لتجني المزيد لا بد أن تتعلم المزيد

القاعدة هي أنه لكي تجني المزيد من المال، لا بد أن تتعلم الميد. فلا يمكنك أن تتصدر الركب في مجال تخصصك بشكل أفضل أو اسرع عما تفعله اليوم إلا بالدرجة التي تتعلم، وتمارس به شيئًا جديداُ.
يشمل الجزء الثاني من برنامج التنمية الشخصية والمهنية الخاصة بك البرامج التعليمية السمعية. غذا كنت ترتحل في عملك، فإنك تقضي ما بين خمسمائة إلى ألف ساعة كل عام في سيارتك. وغذا حولت وقت القيادة هذا إلى وقت التعلم فسوف تحصل على ما يعادل من ثلاث إلى ستة شهور بواقع 40 ساعة أسبوعية من المقال التعليمية الإضافية، فقط عن طريق التنقل من مكان إلى آخر. لقد التقيت بعدد لا يحصى من الأشخاص ممن قاموا بمضاعفه دخولهم ضعفين وثلاثة أضعاف، وأربعة أضعاف بمجرد الفعل البسيط المتمثل في الاستماع للبرامج التعليمية السمعية خلال قيادتهم لسياراتهم هنا وهناك.

احصل على كل تدريب يمكنك الحصول عليه

المفتاح الثالث للتعلم المستمر، لإطلاق إمكاناتك العقلية، هو أن تحصل على كل تدريب يمكنك الحصول عليه. فإذا ما تم الإعلان عن برنامج تدريبي يقدم في أحد المتلقيات العامة، فلقد ثبت بالفعل فعاليته القصوى. ولدى الشخص الذي يقدم البرنامج في الغالب خبرة أعوام عدة، وقد يكون أمضى مئات الساعات في تجميع البرنامج الذي ستحصل عليه أنت خلال نصف يوم أو يوم كامل. أحياناً يكون بوسعك أن توفر على نفسك أسابيع، وشهوراُ بل وأعواماُ من العمل الشاق عن طريق حضور منتدى تدريبي يقدمه أحد الخبراء الذي يشرح لك الوسائل الفنية والدقيقة لكي تنجز عملك بشكل أسرع وأيسر.
عندما تمزج تلك الأمور الثلاثة ببعضها البعض: القراءة المتنظمة، الاستماع المنتظم للبرامج التعليمية السمعية، والتدريب المستمر والمنتظم، فإنك تحظى بتركيبة حيوية من شأنه دفعك قدماُ إلى الأمام، وبسرعة أفضل كثيراُ مما كنت دون تلك الأمور الثلاثة.

المعرفة قوة

كما ذكرنا آنفًا، فقد قال "فرانسيس بيكون" إن المعرفة قوة، وهي حقيقة جزئية وحسب. فالحق أن المعرفة التي تعتبر فعلاُ قوة هي وحدها تلك التي يمكن تطبيقها لأغراض محددة من أجل نفع شخص آخر. فإن أرفف المكتبات مليئة بالمعرفة التي لا تقدم نفعُا لأي شخص.
وحتى تغيير تفكيرك بشكل إيجابي وبناء، عليك أن تواصل تغذية عقلك بالأفكار الجديدة. وأن تبقى مطلعاُ على كل حديث في مجال تخصصك. لا بد أن ترتبط من حين لآخر بالأشخاص الآخرين ذوي الريادة في حقل تخصصك بلاد أن تبحث على الدوام عن طرق لإنجاز عمل على نحو أفضل، واسرع، واقل تكلفة، واسهل. لابد أن تتحرى دائماً طرقًا لخدمة عملائك زبائنك بشكل أفضل. لابد أن تبقى على حافة التميز في مجالك، بحيث تكون وتستمر في أن تكون واحداُ من أكثر الناس قيمة في مجال عملك.

تفكير بلا حدود

في عصر المعلومات، تعد المعرفة هي كل شيء. وما من حدود أمام مقدار المعرفة التي يمكنك جمعها وتطبيقها على حياتك إلا ما يضعه طموحك الشخصي. فما من حدود حقاُ أمام ما يسعك إنجازه إلا الحدود التي تضعها أنت بنفسك.
كلما تعلمت المزيد سوف تجني المزيد. وكلما اتسع اطلاعك في مجالك تصير أكثر شجاعة وثقة في تطبيق مهاراتك في عملك. وكلما اتسمت بالشجاعة والثقة ارتقى شعورك بتقديرك للذات، واحساسك بقوة الشخصية. سوف تصير بالفعل كاسحا في كل ما تقوم به.

أنشطة عملية

1.   ابدأ اليوم في تكوين مكتبتك الشخصية التي تحتوي كتباُ في مجالك. اقرأ من 30 إلى 60 دقيقة كل يوم، ضع العلامات، ودون الملاحظات المهمة.
2.   دقق في كل من النجاحات، والاخفاقات غير المتوقعة في عملك. هل يمكن أن يكون إشارة لاتجاه جديد يمكن لك الاستفادة منه؟
3.   عالج كل مشكلة تقابلك في حياتك بشكل منهجي. تخيل أن الحل قد يكون هو النقيض تماماُ لم تقوم به حالياُ.
4.   اجعل عقلك منفتحاُ على الدوام أمام الجديد من الأفكار ووجهات النظر. اطرح المزيد من الأسئلة. ضع في اعتبارك احتمال أن تكون على خطأ.
5.   استمع إلى البرامج التعليمية السمعية في سيارتك. فلتجعل من سيارتك فصلاُ دراسيا متنقلاُ أي "جامعة على أربع إطارات".
6.   انتق إحدى النواحي مما يمكن للخبرة بها أن تعينك على التقدم للأمام في مسارك المهني. وضع خطة لدراسة وتعلم كل ما يمكنك في هذه الناحية. ولتكن الأفضل فيما تقوم به.
7.   لا ترتبط إلا بالأشخاص السعداء المبدعين المتفائلين والإيجابيين الذين يقودون حياتهم نحو أهداف محددة. انضم إلى الفائزين إذا أردت أن تكون أحدهم.

 اطلق قواك العقلية

إن الإمكانات الكامنة بداخل الشخص المتوسط لهي أشبه بمحيط لم يبحر إليه أحد، قارة لم تكتشف بعد، عالم من الاحتمالات في انتظار تحريره، وتوجيهه صوب الخير الأسمى.
-         " بريان تراسي "
لن يطرأ أي تغير في حياتك إلا كثمرة لاصطدام عقلك بفكرة جديدة. فالأفكار هي مفاتيح المستقبل. تحتوي الأفكار على أجوبة لكل أسئلتك، وعلى وسائل تحقيق جميع أهدافك. أنت بحاجة لأن تكون مولدًا للأفكار، بحيث تتوصل باستمرار إلى أفكار جديدة وأحسن من أجل التعاطي مع التغيرات المستديمة، ومع الفرص التي تبزغ من حولك. ولحسن الحظ نك مبدع بالفطرة. إنها صفة كامنة ودفينه فيك، لقد ولدت بها لكن القدرة على الإبداع منوطة بقانون الاستخدام، والذي ينص على: "إذا لم يستخدمها، فسوف تفقدها" بشكل مؤقت على الأقل. النبأ السار هو أن بمقدورك إعادة إشعال قدرتك الإبداعية عن طريق ممارسة تقنيات وطرق محددة معرضها في هذا المقال.

خطط للمضي قدمًا، وفكر في المستقبل

إن تغيير تفكيرك يتطلب منك أن توسع من أفكارك وخيالك بشأن الشخص الذي تكونه، والأمور التي قد تقوم بها، والأشياء الي قد تمتلكها إن أي شخص ممن أنجز أي شيء جدير بالتقدير في الحياة يبدأ بحلم كبير، أو برؤية لما هو ممكن له أو لها. إنهم يتخطون بيئتهم المحيطة، بما في ذلك مشكلاتهم، والقيوم المحددة لهم، وبدلاُ من ذلك يتخيلون أنفسهم أحيانُا وهم يعيشون في المستقبل نمط المعيشة الذي يودون أن يعيشوه. إنك بحاجة لممارسة هذه الطريقة في التفكير أنت أيضاً.
تحدثنا سالفاً حول رؤيتك للمستقبل المثالي. إنك ترسمها بالمضي قدما للأمام خمسة أعوام. تخيل كل أحلامك وقد تحققت. ماذا ستبدو عليه حياتك إذا كانت نموذجية على كل مستوى ؟ اين ستكون؟ من الذي سيكون بصحبتك؟ ما الذي يتقوم به؟ كم ستجني من مال؟ وهكذا إلى آخره.
ومن ثم تعود إلى يومك هذا وإلى وضعك الحالي. وتفكر في خطوات محددة يمكنك اتخاذها للتركيز، والاستفادة من فرصك، ولكي تتغلب على الحدود المقيدة والعقبات. هذا هو الاستخدام المبدئي للتفكير الإبداعي. من أجل أن تحل مشكلاتك، وتستثير الاكتشافات العقلية الباهرة التي يمكنك الانتفاع بها لتمضي قدماُ بإيقاع أسرع صوب بلوغ الأهداف الأهم بالنسبة لك.

ثلاثة عقول في عقل واحد

إنك تفكر بحياتك، وتسيرها مستخدمُا ثلاثة عقول مختلفة. الأول هو العقل الواعي. وتستخدم عقلك الواعي لاستيعاب المعلومات الجديد’، ومضاهاتا بمعرفتك الحالية، وتحليلها تبعاُ لقيمتها أو بنفعها لك، ومن ثم تقرر أن تتخذ فعلاُ أو لا تتخذ. هذا هو العقل الذي توجه به مسار حياتك. ويشار إليه غالباً بالعقل الموضوعي.
العقل الثاني الذي تستخدمه هو عقلك الباطن (اللاوعي) . وعقلك الباطن هو بنك معلومات هائل الحجم يسجل كل فكرة، وكل خاطرة، وانفعال، أو خبرة مما قد يمر بك، أو يخطر لك على مدار حياتك. ويسمى بالعقل الذاتي ودوره أن يجعل كل كلماتك وأفعالك متوائمة مع مفهومك عن ذاتك، ومع ما تمتلكه حالياُ من مواقف نفسيه، وقناعات، ومخاوف، وتحاملات (انحيازات). إن عقلك الباطن لا يفكر ولا يعقل. إنه يطيع أوامرك وحسب.
ويعد عقلك اباطن كذلك مسئولا عن تسيير جميع وظائفك البدنية. غنه يتحكم بجهازك العصبي اللاإرادي، ومعدل خفقان قلبك، والتنفس، والهضم، والذاكرة الأساسية، وخلافة. إنه أقرب إلى جهاز كمبيوتر عملاق، يبلغ من القوة والدقة ما يتيح له تنفيذ مائة ملون أمر في الثانية. إنه ما يحفظ التوازن لملايين العناصر الكيمائية في كل خلية من بلايين الخلايا لديك، وذلك على مدار الأربع والعشرين ساعة.
وعقلك الثالث هو عقلك فائق الوعي. وهذا العقل هو صلتك المباشرة مع الذكاء غير المحدود. إنه يحتوي كل المعرفة، ويمكنه أن يجلب لك كل الأفكار والإجابات التي قد تحتاج إليها من أجل بلوغ أي هدف قد تضعه نصب عينيك. هذا العقل هو منبع كل الإلهام، والخيال، والحدس (البصيرة)، والخواطر اللطيفة المشرقة. وهو يعمل 24 ساعة يومياُ، وسوف يجل لك الإجابة المناسبة تماماُ لحل سؤالك أو مشكلتك، بالضبط عندما تكون مستعداُ لها. ويتم تحفزه بالأهداف الواضحة، والصور الذهنية الحية المشرقة، والأوامر الإيجابية الصريحة في صيغتها المثبتة والمؤكدة.
وإذ تستعين بالعقول الثلاثة جميعها في تناغم واتساق، وبالأداء والمهام التي صمم لها كل منها، فلسلوف تنجز المزيد، والمزيد من أهدافك، وبأسرع ما تخيلت أبداُ. إن الاستخدام السليم لعقولك الثلاثة أمر مركزي لتغير تفكيرك، ولتغير حياتك.

ثلاثة محفزات على الابداع

هناك ثلاثة عوامل أساسية تحفز القدرة الإبداعية: ويمكن لك استخدام كل منها بانتظام، وفي شيء تقوم به. وهي : أولاً، الأهداف الملحة بقوة، ثانياُ، المشكلات الضاغطة وثالثاُ. الأسئلة المحددة. عندما تستخدمها جميعها، ستبدأ في توليد الأفكار بمعدل سيصيبك بالدهشة.
عن طريق استخدام هذه الوسائل الثلاث للتحفيز العقلي – أي الأهداف، والمشكلات، والأسئلة – فإنك تقوم بتفعيل عقولك الثلاثة كافة، وبشكل فوري ولحظي، وتبدأ في الانتفاع بوظائفها على مستويات أعلى كثيراُ من الشخص المتوسط.

الأهداف الملحة بقوة

العامل الأول واضح التعريف، وهو الهدف الملح بقوة. فيبغي أن تعرف ما الذي تريده بالضبط، وأن تضع موعدًا نهائياً لتحقيقه، وأن تجعله قابلاُ للقياس، وأن تضع خطة لتحقيقه، خطة تعمل عليها بشكل يومي. ثمة علاقة مباشرة ما بين مقدار وضوح هدفك المنشود أمام عنينك، وبين مقدار الأفكار التي ستتوصل إليها لكي تبلغه وتحققه.
إحدى أكثر الطرق فاعلية في تحقيق الانسجام ما بين أنشطة عقولك الثلاثة، ولكي تنشط قواك الإبداعية، هي أن تعيد كتابة أهدافك بصيغة الزمن الحاضر في كل صباح.
احتفظ بدفتر صغير للكتابة. وفي كل صباح وبعد الانتهاء من قراءتك اليومية، امض بضع دقائق، وأعد كتابة أهدافك الكبرى في صيغة الزمن المضارع، تماماُ كما لو أنها موجودة بالفعل. امض ثواني معدودة بعد تدوينك لك هدف حتى تتخيل صورة ذلك كما لو أنه قد تحقق بالفعل. ولتنظر بعين عقلك ما لو أنه موجود بالفعل. ثم ابتسم واسترخ ودع عنك هذا كله.
هذه الطريقة المتمثلة في إعادة كتابة أهدافك كل صباح، وخيلها بعين خيالك كما لو كانت قد تحققت فعلياُ، ثم تركها تمضي بثقة كاملة لهي جانب حيوي من عملي خلق المعادل العقلي لما تنشده من أمور.
وباستخدام هذه الطريقة، سوف تساعد أهدافك على أن تتجسد حقاُ حيت تكون مستعدُا لها. عن طريق كتابة أهدافك وإعادة كتابتها، فإنك تغرسها بذلك بعمق شديد في عقلك الباطن. ولدى نقطة محددة، فإنك تنشط عقلك فائق الوعي. وعند هذه النقطة، ستشرع في أن تجذب إلى حياتك كل ما يمكن له مساعدتك على بلوغ أهدافك من أناس وظروف.

تمثل الشعور

العاطفة هي المفتاح. فكلما زادت قوة رغبتك في أحد الأهداف، تجسد بشكل أسرع. وبالمزج ما بين فكرتك عن هدفك، وبين عاطفتك القوية من الرغبة أو الحماس. فهذا أشبه بالصعود إلى سلم كهربائي صاعد لإمكانياتك العقلية. سوف يسرع عقلك، ويولد الأفكار من أجل إنجاز الأهداف. وكلما تحليت بإيجابية والاستثارة والحماس حيال تحقيق أي شيء، سارع عقلك بالتوجه للعمل ليجلب هذا الشيء إلى حياتك.
فكر في شعورك إذا ما حققت هدفك. هل ستكون فخوراُ بنفسك، وسعيدا، ومرتاحُا، ومسرورا ام مبتهجُا؟ بغض النظر عن الشعور الذي سيغمرك، يجب أن تتخيل نفسك بكل ثقة وسعادة وأنت تستمع بذلك الشعور الذي سيغمرك إذا كان الهدف الذي تنشده بالفعل جزءاً من حياتك.
إذا كنت تريد أن تجني المزيد من المال، وتحقق مستوى معيشة أعلى، فتتخيل أنك هكذا فعلياُ، وتعيش الحياة التي تنشدها. تخيل كيف سيكون شعورك. أغلق عينيك، وتمثل ما بين الصورة الذهنية الصافة لهدفك مع الشعور نفسه الذي قد تحظى به إذا ما حققته، فإنك تنشط الطاقات الأعلى لعقلك. وتحفز حالة الإبداع لديك. وتحصل على رؤى وأفكار من شأنها مساعدتك الحقيق هدفك بشكل أسرع.

المشكلات مثل الفرص

العامل الثاني الذي يستثير قدرتك الإبداعية كما ينشط عقلك الإيجابي هو المشكلات الضاغطة. فإنه فقط حينما تواجه ضغط المشكلات والعقبات يتم تحفيزك نحو أفضل أداء عقلي لك. إن مواجهة وحل المشكلات المحتومة ومشاق الحياة تجعلك أذكى وأقوى، وتخرج منك أفضل ما الديك.
لا يفهم معظم الناس طبيعة المشكلات. إنها جانب عادي وضروي من الحياة. ولا يمكن تجنبها أو تجاوزها. وتنبعث المشكلات على الرغم من بذل أقصى جهودنا لتجنبها. علاوة على أن المشكلات تأتي دون أن يستدعيها أحد.
والجزء الوحيد من أي مشكلة الذي لك عليه سلطان هو استجابتك لمشكلاتك. يستجيب الأشخاص الفعالون لمشكلاتهم استجابة إيجابية وبناءة. وعلى هذا النحو فإنهم يبرهنون على أنهم اكتسبوا مستويات عليا من " القدرة على الاستجابة ". لقد اكتسبوا القدرة على الاستجابة بشكل فعال عند وقوع صعوبات غير متوقعة وغير مرغوبة.
إن المشكلات بجميع أنواعها تستثير أفضل ما فيك من صفات. تجعلك قوياُ وواسع الحيلة. وكلما كانت مشكلاتك أكثر ضغطُا، وكلما زاد ما تستثمره من مشاعر في حل تلك المشكلات، صرت شخصًا أكثر إبداعُا. في كل مرة تقوم فيها بحل إحدى المشكلات بطريقة بناءة، تصير أكثر ذكاءً وفعالية. ونتيجة لذلك تعد نفسك حتى لحل مشكلات أكبر وأهم.

فكر على الورق

من بين الطرق التي تحسن مقدرتك على حل مشكلاتك، وعلى استثارة قدرتك الإبداعية هي أن تفكر على الورق. اقض بضع دقائق لتسأل: " ما المشكلة على وجه التحديد ؟ " ثم اكتب الإجابة أدناه في صيغة تصف المشكلة بدقة.
يمكنك بعدها أن تسأل: " ما المشكلة إضافة إلى ذلك ؟ " يجب أن تكون مدركاُ أن لكل مشكلة تعريفا واحدا فقط. وإن أسوأ شيء قد تقع فيه هو أن تحل المشكلة غير المقصودة. وكلما تعددت الطرق التي تحد بها مشكلة ما ارتفعت قابليتها للحل.
مهما كانت المصاعب، والعقبات، والتحديات، أو العوامل التي تشل حركتك، أو تمنعك من التقدم بطريقة أو بأخرى، فلتقم بتعريفها تعريفاً واضحاُ كتابة فكما يقولون في مجال الطب: "غن التشخيص الدقيق نصف العلاج".
أحيانُا عندما تشرع في تعريف إحدى المشكلات، سوف تجد أنها في الحقيقة "مشكلة عنقودية". وهي مشكلة واحدة ضخمة تحيط بها مشكلات عديدة أصغر حجماُ. ومعظم المشكلات التي تتعامل معها سوف تكون مكونة من مشكلات عديدة أصغر حجمًا. فغالبًا في موقف عسير، تكون هنا كمشكلة ضخمة واحدة لابد من حلها قبل أي مشكلة أخرى أصغر حجمًا.
وافضل معالجة لهذا النمط من المواقف هو أن تقوم بتحديد المشكلة الرئيسية، ومن ثم تحدد الأجزاء الفردية للمشكلة كل حدة. لابد أن تحدد المشكلة الجوهرية التي لابد من حلها أولاُ، ثم تتعامل مع المشكلات الأصغر بالترتيب. وأحيانا فإن حل جابن واحد من المشكلة يقود للحل الخاص بالوقف برمته.

الأهداف ما هي إلا مشكلات

إن الهدف الذي لم تبلغه بعد ما هو إلا مشكلة لم تحلها بعد. لهذا فقد تم تعريف النجاح بأنه القدرة على حل المشكلات. إذا لم تكن تجني مقدار المال الذي تود أن تجنيه، فهي مشكلة لم تحل. إذا لم تكن تتمتع بمستويات الصحة واللياقة التي تنشدها، فها هذا إلا مشكلة لابد أن تجد لها حلاُ. والعقبة والتي تحول دونك وهدفك ما هي إلا مشكلة في انتظار حل. وأي حائل يمنعك من التقدم ما هو إلا مشكلة أخرى في انتظار أن تحلها.
وفي كل الحالات، لتكن مهمتك هي ألا تجعل المشكلة تتحكم فيك، بل أن تتحكم أنت في المشكلة.

المسمى الوظيفي لعملك

إذا ما سألتك ماذا تفعل لتكسب عيشك، فلسوف تخبرني بمسمى منصبك الحالي، أو توصيف مهنتك. ولكن أيا كان منصبك أو مسماك الوظيفي، فإن مهمتك الحقيقة هي: "حل المشكلات". فهذا ما تقوم به طوال اليوم. وهذه هي المقدرة التي تجعلك ذا قيمة. ويتحدد نجاحك في مجال عملك بمدى كفاءتك في حل المشكلات، وبلوغ الأهداف في منصبك.
لا تشكل مطلقاُ من المشكلات في عملك. بل ينبغي عليك أن تكون ممتناُ لها. فإذا لم يكن ليدك أية مشكلات في العمل، فإنه ما من عمل لديك. وعندما لا يكون بمقدور المرء حل المشكلات في العمل، فإنه ما من عمل لديك. وعندما لا يكون بمقدور المرء حل المشكلات التي تقع في عمله، يتم استبداله بشخص يستطيع ذلك وبسرعة. وعندما تصبح "معالج المشكلات" المتفوق سوف تتم ترقيتك بسرعة لحل مشكلات أضخم وأهم.
من الآن فصاعدُا، فكر بنفسك باعتبارك معالجا للمشاكل. والسؤال الأوحد هو : ما مدى كفاءتك في وظيفتك؟ ليكن هدفك أن تصير متفوقاُ تفوقُ مطلقا في حل أية مشكلة قد يلقى بها العالم نحوك.

اطرح أسئلة محددة

الطريقة الثالثة لكي تحفز قدرتك الإبداعية تتم عن طريق طرح أسئلة محددة جدًا. حين تكون الأسئلة حسنة الصياغة، ومحددة، ومستفزة، ومتحدية فإن من شأنها تحفيز عقلك، وحث تفكيرك. غالباُ ما يصف أفضل الاستشاريين أنفسهم باعتبارهم "مستفزين". فهم لا يقدمون الإجابات الجاهزة. بل يرغمون عملاءهم على طرح أسئلة صعبة، وتقديم جواب لها.
لكي تستثير قدرتك الإبداعية، عليك أن تسأل نفسك بعض الأسئلة الصعبة كذلك، ثم تراجع إجابتك.
أتذكر التفكير من نقطة الصفر؟ واصل سؤال نفسك: "إذا لم أكن الآن اقوم بهذا الأمر، فهل سأشرع فيه اليوم بناء على ما أعرفه حالياُ؟ " وسوف تنتابك الدهشة لمدى ما تبلغه من إبداع حيث تفحص،وتراجع كل جانب من جوانب حياتك بينما تختار أن تبدأ من جديد، إذا شئت، بناء ً على معرفتك وخبرتك الحالية.
وغالبا ما تكون الإجابة عن أكبر معضلة تواجهك هي أن تتوقف ببساطة عن ممارسة أحد الأنشطة كلية. وإذا لم يجد هذا نفعًا، يمكن أن يكون اذكى ما تقوم به أحيانُا هو أن تتخلى عن فعل محدد بكامله. داوم على أن تسأل: " ما أكثر الحلول بساطة، وأكثرها مباشرة لهذه المشكلة؟ "

الوضوح هو مربط الفرس

ثمة أسئلة إضافية يمكن لك طرحها لتستثير قدرتك الإبداعية – فمثلاً: "ما الذي أحاول القيام به ؟ " كن واضحًا كل الوضوح في إجابتك عن هذا السؤال.
متى واجهت أي إحباط، أو مقاومة في تحقيقك لأحد الأهداف، أو سعيك لإحدى النتائج، اسأل نفسك: "ما الطريقة التي أحاول تحقيق هدفي من خلالها؟ " و " هل يمكن أن يكون هناك طريقة أفضل؟ " فإياك والوقوع في غرام طرقك ووسائلك الحالية.
ما افتراضاتك؟ ما افتراضاتك الواضحة، وما افتراضاتك الباطنة ( اللاواعية )؟ ما الافتراضات الصحيحة والتي إن تبينت عدم صحتها ، سيتغير تفكيرك جملة وتفصيلاُ؟ كتب "آلكس ماكنزي" : "الافتراضات الخاطئة هي جذور كل إخفاق ".

المشكلة الحقيقة

كثيراُ ما أتعاون شركات تحاول ان تسوق أحد منتجاتها، أو خدماتها الجديدة، ولديهم صعوبات في السوق. وحين نتحرى الأسباب الكامنة وراء المشكلات التجارية، عادة ما يقومون بإعطائي قائمة طويلة من المصاعب التي تواجهها تلك الشركات مع الدعاية، والترويج، والأشخاص، والمبيعات، والتوزيع، والتوصيل، والخدمة. وعلى من ذلك كله، تكون المشكلة الجوهرية على الدوام هي أن مبيعاتهم غير مرتفعة بما فيه الكفاية.
ومن ثم أطرح عليها ثلاثة أسئلة. وهي الأسئلة التي يمكنك طرحها حين تفتكر بشأن أي منتج، أو خدمة محتملة لأي سوق.
السؤال الأول هو: "هل هناك سوق؟ أي هل هناك أشخاص يمكنهم شراء هذا المنتج أو الخدمة من أجل التنافس مع المنتجات والخدمات الأخرى المتوافرة حالياُ؟ يبدأ العديدون مشاريعهم التجارية دون أن يدركوا مدى صعوبة جذب عميل بعيداُ عن ممول آخر مادام العميل راضياُ في الوقت الحالي عن البائع الآخر.
وإذا كانت إجابة الشركة هي: "نعم هناك سوق بلا شك لما نقوم ببيعه. هناك ناس يريدونه، وعلى استعداد لشرائه منا"، يكون سؤالي التالي هو : "هل السوق كبيرة بما فيه الكفاية؟" فهناك العديد من المنتجات أو الخدمات جيدة، وذات قيمة وجدارة، لكن ما من سوق كبير بما يكفي لتبرير استثمار كل الوقت والطاقة الضروريين لجلب تلك المنتجات إلى السوق فثمة استخدامات أمثل وأربح للمال.

لماذا تنهار الشركات؟

يتعرض أشخاص كثيرون للإفلاس، وخاصة في مغامرات السمسرة والمشاريع الجديدة، لا لسبب إلا لأن السوق غير كبير بما يكفي لاستيعابهم، وليبيعوا بما يكفي لتغطية نفقات إنتاج المنتج أو الخدمة من الأصل. لابد من مقارنة كل استثمار مع الاستثمارات الأخرى الممكنة، والمتوافرة في ذات الوقت. قد يكون هناك أماكن أفضل لتستثمر فيها وقتك ومالك.
ويصدق هذا المبدأ عليك أنت شخصياُ كذلك. مهمتك هي أن تستثمر نفسك حتى تحصل على أعلى "عائد للطاقة المشتغلة" . هناك ألف طريقة مختلفة تنفق بها وقتك وحياتك. وأنت نفسك تعتبر أثمن مورد لديك، ولابد أن تستثمر هذا المورد على الدوام، حيث يمكن لك الحصول على أعلى عائد.
السؤال الثالث الذي أطرحه على عملائي هو : "إذا كان هناك سوق، وإذا كان السوق كبيراُ بما يكفي، فهل السوق مركز بما يكفي بحيث يمكن لكم عمل الدعاية، وبيع ما لديكم بطريقة مراعية للنفقات؟"
السؤال الأخير هذا غالباُ ما يظهر عندما تظهر فكرة جديدة لمنتج جديد. نعم هناك سوق، ونعم، السوق كبير بما يكفي، لكن هذا السوق موزع على منطقة جغرافية شديدة الاتساع، بحيث يكون من المستحيل فعلياُ البيع لها بفعالية.

وضع القيود في الاعتبار

من بين الطرق الجيدة لتحفيز الحلول الإبداعية والمبتكرة لمشكلاتك هي أن تطبق "نظرية القيود". تقول هذه النظرية، إنه في كل عملية أو سلسة من النشاطات، هناك عامل مقيد. إنها القيود أو عنق الزجاجة الذي يحدد السرعة التي ستنتقل بها من موضعك حيث أنت إلى الموضوع الذي تنشده. إن مجرد القيام بتحديد القيود الحاسمة في بيئتك المحيطة غالباُ ما يستثير أفكارً ورؤى من شأنها معاونتك على تخفيف تلك القيود.
فعلى سبيل المثال، لنقل إن هدفك هو مضاعفة دخلك على مدى الفترة من ثلاثة إلى خمسة أعوام القادمة. فإنك تبدا بتحديد القيود على تحقيق هذا الهدف بطرح لسؤال: "لماذا لا يكون دخل مضاعفُا مرتين لدخلي الحالي؟"
كن أمينًا مع نفسك. اسأل نفسك الأسئلة القاسية: لماذا لا تجني بالفعل ضعف ما تجنيه فعلياُ اليوم؟ ما الذي يعوقك عن هذا؟ ومن بين كل الأشياء التي تعوقك، ما العامل المقيد الأساسي الذي من شأنه تحديد مدى سرعة إنجازك لهدفك؟

قم بتطبيق قاعدة 80 / 20

تبدو قاعدة 80 / 20 تنطبق على القيود، ولكن بطريقة خاصة. في هذا السياق، تقول هذه القاعدة إن نسبة 80 % من القيود التي تعيقك عن تحقيق هدفك تكمن بداخلك أنت. إنك تحتويها بداخلك، وليست موجودة في بيئتك المحيطة.
فقط نسبة 20 % من العوامل المعوقة لك توجد في العالم الخارجي. يمثل هذا الاكتشاف صدمة بالنسبة لمعظم الناس. يعتقد السواد الأعظم من الناس أن مشكلاتهم الكبرى نتجت عن مواقف وأشخاص تحيط بهم. وغالباُ ما لا يكون هذا صحيحاُ. وأغلب أسباب عدم قدرتك على التقدم إلى الأمام ترتبط بقصورك أنت، وافتقادك للمهارات، او للمقدرة، أو الصفات الشخصية الطيبة.

قد بمضاعفة دخلك

لنفترض أنك تعمل بمجال المبيعات، وأنك تريد مضاعفة دخلك خلال فترة من ثلاثة إلى خمسة أعوام، هذا إن لم يكن أسرع من ذلك. إن أول قيد حاسم سوف تحدده هو مقدار ما ينبغي عليك بيعه من منتجك أو خدمتك. إذا استطعت حل هذه المشكلة فسوف تبلغ هدفك.
ما إن تحدد هذا القيد الأساسي تسأل عندئذ: " ما القيد الذي يمكن وراء هذا ؟ " قد يكون القيد التالي عليك هو عدد العملاء المحتملين الذي ينبغي عليك العثور عليهم. إذا أمكنك التحدث إلى عدد كافٍ من العملاء المحتملين، فمن المحتمل أن تضاعف مبيعاتك وأن تضاعف دخلك.
ثم تنظر عندئذ فيما يمكن وراء هذا القيد، وتسأل عن القيد المسبب لهذا الحد. قد يكون هذا القيد الحقيقي هو مقدرتك على التوقع وجذب العملاء المحتملين، إنه ما بداخلك، وليس أمراُ في السوق.

انظر حولك

إحدى الطرق الجديدة من أجلك لكي تحدد ما إذا كان القيد داخليُا أم خارجيًا هي أن تنظر حولك، وترى ما إذا كان هناك أي شخص آخر ينجز الأهداف نفسها التي ترغب في إنجازها. هل هناك أي شخص آخر يجني بالفعل مرتين ضعف ما تجنيه أنت من بيع المنتج نفسه، أو الخدمة نفسها، وفي السوق نفسه؟ غذا كان هناك أحد الأشخاص الذي يقوم بذلك بالفعل، فإن القيد داخلي، وليس خارجياُ. إنه أمر بداخلك. إنه قصور في مقدرة بعينها،أو إحدى الصفات الملامة لك مما يتعم عليك تجاوزه.
يقال: " عندما يبدأ الإنسان صراعًا مع ذاته، فإنه يستحق فعلاً شيئًا ما". يطرح الشخص المتفوق على الدوام السؤال التالي: "ماذا يكمن بداخلي، ويعوقني عن التقدم؟" ينظر الأشخاص المتفوقون أو ما ينظرون نحو أنفسهم، قد يكون من الصحيح جداُ أن هناك شيئًا ما بعالمك الخارجي يعمل مثل كابح لقدراتك، لكن المهم هو أن تبدأ النظر من الداخل. فالفوارق والاختلافات سوف تعتر عليك هناك.

Post a Comment

Previous Post Next Post