نظرية القسر السلوكي
       لقد بينا ان الآثار البيئية المفرطة او غير المرغوب فيها تؤدي الى الاجهاد والتعب في تجهيز المعلومات ... وثمة نتيجة ممكنة لهذه الإثارة وهي فقدان الضبط المدرك perceired control على الموقف.
       فعلى سبيل المثال اذا تعرضت لموجة من الحرارة الصيفية الشديدة وشعرت انك لا تستطيع ان تعمل شيئاً لمواجهتها؟ أو هل اضطررت الى العيش او العمل في ظروف ازدحام شديد او الانتقال الى مكان عمل بعيد عنك وشعرت ان الموقف خرج من يديك ولا تستطيع ان تعمل شيئاً للتغلب عليه؟
ان فقدان السيطرة المدركة على الموقف هو الخطوة الاولى لنموذج القسر السلوكي.
       ان كلمة قسر هنا تعني ان ثمة شيئاً في البيئة يحدد الاشياء التي نرغب في عملها في البيئة او يعوق هذا العمل... وهذا القسر يمكن ان يكون قصوراً في البيئة او اعتقاداً بإمكانات البيئة يقيدنا ويضع لنا الحدود، اما التفسير المعرفي للموقف فانه يتعدى قدرتنا على السيطرة... ومتى ادركنا اننا نفقد السيطرة على البيئة فان ذلك يؤدي الى نتائج وعقاب واول ما تخبرهُ هو الضيق والمشاعر الوجدانية السالبة.
       وقد تحاول اعادة تأكيد سيطرتك على الموقف فإذا كانت درجة الحرارة العالية مقيدةً لحريتنا قد نبقى في البيت او نستخدم وسائل تكنولوجية كأجهزة التبريد وإذا كان الازدحام مهدداً ومقيداً لحريتنا فقد نستجيب بإقامة عوائق فيزيقية او اجتماعية لكي نبعد الآخرين عنا واذا كان مكان العمل بعيد فنحاول الاستمرار به وفي كل هذه الحالات لكي نستعيد السيطرة على الموقف وتعرف هذه الظاهرة (بالمفاعلة او المقاومة السيكولوجية P. reactance ) وهي الخطوة الثانية لنموذج القسر السلوكي.

       ففي أي وقت نشعر ان حريتنا بالفعل مقيدة نحاول استعادة حريتنا بالمقاومة السيكولوجية ... ووفقاً لهذا النموذج ليس علينا ان نخبر فقدان السيطرة على الموقف لكي تبدأ المقاومة السيكولوجية... بل ان ما نحتاجه هو ان نتوقع او نتنبأ ان عاملاً بيئياً معيناً سوف يقيد حريتنا فتبدأ المقاومة السيكولوجية.
       لكن ماذا يحدث اذا اخفقت جهودنا في اعادة تأكيد سيطرتنا على البيئة واستعادة حريتنا في الفعل؟
       ان النتيجة النهائية لفقدان السيطرة وفقاً لنموذج القسر السلوكي هي تعلم (انعدام الحيلة او العجز Learned helplessness) وهي الخطوة الثالثة لنموذج القسر السلوكي.
       اي انه اذا تكررت الجهود في محاولة اعادة السيطرة ولكنها اخفقت فقد نبدأ في التفكير بأنه لا أثر لافعالنا على الموقف ولذلك نتوقف عن محاولة السيطرة حتى لو بدأ من وجهة النظر الموضوعية اننا استعدنا القدرة على السيطرة. فالطلاب الذين يحاولون حذف مقررات دراسية معينة واضافة اخرى اذا رفضت محاولاتهم المتكررة من قبل الادارة فانهم سرعان ما يتعلمون انهم عاجزون امام موقف ادارتهم.
       وبالمثل اذا اخفقت الجهود التي يبذلها فرد لمواجهة الازدحام فانه قد يتوقف عن بذل الجهد للحفاظ على خصوصيته ويتغير اسلوب حياتهِ وفقاً لذلك.
       وفي البلاد التي تسقط فيها الثلوج خلال الشتاء البارد وجدت تقارير عن افراد ييأسون في محاولاتهم للحفاظ على الدفء بسبب نفاذ الوقود ويموتون نتيجة لذلك... وفي حالات كثيرة يؤدي الشعور بالعجز الناتج عن الاخفاق في السيطرة على الموقف الى الاكتئاب.
       اما استعادة السيطرة على الموقف فانها تحسن الاداء والتوجه العقلي. ان نموذج القسر السلوكي يتألف من ثلاث مراحل او خطوات اساسية:
‌أ.       الفقدان المدرك للسيطرة.
‌ب. المفاعلة او المقاومة السيكولوجية.
‌ج.   تعلم انعدام الحيلة او العجز.
التأثيرات السلوكية للضوضاء ودرجة الحرارة وتلوث الهواء والرياح:-
       اخبرتنا البحوث السابقة الكثير عن السلوك الذي يتم توقعهُ عند تعرض الناس لمستويات غير طبيعية من الضوضاء والحرارة والبرودة وتلوث الهواء والرياح ومثل هذه البحوث تدعنا نجيب عن اسئلة تفصيلية حول مشكلات البيئة – السلوك المحددة.
       على سبيل المثال كيف تؤثر درجات الحرارة في الهواء الطلق على مستوى السلوك العدواني والعنف في المجتمع؟ أو كيف تؤثر الضوضاء العالية على مستوى سلوك المساعدة للأفراد؟
       مثل هذه الاسئلة حول تأثير البيئة المادية او الفيزيقية على السلوك الشخصي تصبح مهمة أكثر واكثر لسببين:-
الاول/ هو ان الناس يتعرضون بصورة ثابتة للتغيرات الطبيعية في البيئة المادية.
الثاني/ ان تأثيرات البيئة المادية على السلوك، هو ان الناس انفسهم يقدمون بتغييرات عنيفة في البيئة الطبيعية، وهذه التغييرات قد تكون لها تأثيرات مؤذية على السلوك.
       ان مصدر الاثارة البيئية اذا كان نابعاً من الاسباب الطبيعية او من الانسان فان اهتمام علماء نفس البيئة هو واحد ويدور حول تأثير هذه الاثارة البيئية على التغيرات في السلوك التي يمكن توقعها وملاحظتها.
       إذن ما الدور الذي يستطيع عالم النفس البيئي القيام به تجاه ذلك:
أولاً:- يستطيع دراسة آثار الملوثات المختلفة ليبين ما إذا كانت مؤذية او غير مرغوب فيها... وبعض مستويات التلوث قد لا تكون ضارة فيزيقياً ولكنها تجعل الحياة ضاغطة على الانسان وربما أقل صحة من الناحية النفسية.
ثانياً:- يساعد البحث النفسي في جمع المعلومات عن طريق تكيف الناس مع ظروف التلوث.
ثالثاً:- يستطيع علماء نفس البيئة ان يوفروا المعلومات عن اتجاهات الجمهور نحو التلوث وعن العوامل الهامة في استمرار هذا الاتجاه وهذا النوع من المعلومات أساسي عند القيام بحملة لتعبئة الرأي العام ضد الملوثات الضارة.
أولاً: تعريف وقياس وادارك الضوضاء:-
       ان التعريف الابسط والاكثر عموماً للضوضاء هو انها صوت غير مرغوب فيه. وهناك اصوات كثيرة تولد الضوضاء اذا وجدهُ الفرد على انها اصوات غير مرغوبة. والضوضاء تتضمن عنصرين، عنصر نفسي وهو (غير مرغوب) وعنصر مادي او فيزيائي. والعنصر المادي يجب ان لا يدرك فقط عن طريق الاذن وتراكيب الدماغ الاعلى مرتبة ولكن يجب ان يقيم نفسياً ايضاً على انهُ غير مرغوب.
       ان قياس الصوت يتضمن اولاً عنصرهُ المادي او الفيزيائي بالرغم من ان العنصر النفسي حاسم ايضاً في تركيب المقياس المستخدم.
منطقة اتصال الاذن الخارجية بالاذن الوسطى بواسطة جزء الطبلة.
منطقة اتصال الاذن الوسطى بالاذن الداخلية بواسطة جزء الركاب.
تنتقل الاهتزازات       خلايا على غشاء القوقعة في الاذن الداخلية ومنها       سائل القوقعة       ومنها الى الخلايا الحسية       الى العصب السمعي       ومنها الدماغ.
(موجة الصوت العالي او الضجيج)                    (موجة الصوت المنخفض)
ارتفاع كبير وسعة كبيرة                           ارتفاع صغير وسعة صغيرة
فيزيائياً:-
       يحدث الصوت عن طريق الضغط بسرعة في جزيئات الهواء عند طبلة الاذن وعندما تسرع سوية فان الضغط الموجب يحدث نسبة للضغط السالب عندما تتشتت هذه الجزيئات.
       هذا الضغط المتبدل يمكن تمثيله بيانياً عن طريق الموجات حيث تمثل قمم الموجات الضغط الموجب وتمثل المنخفضات الضغط السالب.
ض -
 
هذه الضغوط المتغير وتجعل طبلة الاذن تهتز ثم تنقل طبلة الاذن هذه الاهتزازات او الذبذبات من خلال تراكيب الاذن الوسطى والاذن الداخلية الى الخلايا الشعرية الصغيرة جداً في الغشاء القاعدي للقوقعة التي تتنشط عن طريق ذبذبات الضوضاء التي تمر عبر سائل القوقعة الى خلايا الاستقبال الحسية ومنها الى العصب السمعي ثم الى الدماغ .
       ان الاحساس السمعي يتألف من نتشيط الجهاز العصبي عن طريق المثير الصوتي، يبدأ الادراك في مكان ما، ما بين الغشاء القاعدي والفص الصدغي للدماغ حيث هناك رمز يسمح للكائن الحي ان يفسر المثير الصوتي كدرجة عالية او واطئة. كلما تكمل حركة الموجات من القمة الى المنخفض مرات اكثر في الثانية كلما كان تردد الصوت اكثر.
نفسياً:-
       فيتم ادراك التردد كدرجة صوت علو وانخفاض.. فأذن الانسان الطبيعية يمكن ان تسمع ترددات بين (20-20000 دورة في الثانية او هيرتز) وعلى اية حال فان اغلب الاصوات التي نسمعها ليست بتردد واحد وانما مزيج من الترددات.
       ويعرف نقاء التردد نفسياً بالنوعية النغمية. فالمثيرات الصوتية التي تتكون من ترددات قليلةً جداً تسمى نطاق الذبذبات الضيق في حين تسمى المثيرات الصوتية ذات المدى الواسع من الترددات بنطاق الذبذبات الواسع.
       الى جانب التباين في خصائص التردد، تتباين الموجات الصوتية على وفق الارتفاع والسعة التي تدرك نفسياً بالعلو او الضجيج، وكلما كانت السعة اكثر كان الصوت أعلى. ويرتبط علو الصوت بمقدار الطاقة او الضغط في الموجة الصوتية.

       ان مقياس الصوت يتراوح من ( -  مايكروبارز)
- عند ( مايكروبارز) هو الضغط الاقل القابل للتمييز من قبل اذن الانسان.
- عند (1000 أو أكثر مايكروبارز) يفسر الضغط هنا على انه.
- مايكروبارز – هو حدة قياس الضغط عند الاذن.
       وبما ان هذا المقياس مرهق قفد تم تطوير مقياس لضغط الصوت والذي يستخدم الديسبل كوحدات اساسية للصوت حيث ان: (الديسبل) هو دالة لوغارتميةللمايكروبارز... ويقيس مقياس الديسبل العنصر الفيزيائي للصوت او سعة الضوضاء.
       لا يعكس هذ المقياس بدقة ادراك علو الصوت وذلك بسبب النقص في التطابق الفيزيائي – الادراكي ويعود السبب الرئيسي لهذا النقص هو ان اذن الانسان حساسة بصورة متباينة للأصوات ذات الترددات المختلفة.

Post a Comment

Previous Post Next Post