العلاقة بين الاثارة والعدوان:
       ان مفهوم الاثارة بوصفه وسيطاً يعد مهماً ايضاً لسلوكيات اخرى وبصورة خاصة العدوان، وعلى وفق العديد من النظريات في العدوان تشير الى انه اذا زاد احتمال حدوث الاستجابة العدوانية في موقف معين فان الاثارة العالية سوف تثير العدوان.
       وقد وجد ان الضوضاء حين تزيد من الاثارة فانها قد تزيد العدوان ايضاً. ويمكن التنبؤ بالاداء والعدوان من تأثيرات البيئة على الاثارة ويمكن تعميم الاثارة الى العديد من العوامل البيئية مثل (الضوضاء والحرارة والازدحام) .
       ولكن لسوء الحظ الاثارة صعبة القياس جداً فالمؤشرات الفسيولوجية للاثارة ليست متسقة او ثابتة الواحدة مع الأخرى... وفي الغالب غير متسقة مع مقاييس التقرير الذاتي للاثارة باستخدام الورقة والقلم.
       وعندما يشير احد المقاييس الى اثارة متزايدة في موقف معين فان مقاييس اخرى قد تظهر اثارة متناقصة او غير متغيرة.. لذا فإن اختيار اي من المقاييس للتنبؤ بالسلوك يصبح مشكلة جدية.
ثالثاً :- نظرية الاثارة المنخفضة:
       تشير نظرية (الحمل البيئي) الى ان هناك العديد من علاقات البيئة – السلوك وخصوصاً تلك التي تؤدي الى نتائج سلوكية وانفعالية غير مرغوبة تكون دالة على اثارة كثيرة جداً من مصادر عديدة جداً ، فيما اشار العديد من المنظرين الى ان الكثير من مشكلات البيئة – السلوك تنتج من اثارة قليلة جداً.
       وقد اشارت دراسات الحرمان الحسي الان حرمان الافراد من كل الاثارة الحسية يؤدي الى قلق حاد وانواع اخرى من الشذوذ النفسي وقد وثقت بحوث اخرى النتائج الضارة الاثارة المنخفضة على النمو والنضج لدى الصغار.
       وبالاعتماد على هذه المصادر فقد اشار بعض المنظرين الى ان البيئة يجب ان تكون في بعض الاحيان اكثر تعقيداً واكثر اثارة... من اجل تجديد الاثارة والاحساس بالانتماء عند ادراك الافراد لبيئتهم.
       بالرغم من ان المدن قد تكون لها البيئة اجتماعية ذات اثارة مرتفعة فانها قد تخضع السكان لبيئة مادية ذات اثارة منخفضة.
       فقد اكد الباحث (بار Par المختص بالمدن عام 1966) ان الحقول والغابات والجبال تضم تنوعاً غير منتهي من النماذج المتغيرة من الاثارة البصرية ، ولكن مناطق المدينة تضم نفس النماذج المتكررة في كل شارع.
       وقد أكد (بار وآخرون) ان قلة الاثارة تؤدي الى الضجر والذي يكون بطريقة ما مسؤول عن امراض المدينة مثل جنوح الاحداث والتخريب المتعمد للممتلكات العامة.
       ومن اجل دراسة افضل لبعض من هذه المشكلات المتعلقة بالاثارة المنخفضة.
       أيد (هوول عام 1966) قياس البيئات على وفق عدد من ابعاد الاثارة على سبيل المثال (الشدة ، الحداثة ، التعقيد، التنوع أو التغير الوقتي ، الدهشة، التنافر).
       وقد تفسر الرغبة بهذه الانواع من الاثارة السبب في ترك الناس للمدن باعداد كبيرة ليعيشوا في بيئات طبيعية اكثر.
       ان وجهة نظر الاثارة المنخفضة تساعد في التنبؤ ببعض علاقات البيئة – السلوك ولكنها تقف موقفاً مغايراً بصورة ملحوظة من نظريات الضغوط والحمل التي تختبر نفس البيئات وتجد اثارة جداً.
ثانياً:- نظرية مستوى التواؤم :
-       تبدأ نظرية مستوى التواؤم مع افتراض ان الفرد لا يرغب بالازدحام على الاقل في مناسبات معينة... من ناحية اخرىاغلب الافراد لا يرغبون بالعزلة الاجتماعية التامة طوال اليوم. لذا تشير النظرية الى ان هذا ينطبق على كل انواع الإثارة من ضمنها درجة الحرارة والضوضاء وغيرها.
-       وهناك على الاقل ثلاثة انواع من علاقات البيئة – السلوك يجب ان تتطابق مع فرضية المستوى الامثل وهذه الانواع هي:
1-  الاثارة الحسية   2- الاثارة الاجتماعية   3- الحركة.
-       فالاثارة الحسية الكثيرة جداً والقليلة جداً تكون غير مرغوبة وكذلك الحال بالنسبة للاتصال الاجتماعي والحركة الكثيرة جداً والقليلة جداً تكون غير مرغوبة ايضاً. وبالمقابل تتباين هذه الانواع على طول ثلاثة ابعاد تمتلك المستويات المثلى وهذه الابعاد هي:
*   البعد الاول/ هو الشدة:
كما اشرنا سابقاً عندما يكون مزعج نفسياً وكذلك الاثارة السمعية الكثيرة جداً أو القليلة جداً لها نفس التأثير غير المرغوب فيه مثل صراخ الاطفال العالي عند تحدث الكبار بأمور هامة.
*   البعد الثاني/ هو التباين او التنوع:
حيث ان التباين او التنوع الكثير جداً غير مرغوب فيه والتباين او التنوع القليل جداً في محيطنا يولد لدينا الضجر والرغبة في البحث عن الاثارة.
*   البعد الثالث/هو النمذجة:
       او مدى احتواء امتلاك الادراك على كل من البيئة او التركيب. فالغياب التام للبنية او التركيب التي يمكن ان تتوفر عن طريق ميكانزيمات معالجة المعلومات مثل (انتشار الضوء بشدة ثابتة او نغمة بصوت ثابت) قد يكون مزعجاً. كذلك النموذج المعقد جداً الذي لا ينظم بنية قابلة للتنبؤ يعد مزعجاً ايضاً ومثال على ذلك (البيئة المشيدة الحديثة او المعقدة والمتنوعة جداً) التي يجد صعوبة في فرض بنية ادراكية عليها ربما نشعر انها بيئة ضاغطة.
-       وقد افترضت النظرية ايضاً ان كل فرد لديه مستوى امثل من الاثارة والذي يكون قائم على الخبرة الماضية. وان مستويات التكيف لاتختلف فقط من شخص لآخر كدالة الخبرة ولكن قد تتغير ايضاً مع الزمن بعد التعرض لمستوى مختلف من الاثارة.
-       لذا كيفية تقييم الفرد لبيئة معينة ورد فعلهُ لهذه البيئة عن مستوى تواؤمه في ذلك البعد... فكلما انحرفت البيئة عن مستوى التواؤم كلما كان رد الفعل اشد لتلك البيئة.

Post a Comment

Previous Post Next Post