيين.
2. صفات البيئة الفيزيقية:
        أشار (ليبمان 1970) الى ان صفات البيئة الفيزيقية تعد احد العوامل المؤثرة على معايير الحيز الشخصي وانماطهِ السلوكية من حيث عدد الاشخاص وترتيبهم في الموضع والاثاث الموجودة فيه. ففي تفاعل الترتيبات المكانية مع سلوك الحيز الشخصي لدى الجنسين وجد ان الذكور والاناث يختلفون في ردود افعالهم نحو هذه الترتيبات... فعند الجلوس حول منضدة ما مع فرد آخر يعرفونه ويحبونهُ ... فتميل الاناث الى الجلوس بجوار هذا الشخص بينما يختار الذكور المقعد المواجه لهُ... وهذا يوضح تأثير ارتباط الحيز الشخصي بالموقع الفيزيقي.
3. المعايير الاجتماعية– الثقافية والوضع الاقتصادي لمجتمع الفرد:
        تتباين معايير الحيز والمجال الشخصي من ثقافة لاخرى وتتأثر بشكل كبير بسلوك الدور وما يقتضيه من حيز ملائم لتنفيذهُ... فمثلاً علاقة الطبيب والمريض تقتضي الاقتراب المقبول والملائم لدور السلوك المهني الموضوعي غير المتأثر بالشعور الشخصي. وجدت دراسات(هال 1969) بأن مسافة التخاطب العادية بين العرب تتراوح (13-14 بوصة) حوالي 2/1 متر وهي تساوي نصف المسافة تقريباً التي يحافظ عليها الامريكيون والغرب اثناء التخاطب. وقد يفسر هذا في ضوء ان ثقافات الدول العربية والبحر المتوسط يحدث فيها اتصال فيزيقي بين الافراد بصورة كبيرة في ضوء ازدحام الشوارع والاسواق ووسائل المواصلات.
4. طبيعة علاقة التفاعل بين الافراد:-
        يتميز الحيز او المجال الشخصي بقابليته للتمدد والانكماش تبعاً للموقف والهدف الذي يرده الفرد... وهذه الحاجة تختلف بأختلاف مواضع السلوك والافراد الآخرين وتوقيت التفاعل وطبيعة انواع الانشطة مع الآخرين. وعلى سبيل المثال تزداد اجتماعية الفرد واحتكاكه بالآخرين في المناسبات مقارنة بأماكن العمل الرسمية. ومثال آخر ... تقارب المسافات وصغر قطر الدائرة التي يجلس عندها الاطفال عندما تُقص عليهم القصص... وقد وصف (هال) اربعة مسافات لكل منها مرحلة قريبة واخرى بعيدة وهي:-
‌أ.      مسافة الحماية.
‌ب.    المسافة الشخصية.
‌ج.     المسافة الاجتماعية (للتفاعلات الشكلية الرسمية).
‌د.      العامة والهدّامة (مسافات الالقاء ، الخطباء، الرئيس...).
السلوك المكاني:-
        اجريت دراسات ومحاولات عديدة لدراسة اسلوب الفرد في النظر الى العالم وكيفية انعكاس التعلم والخبرة في السلوك المكاني. وأحد متغيرات الشخصية الذي اكتشف من حيث علاقتهِ بسلوك الفرد المكاني هو مركز السيطرة (الداخلي – الخارجي).
        حيث ترى نظرية مركز السيطرة توجه الفرد أما داخلي او خارجي على انهُ انعكاس يتعلق بأسباب الاحداث إذا كانت داخلية او خارجية. فيرى ذوو مركز السيطرة الداخلي ان التعزيزات تحت سيطرة الذات ، في حين يرى ذوو مركز السيطرة الخارجية ان التعزيزات تحت سيطرة المصادر الخارجية.
        هذا ويتأثر سلوك الانسان المكاني بعدة عوامل اهمها:
1-     الادوار الثقافية التي تحكم وضعهِ في المكان.
2-     المسافات التي تفصل بينهُ وبين الآخرين.
3-     طبيعة الاوضاع الاجتماعية والثقافية والاقتصادية لمجتمع الفرد.
4-     طبيعة ظروف البيئة الفيزيقية المحيطة.
5-     الفروق الشخصية والجنسية والعمرية.
البيئة ENVIRONMENT :
        هي الوسط او المكان الذي يعيش فيه الكائن الحي مؤثراً ومتأثراً بكافة الظواهر الطبيعية والكونية المحيطة به.

Post a Comment

Previous Post Next Post