منجزات المسلمين الصناعية
 يوم أن كان المسلمون يسيرون على هدى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم انفتحت لهم مغاليق العلم بكل أنواعه . وساهموا في إعمال أفكارهم بالبحوث العملية الجادة التي دفعت الحضارة إلى الأمام .
وإن أسس العلم الحديث الذي قامت عليه الحضارة الأوروبية الحديثة قد أرساها من قبلهم المسلمون . وخذ هذه الأمثلة على سبيل المثال لا الحصر :
- في مجال علم الفلك :
حسب المسلمون السنة بمقدار (365) يوماً وخمس ساعات و (46) دقيقة و (24) ثانية، والفلكيون العالميون يحسبونها بنفس العدد تقريباً ، وذكر ابن يوسف المصري – 399 هـ، أن المأمون أمره هو وخالد بن عبدالملك أن يقيسا مقدار درجة من أعظم دائر سطح كرة الأرض وقدروا محيطها ( 41248) كيلومتر ومعلوم ومحيطها أنه( 40070) كيلو، وقد اخترع المسلمون البوصلة .
تقول دكتورة هونكة : ( إن العرب هم الذين اخترعوا البوصلة وأن خمسمائة وأربعة وثلاثين عربياً حفظ لنا التاريخ أسماءهم وهذا عدد يندر أن نجده بين أبناء أمة راقية أخرى في العالم ) .
ومن علماء الفلك على سبيل المثال لا الحصر :
الخوارزمي : ألف في الفلك ووضع زيجا – جدولاً فلكياً سماه – السند الصغير، وله من المؤلفات – زيج الخوارزمي – كتاب في تقويم البلدان وغيرها من المؤلفات الكثيرة .
ومنهم كذلك العالم المسمى – ثابت بن قرة – فقد نبغ في علوم كثيرة وعلى رأسها علم الفلك وله أرصاد قيمة. ومنهم – البتاني – وقد اشتهر بزيجه المعروف – باسم ( الزيج الصابئ) و ( معرفة مطالع البروج ) وغيرها –
وغيرهم كثير من علماء الفلك[1] .
ومن ينكر دور ابن الهيثم وأمثاله من علماء المسلمين هم مؤسسوا الأبحاث التجريبية وليس روجية بيكون، أو ليوناردر فتشي، أو جاليلو وقد وضع ابن الهيثم كتاباً في الحساب على نمط كتاب إقليدس في الهندسة، ووضع ابن الهيثم – مقالة في استخراج سمت القبلة، ومقالة فيما تدعو إليه حاجة الأمور الشرعية من الأمور الهندسية [2].
وفي مجال صناعة الطب :
من ينكر دور أبي بكر الرازي حتى أن الباريسيين أعجبوا بهذا الرجل لدرجة أن مؤلفاته تدرس في جامعتهم في باريس .
ومن ينكر كتابه الذي طبع أربعين مرة، الذي يعالج فيه مرض النقرس والحصوة وأمراض المثانة والكلى وأمراض الأطفال .
ومن ينكر دور ابن سينا في الطب ومعلوم كتابه المشهور – القانون في الطب –
يقول انجلز في كتابه – جدلية الطبيعة - : ( العرب تركوا لنا الترقيم العشري وجذور الجبر أما القرون المسيحية فلم تترك لنا شيئاً ) .
وكذلك أبو بكر الرازي حيث ألف ما يزيد عن مائتي كتاب اشهرها الحاوي في علم التداوي – في ثلاثين مجلداً . وترجم إلى اللاتينية واعتمدت عليه الجامعات الأوربية [3].
وفي مجال الصناعة ذاتها :
فالمسلمون أول من صنع الصابون لأول مرة وهم الذين أدخلوا السكر المصنوع من القصب في أوربا.
واستخرجوا الذهب بطريقة الغسيل وقطروا الزئبق، وصنعوا أنواع الحبر المختلفة، ومهروا في صناعة الأحجار الكريمة واللآلي الصناعية .
ومعلوم عن صناعة الورق أنها من الصناعات التي برز فيها المسلمون تعلموه من الصين وطرحوه في الأسواق .
وقد شهد بهذا التقدم الحضاري للمسلمين الأعداء قبل الأصدقاء، وهاك ما قاله – جوستاف لوبون – وهو مستشرق مترفاً بما قام به المسلمون من صناعات متعددة[4]_ .
يقول جوستاف لوبون : إن المسلمين عرفوا صناعة المعادن والحجارة الثمينة وصناعة الذهب والفضة وصناعة الحلي والترصيع والتكفيت وصنعوا مادة البلور . وهناك الأسلحة المعدانية وهي مصنوعة على الطراز الفارسي .
صناعة النقود :
يقول المقريزي في رسالته عن النقود إن الخليفة عبدالملك هو أول من ضرب النقود الإسلامية .
وهناك المصنوعات الخشبية :
 وترصيعها بالصدف والعاج وذلك كالمنابر والسقوف كمنبر المسجد الأقصى . وهناك صناعة حفر العاج . وهناك الفسيفساء وقد أجادوا فيها إجادة قوية، وهناك صناعة الزجاج لصناعة الأواني المذهبة ولا سيما مصابيح مساجد . وهناك الصناعة الخزفية . ثم يقول : وقد كان العرب في بلاد الأندلس إلى القرن العاشر الميلادي يصنعون الخزف المطلي بالمينا، وكان لهم مصانيع مشهورة تبيع مصنوعاتها في جميع أنحاء العالم .
وهناك صناعة البسط والمنسوجات [5].



[1] ينظر في هذا المعنى / العلوم عند العرب / خير الله الطلفاح / ص 162، وكذلك / العلوم عند العرب / قدري حافظ طوقان ص 107، وكذلك طريق المسلمين إلى الثورة الصناعية محمد كشك ص 24 .
[2] تراث العرب العلمي / قدري حافظ ص 107، وطريق المسلمين إلى الثروة الصناعية / محمد كشك . ص 25 .
[3] العلوم عند العرب / خير الله طلفاح / ص 171، طريق المسلمين إلى الثورة الصناعية / محمد كشك ، ص 29 .
[4] طريق المسليمن إلى الثروة الصناعية / محمد كشك / ص 30 .
[5] ص 511، 518/ مختصر من كتاب حضارة العرب / جوستاف لوبون .

Post a Comment

Previous Post Next Post