تقوم إدارة خدمات الإطفاء والإنقاذ برئاسة الطيران باعتبارها الجهة المخولة والمسئولة عن إدارة وقيادة وتنسيق كافة الأمور المتعلقة بإيفاء المملكة العربية السعودية بكافة المعايير والمقاييس الصادرة من قبل المنظمة الدولية للطيران المدني (الايكاو) فيما يختص بتوفير خدمات الإطفاء والإنقاذ لكافة الطائرات التجارية العابرة لأجواء المملكة أو القادمة إليها أو التي يتم تشغيلها في نطاق المجال الجوي للمملكة وتشمل مسئوليات إدارة خدمات الإطفاء والإنقاذ تأمين الوقاية الإطفائية للمرافق والمنشآت والمعدات التي تعمل في مساندة عمليات الدفاع المدني بجميع مطارات المملكة.
البداية الأولى لخدمات الإطفاء والإنقاذ برئاسة الطيران المدني بالمملكة كانت قبل حوالي 45 عاماً وتمثل ذلك في إنشاء أول وحدة لخدمات الإطفاء والإنقاذ بمطار جدة القديم بتوفير خمس سيارات لمكافحة وإطفاء حرائق الطائرات والإنقاذ يقوم بتشغيلها خمسة عشر فردا ومع تنامي الحركة الجوية بالمملكة وإرساءا لدعائم التنمية أنشئت عدة مطارات في كافة أرجاء المملكة وقامت رئاسة الطيران المدني بإنشاء وحدات لخدمات الإطفاء والإنقاذ بجميع هذه المطارات حيث تقوم إدارة خدمات الإطفاء والإنقاذ بالرئاسة حالياً بالإشراف على خمسة وعشرين وحدة للإطفاء والإنقاذ بالمطارات المختلفة منها ثلاثة وحدات بمطارات المملكة الدولية في كل من جدة والرياض والدمام وهذه المطارات مصنفة في الفئة التاسعة حسب تصنيف المنظمة الدولية للطيران المدني بالإضافة إلى مطاري المدينة والطائف الذين يسيران رحلات دولية أيضاً أما بقية المطارات (20 مطاراً) فمنها خمسة مطارات وهي (القصيم، جيزان، أبها، حائل، تبوك) فهي مصنفة مطارات اقليمية في الفئة الثامنة وبقية المطارات تعتبر مطارات محلية حيث تقوم بشكل رئيسي بتسيير رحلات الخطوط الجوية العربية السعودية الناقل الوطني للمملكة.
تتمثل المهمة الرئيسية لخدمات الإطفاء والإنقاذ في إنقاذ الأرواح وتقليل الخسائر في الممتلكات خلال حوادث الطائرات وحالات الطوارئ الأخرى بالمطارات وتتفاوت المسئوليات الرئيسية من مطار لآخر وهي تشمل مكافحة وإطفاء حرائق الطائرات وعمليات الإنقاذ ومكافحة حرائق المنشآت والمباني وتأمين الحماية الإطفائية لمرافق ومستودعات تخزين الوقود وخدمة الاسعافات لنقل المصابين والمرضى والاستجابة لحوادث المواد الخطرة وتوفير الحماية الإطفائية والتثقيف حول السلامة الإطفائية والهندسة الإطفائية والقيام بأعمال الفحص والتفتيش وتأهيل المرافق الجديدة والتي يتم إعادة تأهيلها وتوفير المساعدة المتبادلة لإدارات الدفاع المدني والمساعدة في عمليات تشغيل الطائرات الخاصة بالقوات الجوية.

الاستجابة للحرائق بالمطارات:
تقوم رئاسة الطيران المدني بتصنيف خدمات الإطفاء والإنقاذ بمطاراتها على أساس حجم أكبر طائرة مجدولة لاستخدام المطار، ورغم التفاوت الكبير في حجم الوقود وسعة الركاب من طائرة إلى أخرى باعتبارها من العناصر الهامة في تحديد الخدمة الإطفائية المطلوبة، إلا أن حجم الطائرة يستخدم عادة في تحديد هذين العنصرين، وتختلف أحجام الطائرات بدءا من طائرة بمروحة واحدة وخزان وقود سعة (200) لتر وراكب واحد أو اثنان فقط إلى طائرة تحمل أكثر من (400) راكب إضافة إلى طاقم جوي مكون من نحو (23) فرداً وحمولة من الوقود تزيد عن (180.000) لتراً، وتتطلب حوادث طائرات الركاب استجابة فورية وسريعة بكافة المعدات المتخصصة وبفضل من الله تتوفر بكافة مطارات المملكة وحدات إطفاء وإنقاذ متميزة مجهزة بأحداث السيارات والمعدات اللازمة للتعامل مع كافة حالات الطوارئ المتعلقة بطائرات الركاب حيث أن هذه الحالات تتطلب تدخلاً فورياً والتعامل معها بأسرع ما يمكن لإنقاذ الركاب الذين قد يكونون محتجزين وإخماد الحرائق بالسرعة المطلوبة ومنع انتشارها حفاظاً على الأرواح والممتلكات. وعلى الرغم من أن هذه الأعمال تعتبر من المهام الأولية لأية وحدة تستجيب لحوادث الطائرات إلا أن حوادث طائرات الركاب تتطلب اتخاذ المهام في مدة وجيزة جداً، في ثوان معدودة بدلاً من دقائق لتحقيق الهدف المنشود في إنقاذ الأرواح.

لمحة عامة:
إن الطائرة الجاثمة على الأرض ليست مجرد بناء أو جسم معدني محاط بكمية من الوقود ولا ينبغي التعامل معها من خلال هذه النظرة الغير فاحصة حيث أوضحت الدراسات التي أجريت حول الحوادث الأخيرة للطائرات على نطاق العالم وجود مثل هذه النظرة حتى بين بعض الفرق المختصة للاستجابة لحوادث الطائرات حيث أن البعض منهم لا يدركون كافة المخاطر الخفية التي تهدد سلامتهم خلال حوادث الطائرات، إن الطائرة في الواقع يتم بناؤها من عدة آلاف من المواد المركبة وبعض هذه المواد يشكل مخاطر جسيمة خاصة لأفراد مكافحة الحريق والإنقاذ. لذا يتوجب على كافة أفراد الإطفاء والإنقاذ زيادة الاهتمام بمعرفة مكونات أجسام الطائرات والتعرف على أجزائها المختلفة والمواد المستخدمة للوقوف على المخاطر الخفية التي قد تهدد سلامتهم من خلال التعرض لهذه المواد.
وللمساعدة في إيجاد الوسائل والطرق الناجحة في التعامل مع حوادث الطائرات بما يحقق السلامة المنشودة، فإن هذه الورقة تتضمن الإرشادات والإجراءات الموصي بها في التعامل مع حوادث الطائرات التي تشتمل على المعادن والمركبات المطورة. ورغم أن المخاطر المحتملة كثيرة ومختلفة بناء على نوع وكمية المواد المستخدمة ومدى تعرضها للتلف وطبيعة الحوادث، إلا أن كمية هذه المواد هي التي تحدد في الغالب مستوى المخاطر المحتملة سواءا من جراء الاستنشاق أو التنفس أو البلع أو الامتصاص أو الجرح.
إن الإرشادات والإجراءات المضمنة في هذه الورقة تعني بالاستجابة لحوادث الطائرات وعمليات مكافحة الحرائق واستعادة التشغيل والتخلص من المواد الخطرة وهذه الإرشادات والإجراءات عامة في مضمونها ويمكن تطبيقها في جميع الحالات التي تتعلق بالمركبات والمعادن المطورة. وحيث أن أنواع وطبيعة الحوادث كثيرة ومختلفة بحيث يتعذر حصرها، فإن هذه الإرشادات والإجراءات جاءت عامة في طبيعتها ويمكن تفصيلها إلى إجراءات محددة وفقاً لطبيعة الحوادث. وبصورة عامة فإن الهدف من هذه الورقة هو إرساء أسس وقواعد تبني عليها إجراءات فعالة ومتطورة بغية توفير درجات السلامة الممكنة وتقليل المخاطر المحتملة من التعرض للمركبات والمعادن المطورة والحد من آثارها على البيئة والصحة ولابد من الإشارة هنا أن فعالية هذه الإجراءات يرتكز على التدريب الجيد في تطبيقها واتخاذ الإجراءات المناسبة والتحضير الجيد للتعامل مع المخاطر المحتملة من التعرض للمعادن والمركبات المطورة المستخدمة في الأجيال الحالية والمستقبلية من الطائرات.

تعريفات:
المواد المركبة:
هي اتحاد فيزيائي بين مادتين أو أكثر وتتكون هذه المواد عادة من مادة مقوية ومادة رابطة تساعد على التماسك أو شبكة وفي الغالب فإن المواد المقوية أو العناصر التي تحمل الثقل تكون عبارة عن ألياف وتستخدم مادة راتنجية لربط الألياف مع بعضها البعض وسد الفراغات وبذلك تكون شبكة تتيح توزيع الضغط عن طريق انتقال الضغط من ليفة إلى أخرى، وبصورة عامة فإن المواد المركبة تتكون من صفائح رقيقة بعدة طبقات بحيث توضح الصفائح في اتجاهات مختلفة وفي عدة حالات تشكل مواد في شكل خلية النحل وتوضع بين صفحتين وبصفة عامة فإن اسم المادة المركبة يصف طبيعتها تكوينها حيث أن الاسم مكون من اسم المادة المستخدمة في شكل ألياف وكذلك اسم المادة الراتنجية الرابطة مثل مادة فايبرقلاس (الألياف الزجاجية) فهناك نوع منها مكون من ألياف زجاجية مربوطة بمادة إبوكس (Glass/ Epoxy) وهناك نوع مكون من ألياف زجاجية مربوطة بمادة البولستر (Glass/ Polyster)

المواد المركبة المطورة:
 هي مواد مركبة تمتاز بقوة وصلابة شديدة مثل الألياف التي تكون على هيئة شبكة ويتم ربطها بمادة راتنجية (عجينة) بخصائص مميزة مثل خفة الوزن ومقاومة الصدأ وخصائص حرارية وكهربائية مميزة، وتمتاز المواد المركبة المطورة عن المواد المركبة المعتادة بميزات الأداء المتفوق وقلة التكلفة وهي معقدة التركيب وتنوي على مخاطر مثل مركباتالجرافيت مع مادة الإبوكس (Graphite/ Epoxy) ومادة البورون مع الإبوكس (Boron/ Epoxy) ومادة الأراميد – كفلر مع الإبوكس (Aramid  Kevlar/ Epoxy).

المواد المعدنية المطورة:
هي معادن مطورة خصيصا لمقابلة احتياجات مختلفة مثل بناء هياكل الطائرات مثل مادة البريليوم (Beryllium) وتجدر الملاحظة هنا إلى ضرورة التمييز بين المواد المركبة المطورة وبين المعادن المطورة نظراً لاختلاف المخاطر المحتملة عن كل منها.

المخاطر:
هي الحالات أو مجموعة الظروف والملابسات التي يحتمل أن تؤدي إلى الإصابة أو المرض أو تحطم الممتلكات وتلفها كما يمكن أن تشمل الأعمال التي قد تنتج عنها مخاطر.
وباعتبار هذا التعريف فإن المخاطر المحتملة من الحوادث التي تتعلق بالمواد المركبة والمعادن المطورة يمكن التعبير عنها بأنها من المخاطر التي يمكن السيطرة عليها. وينبغي الإشارة إلى أن السيطرة على المخاطر هي عملية تقليل الخسائر التي قد تنجم عن الحوادث من خلال توقع المخاطر المحتملة ومنع حدوث أو نشوء مخاطر أخرى غير متوقعة. وحيث أن حوادث الطائرات باختلاف وتعدد أنواعها تشكل مخاطر أخرى غير متوقعة. وحيث أن حوادث الطائرات باختلاف وتعدد أنواعها تشكل مخاطر جمة على الأفراد الذين يستجيبون لهذه الحوادث ولتقليل هذه المخاطر يجب أن نتعرف على كافة المخاطر المحتملة وذلك من خلال المعرفة والتدريب والاستعداد الجيد لكافة حالات الطوارئ.

خلفية:
إن تحطيم وتلف المركبات والمعادن المطورة الناتج عن الحرائق أو الانفجارات أو الاصطدامات القوية خلال حوادث الطائرات تشكل مخاطر استثنائية على البيئة والسلامة والصحة حيث تصل درجة الحرارة في الحوادث الحقيقة لحرائق الطائرات إلى معدلات مرتفعة جداً تتراوح بين (1000 و 2000) درجة مئوية وهناك بعض المواد العضوية المستخدمة في صناعة الطائرات مثل الراتنج والبوليمر والتي تحترق تماماً عند درجة حرارة حوالي 400 درجة مئوية وينتج عن هذا الاحتراق تكون مواد وغازات سامة كما تتفكك الألياف المكونة لها وكذلك تتغير خصائص المركبات أو المواد المطورة المحترقة بدرجات حسب نوعها فعلى سبيل المثال فإن المواد المقواة المصنوعة من الزجاج أو ألياف مادة أراميد تذوب تحت درجات الحرارة العالية في حين أن الحرارة تعمل على أكسدة الكربون وألياف الجرافيت وبالتالي يتغير حجم هذه المواد وشكلها وخصائصها الأخرى مثل المسامية.
إن شدة الحرارة والقوى الميكانيكية الناتجة من حوادث الطائرات تؤدي في الغالب إلى تدني وتفكك وتناثر المركبات والمعادن المطورة المكونة لهيكل وأجزاء الطائرة التي تتحول إلى أجزاء وألياف صغيرة أو غبار أو تتحول إلى مركبات لينة وقد ينتج عنها غازات سامة جداً، إن الألياف الكربونية التي تتحرر تكون صلبة ويمكن أن تخترق جسم الإنسان بينما يمكن لألياف مادة البورون أن تخترق العظام. إضافة إلى ذلك فإن المواد الناتجة عن احتراق الألياف تشكل مخاطر جسيمة للإنسان من خلال الاستنشاق ويزداد الأمر خطورة في الحوادث التي قد تكون فيها أجزاء أو أشلاء للضحايا بين الحطام وذلك لسهولة انتقال الأمراض الخطيرة والمدية التي يمكن انتشارها عن طريق الدم ويمكن أن يكون للطقس السائد في موقع الحادث أثر كبير في انتشار المواد المتحطمة في المنطقة المحيطة بموقع الحادث.
إن اقتران وجود النار والحرارة والصدمات القوية والشظايا في الحوادث يمكن أن تكون لها تأثيرات متعددة على المركبات والمعادن المطورة قد تتراوح من ضعف قوتها أو انفصالها إلى طبقات رقيقة أوتفحمها أو احتراقها أو ذوبانها وتبخرها وعلى كل فإن الصدمات التي تنتج عن بعض الحوادث قد تكون سطحية ولكنها تعتمد بدرجة كبيرة على نوع المواد المستخدمة حيث أن بعض المعادن المطورة مثل اليورانيوم منخفض النظائر أو البريليوم يمكن أن ينتج منها مواد مؤكسدة سامة جداً عند تعريضها لدرجات الحرارة العالية (700-800) درجة مئوية. وعلى الرغم من أن المركبات والمعادن المطورة لا تشكل سوى واحداً من عدة مخاطر يمكن أن ينتج من حوادث الطائرات مثل مخاطر حرائق الوقود ومواد التشحيم والمواد البلاستيكية...إلخ، إلا أن مخاطر هذه المركبات والمعادن المطورة تستحق مزيداً من الاهتمام والحذر نظراً لخطورتها الشديدة وكذلك للاستخدام المتزايد لهذه المركبات نظراً لخطورتها الشديدة وكذلك للاستخدام المتزايد لهذه المركبات والمواد لما تمتاز به من قوة وشدة تحمل ومقاومة. لذا توجد الحاجة إلى ضرورة التحكم في مدى التعرض للأبخرة والغازات والألياف والشظايا المتناثرة أو العالقة في الجو والتي تنتج خلال حوادث الطائرات لخطورة آثارها المركبة وطبيعتها المعقدة كيميائياً.
تتمثل مخاطر التعرض للمركبات والمعادن المطورة المتحطمة في الحوادث في الامتصاص باللمس والاستنشاق بالتنفس والاختراق من خلال الجروح والأكل والشرب والتدخين فعلى سبيل المثال فإن الألياف الكربونية لدى تعرضها للحريق تتفكك إلى أجزاء صغيرة حادة مما يسهل انتقالها ويزيد من احتمال استنشاقها أثناء التنفس كذلك فإن الأجواء الجافة التي تسودها الرياح في موقع الحادث تزيد من فرص انتشار الشظايا والجزيئات المحترقة ولا يمكن التخلص من هذه المعادنبسهولة لطبيعتها وشكلها وصلابتها. وهناك مخاطر أخرى محتملة من احتراق المركبات والمواد المطورة فيما يتعلق بالصحة والبيئة وتشمل المشاكل التي يمكن أن تحدث للجلد والجهاز التنفسي وحالات التسمم والحساسية والاشعاعات الناجة عن هذه المواد ويمكن أن تكون التأثيرات الصحية الناتجة حادة أو مستعصية بناءا على الظروف المحيطة بكل حادثة حيث تنشأ المخاطر الجلدية من الأجزاء الميكانيكية والمتحركة نتيجة الاختراق أو القطع والجرح أما المخاطر الرئيسية للأجهزة التنفسية فتنشأ من غبار المواد المتحطمة والمحترقة التي تسبب حساسية وكذلك الغازات والأبخرة السامة والمواد المؤكسدة.
وهناك مخاطر كهربائية قد تنتج من الحوادث المتعلقة ببعض المركبات والمعادن المطورة التي تمتاز بخاصية التوصيل الكهربائي مثل الجرافيت والألياف الكربونية مثل حدوث التماس أو قوس كهربائي خاصة في حالة وجود تركيز شديد لهذه المواد وغالباً ما يكون ذلك في موقع الحادث.
وعلى الرغم من ندرتها إلا أنها قد تتسبب في فشل أو تدني أداء الأجهزة والمعادن الكهربائية بما في ذلك تداخل أجهزة الراديو وتوضح الدراسات والأبحاث في هذا الشأن ندرة حدوث مثل هذه الحالات إلا في موقع الحادث ويحدث ذلك نتيجة تركيز ألياف الكربون أو الجرافيت المنتشرة في الجو في المناطق التي يوجد بها تيار كهربائي ذو ضغط عالي مما يقلل خاصية عزل الكهرباء في الهواء وبالتالي قد يتسبب ذلك في تعطل أو خلل الأجهزة الكهربائية.

الإجراءات اللازمة للحد من المخاطر:
من واقع الاستخدامات والتطبيقات الحالية للمركبات والمعادن المطورة وفي ظل الزيادة المتوقعة لها في المستقبل فإنه يصبح من الأهمية بمكان استحداث وتطوير سياسات وإجراءات واقعية تهدف إلى التحكم والتقليل من المخاطر المتعلقة بالصحة والبيئة والسلامة والتي قد تنشأ من التعرض لهذه المركبات والمعادن ويمكن تحقيق هذا الهدف من خلال توفير الملبوسات الواقية المناسبة للأفراد وتوفير المعدات والأدوات اللازمة والتدريب الجيد وتطبيق الإجراءات الخاصة بالسلامة ويجب تطبيق هذه الإجراءات من قبل كافة الجهات المسئولة عن الاستجابة لحالات الطوارئ بأسرع ما يمكن نظراً للتوسع في استخدام المركبات والمعادن المطورة لما تمتاز به من جودة الأداء وقلة التكلفة ليس في مجال الطيران فحسب بل في كافة الاستخدامات والأغراض التجارية الأخرى.
إن الاهتمام المهني والإدراك والحس العام وحسن التصرف تعتبر أفضل الوسائل لإنجاز الأعمال. وحيث أن حوادث الطائرات تحدث في ظروف مختلفة كما أن درجات التحطم والتلف متفاوتة جداً، فإن تطبيق منظومة قياسية من الإجراءات لا يعتبر عملياً إلا أن الجهات المسئولة عن الاستجابة لحالات الطوارئ ومن خلال التطبيق الحذر لإجراءات وقواعد الحد من المخاطر يمكنها إنجاز المهام المناطة بدون مخاطر على الصحة والسلامة.

المعدات الواقية للأفراد:
إن أفراد مكافحة حرائق الطائرات والإنقاذ باعتبارهم أول من يستجيب عادة لحوادث الطائرات وبحكم كونهم المجموعة الرئيسية التي تتعامل مع حوادث الطائرات التي تشتمل على المركبات والمعادن المطورة. فإنهم معرضون للمخاطر الكبيرة التي تنشأ من هذه المواد على الرغم من أنهم غالباً يتمتعون بأفضل أنواع الوقاية في جميع الحالات ما عدا بعض الحالات الخاصة كذلك فإن كافة الأشخاص الذين يتواجدون بالقرب من موقع الحادث وكافة الأشخاص الذين يتعرضون لسحب الدخان المركز يجب أن يرتدوا أطقم واقية لحرائق المنشآت أو حرائق الطائرات وكذلك أجهزة التنفس كما يجب عليهم الاستمرار في ارتدائها حتى يتم إطفاء الحريق بالكامل ويتم تبريده لدرجة حرارة 149 درجة مئوية أو أقل وحتى يتم التأكد من عدم وجود مواد محترقة بدون لهب. وتجدر ملاحظة أن احتمال التعرض للمخاطر المتعلقة بحرائق المركبات والمعادن المطورة في حوادث الطائرات يمكن أن تكون أكثر خطورة على المجموعات الأخرى التي تستجيب لاحقاً بمن فيهم المجموعات التي تستجيب للعمليات الأخرى وذلك نتيجة لفترة تعرضهم لهذه المواد ولتدني مستوى الوقاية لديهم. إن أفراد الأمن الذين يجتمعون لتشكيل الدائرة الأمنية حول موقع الحادث والسيطرة على المداخل والمخارج بالموقع قد يكونون أكثر عرضة للمخاطر. وعلى كل فإن مخاطر التعرض لهذه المواد يمكن تقليلها والحد منها بالاستخدام الجيد للمعدات الواقية للأفراد وباتباع إجراءات الاستجابة للحوادث بطريقة جيدة ومتقنة ويجب على كافة الجهات المستجيبة لحوادث الطائرات تعريف جميع منسوبيها بالمخاطر المتعلقة بالمركبات والمواد المطورة والإجراءات السليمة للاستجابة ومن هنا تنشأ الحاجة إلى ضرورة توفر التنسيق والاتصال الجيد بين جميع الجهات المعنية كما أن الإجراءات التحضيرية والتدريب الجيد مع حسن التصرف وسرعة اتخاذ القرار المناسب تعتبر من العوامل الحيوية لتفوير السلامة المطلوبة.

إجراءات الاستجابة لحوادث الطائرات المتعلقة بالمركبات والمعادن المطورة:
1.   تقوم الجهة المستجيبة أولاً، عادة إفراد مكافحة الحرائق والإنقاذ، بأداء الأعمال المعتادة في مكافحة وإطفاء الحريق وعمليات الإنقاذ وفور الانتهاء من السيطرة على الحريق يجب اتخاذ الإجراءات والاحتياطات الخاصة بالمركبات والمعادن المطورة حيث يحتمل نشوء بعض المشكلات التي تتعلق ببعض المعدات والأجزاء المحترقة وفقا لنوع المواد المستخدمة مثل الصلابة الشديدة لبعض المركبات المطورة أو عدم قابليتها للقطع أو الثقب مما يعيق سهولة الوصول إلى مناطق أو أجزاء محترقة الأمر الذي يتطلب الإلمام والمعرفة التامة بمناطق القطع في حالات الطوارئ وكذلك بعض المداخل المعقدة للمحركات وبعض مواقع وأجزاء المحركات التي يصعب الوصول إليها مما يشكل تحدياً حقيقياً لأفراد مكافحة وإخماد الحرائق.
2.   يجب إخماد الحريق وتبريد الأجهزة التي تحتوي على مركبات أو معادن مطورة لدرجة حرارة (149) درجة مئوية أو أقل ويمكن إنجاز ذلك برش الماء أو الرغوة على الأجزاء المتأثرة بعد إخماد الحريق الرئيسي.
3.   يجب عدم السماح لأي شخص ما عدا أفراد مكافحة الحريق والإنقاذ المزودين بأجهزة التنفس من الدخول أو الاقتراب من موقع الحادث المتعلق بمركبات أو معادن مطورة حتى يتم الفراغ من إخماد الحريق وإعلان المنطقة آمنة من الغازات السامة والمشعة.
4.   يجب تجنب سحب وجر خراطيم الإطفاء بين الحكام في موقع الحادث حيث توجد خطورة نتيجة إحتكاكها أو تلوثها كذلك فإن الملبوسات الواقية من الحريق وأحذية البوت الواقية التي يرتديها الأفراد معرضة للقطع أو الاختراق من وجود مركبات أو معادن خطرة حادة أو خشنة.
5.   يجب إنشاء دائرة أمنية حول موقع الحادث وإنشاء نقطة واحدة فقط لمراقبة الدخول والخروج ويجب عدم السماح لأي شخص ما عدا أولئك الذين يرتدون ملبوسات واقية مناسبة من الدخول لموقع الحادث.
6.   يجب تجنب وتقليل انتشار الغبار وتناثر الأجزاء في منطقة الحادث وذلك بالتقليل قدر الإمكان من حركة الأفراد والمعدات في المنطقة بما في ذلك معدات وآليات الإطفاء.
7.   الاتصال والتنسيق مع كافة الجهات المعنية لتأمين السلامة المطلوبة.
8.   لتمكين المراقبة الفاعلة لنقطة الدخول والخروج الوحيدة بالمنطقة، يجب اتباع الإرشادات التالية:
-       يجب تنظيف وإزالة كافة المواد المترسبة على كافة الأفراد والسيارات والمعدات عند خروجها من موقع الحادث وذلك بالغسل والنفض والتنظيف بالفرشاة لإزالة أكبر قدر ممكن من المواد العالقة والمترسبة.
-       يجب منع الأكل والشرب والتدخين داخل نطاق الدائرة الأمنية حول منطقة الحادث.
-       يجب ربط كافة الملبوسات الواقية الملوثة بمركبات أو معادن مطورة وتغليفها والتخلص منها بطريقة مناسبة.
9.   يجب مساعدة مشغل الطائرة أو فريق التحقيق حسب الحاجة خلال عمليات إعادة التشغيل.

الخلاصة:
في واقع الأمر توجد بعض حوادث الطائرات الخطيرة التي يمكن أن تتفاقم بسرعة وقد تربك فعالية ومقدرات أفضل خدمات الإطفاء والإنقاذ من حيث التجهيز والمعدات لذلك فإن مفتاح النجاح لتحقيق الاستجابة المطلوبة يرتكز على التحضير والاستعداد الجيد لمثل هذه الحالات وإدراك كافة المخاطر المحتملة التي قد يتعرض لها الأفراد ومما لا شك فيه أن استخدام المركبات والمعادن المطورة سيتواصل بزيادة مضطردة طالما توجد الحاجة إلى استنباط تطوير مواد خفيفة وقوية وبخصائص ومميزات جديدة ولاشك أن هذه المركبات والمعادن تشكل مخاطر جسيمة عند تحطمها أو احتراقها أو انفجارها أو تعرضها للحرارة والطاقة العالية والشديدة، لذا فإن مخاطر حالات الطوارئ المتعلقة بهذه المواد لا تنتهي بمجرد إخماد الحريق كما هو الحال في حالات الطوارئ المعتادة حيث أنها تنطوي على مخاطر لاحقة، عليه يتوجب إتخاذ الإجراءات الخاصة بعمليات ما بعد الحادث وذلك لتقليل الخسائر المحتملة من الأرواح والممتلكات كما أن التدريب الفعال والاستعداد الجيد من قبل الجهات المستجيبة لمثل هذه الحالات يعتبر من العوامل الحاسمة في الحد من المخاطر والسيطرة عليها وفي رفع مستوى الأداء للجهات المستجيبة.
والله التوفيق،،،

Post a Comment

Previous Post Next Post