مجالات علم النفس البيئي
       يقسم الى ثلاث مجالات أساسية:
1- مجالات ذات طابع تنموي:-
       تهدف الى تصميم بيئة ذات خصائص نفسية جيدة للافراد مثل (تصميم فصول دراسية جيدة) و(تصميم الغرف في المستشفيات) وتأخذ بنظر الاعتبار الأسس النفسية للتصميم البيئي او المعماري وفق اعتبارات عامة وخاصة.
       فالاعتبارات العامة مثل(الحيز الشخصي المناسب للفرد، الالوان،الضوء واشكال النوافذ...الخ) والاعتبارات الخاصة كاختلاف البيئة من الفصل الدراسي لا يصمم كالغرفة الخاصة بالمريض في المستشفى.
2- مجالات تهتم بدراسة وتشخيص المشكلات البيئية وتشمل:-
1.   دراسة تأثير الملوثات البيئية من عدة جوانب كدراسة الـتأثير النفسي للملوث، نسبة التركيز لتأثير الملوث على المتغيرات النفسية، مدة التعرض للملوث وهو مهم جداً لتشخيص المشكلات.
2.   دراسة الخصائص الاجتماعية للفرد على سبيل المثال تأثير المقاومة للملوثات يقل عند الاطفال اكثر من الكبار والمرضى اكثر من الاصحاء والفقراء اكثر من الاغنياء والنساء اكثر من الرجال.
3.   دراسة الضوضاء والسلوك ومشكلة الضوضاء الاساسية هي درجة ادراك الفرد لها والضوضاء هي مجموعة من (الاصوات العشوائية المستمرة غير المرغوب فيها).
4.   مشكلة الكثافة السكانية (الازدحتم) وتأثيرها على السلوك.
5.   الكوارث الطبيعية والصناعية وتأثيرها عل الافراد الناجين منها.
3- مجالات تهتم بتعديل السلوك ازاء حماية البيئة وتشمل:-
1.   التربية البيئية او اتلعلم البيئي هي الاساس في تعديل السلوك البيئي.
2.   توجيه رسائل عن طريق الاعلانات المختلفة لمواجهة ومعالجة المشكلات البيئية .
3.   برامج التعزيز للسلوك الايجابي وتدعيمه بالمكافآت.
4.   اهتمام مجالات علم النفس الاخرى من تفسير تأثيرات التلوث الضارة بصحة الانسان وتقترح بعض الخطوات الضرورية لتغيير السلوك من اجل التقليل او التخلص من آثار التلوث.
خصائص علم النفس البيئي:
أولاً / هناك تأكيد على دراسة علاقات البيئة – السلوك كوحدة واحدة وليس فصلها الى عناصر مميزة:
-       تفترض التوجهات التقليدية في دراسة الاحساس والادراك انالمثيرات البيئية متميزة واحدة عن الاخرى وان الاستجابة للمثير منفصلة ومتميزة عن المثير نفسهُ ويمكن دراستها بصورة مستقلة نوعاً ما.
-       وينظر علم النفس البيئي الى المثير وادراكه كوحدة تضم اكثر من مجرد مثير واستجابة... فالعلاقة الادراكية بين المثير والاستجابة لدى سكان المدينة العلاقة الادراكية بين المثير والاستجابة لدى سكان المدينة لاتعتمد فقط على المثيرات الفردية الموجودة وانما تعتمد ايضاً على النمذجة والتعقيد والحداثة وحركة مكونات او محتويات المكان وعلى الخبرة الماضية للمدرك وعلى خصائص شخصيتهُ.
-       في علم النفس البيئي كل هذه الاشياء تكوّن وحدة سلوك بيئي – ادراكي فالمحيط البيئي يحد ويحدد ويؤثر في السلوك الذي يحدث فيه وان السلوك اذا دُرّس بمعزل عن الظروف البيئية المعينة فإن الاستنتاجات المشتقة من عملية الدراسة ستكون محدودة بصورة حتمية.
-       فالبيئة النفسية لايمكن دراستها بصورة منفصلة عن السلوك والسلوك لايمكن دراسته بمعزل عن البيئة بدون فقدان معلومات قيمة.
-       ويفترض علماء النفس البيئية ان البداية ان تحليل علاقة البيئة – السلوك في المختبر سيعطي صورة غير كاملة جداً لوحدة البيئة – السلوك.
ثانياً / يفترض علماء علم النفس البيئي ان علاقات البيئة – السلوك هي علاقات متبادلة متداخلة فعلاً وان البيئة تؤثر فعلاً وتغير في السلوك وان السلوك ايضاً يؤدي الى حدوث تغيرات في البيئة.
       مثلاً/ إذا كان تصميم بناية معينة يؤدي الى اتخاذ الافراد طريق معين لدخولها فعن اتخاذهم هذا الطريق يمرون بخبرة بيئية آنية مختلفة عن التي يواجهونها في بيئة اخرى وتبدأ هذه البيئة الجديدة بالتأثير على السلوك.
       مثال آخر / مسألة استخدام مصادر الطاقة والتلوث، فوجود نوع معين من الطاقة كالبنزين يحدد سلوك الناس ويرغمهم على استعمال هذا النوع المتوفر من الطاقة دون سواه وبالتالي فإن هذا السلوك هو الذي يحدد نوع التلوث وكميته الذي سينتج وفق الاستهلاك المستمر وفي حالة وجود نقص في كميات البنزين يجعل الفرد يتحفظ في استخدامه وقد يقود هذا النقص الى استخدام انواع اخرى من مصادر الطاقة وبالتالي ظهور انواع من التلوث.
ثالثاً / يمتلك علم النفس البيئي منظور متفرد في التمييز او عدم التمييز بين البحث التطبيقي والبحث النظري اي لايضع حد فاصل ويأخذ بكلا البحثين في الدراسة:
-       حيث تهتم مجالات اخرى من علم النفس بالبحث النظري او الاساسي كوسيلة اولية لفهم السلوك والهدف الرئيسي لمثل هذا البحث هو الحصول على المعرفة حول الموضوع من خلال اكتشاف علاقات سبب – نتيجة بسيطة وبناء نظريات بصرف النظر عن امكانية التطبيق العملي للنتائج. وإذا أدت مثل هذه البحوث ايضاً الى حل مشكلة عملية نظرياً فان التطبيق العملي هو ليس هدفها.
-       من ناحية اخرى يهدف البحث التطبيقي منذ البداية الى حل مشكلة عملية بمعنى ان لهُ نفعاًخاصاً ويجري بصورة نموذجية في ميدان ما.
-       علم النفس البيئي يتولى جزء معين من البحث من اجل اغراض تطبيقية ونظرية في الوقت ذاته بمعنى ان كل البحوث في علم النفس البيئي تحتضن او تتبنى البحث النظري والبحث التطبيقي معاً لتكوين النظريات وحل المشكلات.
-       وتنشأ من هذا التركيز علاقات السبب- النتيجة مثل (تأثير التلوث على السلوك) (وتغيير الاتجاهات نحو البيئة) وتصميم البيئات للاستخدام الانساني الفعّال تكون ذات علاقة بالجوانب النظرية والتطبيقية وهذا النوع من البحوث استمدت منه الكثير من اساسيات علم النفس البيئي.
رابعاً / ان علم النفس البيئي يأخذ بتكامل الانظمة المعرفية:
-       الادراك البيئي بتأكيدهِ على ادراك المنظر الكلي يكون ذو علاقة بعمل ذوي الاختصاص كالمهندسين المعماريين ومططي المدن والبنائين وآخرين في مجالات ذات صلة وكذلك دراسة تأثيرات البيئة المادية على السلوك هي أيضاً من اهتمامات المهندسين المعماريين والصناعيين وموظفي المستشفيات والمدارس وغيرهم فهو يعتمد على علوم أخرى تساعد على فهم السلوك الانساني في علاقتِهِ مع متغيرات البيئة حيث ان تصميم البيئات هو ليس من اهتمامات المهندسين المعماريين والمصممين فقط وانماء علماء الانثروبولوجيا والاجتماع والتخطيط وموظفي المتاحف وغيرهم. وربما الحاجة لهذا النوع من نظم المعرفة المتكاملة تنعكس في نمو مجالات ذات صلة مثل علم الاجتماع المديني، علم الحياة الاجتماعي، الجغرافية السلوكية، علم الانسان المديني، التجديد والتخطيط لاوقات الفراغ والراحة.
خامساً / ان لعلم النفس البيئي ارتباط قوي جداً بعلم النفس الاجتماعي وهو ذو منهجية انتقائية:
-       يرجع عزو هذا الارتباط القوي بين علم النفس البيئي وعلم النفس الاجتماعي الى الاهتمامات المشتركة في العديد من السلوكيات المدروسة والى التداخلات الكبيرة في تقنيات البحث في كلا المجالين كدراسة تأثير الكثافة السكانية (الازدحام) واثرها على السلوكيات الاجتماعية ، والمجال الشخصي وغيرها.
-       ان دراسة تكوين الاتجاه البيئي وتغييره متأصلة في الدراسة النفسية الاجتماعية للاتجاهات فضلاً على ان العوامل البيئية المادية تؤثر على مثل هذه السلوكيات الاجتماعية.
-       كذلك فان المنهجيات او اجراءات البحث في علم النفس البيئي وعلم النفس الاجتماعي كثيراً ما تتشابه فيما بينها هذا وان علم النفس البيئي يميل لاخذ اسلوب انتقائي اكثر.
اسباب التدهور البيئي، مع وجود استنزاف شبه كامل للموارد الطبيعية كما ان وجود مستويات مرتفعة من التلوث البيئي ستؤدي الى كوارث طبيعية وتفشي الجوع في مناطق متفرق من العالم. وظل هذا الحال سائداً الى عام 1972 الذي شهد انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة للبيئة البشرية في العاصمة السويدة ستوكهولم تحت شعار (لانملك إلا كرة أرضية واحدة) وخلص انه مع استمرار الوضع الحالي في العالم فإن ذلك سوف يؤدي خلال مئة عام الى استنزاف شبه كامل للموارد الطبيعية وانه وجود مستويات مرتفعة من التلوث البيئي ستؤدي الى كواث منها الانفجار السكاني، وازمة المياه ، واضمحلال طبقة الاوزون وغيرها.
       وفي اللغة العربية فإن كلمة بيئة مشتقة من الفعل الثلاثي (بوأ) ونقول تبوأ المقام أي نزل به وأقام به. والبيئة هي المنزل او الحال. والمرادف لمصطلح البيئة بالانكليزية هو Environment وهناك مصطلح Ecology مشتق من كلمة Okologi وتعني علاقة الكائن الحي مع المكونات العضوية واللاعضوية في البيئة وأصل الكلمة مشتقة من المقطع اليوناني Oikes والتي تني بيت Logos وتعني علم . وبذلك تكون كلمة ايكولوجي هي علم دراسة اماكن معيشة الكائنات الحية وكل ما يحيط بها.
       لذا نعرّف البيئة انها:- المجال التي تحدث فيه الاثارة والتفاعل لكل وحدة حية وهي كل ما يحيط بالانسان من طبيعة ومجتمعات بشرية ونظم اجتماعية وعلاقات شخصية وهي المؤثر الذي يرفع الكائن الحي الى الحركة والنشاط والسعي فالتفاعل متواصل بين البيئة والفرد، او هي الإطار الذي يحيى فيه الفرد ويحصل منه على مقومات حياته. ويرتبط نجاح الانسان في البيئة على قدر فهمه لها. وتحكه فيها واستثماره لمواردها فيستفيد من مواردها ويعمل جاهداً للتخلص من الملوثات التي فيها والتي تؤثر تأثيرات ذات ابعاد مختلفة عليه.
       ظهر الاهتمام بدراسة تأثير البيئة على سلوك الانسان في إطار علم النفس التجريبي التطبيقي في المجتمعات الغربية منذ وقتٍ مبكر في الربع الأخير من القرن التاسع عشر. خلال نظرية المجال(لكيرت ليفين) في الاربعينات من القرن العشرين 1947 وعمله على الجماعات البشرية وحراكها وهو اول من استخدم البيئة بحوثه النفسية وان كان قد استخدم البيئة الاجتماعية حيث اعتقد ان السلوك (س) تحدده الشخصية(ش) والبيئة (ب) وعلى ذلك تصبح المعادلة
س= ف(ش × ب) اي السلوك = وظيفة (الشخصية × البيئة)
       تزايد الاهتمام بعلم النفس النفسي من جراء التدهور البيئي والعنف الحضري وتناقص الموارد الطبيعية وبأثر التلوث البيئي على الصحة ولم تتوفر لعلماء السلوك نظريات منهجية متطورة كافية لدراسة الاداء السايكولوجي والآثار الصحية للمشكلات البيئية المعقدة وبسبب هذا الوعي المتنامي بأزمات المجتمع – البيئة أتسع ميدان علم النفس البيئي ومحور هذا العلم دراسة العلاقات المختلفة بين سلوك الانسان وبيئته الفيزيقية وآثار المعالجات البيئية على الانسان وعلم النفس البيئي علم ناشيء وثيق الصلة بالحياة اليومية على اختلاف مواقعها وعلماء نفس البيئة يدرسون مظاهر هذه العلاقة لزيادة انلتائج الايجابية البنّاءة وانقاص عوامل الهدم.

نشأة علم النفس البيئي:
       بدأ الاهتمام بعلم النفس البيئيمع ظهور نظريات الجشطالت في الاربعينيات من القرن الماضي(العشرين) حيث اعتقدوا ان البشر لديهم ميل فطري الى تنظيم عالمهم الادراكي في ابسط صورة ممكنة  فالبشر مفطورون على جمع الاشياء وتصنيفها على اساس التشابه. من هنا فهم علماء نفس البيئة ان البشر يقومون بدور ايجابي في بناء وصياغة ادراكاتهم البيئة، كما اعتمد علم نفس البيئة في نشأته على علم النفس الاجتماعي الذي يرى علاقة وثيقة بين السلوك البشري والبيئة الفيزيقية المحيطة به.
- بدأ باركر ورايت في اجراء دراسات جماعية في المدن عن تأثير البيئة في سلوك الانسان.
- انبثقت عن الدراسات المدنية الميدانية الجماعية علم النفس العمراني الذي دخل فيه الانسان بسلوكه الحيوي عام 1989 وقد كان علم النفس العمراني او (الهندسي) هو الباعث على ظهور علم النفس البيئي الذي يؤكد ور الموقف الفيزيائي في استثارة السلوك الانساني، هنا برز علم النفس البيئي في اوائل السبعينات وحتى التسعينات من القرن العشرين.
ما هو علم النفس البيئي ؟
- ان الدراسة العلمية لتأثيرات البيئة على السلوك يمكن ان نجد اثرها في الدراسات العلمية لعلم النفس في القرن التاسع عشر عندما اختبر علماء النفس الفسيولوجيون الادراك الانساني لمنبهات بيئية كالضوء والضغط والصوت وغيرها.
- لم يظهر اسم علم النفس البيئي (Environmental Psychology) الا الى وقت لاحق عندما لاحظ عدد من الباحثين ان تصميم البيئة المشيدة يؤثر على سلوك الانسان في ذلك المحيط ... على سبيل المثال: ترتيب اثاث اجنحة المستشفى واثره على الصحة النفسية للمرضى. وقد بدأ علماء النفس بتقديم برامج للدراسة في هذا الميدان.
- وضع علما علم النفس البيئي تعاريف له نأخذ اثنين منها:
*  هو احد فروع علم النفس الحديث وهو عبارة عن مجموعة من الفلسفات التي تُدرس من اجل تحقيق الراحة النفسية وغير البيئات القائمة ويهتم بدراسة العلاقة بين البيئة وبين السلوك والخبرة وكيفية جعل العلاقة بين الانسان والبيئة علاقة بناء وعمران وتنمية وتحميل وتحسين بدلاً من كونها علاقة تدمير وتخريب وقضاء على مظاهر الطبيعة الجيدة.
*  هو علم حديث من فروع علم النفس التطبيقية الذي يدرس العلاقة بين السلوك الانساني وسعادة الانسان وبين البيئة الفيزيقية (المادية) والاجتماعية ويهتم بتوفير التفسير المنظم للعلاقة بين الانسان وبيئته والى تعديل سلوك الانسان لكي تضمن سلامة البيئة وحمايتها من التلوث والتدمير والافساد:
-       البيئة الفيزيقية تتضمن                 البيئة التي شيدها الانسان
البيئة الطبيعية
-       بروشانسكي 1970 – علم النفس البيئي فرع من فروع علم النفس يهتم بالتفاعلات والعلاقات بين البشر والبيئة المحيطة بهم.
اهمية دراسة علم النفس البيئي:
1.   ان البيئة تؤثر في السلوك وان السلوك يؤثر في البيئة كحقيقة مهمة.
2.   تعاظم مشكلات البيئة من اهمال وتدمير وتخريب جرّاء اعتداء الانسان لها فضلاً عن خطورة التلوث البيئي وتأثيره المباشر على صحة الانسان النفسية والعقلية والجسمية وعلى سلامة جميع الكائنات الحية.
3.   قضية البيئة قضية تربوية سلوكية نفسية مجتمعية في المحل الاول يتعين غان يساهم الجميع في المحافظة عليها.
4.   التقدم التكنولوجي السريع والزيادة السكانية والنمو الاقتصادي واتساع ظاهرة التحضر وما يجري منتغييرات في الشكل وتوزيع عناصر المصادر الطبيعية جرّاء هذه الانشطة دعت الانسان الى ان يولي اهتماماً متزايداً لعلاقته بالبيئة.زيادة الجدل حول دور كُلاً من الوراثة في صناعة السلوك الانساني.
5.   فشل الرؤى الاحادية في معالجة مشكلات البيئة – السلوك وظهور بعض الدراسات التي حاولت الربط بين البيئة الفيزيقية (المادية) وبين المتغيرات النفسية على سبيل المثال (الاحياء الفقيرة والمتخلفة هي صرح للجريمة والتخلف).

Post a Comment

Previous Post Next Post