مرحلة الطفولة المبكرة
ــ المقـــدمـــة
قد تمتد مرحلة الطفولة المكبرة من سن (3-6) سنوات ويطلق عليها البعض بمرحلة الروضة او مرحلة ماقبل المدرسة ونظراً للتطورات التي تحدث في نمو الطفل الرضيع فأنه بالتالي يؤدي هذا النمو الى مرحلة اخرى من مراحل النمو الانساني وبأنتهاء السنة الثانية تنتهي مرحلة الرضاعة (الحضانة) لتبدأ مرحلة جديدة تمثل اهمية خاصة نظراً لان الطفل اصبح في حالة استقبال وارسال فالحالة الجسمية اصبحت اكثر قدرة على الحركة واكثر قدرة على الكلام واكثر قدرة على التعبير عن النفس واكثر ارتباطاً بالواقع الذي يعيشه واكثر فهماً لهذا الواقع وفي تلك المرحلة تزداد القوة العضلية للطفل بحيث تجعل الحركة اكثر سهولة ومرونة كما انه يبدأ في استغلال هذه القوة الحركية كما أن خبراته تبدأ في الازدياد وينمو شعوره بفرديته كشخص له قيمة وكيان داخل المجتمع الذي يعيش فيه .
ـــ النمو الجسمي :
وهو التغير الكمي والنوعي لجسم الكائن حيث يتفاوت الاطفال فيما بينهم من حيث الطول والوزن بأختلاف المورثات والمستوى الاقتصادي والثقافي وتعتبر مرحلة الروضة من  (3-6)سنوات مرحلة الحركات الاساسية حيث يحقق الطفل مزيداً من التحكم والسيطرة على قدراته الحركية ويقسمها البعض الى :
1-    حركات انتقالية : وتتضمن المهارات التي تستخدم في تحريك الجسم من مكان الى اخر او انطلاق الجسم الى اعلى مثال على ذلك المشي والجري والقفز بأنواعه المختلفة .
2-    حركات التحكم والسيطرة :وتشمل عضلات الجسم الكبيرة والصغيرة وذلك بأستخدام الاطراف كاليدين والرجلين وكذلك استخدام اجزاء اخرى من الجسم .
ـــ النمو العقـــلي :
ان مرحلة الطفولة المبكرة تمثل مرحلة هامة جداً في حياة الفرد فهي مرحلة السؤال والاستفسار والاستطلاع والبحث والطفل في هذه المرحلة يكثر في السؤال والاستفسار , ماذا , لماذا , كيف , متى , اين , من ؟ وهكذا وهو يحاول بأسئلته تلك الاستزاده العقلية المعرفية ويلاحظ علية رغبته في معرفة الاشياء التي تثير اهتمامه ويريد ان يفهم الخبرات التي يمر بها , ويعد طفل هذه المرحلة كثير الاستطلاع والاستكشاف كما يلاحظ على طفل هذه المرحلة تكوين المفاهيم لديهم مثل مفهوم الزمن ومفهوم المكان او الاتساع ومفهوم العدد ويعتبر المفهوم فكرة جديدة مجردة من مظاهرها الخاصة وبالتدريج يستعين الطفل باللغة العامية لديه وخبراته في تكوين مفاهيم تتضمن المأكولات والمشروبات والملبوسات والشخصيات وماشابه ذلك , ويتواصل نمو الذكاء لدى طفل هذه المرحلة ويكون ادراك العلاقات والمتعلقات عملياً وبعيداً عن التجريد ويكون الطفل قادراً في هذه المرحلة على التعميم ولكن في حدود ضيقه .
ويشير عالم النفس التكويني المعروف جان بياجيه في هذا الصدد الى ان الذكاء في هذه المرحلة ومابعدها يكون تصورياً بحيث يستخدم الطفل فيه اللغة بوضوح ويتصل بالمفاهيم والمدركات العقلية وتزداد قدرة طفل هذه المرحلة على فهم ويستطيع ان يفهم الكثير من المعلومات البسيطة وكيف تسير بعض الامور التي يهتم بها .
كما تزداد قدرة الطفل على التعلم من الخبرة ومن المحاولة والخطأ وفي بداية مرحلة الطفولة المبكرة فأنه يلاحظ النقص في قدرة الطفل على تركيز الانتباه وتزداد مدة الانتباه مع التقدم في العمر ويلاحظ زيادة التذكر المباشر ويكون تذكر العبارات المفهومة ايسر من تذكر العبارات الغامضة .
ويمثل التخيل عملية عقلية عليا تقوم على انشاء مفردات جديدة وتتميز مرحلة الطفولة المبكرة باللعب الأيهامي أو الخيالي وبأحلام اليقظة ويلاحظ على الطفل قوة خيالية وانه مولع باللعب بالدمى وتمثيل ادوار الكبار ويكون التفكير في هذه المرحلة ذاتياً ويدور حول النفس اي احول الطفل نفسه ويظهر في هذه المرحلة التفكير الرمزي .

ـــ النمو الأجتمـــاعي :
تعتبر مرحلة الطفولة المبكرة مرحلة تنشئة اجتماعية حيث يكون انماء الطفل الهدف الرئيسي لعديد من البرامج التعليمية وهي مطلب رئيسي من مطالب النمو وفي هذه المرحلة يتعلم الطفل الآداب الاجتماعية العامية وكيفية التعامل مع الاخرين والاشياء ويتعلم القيم والادوار الاجتماعية والتمييز بين الصح والخطأ , يلعب الاباء دوراً بارزاً في هذه المرحلة فهما يمثلان نماذج الدور الاجتماعي وينقلان للطفل الاتجاهات والقيم عن طريق التدريب وممارسة العقاب والثواب والتقمص .



وجهات نظر في تفسير النمو الأجتماعي :
تحدث فرويد عالم النفس عن النمو الاجتماعي في مرحلة الطفولة المبكرة التي تمتد من سن الثالثة وحتى السادسة بأعتبارها عملية تنشئة اجتماعية يهتم فيها الطفل بأعضائه الجنسية ( المرحلة القضيبية ) وبأعتبارها مرحلة اشباع ولذه وهي مرحلة كما يراها منظروا مدرسة التحليل النفسي ارتباط الطفل الذكر بأمه (عقدة اوديب) راغباً في الأستئثار التام بحبها واحساسه بالغيره من والده الذي يقاسمه وينافسه في حب امه اما البنت فترتبط ارتباطاً قوياً بأبيها وتحس بالغيره والعدوانيه اتجاة امها نظراً لاحساسها بأن امها هي الملومة بحرمانها من الأعضاء الجنسية الذكرية .
لقد اهتم جورج ميد بدراسة علاقة اللغة بالتنشئة الاجتماعية وقر بوحدة قدرة       لدى الفرد على الاتصال والتفاعل من خلال رموز تحمل معان متفق عليها اجتماعياً .
وقدم كل من باندورا و ولترز في كتابهم التعلم الاجتماعي ونحو الشخصية الصادر عام 1963 ثم كتاب المبادئ في تعديل السلوك لباندورا عام 1969 نظريتهم في التعلم الاجتماعي التي تستند الى مفهوم التطويع الفعل operant conditioning ركز فيها على دور التعزيز والمحاكاة في التحكم بالسلوك وتحدثا عن عملية تعديل السلوك وتطبيقها بشكل منتظم ومدبر لتغير سلوك الفرد مستمدين افكارهما من اعمال سكينر في التطويع الفعال للسلوك مؤكدين على ثلاثة قضايا رئيسية في التعلم الاجتماعي تمثلت في :
1-    ان الكثير من التعلم الانساني هو دالة لملاحظة سلوك الاخرين اي يزيد بأزديادها وينقص بنقصانها .
2-    اننا نتعلم بالمحاكاة من خلال التعزيز وان استمرار التعزيز يدعم المحاكاة.
3-    انه يمكن تفسير المحاكاة او التعلم في الملاحظة من خلال مبادئ التطويع الفعال مع افتراض صحة القول بأن البشر يتخيلون بواسطة العمليات العقلية الوسيطة التعزيز المترتب على سلوكهم وكذلك توقع السلوك الناتج.

ومن خلال الدراسات المختلفة التي قام بها باندورا استنتج ان :
1-    الاطفال يظهرون ميلاً متزايداً لتقليد شخصي في اعقاب التفاعل معه .
2-    الاطفال يقلدون السلوك العدواني لرجل بالغ اكثر من تقليدهم لسلوك امرأة.
3-    النماذج الحية والنماذج المتمثلة في الصور المتحركة لها نفس التأثير في احداث التقليد .
4-    الاطفال الذين يشاهدون نموذجاً يكافأ على سلوكه العدواني يقلدون هذا السلوك اكثر مما كان لم يكافأ او انه قد عوقب .
5-    النموذج الذي تكون لديه قوة تعزيزه يتم تقليده اكثر من النموذج الذي لايملك مثل هذه القوة .
6-    الاشخاص ذوي المكانه الاجتماعيه والاكفاء والاقوياء ينتزعون تقليد الاخرين لهم اكثر من النماذج التي لاتمتلك هذه الصفات .


التعلـــــــــم بالملاحظـــــة والتقلــــــــــيد
يمر التقليد منذ بداية مرحلة الطفولة في عدد من المراحل المختلفة :
1-    التقليد المنعكس : وهو الدور الذي يقوم فيه الطفل بالابتسام او الضحك او البكاء او الصراخ اذا رأى غيره يفعل ذلك ويظهر هذا السلوك عند الاطفال خاصةً في الشهور الستة الاولى من عمره ويبقى ملازماً له بقية حياته .
2-    التقليد التلقائي :وفيه يقلد الطفل غيره تقليداً لاغرض له فيندفع الى التقليد من تلقاء نفسه بقوة الدافع الفطري وتمثل سلوكيات الاطفال في السنوات الخمس الاولى هذا النوع من التقليد , فالطفل يحاكي اهل بيته في تنشئتهم وطرق معيشتهم ونظامهم في الامور الحياتية المعتادة لهم .
3-    التقليد التقمصي : يشبه هذا النوع التقليد التقليدي الى حد بعيد لكنه يختلف عن التقليد التلقائي في ان الطفل له طريقته الخاصة في التقليد حسبما يمليه عليه خيالة وتكون المؤثرات عادةً هي الصور العقلية لمدركاته السابقه فهو لايقلد حرفياً كما يفعل في التلقائي بل يستوحي خياله فيغير ويبدل فيما يراه ويكون منه صور واشكال عديدة وجديدة ومثل هذا النوع من التقليد يساعد على تطوير تفكيره وفتح الباب امام نحوه العقلي والاستفادة بمن حوله في تعلم الكثير من عادة المجتمعات وانماط السلوك المختلفة من الناس .
4-    التقليد المقصود : وهي المحاكاة التي تهدف الى الوصول الى غاية يريدها الفرد فالطفل يغير من صوته وفي لهجته ويجرب نغمه اخرى حتى يتقن الكلمة التي يريدها واذا ما راقه عمل انتبه اليه بشكل ارادي ولاحظ طرق ادائه ثم قلده بعد ذلك .
5-    تقليد المثل العليا : تكون اعمال الفرد في هذا النوع من التقليد محكومة الى حداً ما بأعمال مايعجبهم من مشاهير الناس وعظمائهم وبذلك يكون من الصفات التي تروقه افكاراً عامة يتخذها مثلاً عليا يسترشد بها في كل مايعمل ويقول .

ـــ التفاعل بين الوالدين والطفل :
يمثل التأثير القوي والممتد (طويل المدى) للوالدين على نمو الطفل اجتماعياً وعلى شخصيتــه :
وان نظرية التعلم الاجتماعي قد ركزت على وسائل تربية الطفل لتفسير نمو شخصيته فقد اكد الباحثون على دور الوالدين كنماذج وكمعززين للسلوك الاجتماعي والتأكيد على عملية التفاعل الاجتماعي بين الطفل ووالديه فلا يقتصر الامر على ان الوالدين ينشأن الطفل اجتماعيا بل ان الطفل ايضا ينشئهما اجتماعيا كنتيجة للتفاعل الاجتماعي المتبادل بين الطفل ووالديه فقد بدء علماء النفس يتراجعون تدريجياً عن فكرة نموذج السببية للوالد والتي بمقتضاها يتسبب الوالدان في ان يسلك الطفل سلوكيات معينه وبطريقة معينة .
ومن الدراسات التي تناولت العلاقة بين الوالدين والطفل دراسة شيفر الذي حلل التفاعل بين الامهات واطفالهن من سن شهر واحد الى سن ثلاث سنوات وحدد لسلوك الامومة  بعدان بأستخدام التحليل العاملي الذي يعتبر بمثابة وسيلة احصائية لتحديد عدد الابعاد اللازمة لوصف الارتباطات بين عدد من المتغيرات وهذان البعدان هما :
1-    الحب في مقابل العداء
2-    السيطرة في مقابل الاستقلال الذاتي
وتحدث بيكر وكيرج عن سلوك الامومه واشارا الى ان وصف سلوك الام يتضمن ثلاثة ابعاد رئيسية :
1-    السيطرة في مقابل الاستقلال الذاتي
2-    الحب في مقابل العدوانيه
3-    القلق الانفعالي في مقابل الانفعال الهادئ


اساليب التفاعل بين الوالدين والطفل
يمكن النظر الى اساليب التفاعل بين الوالدين وطفلهما من جوانب متعدده ابرزها ما يأتي:
1ــ السيطرة الوالدية:
صاغ كل من هوفمان 1974 وسالتز 1967 ثلاثة اساليب مختلفه يستخدمها الوالدان مع طفلهما تمثلت في الآتي:
أ‌-       التأكيد يعني القوة: يشير هذا النموذج الى استخدام العقاب البدني الحرمان من الاشياء المرغوب فيها او التهديد بها ومن خلال هذا النموذج يسيطر الوالد على طفله بسبب ضعف الطفل وليس من خلال الذنب الذي ينجم عن تعرف الطفل على ذاته في والديه.
ب‌-  انعدام القوه والسيطرة من خلال سحب الحب: يتضمن هذا النموذج التعبير غير البدني للغضب الوالدي او عدم الموافقه مثال ذلك التجاهل, العزل, التعبير عن عدم الرضا...الخ. كما يعكس تأكيد فرض السيطره من خلال سحب الحب لفترة زمنيه طويله.
ت‌-  الاستقرار: وعندما يفسر الوالدان لماذا يجب ان لا يقبل الطفل على سلوك ما ( كتحذير الطفل من النتائج الخطره للمس موقد ساخن , او اللعب بأسلاك كهربائيه, ومخاطر الجري داخل المنزل او في شارع عام وغيرها) فأن الوالد انما يستخدم السيطرة الاستقرائية محاولاً بذلك اقناع طفله بتغيير هذا السلوك.
وتحدث بيتر عن ابعاد سلوك الوالدين اتجاه الطفل مشيراً الى ان الوالدين اللذين يستخدمان قدراً كبيراً من العقاب البدني ينشئآن اطفالاً عدوانيين , ولخص اسباب العلاقة بين عدوانية الوالدين والطفل بثلاثة عوامل هي ان استخدام الوالدين للعقاب البدني:
1-    قد يسبب الاحباط للطفل مما قد يولد الغضب الذي عند الطفل في شكل سلوك عدواني.
2-    يعتبر نموذجاً لأستخدام العدوانيه.
3-    يعززان بطريقه مباشره السلوك العدواني لدى الاطفال.
ـــ تربية الطفل واساءة معاملته:
       اساءة الطفل هو ما يحلق به من اي ضرر جسماني غير عرضي كنتيجه لأفعال من جانب الوالدين او اولياء الامور الذين ينتهكون المعايير الاجتماعية الخاصة بمعاملة الاطفال فألطفل المساء معاملته يمثل نتاج مجموعة متشابكة من العوامل المعقده, مثل طفل يخرج من اسره متوسطة ومنخفض المستوى ومن اسرة يكون الوالدان انفسهما منبوذين يكون فيها هو الضحيه.
وقد اشار الباحثون الى عدد من الاسباب التي تدعو الطفل الى الشعور بأنهم غير مرغوب فيهم من قبل والديهم من ابرزها :
1-    اهمال الاطفال وعدم السهر على راحتهم واشباع حاجاتهم.
2-    انفصال الطفل عن والديه.
3-    التهديد بالعقاب البدني الشديد.
4-    التهديد بالطرد من المنزل.
5-    كثرة التحذيرات.
6-    اذلال الطفل واشعاره المتمر بالسخرية من قبل والديه.
7-    تميز شخصية الابوين او احدهما بالعصبية وسيادة سلوك الضجر والتذمر عندما يقومان بأشباع حاجات طفلهما.
8-    عدم حماية الطفل والاهتمام بشؤونه.
ولا شك بأن مثل هذا الشعور يسبب اضطراباً بشخصية الطفل واتباعه انماطاً متباينة من السلوك ان يكون الطفل أسيئت معاملته من قبل والديه.
1-    سلوك مضطرب شديد التعلق بوالديه.
2-    القيام بسلوك يتميز بالمقاومه والعناد والعدوانية من اجل لفت الانتباه.
3-    القيام بسلوك يدل على حقد الاطفال على البيئه المحيطه بهم.

ـــ التعلق الوالدي:
لازال اهتمام علماء النفس بمسألة النمو الاجتماعي للطفل في مرحلة الطفوله المبكرة يتزايد يوماً عن آخر خاصة ما يتعلق منها بالتعلق الوالدي وثباته مع الزمن ويشير التعلق الى الميل من جانب الطفل للبحث عن القرب من عضو آخر من نفس النوع وان السمه الرئيسية للتعلق هي التخصيص بالنسبه لأستجابات عضو معين او اكثر من نفس النوع ( الجنس ).
وطبقاً لنظرية فرويد للتحليل النفسي فأن الاطفال الصغار مهيئون بيولوجياً للأرتباط بالاشخاص من حولهم وما التعلق الا شحنه انفعاليه لأختيار الشئ حيث يستثمر الطفل الصغير بعض الطاقه في شخص آخر قد يكون الام او البديل.
ولاحظ العلماء ان السلوكيات الداله على التعلق تنتج عن الوجود المستمر لأداء الآخرين لدور المغذي , فالطفل يتعلم ان يساعد امه ليضمن مساعدتها كلما تطلبت دوافعه الاولية بعض التغير.
ويعتقد جون بولبي ان التعلق البشري له اساس بيولوجي لا يمكن فهمه الا في اطار تطوري بحيث يهدف التعلق الى وضع الطفل في اتصال وثيق ببعض اعضاء النوع وهو ينشط عندما ينفصل الصغار عن هذا العضو او يهددونه بذلك.
ويرى بولبي ان الانسان قد طور الانماط السلوكية التي تعكس التعلق ويتوجه السلوك التعلقي نحو الراشديه وعادةً من يقوم بالرعايه الاوليه مشيراً الى ان الاطفال الصغار لديهم خمسة انواع من السلوك المحدد تساعدهم على احداث وابقاء الاتصال بالراشدين فالتشبث والملاحقة تعمل على ابقاء الاتصال بينما يعمل كل من البكاء والابتسام على جعل الراشد يقوم بالاتصال الاجتماعي مع الطفل.
يمر الطفل بثلاث مراحل للتعلق الاجتماعي هي :
1-    مرحلة اللا اجتماعيه عدم التعلق الاجتماعي: وتبدأ من الميلاد حيث تشير هذه المرحله الى ان تمييز الطفل لنفسه عن المثيرات البيئيه الخارجيه يكون هدفاً رئيسياً لهذه المرحله مما دعا الباحثين الى اعتبار ذلك شرطاً ضرورياً لتطور التعلق الاجتماعي فيما بعد.
2-    مرحلة ما قبل الاجتماعيه: وتبدأ هذه المرحله من الشهر الاول وحتى الشهر السابع تقريباً وتسمى هذه المرحله احياناً بمرحلة التعلق غير التمييزي حيث يتعلم الطفل في هذه المرحله ومن خلال تفاعله مع الآخرين ان يميز الاشخاص كمواضيع تثيره وتستجيب له اكثر من غيرها في العالم حوله وهو في هذه المرحله غير قادر على تمييز امه او ابيه من الاشخاص المحيطين به.
3-    مرحلة الاجتماعيه التعلق الاجتماعي: وتبدأ هذه المرحله عادةً بعد الشهر السابع يبدأ الطفل بالأحتجاج اذا غاب عنه شخص معين (كالأم مثلاً) وتظهر على بعض الاطفال علامات التعلق بأكثر من شخص ولكن يظل هؤلاء اشخاصاً معينين والطفل في هذه المرحله بمقدوره ان يميز امه عن الافراد الآخرين.


الانــفــصـــــــــــال:
يعتبر قلق الانفصال Separation anxiety  ظاهره واضحه لدى الاطفال وقد اوضحت الدراسات ان القلق من الانفصال يبدأ من حوالي سن 7-8 شهور وتنتهي عند حوالي سن 18 شهراً ولقد شاهد الآباء مثل هذا السلوك عندما تركوا ابنائهم في المنزل مع جليسة اطفال وعند مغادرة الوالدين للمنزل فأنهما عادةً يسمعان الطفل وهو يصرخ وعند عودتهم الى المنزل يُخبَران بأن الطفل لم يبك سوى لحظات قليلة.
ولقلق الانفصال مركبات ثلاثة هي:
1-    التباين الناتج عن الانفصال عن الشخص التعلق به.
2-    انقطاع الاستجابات التي تحدث نتيجة هذا الانفصال.
3-    استجابه من جانب الطفل لأعادة الاتصال بالشخص.
ويختفي قلق الانفصال عندما لا يصبح غياب الشخص يمثل حدثاً للتباين.

الاعــتــماديــــــــــة:
عرف هارتوب سلوك الاعتماديه على النحو التالي:
كلما قدم الفرد دليلاً على ان الناس كأناس يوفرون الرضا والمكافأة يمكن القول بأن الفرد يسلك بطريقة اعتمادية وكلما زاد الحث الاجتماعي الذي تقدمه الام زاد تعلق الطفل بها وتشتمل الاعتمادية البحث عن الاتصال الجسمي او الاقتراب من شخص ما او البحث عن المدح او الموافقه من شخص ما او محاولة جذب انتباه الغير ومقاومة الانفصال عن شخص آخر وقد لاحظ الباحثون ان اعلى نسبه من الاطفال المعتمدين يأتون من اسر تقوم فيها الام بالمكافأة والعقاب على الاعتماديه وان سلوك المسامحة من قبل الوالدين يرتبط بأعتمادية الاقران العالية خاصة بالنسبة للأطفال الاكبر سناً ولاحظ كاجان وموس ان فترة الطفوله المبكره ترتبط بالاعتمادية وايد مارتن ان الاعتمادية الموجهة نحو الراشدين ترتبط بتربية الطفل المتسلطة والمقيدة غير الموجوده في جو اسري دافئ ومتقبل.

العــدوانـــيـــــــــــة:
العدوانية تمثل كل فعل تجاه الذات ويهدف الى التدمير ويعبر عنه ادلر على انه اي مظهر للقسوه ويراه دولارد استجابه تهدف الى الحاق الاذى ويشير اليه فرويد على انه مظهر لغريزة الموت مقابل الليبيو كمظهر لغريزة الحياة, وان العدوان هجوم او فعل مضاد موجه نحو شخص او شئ ما وينطوي على رغبة في التفوق على الآخرين ويظهر اما في الايذاء او الاستخفاف او السخرية بغرض انزال العقوبة بالآخر ويعرف سايكس العدوان بأنه سلوك متعلم او مكتسب عبر التعلم والمحاكاة نتيجه للتعلم الاجتماعي حيث يتعلم الطفل الاستجابة للمواقف المختلفة بطرق متعددة قد تكون بالعدوان او التقبل وهذا يعود لنوعية العلاقه التي تسود داخل اسرة الطفل.
لقد اهتم علماء النفس بالعدوان منذ فتره طويله وقدموا له تفسيرات عديدة:
ــ وقد تحدثك وجهة النظر البيولوجية بأن منطقة الفص الجبهي مسؤوله عن ظهور السلوك العدواني عند الطفل وعند استئصال بعض التوصيلات العصبية في هذه المنطقه عن المخ ادى الى خفض التوتر والغضب والميل الى العنف وادى الى حاله من الهدوء والاسترخاء ويحدث عكس ذلك عندما تستثار بالتيار الكهربائي واشارت النتائج التي اجريت على منطقة الهيبوثلاموس وهي منطقه صغيره في اسفل المخ الا ان استثارتها عند الكائن الحي بأستخدام تيار كهربائي يؤدي الى ظهور الاستجابه العدوانيه وهي تستثار عادةً بأيعازات من لحاء المخ وذلك عند مواجهة الكائن الحي تهديداً خارجياً.
ــ بينما ترى نظرية التحليل النفسي ان العدوان غريزه فطريه لا شعورية تعبر عن رغبة كل فرد في الموت ودافعها التدمير وتعمل من اجل افناء الانسان بتوجيه عدوانه خارجاً نحو تدمير الآخرين واذا لم يستطع ذلك يرتد ضد الفرد نفسه بدافع تدمير الذات, والشكل البارز له هو الانتحار وتقابلها غريزه اخرى سماها فرويد بغريزة الحياة ودافعها الحب والجنس تعمل من اجل الحفاظ على الفرد وبقائه واكد ادلر وهو احد اتباع نظرية فرويد ان العدوان وسيله للتغلب على مشاعر القصور والنقص والخوف من الفشل واذا لم يتم التغلب على هذه المشاعر عندئذٍ يصبح العدوان وسلوك العنف استجابه تعويضية عن هذه المشاعر.
ــ يرى اصحاب النظرية الآيثولوجية ان الانسان كائن مفترس ورث من اسلافه الغرائز العدوانية ولا يوجد اي احتمال لأستئصال هذا العنصر من  الطبيعه البشرية لأنها ثابته وغير قابلة للتغيير ويرى هؤلاء ان العدوان او العنف عند الفرد يتضمن نظاماً غريزياً يستمد طاقة العدوانيه من مصادر ذاتية مستقله عن المثيرات الخارجية وربط هؤلاء غريزة العدوان بحاجة الفرد للتملك او السيطرة وافترضوا ان الانسان يعتدي لأشباع غريزته الفطرية للتملك والدفاع عن ممتلكاته فعندما يشعر بتهديد خارجي سيقع عليه وعلى ممتلكاته تتنبه غريزته العدوانيه فيغضب ويتوتر ويختل توازنه الداخلي.
ــ ويرى اصحاب نظرية التعلم الاجتماعي على ان الطفل يمكن ان يتعلم سلوكاً جديداً بمجرد مراقبته لطفل او شخص آخر يمارس مثل هذا السلوك وفي تجربته حول التعلم بالملاحظة ومحاكاة النموذج.
وينتشر السلوك العدواني بين الاطفال بمظاهر واشكال متعدده وتشير الدراسات الى وجود ظروف ومتغيرات عند الطفل تهيئ لظهور السلوك العدواني ونستطيع ملاحظة العدوانية للأطفال اثناء لعبهم مع بعضهم البعض او اللعب بالدمى او غير ذلك. وقد ذكر الباحثون انه فيما بين سن الثانيه والخامسه تقل العدوانيه البدنيه بين الاطفال بينما تزداد العدوانيه اللفظيه واشارت الدراسات لذلك الى ان الذكر هم اكثر عدوانيه من الاناث خاصة ما يتعلق منها بالسلوك البدني المباشر اما الاناث فيعبرن عن عدوانتهن بطرق غير مباشره.



ـــ العــلاقــة بـالأقــران:
ان جزءاً كبيراً من التنشئه الاجتماعية للطفل يخضع لسيطرة الراشدين بسبب العلاقه التي تربط الطفل بوالديه ولكن عندما يدخل الطفل عالماً جديداً يهيمن عليه الاقران سواء كان ذلك في الروضه او الحي الذي تسكنه اسرته فأن هؤلاء الاقران يصبح لهم تأثير متزايد على التنشأة الاجتماعية .
وقد درس الباحثون بشكل مستفيض كيفية تشكيل جماعات الاقران والتغيرات التي يمرون بها في اثناء هذا التشكيل وكيف تؤثر جماعة اقران الطفل على تعلم الطفل واكتسابه للمعايير الاجتماعية.
تتكون جماعات الاقران من افراد متفاعلين مع بعضهم البعض يتصادف وجودهم في نفس المكان وفي نفس الوقت ولهم اهداف ومعايير مشتركة وهناك عدة عوامل تؤثر على التقبل الاجتماعي للطفل في جماعة الاقران كالنضج الاجتماعي social maturity  والجنس والطبقه الاجتماعية social class ومن ثم تلعب جماعة الاقران دوراً هاماً في النمو الاجتماعي للطفل وعملية التطبيع الاجتماعي من خلال التوحد بالأقران والتعلم الاجتماعي وتعلم الادوار فيكون الاقران مرجعاً لحقيقة الطفل عن ذاته ويؤدي الامتثال لمعايير الجماعه دوراً هاماً في تشكيل سلوك الطفل في هذه المرحله فيتصرف وفقاً لهذه المعايير.

النــمـــو الحــــســـــــــي:
يجد الطفل في هذه المرحله له في ممارسة حواسه فتراه شغوفاً بشم وتذوق وفحص واكتشاف الاشياء ولا يستطيع الطفل في هذا المرحله من الادراك الحسي للأشياء وعلاقاتها المكانيه فهو غير قادر على التفريق بين اتجاه اليمين او اليسار او بين 2-6 او بين 7-8 او بين b-d او بين c-p ومع التقدم في العمر فأن الطفل يتعلم اسماء الاتجاهات مثل اليمين واليسار , الاعلى والاسفل ويكون قادراً على ادراك الاشياء في علاقاتها المكانية.
وعندما يبلغ الطفل سن الثالثة فأنه يكون قادراً على تعداد مافي صوره (تعرض عليه) من موضوعات دون ان يتمكن من وصفها كما يميل الى الاستجابه للمثير ككل وليس الى اجزائه المنفصله ومن الناحيه الادراكيه فأنه يختار الاشكال البسيطه غير المعقده بينما يستطيع طفل السادسه اعطاء وصف لما يحدث في الصوره مستخدماً لغه افضل تحتوي على الاسماء والافعال ويختار الاشكال الاكثر تعقيداً  وطفل الثالثه غير قادر على ادراك المسافات بدقة في البدايه بينما يكون قادراً على ادراك الاحجام وان يقارن بينهما (كبير, صغير, متوسط) بينما لا يستطيع التمييز بدقه بين الاوزان المتقاربه كما يستطيع طفل الثانيه ان يدرك ثنائية اليدين والعينين والاذنين والقدمين ويستطيع طفل الثالثه ان يعد من 1-20 باللغه الانكليزية ويستطيع ان يميز بين القله والكثره ويختار لنفسه الكثره ويترك القله بينما يستطيع ابن السادسه ان يعد على اصابعه او اصابع الآخرين ويدرك طفل الخامسه التساوي والتناظر والتماثل في التجمعات المختلفة اما عن ادراك الزمن فأن طفل الثانيه لا يدرك سوى الحاظر ثم يزداد ادراكه و يتطور السمع تطوراً سريعاً من حيث قوة التمييز السمعي كما تبرز اهمية السمع بالنسبه للنمو اللغوي للطفل في هذه المرحله وتنمو لديه حاسة الايقاع السمعي خاصة ما يتعلق منها بالايقاعات السريعه ويتميز البصر بالطول ويسهل على طفل هذه المرحله رؤية الكلمات الكبيره ويميز الالوان ويسميها اما الالوان الاكثر اثارة لطفل هذه المرحله فهي الاحمر والازرق كما تبرز اهمية حاستي الذوق والشم او كما يسميها بعض الباحثين بالحاسه الكيميائية في حماية الطفل من الاشياء الضاره في عملية التغذيه.

ــ النمو اللغوي:
يمثل النمو اللغوي لطفل هذه المرحله اسرع حالات النمو المختلفه واكثرها تحصيلاً وتعبيراً وفهماً كما تشكل في حد ذاتها قيمه كبيره للطفل في تمكنه من التعبيرعن ذاته والتوافق الشخصي والاجتماعي والنمو العقلي , ويتميز النمو اللغوي لهذه المرحله من زياده كبيره للمفردات والصفات وقواعد اللغه كالمجتمع والفرد والامثله الكثيره التي يكتسبها وتبادل الحديث مع الكبار ووصف الصور وصفاً بسيطاً والاجابه عن الاسئلة التي تتطلب ادراك علاقه والقدره على تكوين جمل كاملة تشمل كل اجزاء الكلام ويعرف معاني الارقام كما يعرف معاني الصباح والظهر والمساء والصيف والشتاء .. الخ. وهناك عدد من العوامل التي تؤثر في النمو اللغوي لطفل هذه المرحله من ابرزها:
1-    الخبرات وكمية ونوع المثيرات الاجتماعية فالطفل الوحيد مثلا ينمو لغوياً افضل لاحتكاكه اكثر مع الراشدين وان الاطفال من الطبقات الاعلى اثرى لغوياً من اطفال الطبقات الادنى.
2-    وتتيح وسائل الاعلام اثارةً وتنبيهاً لغوياً اكثر وافضل لطفل هذه المرحله.
3-    وتشير الدراسات الى ان اطفال الملاجئ هم افقر لغوياً من الاطفال الذين يتدربون في اسرهم وان الاطفال الذين يعانون من اهمال شديد يكونون ابطأ في تعلم الكلام وقد يتأخر كلامهم ويضطرب.
4-    ويرى كل من دولارد وميلر اهمية التعلم في نمو اللغه عند الطفل فالطفل يتعلم الاستجابة لأصوات الآخرين الذين يتحدثون اليه وهم يربونه وان عملية تعلم اللغه تقوم على المفاهيم الاساسية لنظرية التعلم بصفه عامه مثل الارتباط والاثابة والتعزيز والتعميم والممارسة والدافعية.
5-    كما ان التعامل والعلاقات الوثيقة والاتصال الاجتماعي السليم بين الطفل ومربيه تسهم الى حد كبير في تقدمه اللغوي المبكر.
6-    تؤثر الاضطرابات الانفعالية والاجتماعية بشكل سلبي على النمو اللغوي للطفل وبالعكس من ذلك فان جو الحب والعطف والحنان يساعدان على النمو اللغوي السوي.
7-    يؤثر الكبار بلهجتهم وطريقة نطقهم في النمو اللغوي للطفل.
8-    يساعد الجو الثقافي للاسره لتطوير اللغه عند الطفل.
9-    تؤثر العلاقة بين الطفل وامه في نموه اللغوي فالعلاقه السويه تؤدي الى نمو سوي والعلاقه المضطربه تؤدي الى نمو مضطرب.
10-          تؤثر العوامل الجسميه في النمو اللغوي مثل سلامة جهاز الكلام او اضطرابه وتساعد كفائة الحواس مثل السمع على النمو اللغوي السوي.
11-          تؤثر الحكايات والقصص على النمو اللغوي تأثيراً كبيراً في هذه المرحلة خاصة مع التأكيد والتنويع بطريقة الالقاء واشراك الطفل في الموقف ويتحسن نطق الطفل في هذه المرحله ويختفي الكلام الطفلي مثل الجمل الناقصه والابدال واللثغه وغيرها كما يزداد فهم طفل هذه المرحله بكلام الآخرين ويكون قادراً على الافصاح عن حاجاته وخبراته ويتجه التعبير اللغوي في هذه المرحلة نحو الوضوح والفهم والدقة ويمر بمرحلتين هما:
ـــ مرحلة الحملة القصيرة: وتبدأ هذه المرحله في العام الثالث من عمر الطفل بحيث يكون قادراً على تكوين جمل مفيده بسيطه تتكون من 3-4 كلمات وتكون سليمه من الناحيه الوظيفية وتؤدي لمعنى بالرغم من عدم سلامتها لغوياً.
ـــ مرحلة الجمل الكاملة: وتظهر في العام الرابع من عمر الطفل بحيث يصبح قادراً على تكوين جمل مفيدة وتكون اجزائها اكثر تعقيداً في التعبير.

النــــــمو النـــفســــــــــي:
                        يتفق علماء النفس على ان التعلم لا ينفصل عن الشعور بالكفايه والاقتدار والتعليم يلعب دوراً بالغ الاهميه في تطوير شخصيه صحيه عند المتعلم, فالاهداف التربويه والتعليمية لا تقتصر على تزويد المتعلمين ببعض المعارف والمهارات التي تخاطب عقولهم فقط بل لا بد من تزويد هؤلاء المتعلمين بالمساعدات التي تضمن لهم نمواً نفسياً سليماً وتحقق تكيفاً شخصياً واكاديمياً مثمراً. وتزويد المعلم ببعض النظريات النمو النفسي / بما تمكنه من اداء عمله على نحو افضل وتسهل نمو تلاميذه في الاتجاه السليم.
وبالرغم من انتماء اريكسون بمدرسة التحليل النفسي وتأثره بوجهة نظر فرويد الا انه طور نموذجاً للنمو النفسي خاص به تميز بالشمول والانسانية يختلف عما طرحه فرويد في نظريته عن النمو النفسي والتي بناها في ضوء علاقة الطفل بأبيه وامه بل نظر اريكسون الى النمو النفسي في سياق اجتماعي اكثر اتساعاً وشمولاً وضمت اطار من التراث الثقافي للأسره مما جعله يتحدث عن نمو نفسي اجتماع ويتخذ موقفاً تفاولياً من مسألة امكانية النمو السليم مشيراً الى ان كل كائن بشري يملك امكانية انتاج السلوك الخير والسوي وقد بنى اريكسون نموذجه الخاص بالنمو النفسي بناءاً على اعتقاده بوجود ازمات نمو اساسيه وتسود في مراحل النمو المختلفة وتتزامن مع المدىالمعياري لمجموعات من الاعمار الزمنيه والاجتماعية والثقافية وعلى الفرد ان يواجه في كل مرحله من مراحل نموه الثمانية ازمة نمو اساسية ويتغلب عليها الانتقال الى مرحلة النمو التالية اذا ما اريد لهذا النمو ان يكون سليماً وقدم فرويد للنمو النفسي للفرد ضمن اربعة مراحل رئيسية تحت
1ــ تمكن الطفل من الفهم بأنه موضع اهتمام المعلم ورعايته .
2ــ تمكن الطفل من الاحساس بالعداله عند ارغامه على اطاعتها.
اتاحة فرص النجاح: فقد اوضحت الدراسات والبحوث المستفيضة اثر النجاح والفشل من قبل المعلمين في تكوين مفهوم الذات عند المتعلم واحساسه بكفايته الشخصية.
ـــ النــمــو الانــفـعــالـــــــي:
يتطور النمو الانفعالي تدريجياً في هذه المرحله بحيث يتمايز
سلوك الطفل انفعالياً في هذه المرحلة ويرتبط بالظروف ويساهم التعليم المدرسي الصحي والايجابي مساهم فعاله لتكوين كل الجوانب المختلفه بالاحساس بالكفايه الشخصية وتحقيق الذات والتوظيف الكامل لقدرات الفرد وقد اورد بعض العلماء عدداً من المقترحات تنطوي على بعض الفوائد التي تمكن المعلم من توفير مناخ تعليمي.
1-    اتاحة فرص التفاعل الصفي: فبمجرد وجود المتعلم في الوضع الصفييوفر له فرص التفاعل الناجح مع الآخرين بالرغم من عدم تساوي فرص التفاعل لدى كافة المتعلمين بحيث يختلفون في مقدار مساهماتهم في النشاطات الصيفية.
2-    اتاحة فرص التعبير عن الانفعالات: المدرسة تمثل المكان الملائم لتنمية الامكانات العقلية والانفعالية للمتعلم وتهئ له المناخ المناسب كي يستطيع من خلالها التعبير عن افكاره ومشاعره بشكل صريح وتام.
3-    توفير مناخ تعليمي تقبلي: الانسان عبر مختلف مراحله العمرية يحتاج الى الاحساس بأنه مقبول ومحبوب بالرغم من ادراكه بأن بعض جوانب سلوكه مرفوضة او غير مرغوب فيها ويستطيع المعلم انتاج مناخ تعليمي تقبلي في صفه بأتباع اساليب عديدة كالأبتسامة الدالة على الرضى والتفاعل الودي والتشجيع على بذل المزيد من الجهد ومخاطبة المتعلم بأسمه والامتناع ببعض اعذاره..الخ.
4-    تزويد المعلمين بقواعد واضحة: المعلم الذي يحدد قواعد السلوك المناسب بوضوح لطلبته ويتأكد من معرفة المتعلم لها ربما تكون افضل الطرق التي تساعد الطفل على معرفة ما المتوقع منه فوجود مثل هذه القواعد لدى الطفل وتطبيقها على نحو ثابت ومنسق تحقق وضيفتين هامتين هما: 1. تمكن الطفل من الفهم بأنه موضع اهتمام المعلم ورعايته . 2. تمكن الطفل من الاحساس بالعداله عند ارغامه على اطاعتها.
5-    اتاحة فرص النجاح : فقد اوضحت الدراسات والبحوث المستفيضه اثر النجاح والفشل من قبل العلماء في تكوين مفهوم الذات عند المتعلم واحساسه بكفاية الشخصيه.  
والمواقف والناس والاشياء .
وتؤثر وسائل الاعلام في النمو الانفعالي لطفل هذه المرحلة خاصة بعد دخول الاجهزة السمعية والبصرية على الاسرة وتتكون العادات الانفعالية بالتدريج حتى نهاية هذه المرحلة. ويمكن النمو اللغوي والنمو الحركي للطفل من التعامل مع المواقف المحبطة ومن اشباع حاجاته وكلما زادت قسوة العقاب على الطفوله المبكرة كلما زاد التعبير عن العدوان ولو على شكل كامن (عدوان خيالي) وقد يستغرق الطفل القلق في احلام اليقظة حيث تتميز احلامه الليلية بالقلق والمخاوف والحيوانات كما انها ترتبط بالخبرات المباشرة وقد يصاحبها البكاء وفي هذه المرحله ومن خلال الحياة اليومية يتعلم الاطفال التعبير عن انفعالاتهم ويتميز الطفل بالتمركز حول الذات حيث يلح كثيراً في طلباته ويكون واعياً لتأثير انفعالاته على الوالدين كما يتعلم ايضاً المدى الذي يمكنه من الوصول الى انفعالاته .

     وتتميز انفعالات الطفل في هذه المرحلة بخاصيتين اساسيتين هما:
1-    التقلب الوجداني: او ما يعرف بالتذبذب  الانفعالي حيث ينتقل من الضحك الى البكاء ومن الحذر الى العدوان وهكذا.
2-    حدة الانفعالات: حيث تكون انفعالات حادة فالغضب يصل الى حد التشنج والعدوان والخوف الى حد الذعر والغيره الى حد التحطيم وهكذا ترجع حدة انفعالات الطفل وتقلبها في هذه المرحلة الى العديد من الاسباب منها:
1.     ازمة الفطام وما تسببه له من حرمان واحباط.
2.     ظهور الصراعات النفسية نتيجة لتنازع الانفعالات والرغبات في حياته.
3.     فرض بعض القيود عليه من الكبار.
4.     عدم ادراكه التام لمفهوم الزمن مما يؤدي الى الاضطراب الانفعالي.
تبرز الفروق بين الجنسين في هذه المرحلة ويلاحظ ان الاناث اكثر خوفاً من الذكور وان الذكور اعنف في استجاباتهم الانفعالية العدوانية من الاناث.
وتصل حدة الانفعالات الى ذروتها في سن الثانيه فهو يشعر ان له كياناً خاصاً ولكن في ذات الوقت يشعر انه لا يحضى بنفس الرعايه والاهتمام كما كان من قبل ومما يزيد من حدة انفعالاته وتقلبها محاولة الوالدين فرض قيود ومعايير السلوك عليه باعتباره قد وصل الى درجه من النمو تتيح له ان يقوم بتمثل قوانين المجتمع ونظمه.

Post a Comment

Previous Post Next Post