الجودة في التربية والتعليم
يعتبر مفهوم الجودة مفهوما اقتصاديا بامتياز، حيث تعني الجودة الاحترام الدقيق لمواصفات المنتوج، الذي تلتقي فيه رغبة الزبون المستهلك و الزبون (Dypouey , 1991). و الجودة كتوجه إنتاجي تعني مجموع الخصائص و المميزات أو الإنجازات التي تمكن من تحديد ما إذا كان منتوجا ما، أو أداء معين، يستجيب أم لا لما ينتج من اجله. و في المجال التربوي، تتمثل الجودة أساسا في المعايير التي يبغي توفرها في أداء المتعلمين و إنجازاتهم لتكون مستجيبة لما تم التخطيط له.و تترجم هذه المعايير إلى محكات مضبوطة لإصدار أحكام بخصوص مستوى أداء المتعلم و درجة إتقانه، و نجاعة التعليم و فعالية وسائله. و تتجلى الجودة التعليمية كمردودية أو منتوج، فيما تمكن المتعلم، ضمن شروط معينة، من أدائه بالفعل، و فيما ينبغي أداؤه حسب ما تحدده الكفايات المنشودة، بحيث أن الفارق الكمي و الكيفي بين هذين الحدين، هو الذي يحدد مدى قوة أو ضعف الجودة التعليمية. و يمكن تحديد العوامل المسؤولة عن جودة التعليم، حسب عبد الكريم غريب في أربعة عوامل أساسية: العوامل المرتبطة بالمتعلم، و العوامل المرتبطة بأسرة المتعلم، و العوامل المرتبطة بالمدرسة و العوامل المرتبطة بمحيط المدرسة التعليمية. ( عبد الكريم غريب، عالم التربية).
و في المجال الثالث من الميثاق الوطني للتربية و التكوين، المخصص للرفع من جودة التربية و التكوين، نجد بأن الرفع من جودة أنواع التعليم من حيث المحتوى و المناهج يستجيب لأهداف التبسيط و التخفيف و المرونة و التكيف، حيث تتم مراجعة جميع المكونات البيداغوجية و الديداكتيكية لسيرورة التربية و التكوين و ذلك في أفق تحقيق الإرساء التدريجي للنظام التربوي الجديد لأسلاك التربية و التكوين، و إدخال تحسينات جوهرية ترفع من جودة التعليم في جميع مستوياته: البرامج و المناهج و الكتب و المراجع المدرسية،و الجداول الزمنية، و الإيقاعات الدراسية، و تقويم أنواع التعلم و توجيه المتعلمين و تهم هذه المراجعة مجموع المؤسسات العمومية و الخاصة.
و لتفعيل عملية تحسين جودة التعليم، تقترح وزارة التربية الوطنية الإجراءات التالية: الاستمرار في إرساء المناهج الجديدة، تحسين منهجية تدريس اللغات، تدبير إنتاج الكتاب المدرسي و الدليل البيداغوجي، تنويع و توسيع التكوينات المتخصصة، تكييف تنظيم الامتحانات مع مستجدات الميثاق الوطني، إنعاش الأنشطة الثقافية و الفنية و الرياضية في الفضاءات التربوية، الارتقاء بالصحة المدرسية، تحسين جودة الخدمات الداعمة للتمدرس ( إطعام، منح، أدوات...)، الارتقاء بحقوق الإنسان في المسارات الدراسية، تنمية الشبكة الاعلامائية للمؤسسة التعليمية، الارتقاء بالشراكة في المجالات الداعمة للجودة، الشروع في دراسة إمكانيات تطبيق ما جاء به الميثاق عامة، توسيع قاعدة استفادة الهيئات التربوية و الإدارية من التكوين المستمر، و أخيرا، تحسين الأوضاع الاجتماعية و ظروف العمل لنساء و رجال التعليم...(رسالة التربية الوطنية).

وقد جعلت منتديات الإصلاح لسنة 2005.شعار لها : " الارتقاء بجودة التعليم " حيث. حدد الوتيقة الإطار أهداف هده المنتديات في : تعميق التفكير حول مفهوم وأهمية الجودة في الرفع من مستوى مردودية النظام التعليمي , تدارس سبل الرفع من مستوى التحصيل والكفايات لدى المتعلمين, الانخراط الفعلي لمختلف المتدخلين والشركاء من اجل الارتقاء بالجودة : تفعيل مقتضيات  الاصلاح المتعلقة بالارتقاء بالجودة وتسريع وتيرة انجازها , واستييان محاور  وطبيعة العمليات والمهام والمسؤوليات للارتقاء الميداني بجودة التعليم .وحدد محاور هده المنتديات في تلاتة محاور اساسية : محور مرتكزات الارتقاء بجودة التعليم : وتهم هده المرتكزات  اعادة هيكلة اسلاك التعليم , وتحسين البرامج والمناهج البيداغوجية ومراجعة استعمالات الزمن والايقاعات المدرسية والبيداغوجية , وتنضيم التقويم والامتحانات  والشهادات والسيولة على مستوى الاسلاك التعليمية وتحسين نظام التوجيه ودعم تعليم : حيث تتعلق بمواصلة الاهتمام  بالتكوين الاساسي للمدرسين والمشرفين التربويين , وبحفزة هياة التعليم والتاطير , وبتحسين الظروف المادية والاجتماعية للمتعلمين والعناية بالتلاميد دوي الحاجات الخاصة وبالتاهيل .المنتظم للمؤسسات التعليمية من حيث الصيانة والتجهيزات الفضاءات الصحية , وبتعزيز استعمال التكنولوجيا الجديدة للاعلام والتواصل : اما المحور التالت  فقد خصص للتفعيل الميداني للارتقاء بجودة التعليم , وتندرج في هدا الاطار العناصر التالية : سياق الاضطلاع  بمهام الاضارة التربوية , سياق ممارسة مهنة التدريس , سياق ممارسة مهمة التاطير والتفتيش , اوضاع التحصيل الدراسب لدى التلاميد واكتسابهم المعارف والمهارات الاساسية , سياق تتبع المستجدات البيداغوجية  وتقييمها , سياق الحد من ظاهرة الانقطاع الدراسي .(منتديات الإصلاح 2005) .        

التربية على القيم

لتفعيل الاختيارات والتوجهات العامة الواردة في الكتاب الابيض , ثم اعتماد التربية على القيم وتنمية وتطوير الكفايات التربوية والتربية على الاختيار لمدخل بيداغوجي لمراجعة مناهج التربية والتكوين . وفيما يخص الاختيارات والتوجهات الخاصة بمجال القيم , لاوالمتمتلة في : قيم العقيدة الاسلامية وقيم الهوية الحضارية ومبادئها الاخلاقية والتقافية , وقيم المواطنة , وقيم حقوق الانسان ومبادئها الكونية .(الكتاب الابيض.الجزء 1).

والقيم هي بصفة عامة الاحكام التي يصدرها الفرد بالتفصيل او عدم التفصيل للموضوعات والاشياء..........كما انها  عبارة عن المتل والمبادىء التي توجه سلوك الناس وتنظمه وتتحدد القيم اجرائيا  على النحو التالي : هي غايات نهائية نحدد من من خلالها اهداف معينة ووسائل لتحقيق هده الاهداف , هي محك نحكم بمقتضاه ونحدد على اساسه ما هو مرغوب فيه وما هو مرغوب عنه , وما هو واجب وما هو ممنوع , وما هو حسن او قبيح , انها توحي بمعايير .وقواعد التنظيم والسلوك وتاخد احد اشكال التعبير الوجوبي يجب ان , ينبغي ان (التومي النداء التربوي.)

وبالنسبة لمحمد مكسي , فان دراسة القيم ضرورة ولازمة على المستووين الفردي والجماعي , فالمتعلم في حاجة إلى نسق من القيم يوجه سلوكه ونشاطه في تعامله مع الاشخاص والمواقف والاشياء .كما ان التنظيم الاجتماعي في حاجة الى هدا النسق القيمي القريب من قيم الافراد وفي هدا النسق نجد الغايات والاهداف والمثل العليا . ومن الغايات المثتبتة في بيداغوجيا القيم (والمتضمنة في الكتاب الابيض ).نجد ترسيخ الهوية المغربية الحضارية والوعي بتنوع وتفاعل وتكامل (وافدها , في خدمته الكريس حب المعرفة وطلب العلم والبحت والاكتشاف , المساهمة في تطوير العلوم والتيكنولوجيا الجديدة تنمية الوعي بالحقوق والواجبات , التربية على المواطنة وممارسة الديمقراطية , التشبع بروح الحوار والتسامح وقبول الاختلاف ترسيخ قيم المعاصرة والحداثة تنمية الدوق الجمالي والانتاج الفني والتكوين الحرفي في المجالات الفنون والتقنيات , تنمية القدرة على المشاركة  الاجابية في الشان المحلي الوطني ........ولتوسيع مدى التربية وعلى القيم تبنى الوحدات الديداكتيكية وانشطتهما على بيداغوجيا الكفا يا ت والقواسم المشتركة في التربية على القيم الاتية : القيم الاسلامية القيم الوطنية , القيم الانسانية القيم الاجتماعية , القيم الاقتصادية القيم التقافية , والقيم الفنية .وان تعليم القيم يتضمن النمو والارتقاء بالاتجا ها توالميول , والاستبصار الدي يحمل على التحليل والمشاركة الوجدانية لفهم المشاعر وحاجات الاخرين , وبالمعرفة المتضمنة للقيم , وبالقدرة على التواصل على مستوى المشاعر  والحاجات والاهتمام بالاخرين , وبتكوين الاحكام القائمة عللى التفكير والحكم الاخلاقي , وبالميل لتطبيق القيم واداء مايعد صوابا كما ينبغي على منهجية تعليم وتفهيم القيم ان تساعد المتعلم على : اكتساب المهارات الشخصية والاجتماعية في التعامل مع القضايا والموضوعات الأخلاقية , اكتساب القيم التي تساعد المتعلم على فهم كيف تغني القيم حياته وحياة الاخرين , فهم القيم انطلاقا من وضعيات معينة .ولاجراة التربية على القيم , يمكن ان تتم اجراتها من خلال مؤشرات الاتجاهات والاهتمامات , ومن خلال مؤشر الانشطة التكوينية (مكسي صدى التضامن .)



مستجدات التربية والتكوين

يمكن تحديث أهم المستجدات التي أتت بها المناهج التربية الجديدة في مجال التربية والتكوين في : توزيع جديد للمنضومة التربوية يتجلى في تعليم ابتدائي بسلكين اول ومتوسط وتعليم ثانوي بسلكين إعداد تأهيلي , هيكلة التعليم الابتدائي في سلكين يدوم كل منهما أربع سنوات بعد إدماج التعليم الأولي , عند تعميمه في السلك الأول من التعليم الابتدائي , هيكلة التعليم الثانوي في سلكين , سلك إعدادي وسلك تأهيلي مكون من خمسة أقطاب , تنظيم الدراسة في السلك التأهيلي في خمسة أقطاب ويتضمن ثلاثة  أو أربع شعب  بها مجموعة 17 شعبة منها التعليم التقني تمثل أهم المندسات الحالية , وشعب جديدة . وتتوزع الشعب المحدثة إلي نوعين : شعب ستحدث تدريجيا في عدد محمود من المؤسسات إلي أن تبلغ 16 ثانوية عند انتهاء إرساء المناهج الجديدة واحدة في كل جهة , ويستقر هدا العدد خلال السنوات المتبقية من العشرية , وشعب ستحدت تدريجيا في عدد محدود من المؤسسات وتزداد في التوسع بتانوية جديدة في كل سنة الى نهاية العشرية , ويمكن ان تخضع وتيرة توسيع الشعب المحدتة الى تعديلات  في ضوء تتبع وتقييم ارساء المناهج الجديدة وفي ضوء الانتهاء من تحديد المسالك الدراسية للتعليم العالي , احدات جدع مشترك في دورة نصف سنوية كدلكخاص بشعب الاقطاب الاربعة الأخرى , الانتقال من السنة الدراسية بثلاث دورات إلى سنة دراسية بدورتين لكل منهما مناهجها المستقلة في جميع الأسلاك التعليمية , الانتقالي السلك التأهيلي من تنظيم الدراسية في مواد دراسية ببرامج سنوية إلى تنظيم مجزوءاتي مع تحديد الغلاف الزمني للمجزوءة في 30 ساعة , بعضها ستمكن تربية المتعلمين على الاختيار واتخاد  القرار  وتشجيعهم على التعلم الداتي , عصرية المضامين بحيث ثم احداث مادة التربية على المواطنة في التعلم الابتدائي , واحداث مادة اللغة الامازيغية في السنوات الاربع للسلك الاول من التعليم الابتدائي ومواد جديدة مرتبطة بالشعب الجديدة وخاصة في قطب الفنون , توسيع تدريس مادة اللغة الاجنبية الاولى الى السنة التانية من التعليم الابتدائي الحالي  عوض الثالثة , وتدريس اللغة الأجنبية الثانية في الإعدادي وفي السنتين الأخيرتين من التعليم الابتدائي (الكتاب الأبيض, الجزء الاول)   .                                                 
وفي مجال إعداد برامج تكوين الأطر المتدخلة في تطبيق المناهج التربوية , وحسب ا لوثيقة الإطار الصادرة عن لجنة التوجهات والاختيارات التربوية , ثم الإلحاح على إعادة برامج التكوين الأساسي, وإعادة النظر في الأبعاد الأساسية للتكوين (أساسي مستمر , استكمال التكوين )
تبني مشروع مقاربة الكفا يات المهنية سواء عند الانتقاء والتكوين أو التقويم, وتهم هيأة التدريس, الإشراف التربوي , إدارة المؤسسات.

Post a Comment

Previous Post Next Post