مزايا الملاحظة :
- يمكن عن طريقها الحصول على المعلومات التي لا يمكن الحصول عليها عن طريق غيرها من الوسائل .
- تتيح دراسة السلوك اللفظي والسلوك الفعلي في مواقفة الطبيعية ،  تتيح  وذلك افضل من قياس السلوك اللفظي عن طريق الاختبارات والذي  قد يختلف الى حد كبير عن السلوك الفعلي .
عيوب الملاحظة :
- تدخل الذاتية ورجوع الملاحظ في ملاحظته الى اطار المرجعي  الشخصي  والى خبراته الشخصية ،ويظهر في ذلك الأنحياز اللاشعوري ، او اسقاط بعض ما لدى الملاحظ على سلوك العميل ، فمثلا الملاحظ  المتسلط قد يرى العميل الذي يخالفه في الرأي على انه مسيطر ، وهذه النواحي الذاتية قد تجعل الملاحظة عديمة الفائدة 
- لكي تتم ملاحظة السلوك في إطاره الطبيعي  لا يخبر العميل بذلك مسبقا .
- عدم تحري الدقة في كل اجراءات الملاحظة
- المقابلـــــــــة :
3-2-1 مفهوم المقابلة  :
 تعتبر المقابلة من اهم ادوات عمليتي التشخيص و العلاج النفسي وهي عبارة عن محادثة بين المختص  والعميل لحل مشكلات العميل وإحداث التوافق لديه وتكون هي الوسيلة لجمع المعلومات السابق ذكرها في الملاحظة ، كما تطبق بها بعض المقاييس السيكولوجية التي قد يتطلبها  الموقف الاكلينيكي .
3-2-2 انواع المقابلة : يمكن تصنيف المقابلة  تبعا لأهدافها  ما يلي  :
أ- مقابلة الأستقبال : وهي تهدف الى معرفة شكوى العميل و بياناته المميزة وهذه المقابلة لا تتضمن تساؤلات لمعرفة طبيعة اعراض العميل او شخصيته وهي اول مقابلة مع العميل وفيها يتم التمهيد لمقبالات التالية ، ويتم التعرف بالخدمات الارشادية و الألمام بالمشكلة بصورة مبدئية عامة .

ب - المقابلة التشخيصية :
     وتهدف هذه المقابلة الى الكشف عن العوامل المؤثرة في سلوك المريض والتي ادت الى الوضع الحالي له ، ويخطط لهذه المقابلة مسبقا ، وفي ضوء ذلك تصاغ الأسئلة الهادفة للحصول على المعلومات عن الماضي وحاضر شخصية العميل وطبيعة مشكلتة ومحاولة الربط بين هذه المعلومات للخروج بأفكار تشخصيه عن سلوك العميل ، ويفضل عادة عدم التقييد بالأسئلة  المحدد سلفا ، فلابد من ان يحتفظ  الفاحص بقدر من المرونة ، فيلغي اسئلة اخرى حتى تستوضح الجوانب الغامضة في الموضوع ، او للتحقيق من هدف بعض الفروض التشخيصية .
  ت - المقابلة الأرشادية :
     تهدف المقابلة الى تمكين العميل او الفرد من فهم نفسه او قدراته واستبصار  بمشكلاته ونواحي القوة والضعف عنده ، وتستخدم هذه المقابلة في حل المشكلات الانفعالية التي  لم تصل حد الأضطراب النفسي ، وفي مثل هذه الحالة تعتبر مقابلة الارشاد درجة من درجات العلاج النفسي .
ث المقابلة العلاجية :    
        تهدف هذه المقابلة الى استبصار الفرد بذاته وبسلوكه ودوافعه وتخليصه من المخاوف والصراعات الشخصية التي تؤرقه ، أو تحقيق الانطلاق لمشاعره وأفكاره وانفعالاته واتجاهاته ، ومساعدته في تحقيق  ذاته وحل صراعاته ، وفي هذه المقابلة يتم علاج الموقف تبعا لمعتقدات وظروف وقناعات العميل ، فلا يفرض الحل فرضا عليه .
ج  - المقابلة مع اقرباء العميل وأصدقائه :
      فقد يتطلب الحصول على معلومات عن حياة العميل وتطور المرض لديه وطبيعة خلافاته الاجتماعية من خلال مقابلة الاقرباء و العميل او اصدقائه .
  هـ - مقابلة الفرز :
     وهو كما يتضح من مسماها انها تهدف الى فرز مجموعة من الناس بخصائص معينة ، مثلما يحدث في تحديد الصلاحيات النفسية في التجنيد في القوات المسلحة أو تكون ايضا بهدف تحديد مدى مناسبة الشخص لمهنة أو لدراسة  حيث يركز هذا النوع من المقابلة حول خصائص الشخص ومواصفات العمل او الدراسة او التخصص .

ويمكن تصنيف المقابلة ايضا تبعا لمستوى التقنيين كما يلي :
أ- المقابلة المقننة أو المقيدة :
         وهي التي تكون مفيدة بأسئلة معينة ومحددة سلفا  ، وتعليمات محددة سلفا يجيب عنها العميل ،  وموضوعات محدد مسبقا يتحدث فيها  ، وتعليمات محددة يتبعها  المعالج، ومن مزايايها الحصول على المعلومات الضرورية المطلوبة وتوفير الوقت ، إلا ان  من عيوبها الجمود  ، ونقص المرورنة، وتفويت فرصة الحصول على معلومات يريد العميل سردها .
ب  2- المقابلة الحرة ( غير  مقننة  لؤ المطلقة ) :
 وهي غير مفيدة بأية أسئلة ولا موضوعات ولا تعليمات محددة ، بل تكون حرة ومرنة حيث نترك الحرية للعميل تتداعى  أفكاره تداعيا حرا و يعرضة بطريقته الخاصة ، ولا شك ان لكل ما يقوله العميل أهميته لأنه يعبر عن وجهة نظره ،  ومن مزاياها انها تسير بطريقة تلقائية ، الا انها تتطلب خبرة خاصة وتدريبا طويلا و إلا كانت مضيعة للوقت .  
       وعلى العموم فإن هذا النوع من المقابلة  يتم بتلقائية وقد و اقل من التوجيه و هذا ما يسمح بالحصول على بيانات اكثر عن العميل والكشف عن شخصية بشكل اوضح .
3-2-3  مراحل المقابلة :
     تمر المقابلة بثلاثة مراحل اساسية وهي :
أ- مرحلة بداية المقابلة :
     يأتي العميل الى المقابلة وهو مشحون بالعديد من المشاعر السلبية كالخوف والقلق والتوتر والإحساس بالنقص خاصة ادا كانت الحالة تعاني من اضطرابا نفسيا او انحرافا سلوكيااو ضعف عقلي  الخ ، فيبدي  العميل ألوانا  من المقاومة كالصمت والتهرب من الحديث وغير ذلك من أساليب المقاومة لذلك تهدف هذه المرحلة الى إزالة التوتر  والجهود والمقاومة وتوفير الجو الهادئ والثقة المتبادلة  ويتم ذلك وفق الاجراءات التالية :
- الاعداد ( او التخطيط المسبق المرن )  :
     ويتضمن الخطوط العريضة والمحاور الرئيسية التي تدور حولها المقابلة والموضوعات المناقشة ، او تحديد أساليب بدء المقابلة وتحديد الاسئلة الرئيسية ، والإطلاع على ماتيسر من معلومات من الوسائل الاخرى ويتضمن الاعداد كذلك اعداد الادوات اللازمة .
- الزمان : يجب ان يكون الزمن كافيا لإجراء المقابلة ،  و   يختلف الزمن حسب حالة العميل ومشكلته و وقت الفاحص أو المرشد والمعلومات المطلوبة ،  ويتراوح الزمن بين نصف ساعة وساعة واحدة  بمتوسط 45 دقيقة ، ويجب تحديد الوقت الذي تستغرقه المقابلة حتى يحرص العميل على عرض الموضوعات التي يهمه عرضها قبل انتهاء الوقت ، ويجب ان يكون موعد المقابلة مريحا بالنسبة لكل من المختص والعميل .
- المكان : يجب ان يكون مكان المقابلة غرفة خاصة هادئة خالية من الضوضاء والمقاطعات والتدخل ، وحتى اثاث الغرفة يجب ان يكون مريحا نفسيا يستحسين ان لا تكون المقابلة من وراء المكتب حتى لا يشعر العميل  بسلطة  المختص وانفصاله عنه  ( الحاجز ).
- البدء : تبدأ المقابلة عادة بحديث ترحيب  وحديث عام عن الطقس مثلا حتى لا تكون البداية حادة قبل الدخول في  الموضوع ، على ألا يزيد عن الحد الذي يشعر العميل بالضيق لانه شخصيا يريد ان يدخل في الموضوع ، وعادة يستغرق حديث البدء حوالى 15 دقيقة ، والأسلوب الشائع والمقبول  لدى معظم المختصين هو التحية والترحيب وبعض الملاحظات الودية وإبداء الاستعداد للمساعدة و تشجيع  العميل على الكلام وطمأنته على السرية .
- محاولة بناء علاقة مهنية سليمه تقوم على الالفة ، وتتضمن الألفة   الاحترام والفهم والاهتمام و الثقة المتبادلة وهذه الامور هامة لنجاح المقابلة ،ويتوقف نجاح بداية المقابلة  في الغالب على نجاح بداية المقابلة ونجاح بداية العلاقة بين الطرفين .
      ولضمان الالفة يقترح ان تبدأ المقابلة بالترحيب ، البشاشة  ، والاهتمام ، المشاركة الانفعالية ، التشجيع ، ضرب الامثلة ، كل ذلك في جو آمن خالي من التهديد يستطيع فيه العميل ان يقول كل شئ وأي  شئ  .
      إضافة إلى التأكيد المختص  على أهمية " سرية المعلومات " التي  يصرح بها العميل .
وهذا ما يطمئن العميل و   يجعله يثق في الفحص و يبوح بأفكاره ومشاعره الحقيقية .

ب - مرحلة تحقيق اهداف المقابلة ( وسط المقابلة ) :  
         في هذه المرحلة يتم عرض المشكلة الخاصة بالعميل و الصعوبات المتعلقة بتكيفة و ما يصاحب ذلك من اعراض ظاهرة على سلوكه الظاهري ،  وبالتالي يجب معرفة الدوافع التي ادت  بالعميل طلب العلاج النفسي والظروف الحياتية المحيطة  به و الأحداث التي قد تكون مؤثرة في احداث الاعراض المرضية ، وتتضمن هذه المرحلة الإجراءات التالية :
- الانتقال من الموضوعات المقدمة الى الموضوعات الرئيسية  يتم بصورة تدرجيه .
- التحدث عن المشكلة الرئيسية موضوع المقابلة بوجه عام ، و الإصغاء  لرأي العميل في المشكلة والجهود التي بذلت لحلها .
- توجيه الاسئلة المعدة  سابقا في الوقت المناسب للحصول على اجابات مريحة  صريحة مع الملاحظة  ان يبدأ الفاحص  بالأسئلة  العامة ثم الخاصة ثم الاكثر تخصصا حسب تتابعها المعدة سابقا .
      يجب ان تأخذ الأسئلة والإجابة عليها كل المناقشة ، فلا يكن  الفاحص  فلا تكن جامدا في طرحها وكأنه يحقق مع العميل ولا مانع من توجيه  أسئلة  آنية لنقاط غامضة .
- تجنب الاسئلة  الساخرة التي تسخر من العميل ، وأسئلة إلا دانه وغيرها من الأسئلة التى تؤثر على سير المقابلة .
- يحاول  المعالج ان يكون  مصغيا في معظم الاحيان على ان يقترن ذلك بالاهتمام بما يقوله العميل، فلإصغاء الواعي يخفف من توترات العميل ويشعره  بالقبول و الأمن وبالتالي يساعد على اقضاء العميل بمتاعبه .
- تقبل المختص لما   يقول العميل فلا يجعل الفاحص نفسه  نفسك  حكما ، و لا يصدر احكاما تقيمية لما يقول العميل .
- ضبط المقابلة وتوجيهها نحو الموضوع المطلوب اذا  شعر المعالج ان الحديث خرج عن الموضوع الرئيسي .
- لا يعتمد المعالج  فقط على الإجابات الصريحة للعميل بل يجب ملاحظة سلوك العميل وحركاته وانفعالاته وتفكير العميل كالانتقال من موضوع  الى اخر فذلك له دلالات نفسية
فهو إما أنه لا يحب الاسترسال في الموضوع يؤلمه او يتوقف عن سرد اسراره لا  يود ان يكشفه ما  ، كما يجب  وملاحظة تناقص  العميل .
- التعاطف مع العميل ، ويعني هذا المشاركة  الوجدانية اي معايشة مشاعر العميل وهذا لا يعني الموافقة على ما يقول .
- توطيد العلاقة بين المعالج والعميل والتي تتحقق بتعاطف وتفهم  المعالج وهذا العامل بدوره يساعد في نجاح العملية العلاجية .
- على المعالج ان لا يقدم اي مساعدة علاجية في المقابلة الاولى حيث انها للفهم المتعمق لحالة  العميل لان ذلك قد يؤدي الى الأضرار بصحة العميل النفسية.
- يجب ملاحظة السلوك غير اللفظي للعميل بما يتضمنه من طريقة التغير في نبرات الصوت وسياق الكلام عن الحديث في موضوع ما ، فقد يكون هذا  مؤشر التأثير الموضوع المشار في الحوار على الأعراض المرضية للعميل  .
- تسجيل المقابلة : يرى  بعض المختصين ضرورة التسجيل اثناء المقابلة ضمانا للدقة في حين  يرى البعض الأخر ان الاهتمام بالتسجيل قد يفوت على القائم بالمقابلة اشياء كثيرة وعليه لا بد من ان يتم تسجيل بعد الانتهاء من المقابلة مباشرة .
ج - مرحلة انتهاء المقابلة  ( والجزء الختامي من المقابلة ) :
       لإنهاء المقابلة بطريقة سليمة يجب ان لا تنتهي الا بعد ان يشعر العميل بقدر من الطمائينة والراحة الخاصة بعد فترات التوتر المصاحبة للتعيير عن المشاعر والذكريات السلبية والأسرار التي قد يسردها العميل اثناء المقابلة ،  كما يجب ان تنتهي المقابلة و المريض يشعر بالثقة والأمل في النجاح العملية العلاجية .
      يقدم المعالج تلخيصا لمشكلة العميل دون تقديم انطباع عن وجهة نظر العميل ، ويكون هذا التلخيص من واقع العبارات التي أستخدمها العميل في وصف المشكلة .
      في النهاية يعطي المعالج تخطيطا للجلسات المقبلة والتوقعات المطلوبة من العميل و  تحديد دور العميل ، ثم الاتفاق على تحديد مواعيد المقابلات المقبلة .

3-2-4 * مزايا المقابلة :
تمتاز المقابلة  كوسيلة من وسائل جمع البينات بما يلي :
- الحصول على معلومات لا يمكن الحصول عليها عن طريق الوسائل الاخرى  مثل التعرف على الافكار والمشاعر والامال ،وبعض الخصائص الشخصية مما يتيح  فهما افضل للعميل ومشكلاته .
- اتاحة فرصة تكوين جو من الالفة والتجاوب والاحترام والثقة المتبادلة بين المتخصص والعميل وتكوين  علاقة علاجية  ناجحة .
- اتاحة الفرصة أمام العميل للتفكير بصوت عال في حضور مصغي جيد مما يمكنه من التعبير عن نفسه وعن مشكلته .
- اتاحة  الفرصة للتنفس الانفعالي وتبادل الاراء و المشاعر في جو نفسي آمن
- تنمية المسؤولية الشخصية للعميل في عملية العلاج .
3-2-5 * عيوب المقابلة : أهمها
- تأثر نتائج المقابلة بالذاتية ، ويتمثل ذلك في اسقاط خبرات و اتجاهات المختص على سلوك العميل ، وكذلك قد يتأثر المختص بآرائه  السابقة عمن يقابل فيتجاهل كل ما من شأنه نقض تلك الاراء ويهتم بما يدعم  آرائه  ، كل ذلك يؤثر في تفسير نتائج المقابلة .
- لا تصلح المقابلة في حالات الأطفال وضعاف العقول الذين يصعب عليهم التعبير عن افكارهم ومشاعرهم .
- تعتبر المقابلة من اكثر الوسائل اعتماد على مهارة المختص .
- أنها وسيلة مكلفة من حيث الجهد والوقت والمال
      وعموما لا غنى عن المقابلة كوسيلة لجمع المعلومات وتقديم الخدمة النفسية العلاجية والارشادية ، ونجاح المقابلة يعتمد على شخصية المرشد أو الفاحص  وخصائصه النفسية  والاجتماعية  الى جانب مهاراته واستعداداته وتدريب المهني وخبراته العلمية ، والإلمام بالمعارف الانسانية ، فلا يكفي قراءة كتاب اللامام بتقنيات المقابلة وطرقها ، فلا بد من الممارسة الفعلية  فهي التي تمنحنا الالفة بالمقابلة وإدراك فنياتها .

Post a Comment

Previous Post Next Post