الاختبارات النفسية :
        تعد الاختبارات النفسية أداة أساسية وهامة في الممارسة العيادية والتربوية ، ويهدف استخدام الاختبار النفسي بشكل عام إلى الحصول على البيانات او المعلومات عن شخصية مفحوصة والمتمثلة في القدرات والاستعدادات والاتجاهات والإمكانيات ، وتعد هذه المعلومات جوهرية  لأية ممارسة عيادية  تربوية لأنها الأساس التي يعتمد عليها الأخصائي في شخصيه للحالة  .
أ – مفهوم الأختبار النفسي :
      يعرف  " كرونباح " الاختبار النفسي على انه  سلسة من الأسئلة المقننة التي تعرض على الشخص معين ويطلب الإجابة عنها  كتابة او شفهيا  ، إلا أن هناك بعض الاختبارات التي تطلب منه أداء حركيا .
      أما تعريف  " انا ستازي "  يؤكد على انه مقياس موضوعي مقنن  لعينة  من السلوك.
        ويرى  " بين   " الاختبار النفسي على انه مجموعة منظمة من المثيرات أعدت لتقيس بطريقة كمية او كيفية  بعض العمليات العقلية أو سمات معنية في  الشخصية أو دراسة الشخصية   ككل مختلف جوانبها الدينامية . 
         ويعرف " جيلفرود " الاختيار  النفسي  على انه أداة  لفحص عينة من سلوك الفرد في موقف مقنن .
      وعليه يمكن القول أن الاختيار النفسي هو هو موقف موضوعي  مقنن لعينة من السلوك تختار بدقة  بحيث تمثل السلوك المراد اختياره تمثيلا دقيقا ، في هذا الموقف يطلب من المفحوص  القيام بعمل معين ثم تقدرة النتيجة على الأساس درجة الاستجابة و مقدارهها والوقت المستخدم .
ب -  الأهداف العامة للاختبار النفسي :
   يهدف الاختبار النفسي عموما الى :
-         التعرف على  قدرات الفرد الخاصة ، ذكائه العام  و أستعدادته و مواهبه ميوله و أتجاهاته وذلك بقصد توجيه إلى الأعمال التي تتناسب و قدراته
-         يستخدم الاخبار النفسي في ميدان التوجيه التربوي بهدف توجيه الطلاب إلى نوع الدراسة (التخصص ) الذي  يتوافق ما لديهم  من قدرات واستعدادات.
-         يستخدم الاختبار النفسي في عملية التنبؤ والتشخيص قصد تقديم الخدمات النفسية والعلاج  النفسي للإفراد ، فالأختبار النفسي تساعد المتختص في عملية رسم إستراتيجية التوجيه أو العلاج من اجل  تحقيق  التوافق الذاتي للفرد .
ج  -  أنواع الاختبارات :  تنقسم الاختبارات إلى أنواع  من حيث :
·        الموضوع :  الذكاء العام ، التحصيل ،الميول ....
·        الإجراء : قد تكون الاختبارات فردية  او جماعية
·        اللغة : قد تعتمد الاختبارات على اللغة فتكون بذلك اختبارات  لفظية كما  قد تعتمد على ترتيب المواد و الأشياء ، فتكون بذلك اختبارات عملية .
·        الوقت : تطبيق الاختبار قد يكون مرتبط  بوقت محدد وهذا ما يسمى بالاختبارات الموقوتة وهناك بعض الاختبارات التي لا ترتبط بزمن محدد والتي تدعى الاختبارات الغير موقوتة.
        أما أنواع الاختبارات التي يشيع استخدامها في الممارسات العيادية  يمكن تصنيفها على أساس الوظائف التي  يفترض أن تقيسها هذه الاختبارات ، وهي تشمل مجموعتين  رئيسيتين من الوظائف هما :
·        اختبارات الوظائف الذهنية :
تشمل هذه الاختبارات على اختبارات الذكاء ( وكسلر – ستانفورد بينيه ) والاستعدادات الخاصة والقدرة على التجريد ، فاختبارات الاستعدادات تشمل طائفة كبيرة من القدرات الخاصة : الفنية ، الموسيقية  ، الكتابية  واللفظية وغيرها ، وهي تقيس ما لدى الفرد من احتمالات النجاح أو الفشل في  تلك الجوانب .
·        اختبارات الشخصية : أكثر أنواع الاختيارات  الشخصية شيوعا هي :
-          اختيارات التقدير الذاتي : وهي التي تستخدم الورق والقلم وتكون الإجابة بناءا على البدائل المحددة ( مثل اختبار الشخصية المتعدد الأوجه ) ، فهذه الاختبارات تقيس جانبا محدد من الشخصية  .
-         الاختبارات الأستقاطية : وهي  التي تشير إلى بعض الوسائل غير المباشرة في دراسة الشخصية   والتي بواسطتها يمكن الكشف عن شخصية الفرد نتيجة ما تقدمه من مادة معينة يسقط عليهما الفرد  حاجاته ودوافعه ومدركاته ورغباته ومشاعره  بطريقة لا  شعورية .
     فالمثيرات في الاختبارات الأستقاطية تكون غامضة مثل الاختبارات  بقع الحبر    لـ " روشاخ " و تفهم الموضوع  لـ " موراي " .
    يمكن ان نخلص إلى  ان هذه الأنواع  من الاختبارات  تؤدي إلى وظائف مختلفة من المواقف العيادية مثل :  تحديد المستوى العقلي للفرد ،  تشخيص ضعف عقلي او اضطراب عصبي ، فالأداء على أي اختبار يعكس بدرجة متفاوتة لشخصية المفحوص لأن استجابته عليه تتأثر بكل من قدراته ودوافعه وميوله منه يمكن الوصول إلى فهم شخصيته و تقديم المساعدة . 
       فالمنهج العيادي لا يكتفي  بمراقبة السلوك والكشف عن المواقف وأوضاع الفرد اتجاه المشكلة فحسب ، بل في البحث عن أساس هذا الموقف والصراع الذي أدى  إليه ، ومن ثم اتخاذ الإجراءات التي تهدف إلى حل هذا الصراع من اجل إعادة التوازن النفسي و الاجتماعي للفرد، ومن هناك كان المنهج العيادي يعنى الدراسة المعمقة للحالات الفردية.
د- دور الاختبارات النفسية في علية التشخيص :
     يمكن تلخيص دور الاختبارات النفسية في عملية التشخيص  في النقاط التالية :
·        كشف الجوانب  المختلفة من شخصية الفرد (مشاعره ، أفكاره ، رغباته ، اتجاهاته ) وهذا باستخدام الاختبارات الشخصية.
·        تقييم قدرات الفرد العقلية ( الذكاء ، والقدرات الخاصة ) باستخدام اختبارات الوظائف الذهنية.
·        كشف الدوافع الواعية واللاواعية التي تحرك سلوك الفرد وذلك باستخدام الاختبارات الاسقاطية.
-         تشخيص الإضطراب أو المرض النفسي أو العقلي الذي  يعاني منه الفرد .
       وتجدر الإشارة إلى إن تحقيق هذه الأدوار العيادية التي تؤديها الاختبارات النفسية يستلزم إن تتوفر على شروط معينة وأهمها إن يتمتع الاختبار بدرجة عالية من الصدق والثبات وان تكون عينة السلوك واسعة وممثلة للسلوك الذي نريد قياسه ، وهذا ما يمكننا من  الوصول إلى تعميم النتائج والتبوء ، كما يمكننا ذلك من الوصول إلى التشخيص السليم للفحوص ومنه سلامة الخطة العلاجية



عيوب الاختبارات النفسية ومحدوديتها :
     فيما  يلي بعض الانتقادات التي وجهت إلى الاختبارات النفسية :
-         قد تستخدم الاختبارات النفسية لكشف إسرار الفرد فالمختص في علم النفس قد يطبق بعض الاختبارات النفسية لبعض الأفراد دون علمهم او موافقتهم ، وهذا بهدف الحصول على بعض المعلومات حول  شخصيتهم قدراتهم الذهنية ، وقد يسعى إلى كشفها او نشرها مما يشكل خرقا صارخا لكرامة الفرد  وحرمته ، وهذا ما يؤدي بدوره إلى عدة عواقب نفسية واجتماعية .
-         عندما يطلب من المفحوص اداء بعض المهام تحت شروط معينة يصيبه القلق والتوتر ، خاصة اذا شعر المفحوص بأن الاختبار  يقيس بعض الجوانب الحساسة من شخصيته، ومن هنا فإن نتائج الاختبار لا تعكس في الواقع الصفة المراد قياسها و عليه فإن تفسير النتائج كما هي يعتبر غير صحيح . 
-         يجب إن الأخذ بعين الاعتبار انه مهما كانت فائدة الاختبارات مقارنة بالطرق الأخرى فإنها ليست صادقة تماما ، فهناك دوما جانب للخطأ في التشخيص و في التنبؤ ، وعادة ما يتم توظيف أفراد غير مؤهلين عن طريق الاختبارات  بناءا على نتائج الاختبارات عدم ( المصداقية في تقديم الإجابة ) ، فهناك عدة عوامل تؤثر في استجابة المفحوص والتي تؤثر على مصداقية الاختبارات النفسية ومنه الخطأ ، ومن هذه العوامل :
·       سلوك المفحوص أتجاه الاختبار ( المقاومة )
·       موقف المفحوص أثناء الاختبار (  عدائي ، سريع الانفعال )
·       فهم المفحوص للتعليمات ( سريعا ، بطيئة )


       وفي كل الأحوال ينبغي على السيكولوجي الانتباه لكل الامور والعوامل التي يخلقها الموقف بحد ذاته ، وعليه ان يعمل لأبعاد الموقف السلطوي إتجاه المفحوص لأن ذلك يولد لديه الشعور بعدم الثقة  والقلق ، ويكون ذلك خلال عملية التفاعل والثقة، ومن وجب على المختص إن يلجا إلى تقنيات أو خرى تساعده على كل هذه العقبات للوصول إلى فهم أكثر للشخصية ، كما ينبغي عليه الالتزام بأخلاقيات ومبادئ استخدام وتطبيق الاختبارات النفسية وتفسيريها .
وفي الأخير لا غنى عن المختص في علم النفس العيادي خلال ممارسته الاكلينيكية من الاعتماد على كل تقنيات التشخيص النفسي بشكل   متكامل ، فكل تقنية تخدم الأخرى للوصل في النهاية إلى فهم شخصية المفحوص ومنه تقديم المساعدة النفسية المناسبة والملائمة للاسترجاع توافقه النفسي .


Post a Comment

Previous Post Next Post