المنهج الأدبي الشعر والقصص الحواري
أ-    المنهج الشعري(30):
       هو نظم أحداث السيرة النبوية من بداية العهد المكي إلى نهاية الطور المدني شعراً، وهذا المنهج لا يتقنه إلا فحول الشعراء المتدينين، ومعلوم أن الشعر محبوب للنفوس حيق إنه كلام موزون مقضى يسهل حفظه وقافيته تشنف الآذان وتطرب النفوس وتهفي لها القلوب.
       وقد قام كثيراً من الشعراء قديماً وحديثاً بنظم أحداث السيرة النبوية شعراً بهدف تيسير حفظها. ومن أهم الذين نظموا السيرة شعراً من القدامى الشاعر أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن سعيد الدميري (المعروف بسعد الدميري) المتوفى عام 607ه، وأبو نصر الفتح بن موسى بن محمد الخطراوي المتوفى 663ه، وأبو بكر محمد بن إبراهيم النابلسي (المعروف بابن الشهيد) المتوفى عام 793ه.
       ومن المعاصرين: الشاعر عمر حوري في ديوانه: سيرة رسول الله، وديوان مجد الإسلام (سيرة رسول الله شعراً): الالياذة الإسلامية للشاعر أحمد نحرم، والسيرة النبوية شعراً: لمحمد بن سالم بن حفيظ والسيرة النبوية شعراً للشاعر المغربي المراكشي: إسماعيلزويريق.
1-    سيرة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) شاعر عمر حوري(31):
       لقد نظم السيرة النبوية شعراً بعض المعاصرين منهم الشاعر اللبناني عمر حوري، وقد سمى ملحمته الشعرية: سيرة رسول الله محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وسلم) وقد قدم لهذه الملحمة الرائعة الشيخ محمد فهيم أبو عبيه (رئيس بعثة الأزهر في لبنان). وقدم هذا الشاعر المجيد السيرة النبوية في قالب شعري جميل. وهذه الملحمة الشعرية لا تلتزم قافية واحدة، وقد بلغت ثماني عشرة قافية، وهي تزيد على ألف وثلاثمائة بيت من الشعر العمودي(32).

2-    ديوان مجد\ الإسلام للشاعر أحمد محرم(33):
       قسم الشاعر الإسلامي أحمد محرم ديوانه إلى أربعة أجزاء، وفي الصفحة الأولى من كل جزء آيات قرآنية كريمة تحث على الجهاد، وفي الصفحة الثانية: كلمات لبعض لأئمة التابعين في علم المغازي والسير.
       وقد تحدث الشاعر في الجزء الأول عن حياة الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) في مكة المكرمة، ثم عن الهجرة والاستقرار في المدينة المنورة والمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار والموقف من اليهود والمنافقين. ثم تحدث الشاعر عن الغزوات وما وقع فيها من أحداث وبطولات فيما بقي من الجزء الثاني والثالث. أما في الجزء الرابع فقد تحدث عن الوفود التي وفدت على النبي (صلى الله عليه وسلم) ورسله إلى الحكام، وعن آخر عمل له وهو تجهيز جيش أسامة بن زيد (رضى الله عنهما).
       ولأن الإلياذة إنما قامت على الأساطير والخيالات بالدرجة الأولى فإن شاعرنا أحمد محرم التزم صدق التاريخ وتقيد بحقائقه، وكان حريصاً على أن يعرض أبطال الإسلام في إطار مضيء من صدق الأحداث وحقائق التاريخ! ومما يجدر ذكره أن الشاعر اختار أن يقدم محاولته في لوحات فنية لا ملحمية ولا قصصية، فهي قصائد غنائية يتغير فيها الوزن وتتغير فيها القافية من قصيدة لأخرى.
       والحق يقال: إن ديوان مجد الإسلام للشاعر أحمد محرم عمل فني رائد، لم ينصفه النقاد – مع الأسف – ولم يعطوه بعض المنزلة التي يستحقها. وهذا الديوان يصلح للشباب والمثقف من محبي الشعر الإسلامي الهادئ النظيف، ولعل بعض قصائده تصلح للإنشاد أو التمثيل المسرحي في المراحل الدراسية المختلفة(34).

Post a Comment

Previous Post Next Post