المنهج المسرحي والقصصي الحواري
       هذا المنهج عبارة عن كتابة السيرة النبوية على شكل مسرحية يمكن تمثيلها على خشبة المسرح بحيث تبرز لكل شخص في الوقائع شخصيته، ويتم ذلك على شكل حوار، بحيث يدب في الكلام الحياة والنشاط وتصبح الأفكار حينئذ صوراً متحركة بتحرك أصحابها.والكاتب المسرحي يصوغ القصة يصوغ القصة أو السيرة على شكل حوار جميل بشكل مسرحية أو قصة جميلة مائلة أمامه فيتأثر بها وبتفاعل معها.
       وهذا المنهج أسلوب مبتكر معاصر جديد، وهو محبوب لدى عامة الناس، ذلك أنه يستخدم حاستي السمع والبصر في شرح الأحداث واستيعابها بالإضافة للحركة التي تجلب المشاهد والسامع وتثير فيه الانتباه والتأثير والاستماع.
1-             السيرة الذاتية هي معرفة تفاصيل ووقائع حياة الرسول (صلى الله عليه وسلم) وطريقته في التربية والجهاد والدعوة، أو بمعنى آخر: ما صح عن النبي (صلى الله عليه وسلم) من قول أو فعل أو تقرير أو صفة أو هم من المهد إلى اللحد (قبل البعثة وبعدها).
2-             السيرة النبوية الزكية هي ترجمة عملية لنصوص الكتاب والسنة، كما قالت عائشة (رضي الله عنها) حين سئلت عن خلق الرسول الكريم: (كان خلقه القرآن)، وكان أصحابه الفضلاء الذين تربوا على يديه مصاحف تدب على الأرض، إذا رآهم أحد ذكر الله سبحانه وتعالى.
3-             أهم مميزات هذه السيرة العطرة: أنها صحيحة واضحة واقعية شاملة موثوقة، وأنها تجمع بين الروح والفكر والعاطفية والإيمان والدين والدنيا والآخرة وأنها تؤدي لسعادة الدارين.
4-             مناهج العلماء السابقين شبه محصورة في السرد والجمع والقصص والأخبار وذكر الحوادث بتواريخها (وفيها الصحيح والضعيف والموضوع). وقد تفرد الإمام ابن قيم الجوزية من علمائنا القدامى بكتابة السيرة بالمنهج التحليلي في كتابه الرائع المانع: زاد المعارف في هدي خير العباد.
5-             أهم الاتجاهات الحديثة المعاصرة لدراسة السيرة النبوية المطهرة:
أ‌.       اقتفاء منهج السابقين: (السردي القصصي التاريخي)، أو اختصار كتاب قديم.
ب‌. المنهج التحليلي الاستنباطي (ذكر الدروس والعبر والأحكام).
ت‌. المنهج الموضوعي (التخصصي الفرعي الجانبي).
ث‌. المنهج الأدبي (الشعر والمسرح والقصصي والحواري).
ج‌.   النهج المنحرف للمستشرقين والمستغربين والعصرانيين والعلمانيين.

6-             أهم من كتب عن الدراسات المعاصرة للسيرة النبوية:
سليمان الندوي في: الرسالة المحمدية، وممد عبد القادر أبو فارس في: فقه السيرة، وأكرم العمري في: أضواء على السيرة النبوية، ومحمد سرور بن نايف زين العابدين في: دراسات في السيرة النبوية.
7-             المطلوب من العلماء والدعاة والباحثين المعاصرين: إعادة كتابة السيرة النبوية للناس أجمعين: سرداً وتاريخاً وحواراً وأدباً وشعراً وحواراً وتعليماً وتحليلاً واستنباطاً وتخصصاً لجزئية معينة بشرط حسن العرض وصحة النقل، وتحبيب الناشئين والدارسين لسيرة ختم النبيين (صلى الله عليه وسلم)، والرد على الشبهات والحاقدين بالحجة والمنطق والحوار الهادئ والأسلوب الحسن.
التوصيات:
1-              ضرورة عقد مؤتمر سنوي عالمي عن أحد جوانب السيرة النبوية في إحدى الجامعات الإسلامية.
2-             جعل مادة السيرة النبوية إجبارية في المدارس والمعاهد والكليات والجامعات في العالم الإسلامي.
3-             ترجمة الأبحاث والكتب المهمة في السيرة النبوية لمختلف لغات العالم الحية.
4-             إنشاء قنوات فضائية عالمية تعمل على مدار الساعة بمختلف اللغات تتحدث عن جميع جوانب السيرة النبوية.
5-             عمل مسابقات محلية وعربية إسلامية ودولية في السيرة النبوية العطرة المطهرة.
6-             إخراج كتب السيرة النبوية القديمة والمخطوطة محققة من قبل علماء أكفياء.
7-             الرد على الشبهات المثارة حول السيرة بالحكمة والحوار والتي هي أحسن.
8-             التركيز على التربية والدعوة الإسلامية من خلال تعاليم سيرة النبي الخاتم (صلى الله عليه وسلم).
المنهج السردي: هو كتابة السيرة النبوية بأسلوب قصصي تساق في الأحداث والمعلومات وتروى فيها الروايات بتسلسل منطقي وترتيب حسن مترابط. وهذه الروايات ليست على درجة واحدة من الصحة والإسناد، فيعضها صحيح وبعضها ضعيف وبعضها متل الإسناد وبعضها منقطع وبعضها رواتها ثقات وبعضها ليس كذلك.
وهذا الأسلوب لا يتضمن تحليلاً للأحداث، ولا استنباطاً للأحكام الفقهية أو الحكم التشريعية او الاستفادة من العبر والعظات.
وقد كانت السيرة العطرة جزءً من السنة النبوية (سواء كانت قولية أو عملية أو تقريرية) تذكر أحداثها في كتب الحديث الشريف، ثم افردت بالكتابة والتدوين بشكل مستقل مفرد، وكترة التصانيف فيها.
ولعل أول من أفرد الكتابة في أحداث السيرة المطهرة بأسلوب سردي هو عروة بن الزبير المتوفي عام 92 ه، وأبان بن عثمان بن عفان المتوفى عام 105ه، ووهب بن منبه المتوفي عام 110ه، وعاصم بن عمر بن قتادة المتوفى عام 120ه، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري المتوفى عام 124ه وعبد الله بن أبي بكر بن حزم المتوفي عام 135ه، وقد أخذ عن هؤلاء وجمع عنهم ما دونه في السيرة: الإمام بن اسحاق والمتوفى عام 152ه وقد اختصر كتابه في السيرة: الإمام عبد الملك بن هشام المتوفى عام 218ه.
ولعل كتاب بن حزم الأندلسي المتوفى عام 456ه المعروف (بجوامع السيرة) من اهم المصنفات في هذا الشأن.
أم المنهج التاريخي: فهو كتابة أحداث السيرة النبوية وذكرها مرتبة زمنياً حسب تاريخ وقوعها، ويسلك أصحاب هذا المنهج تقسيم أحداث السيرة وترتبها على النحو الآتي:
أحداث السنة الأولى من الهجرة ثم أحداث السنة الثانية. وهكذا...
بل أن بعض العلماء اعبر أحداث السيرة جزءاً من التاريخ، فكتب عنها وعن العصر الأموي والعباسي، ووزع حوادث السيرة على السنوات، حتى التحاقه (صلى الله عليه وسلم) بالرفيق الأعلى.
ومن أهم من كتب في المنهج التاريخي: الأمام أبو جعفر محمد بن جرير الطبري المتوفى عام 310ه، وذلك في كتابه: (تاريخ الأمم المملوك) والسيرة جزء منه، والإمام ابن سيد الناس (أبو فتح محمد بن محمد) المتوفى عام 734ه في كتابه: عيون ابن كثير الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير والإمام ابن كثير (أبو الفداء عماد الدين اسماعيل بن عمر) المتوفى عام (744) في كتابه: السيرة النبوية.
وهنالك تشابه كبير بين المنهج السردي القصصي والمنهج التاريخي، والفارق البسيط بينهما أن السردي هو رواية أحداث السيرة على شكل قصة، أما التاريخي: فهو ذكر أحداث السيرة وتوزيعها زمنياً على السنوات. وقل أن نجد في هذا العصر من كتب في هذا المنهج أو تخصص فيه من أهم كتب السيرة النبوية في هذا العصر (المنهج السردي): السيرة النبوية لأحمد زيني دحلان، مسيرة خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم لأبي حسن الندوي، وصحيح السيرة النبوية لإبراهيم العلي ونور اليقين في سيرة سيد المرسلين (صلى الله عليه وسلم) لمحمد الخضري بك، ومحمد رسول الله لمحمد رضا، وسيرة الرسول لمحمد عزة دروزة، وهذا الحبيب محمد (صلى الله عليه وسلم) يا محب لأبي بكر الجزائري، ومجموعة سيرة الرسول لمحمد أحمد برانق (26 حلقة)، والسيرة النبوية الصحيحة لأكرم ضياء العمري وصحيح السيرة النبوية لمحمد ناصر الدين الألباني. ونستطيع القول: إن كتاب الأستاذ عبد السلام هارون: تهذيب سيرة ابن هشام هو أهم كتاب في هذا المنهج في العصر الحديث!

Post a Comment

Previous Post Next Post