منظومة البيئة والنبات
جرى العرف فى تدريس البيئة بأسلوب خطى وكذا عند تناول دراسة عالم النبات فإنه يدرس بمعزل عن البيئة التى يحيا فيها حيث يدرس علم الشكل وعلم تشريح النبات وفسيولوجيا النبات… إلخ كلٍ قائم بذاته، على الرغم أن البيئة تمثل فى حد ذاتها منظومة متكاملة وكذا يمثل كل نبات منظومة خاصة به، حتى أثناء دراسة علم البيئة النباتية فإن دراستها تتم بأسلوب خطى ويتم تناول عناصر هذا العلم بطريقة مبتسرة ومجزأة.
لهذا سنحاول فى هذه الدراسة تناول العلاقات المتبادلة بين البيئة والنبات وأثر كل منهما فى الآخر مع سرد موجز لتطور مفهوم البيئة (Environment) وكذا لعالم النبات.
     تطور مفهوم البيئة:
بزغ مفهوم البيئة (Environment) ليؤكد وجود ارتباطات وثيقة العرى بين الكائنات الحية وبيئتها الجغرافية الطبيعية، وليشير إلى أن البيئة هى التى تقرر مصير الكائنات الحية التى تقطنها.
تطور المفهوم بعد ذلك لتتأكد فكرة أن الحياة تتطلب دائماً ارتباطاً حتمياً بين وجود كائن حى مناسب وبيئة مناسبة هذا وقد تبلورت ثلاثة آراء فى هذا الخصوص هى:
أ - الحتمية البيئية: أى أن البيئة ذات فعل حتمى على المكونات الحية. 





ب- الحتمية الحضارية: أى أن البيئة تتشكل نتيجة تأثير الكائنات الحية.





ج - التأثير المتبادل: أى أن هناك تبادل فى العلاقات بين الكائنات الحية وبقية عناصر البيئة.








هذا وينظر إلى البيئة على أنها مكونة من ثلاث منظومات أو محيطات هى المحيط الحيوى والمحيط التكنولوجى والمحيط الاجتماعى وترتبط المنظومات الثلاث فيما بينها بعلاقات أخذ وعطاء.










بينما يرى البعض أن البيئة تتكون من أربع منظومات هى السكان والتنظيم الاجتماعى والطبيعة والتكنولوجيا وترتبط تلك المكونات الأربع مع بعضها البعض فى علاقات متبادلة مؤثرة ومتأثرة.























     العلاقة بين الكائنات الحية والبيئة:
تعيش الكائنات الحية عامة فى مجال محدد هو الكرة الحية Biospher، تعيش متكيفة مع البيئة وفق نظام آلى نتيجة قدرة تلك الكائنات على التكيف المستمر فى إطار عملية الانتخاب الطبيعى الذى يجعل هذه الكائنات قادرة على أن تشغل (تملأ) مختلف المواقع، ولكن تظل هذه الكائنات فى صراع من أجل الغذاء والمكان فى الكرة الحية، ويأخذ هذا الصراع أشكالاً  عدة منها التعايش والتنافس والافتراس، وتدخل هذه الكائنات فى علاقات مع بعضها من جانب ومع بيئتها من جانب آخر إلى أن تصل إلى نظام بيئى مستقر يشتمل على شبكات متنوعة من السلاسل الغذائية، حيث تمثل النباتات الخضراء والكائنات الأولية القادرة على إنتاج الغذاء، قاعدة أى سلسلة غذائية فيما يعرف بالمنتجين Producers.
هذا وتتميز النظم البيئية الطبيعية عموماً بالاستقرار ويتوقف هذا الاستقرار على قدرة أى نظام بيئى على استيعاب أى تغير يطرأ عليه من شأنه أن يحدث خللاً فى التوازن الموجود بين عناصر النظام البيئى.

     عالم النبات:
يتضمن عالم النبات عدداً كبيراً من الأنواع النباتية هذا وقد جرت محاولات عدة لتصنيف النباتات وتقسيمها منذ بدء الخليقة وما زالت هذه المحاولات مستمرة حتى يومنا هذا، تمثل النباتات القاعدة الأساسية لإنتاج الغذاء فى أى نظام بيئى لأن النباتات مهيأة للقيام بعملية البناء الضوئى لامتلاكها لصبغة الكلوروفيل.
     النبات والبيئة:
كما هو معلوم أنه لا يوجد كائن حى بدون بيئة، فإنه لا توجد بيئة بدون كائن حى. فلا الكائن الحى ولا البيئة يكوّن  أحدهما نسقاً مغلقاً فكل منهما مفتوح على الآخر، فالعلاقات بين الكائن الحى وبيئته علاقات متشابكة متداخلة دينامية ويتضح ذلك من النقاط التالية:
1- العلاقة بين النبات وبيئته تتغير بتغير حياة الكائن الحى أثناء نموه.
2- تعدل النباتات من بيئتها كيميائياً وفيزيائياً.
3- تُحدث النباتات تحولاً فى الطبيعة الفيزيائية لمدخلات البيئة.
هذا وقد قسمت أنواع البيئات النباتية إلى ثلاث بيئات رئيسة، هى البيئة المائية والبيئة الوسطية والبيئة الصحراوية، استناداً على المحتوى المائى للوسط الذى يعيش فيه النبات فالبيئة المائية بيئة مشبعة جداً بالماء بينما يندر أو ينعدم الماء فى البيئة الصحراوية وتقع البيئة الوسطية بين هاتين البيئتين.
     العلاقات المتبادلة بتن النبات وبيئته:
سوف نحاول هنا تناول موضوع البيئة والنبات من خلال فكر منظومى، بمعنى أننا سوف نتناول العلاقات المتبادلة بين النبات وبيئته من حيث التأثير والتأثر لإدراك تلك العلاقات وكذا التكيفات التى تبديها النباتات من جانب والتغيرات التى تحدث فى عناصر البيئة الطبيعية من جانب أخر.
بمعنى أن العلاقة بين النبات والبيئة التى يحيا فيها هى بمثابة علاقة تأثير وتأثر، أى أن النبات يتأثر بعوامل البيئة الرئيسة التى يعيش فيها وفى نفس الوقت يؤثر هو فى هذه البيئة. فمن الملاحظ أن البيئة تؤثر فى النبات من خلال شكله الخارجى وفى تركيبه الداخلى وكذا فى وظائف أعضائه (فسيولوجيته)، والمخطط التالى يوضح تلك العلاقات.








Post a Comment

Previous Post Next Post