التدخل في حوادث المواد المشعة في المستشفيات

إن أي نشاط أو تعامل إنساني لا يخلو من أن يصاحبه أو ينتج عنه فوائد ومخاطر محتملة. فاستخدم السيارة أو الطائرة أو الباخرة أو مشاهدة التلفزيون أو التعامل مع المواد المشعة، بالرغم من فوائدها إلا أنه يصاحبها بعض المخاطر التي لا تخفى على أحد. وتختلف هذه المخاطر من ناحية حجمها ونسبتها للفوائد، من نشاط إلى آخر. كما أن المخاطر المصاحبة لنشاط ما يمكن أن تزداد بإساءة التعامل مع النشاط أو الجهل به أو بحجم مخاطره.
منذ اكتشاف الأشعة،لاحظ الإنسان قدرتها على اختراق الأجسام المختلفة وإعطاء صور داخلية لجسم الإنسان وتركيبات المعادن والتي لم يكن قادراً على رأيتها بالعين المجردة، ولجهل الإنسان بمخاطر هذه الأشعة فقد أساء استخدامها، وأدى ذلك الاستخدام العشوائي إلى حوادث محزنة، حيث أصيب الكثير من أطباء الأشعة الأوائل بالسرطان، وكانت هذه الحوادث نتيجة حتمية لجهل هذا الرعيل الأول من الأطباء والعلماء بمخاطر ما يتعاملون معه من أشعة وعدم فهم لها الفهم الدقيق.
وبجهود هذا الرعيل الأول من العلماء، نعلم الآن الكثير من الخواص هذه الأشعة وأنواعها ومخاطرها وأساليب التعامل معها. فنعلم الآن أن هناك أربعة أنواع رئيسية من الأشعة المؤينة: ألفا وبيتا وغاما والنيترونات. جميع هذه الأشعة لا يمكن إحساسها بحواسنا الخمس. ولكن يمكن التعرف عليها وأنواعها باستخدام أجهزة كشف خاصة تسمى بالكواشف الإشعاعية.

الآثار الصحية للتعرض للإشعاع:
عند التعرض الغير مقنن للأشعة فإن أي من الآثار الإشعاعية التالية يمكن أن تحدث:
1.   الآثار الفورية: وهذه الآثار تحدث عند التعرض لجرعات (كميات) إشعاعية عالية (أعلى من واحد جراي 1 gy) وعلى فترة زمنية بسيطة (ساعات معدودة) حيث تؤدي هذه الجرعة العالية إلى تلف (موت) الكثير من الخلايا الجسم مما يؤدي إلى الوفاة في كثير من الحالات  خاصة إذا لم يقدم للمتعرض العلاج اللازم والفوري.
2.   الآثار المتأخرة: وهذه الآثار لا تحدث إلا بعد حدوث التعرض بعدد من السنوات، ويحتمل حدوث هذه الآثار عند التعرض لجرعات إشعاعية بسيطة وعلى فترات طويلة من الزمن. وتتمثل هذه الآثار في الإصابة بالسرطان أو التغير الوراثي في  أجيال المتعرض أو الإصابة بمرض عتمة العين (الكتراكت). ومما يجدر ذكره أن احتمال حدوث هذه الآثار يتناسب طردياً مع الجرعة الإشعاعية.

وسائل الحماية من الإشعاع:
بالرغم مما ذكر أعلاه من آثار للإشعاع والتعامل معه، إلا أنه يمكن الوقاية من هذه الآثار وتقليل احتمال حدوثها باستخدام الوسائل والأسس العلمية الصحيحة التالية للتعامل مع الإشعاع:
1.   استخدام أجهزة الكشف عن الأشعة: حيث أنه لا يمكن حس الأشعة بحواسنا الخمس، فإنه يجب استخدام أجهزة مناسبة للكشف عنها، وتسمى هذه الأجهزة بأجهزة المسح أو الكشف الإشعاعي. وتقوم هذه الأجهزة بالكشف عن الأشعة وتحديد كمياتها، كما يحتوي الكثير من هذه الأجهزة على وسائل إنذار (صوتية ومرئية) تنبه المستخدم عن تواجد الأشعة وشدتها.
2.   تقليل زمن التعرض: من المعرفة أن الجرعة الإشعاعية (وبالتالي احتمال حدوث الضرر للمتعرض) تزداد بازدياد زمن التعرض. فكلما زاد زمن التعرض للأشعة كلما زادت الجرعة الإشعاعية وبالتالي زاد احتمال حدوث أي من الآثار الإشعاعية المذكورة أعلاه. لهذا فإنه على من يتعامل مع الأشعة أن يحاول دوما إنجاز عمله في أقل وقت ممكن وذلك على نفسه وعلى الآخرين من الأذى.
3.   المسافة واستخدام وسائل التعامل عن بعد: تزداد الجرعة الإشعاعية كلما قلة المسافة بين المتعرض ومصدر الأشعة، لهذا فإن على من يتعامل مع الأشعة يحاول دائماً عدم الاقتراب من مصادر الأشعة أكثر من المسافة اللازمة له لإنجاز عمله كما أن عليه أن يحاول استخدام أجهزة التحكم عن بعد كلما أمكنه ذلك.
4.   الدروع ووسائل الحماية الشخصية: إن أي حائل يمكن استخدامه بين المصدر المشع والمتعرض يمكن أن يقلل كمية الأشعة التي تصل للمتعرض وبالتالي يقلل جرعة المتعرض. لهذا يجب دائماً حفظ المصادر المشعة في حاوية (دروع) خاصة تمنع (تقلل) التعرض للأشعة المنبعثة من المصدر، كما يجب لبس الملابس الواقية كملا كان ذلك ممكناً.

مصادر الأشعة في المستشفيات:
تتعامل المستشفيات في العادة من مصدرين أساسيين للأشعة هما:
1.   أجهزة توليد الأشعة: وتستخدم هذه الأجهزة في إنتاج الأشعة السينية وذلك إما بهدف التشخيص أو العلاج (خاصة أمراض السرطان) ويقوم مبدأ عمل هذه الأجهزة على إنتاج الأشعة كهربائياً ولهذا فإن هذه الأجهزة لا تصدر أشعة عند إيقافها عن العمل؛ وبالتالي فلا يمكن لهذه الأجهزة أن تتسبب في حوادث إشعاعية تتطلب التدخل المباشر لرجال الدفاع المدني.


2.   مصادر مشعة: وهي عبارة عن مواد مشعة (مثل CO-60   TC-99M) تقوم ببعث (إصدار) دائم للأشعة على مدى حياة المصدر، ولا يمكن إيقاف هذه المواد المشعة عن بعث أشعتها وإنما يتم حفظها داخل دروع خاصة (تصنع عادة من الرصاص) تقوم بايقاف الأشعة المنبعثة من هذه المصادر وبالتالي منعها من التسرب خارج الحاوية. ويمكن لدروع هذه المصادر المشعة أن تتفكك أو أن تذوب عند التعرض للحريق أو عند حدوث أي كارثة قدرية.

تصنيف حوادث المواد المشعة في المستشفيات:
يمكن تصنيف حوادث المواد المشعة في المستشفيات إلى:
1.   حوادث تسرب أو انسكاب لبعض المواد المشعة: وعادة ما يتم التعامل مع هذه الحوادث بواسطة العاملين في المستشفى دون الحاجة لتدخل رجال الدفاع المدني. حيث يتم تحديد المنطقة الملوثة وتطهيرها.
2.   حوادث متطورة: وهي حوادث خارجة عن سيطرة المستشفى وتتطلب التدخل المباشر لرجال الدفاع المدني. هذه الحوادث لا تكون في الأساس حوادث مواد مشعة وإنما تدخل المواد المشعة كطرف مساهم وأساسي في أسلوب التعامل مع الحادث الأساسي. وتكون هذه الحوادث في العادة، إما حوادث حريق يمكن أن يصل إلى الأقسام التي تتعامل مع الأشعة، أو أن تكون كارثة قدرية تؤدي إلى انهيار أو تهدم بمباني الأقسام التي تتعامل مع المواد المشعة. ويمكن لهذه الحوادث أن تؤدي إلى تفكك أو ذوبان دروع المواد المشعة وبالتالي تعرض رجال الدفاع المدني المتعاملين مع الحادث (وربما المواطنين القريبين من موقع الحادث) للإشعاع المنبعث من هذه المصادر.
هذه الحوادث لا يمكن التعامل معها كحادث روتيني وإنما يجب أخذ وجود المواد المشعة في الحسبان عند إعداد خطط لمواجهتها. وفيما يلي سنتناول الأسس الواجب اتباعها عند التعامل مع هذه الحوادث:

حوادث المواد المشعة المصاحبة لحوادث الحريق:
عند تلقي بلاغ عن حادث حريق في مستشفى ما، فإن على متلقي البلاغ التأكد من مكان الحريق وإمكانية تواجد مواد مشعة بموقع الحريق، وتمرير هذه المعلومة لمن يباشر الحادث. و تلعب عملية تحليل المخاطر السابقة للحادث دورا مهما في معرفة أماكن تواجد المواد المشعة بالمستشفيات وكمياتها ومخاطرها المحتملة. وعلى العاملين بغرفة العمليات التأكد من تواجد مسؤول الحماية الإشعاعية بموقع الحريق وإن يكون الساعد الأيمن والمستشار لقائد فريق الإطفاء. ويجب ملاحظة أن مسؤول الحماية من الإشعاع هو أهم شخص يجب التنسيق معه في أمور المواد المشعة وأماكن تواجدها وكمياتها ومخاطرها. ومن الجدير بالذكر أن أنظمة التعامل مع المواد المشعة تتطلب أن يكون لدى كل منشأة تتعامل مع الأشعة والمواد المشعة مسؤول حماية من الإشعاع.


يوضح الشكل رقم (1) مخطط لكيفية التدخل في حوادث الحريق بالمنشآت التي تتعامل مع الإشعاع. وعند وصول فريق الإطفاء إلى موقع الحريق أولا التأكد من إمكانية تواجد مواد مشعة بموقع الحريق وكمياتها المحتملة.وتلعب عملية تحليل المخاطر المسبقة للحادث دورا مهما وأساسياً في إعطاء معلومات دقيقة عن أماكن تواجد المواد المشعة وكمياتها. كما يجب التأكد من تواجد مسؤول الحماية الإشعاعية بموقع الحادث والتأكد من صحة ما لدى الدفاع المدني من معلومات عن أماكن تواجد المواد المشعة وكمياتها، والتنسيق مع مسؤول الحماية الإشعاعية في كيفية التعامل مع الحادث.
إذا وجد أن الحريق لم يصل بعد إلى أماكن تواجد المواد المشعة، فيجب تقدير الموقف ودراسة احتمال انتشار الحريق إلى أماكن تواجد المواد المشعة. فإذا كان هذا الاحتمال وارد، فيجب محاولة منع ذلك بكل الوسائل الممكنة كما يجب محاولة إخلاء المصادر المشعة إلى مناطق آمنة (خاصة إذا كان هناك احتمال لذوبان حاويات هذه المواد) وذلك بالتنسيق مع مسؤول الحماية.وهنا تجدر الإشارة إلى أن هناك بعض المصادر الكبيرة في الحجم والشدة الإشعاعية قد يستحيل إخلائها، إلا أن دروع هذه المواد وغرف تواجدها عادة ما تصمم من مواد مقاومة للحريق ويجب الاهتمام بإخماد الحريق قبل وصوله لهذه المصادر. أما إذا لم يكن هناك احتمال لوصول الحريق إلى أماكن تواجد المواد المشعة، فيتعامل مع الحادث كحادث حريق عادي مع مراقبة الموقف بحذر، حيث يمكن أن يتطور الوضع في أي لحظة.
إذا وجد أن الحريق قد وصل إلى أماكن تواجد المواد المشعة، فيجب على رجال الإطفاء ارتداء الملابس الواقية والكمامات ومسح المنطقة بالقرب من الحريق إشعاعياً، وذلك بهدف التأكد من وجود (أو عدم وجود) تسرب إشعاعي نتيجة ذوبان حاويات المواد المشعة. فإذا لم يوجد أي تسرب إشعاع، فيباشر إطفاء الحريق بسرعة مع تجنب استخدام الماء واستخدام الطرق الجافة ما أمكن مع استمرار عملية الرصد الشعاعي، حيث يمكن لحاويات ودروع المواد المشعة أن تبدأ بالذوبان في أي وقت.
وإذا وجد أي تسرب إشعاعي، فيجب توزيع فريق الإطفاء والتناوب في أداء العمل بحيث لا يتعرض فرد أو مجموعة أفراد الجرعات عالية ( أعلى من 0.025 SV لكل الجسم أو 1 SV لليدين)، مع ملاحظة أن الجرعة الإشعاعية تتناسب طردياً مع الزمن.كما يجب عدم التهاون والتعرض لجرعات إشعاعية عالية، حيث لا يمكن للمتعرض للإشعاع، وأن تعرض لجرعات عالية، الإحساس بشيء لحظة التعرض ولكن تأثير هذا التعرض يمكن أن يظهر بعد ساعات من التعرض (في حالة التعرض لجرعات عالية جداً أو أن يكون التأثير تأثيرا متأخرا) كما يجب ارتداء الملابس الواقية والكمامات وتجنب استخدام الماء واستخدام الطرق الجافة. أيضاً يجب محاولة إخلاء ما يمكن إخلائه من المصادر المشعة. وبعد إخماد الحريق يجب تطهير المكان وذلك بالتعاون مع المختصين في المستشفى. كما يجب إجراء فحص طبي عاجل لكل من تعرض للإشعاع من رجال الإطفاء وغيرهم، خاصة إذا كان هناك احتمال للتعرض لجرعات عالية.

حوادث المواد المشعة المصاحبة للكوارث القدرية:
قد تتسبب الحوادث القدرية كالزلازل والانهيارات الأرضية في تهدم بعض المنشآت التي تتعامل مع الإشعاع، وهذا قد يؤدي إلى تفكك دروع وحاويات بعض المواد المشعة وبالتالي تسرب المواد المشعة والاشعاع خارج الحاويات. هذا بالإضافة إلى ما قد يسببه تهدم المباني من احتجاز للأشخاص والأجهزة والحاجة لإنقاذ الاشخاص واسترجاع بعض المصادر المشعة أو الأجهزة.
عند حدوث تهدم لأي منشأة تتعامل مع الاشعاع نتيجة لحادث قدري أو لأي سبب آخر، فيجب أولاً عمل مسح اشعاعي للمنطقة والتأكد من عدم وجود أي تسرب اشعاعي. فإذا لم يوجد أي تسرب اشعاعي فتباشر الأعمال الروتينية من انقاذ وخلافه ولكن بحرص وحذر شديد واستخدام دائم لأجهزة المسح الشعاعي، خشية حدوث تفكك لدروع المواد المشعة خلال عمليات الانقاذ أو استرجاع الأجهزة. أما إذا وجد أي تسرب اشعاعي فإنه يجب على المسؤول عن الموقع تقدير الموقف والإجابة بواقعية على السؤال التالي: هل هناك حاجة ماسة وعاجلة للقيام بأي من عمليات الإنقاذ أو استرجاع المصادر مشعة أو أجهزة..؟ فإذا لم تكن هناك حاجة ملحة لإنقاذ محتجزين أو تحرير أجهزة أو مواد مشعة يمكن لبقائها تحت الأنقاض أن يشكل خطراً جسيما، فيجب تحديد المنطقة والتريث في القيام بأي عمل حتى تخف شدة الأشعة المنبعثة إلى أقل ما يمكن. أما إذا كان هناك حاجة للإنقاذ محتجزين أو استرجاع مصادر مشعة أو أجهزة يمكن لبقائها أن يشكل خطورة ما، فيجب عمل خطة لهذا التدخل وتحديد الأدوار بوضوح والزمن اللازم لانهاء كل مهمة، بحيث لا يتعرض أحد فريق العمل لجرعات عالية (أعلى من 0.25 SV لكل الجسم أو 1 SV لليدين)، كما يجب أن يختار فريق العمل من الأعمار فوق 45 عاما وأن يكونوا على دراية بآثار الأشعة الصحية والأساليب الصحيحة التعامل مع الأشعة، وإن يتم ارتداء الملابس الواقية والكمامات خلال العمل. وعند انهاء المهمة، يجب إجراء فحص طبي عاجل لكل من تعرض للاشعاع إذا كان هناك احتمال للتعرض لجرعات عالية.

الأسس الواجب مراعاتها عند إعداد خطة الطوارئ:
لأهمية اتخاذ إجراء  سريع وفعال عند حدوث أي حادث وبخاصة حوادث المواد المشعة، فإنه يجب أن تتوفر خطة طوارئ خاصة بكل مستشفى أو منشأة يتعامل مع الاشعاع، ويجب أن تحتوي خطة الطوارئ لكل منشأة على فرضيات محتملة وواقعية لما قد يحدث من حوادث، وأساليب التدخل في حالة حدوث أي من هذه الفرضيات، ويجب أن يدرب رجال الدفاع المدني دوريا على أداء هذه الفرضيات وأن تقيم نتائج كل تجربة ومستوى الأداء للمشاركين في التجربة. وعند إعداد هذه الخطط، يجب مراعاة الأسس الهامة التالية:
1.   أن يراعى عند اعداد أي خطة طوارئ الواقعية وعدم تضخيم الأمور أو اعطائها أقل من حجمها، ذلك أن التخطيط الواقعي والجيد أساس النجاح.
2.   التدريب الدائم وفهم مخاطر الأشعة والأسس العلمية للتعامل مع الأشعة.
3.   المعرفة المسبقة لمواقع المواد المشعة وكمياتها، وتلعب عمليات تحليل المخاطر وحصر المواد المشعة بكل منشأة دورا مهما في تحقيق هذا الهدف.
4.   يجب التنسيق الدائم مع مسؤول الحماية الاشعاعية بكل منشأة والحرص على تواجده بالموقع عند حدوث أي حادث وعند إجراء أي تجربة لخطة الطوارئ.
5.   يجب أن تتضمن خطة الطوارئ خطة مناسبة لإخلاء المصادر المشعة (توضع بالتنسيق مع مسؤول الحماية الاشعاعية) تبين الجهة المراد إخلاء المصادر إليها والوسائل والأجهزة الواجب استخدامها.
6.   خطة الطوارئ يجب أن تخرج من الملفات إلى الواقع وأن تجرب وتقيم دوريا.

الخاتمة
حوادث المواد المشعة في المستشفيات قليلة ونادرة ولكن يمكن أن تحدث في أي وقت.
هل نحن على استعداد لمواجهتها؟
هل لدينا خطط لمواجهتها؟
هل نعلم عن أماكن تواجدها وكمياتها؟
هل يوجد لدى جميع مستشفياتنا مسئولين عن الحماية من الاشعاع، وما هو مستوى تدريبهم؟
ما هو التدريب الكافي لمسئولي الحماية من الاشعاع، ومن يحدد ذلك؟
أترك الإجابة على هذه الأسئلة للقارئ.


المخاطر المحتملة للكيماويات



تعامل الإنسان مع المواد الكيماوية منذ آلاف السنين، واستفاد منها في جوانب كثيرة في حياته اليومية، ولكن هذه الكيماويات قد تشكل خطراً على الإنسان إذا لم يتم التعامل معها بالطريقة المناسبة. تشمل المخاطر المحتملة للكيماويات في القرن الواحد والعشرين الأسلحة الكيماوية والكيمياء الإشعاعية والمخدرات، وغيرها، ولكن هذه الورقة تقتصر على المخاطر المحتملة بسبب الحوادث الصناعية الكيماوية، والتأثير البطيء للكيماويات على الإنسان والبيئة، والنفايات الكيماوية.
يمكن أن تكون الحوادث الصناعية الكيماوية خطرة جداً على الإنسان والبيئة. وما زالت هذه الحوادث تقع في أماكن مختلفة من العالم مسببة خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات، وقد وجد أن أحد الأسباب الرئيسية لهذه الحوادث هو العطل الميكانيكي في المصنع.
خلال الأعوام الماضية ونتيجة للمدنية الحديثة زاد الاستخدام اليومي لأنواع مختلفة من الكيماويات، مثل الصابون والمطهرات والمبيدات الحشرية. ويعتقد أن هذه الكيماويات خطرة جداً على الإنسان والبيئة، فمثلاً تشير المعلومات المتوفرة من مراكز مراقبة السموم في الولايات المتحدة الأمريكية إلى أنه في كل ثلاثين ثانية يتعرض طفل لحادث تسمم. تناقش هذه الورقة عدداً من هذه المواد التي يتعرض لها الإنسان بشكل يومي ومدى خطورتها، مثل الرصاص (مادة تضاف لوقود السيارات)، والمبيدات الحشرية، والمواد الحافظة للطعام، حيث أن هناك حاجة ملحة للوعي بخطورة هذه المواد والاستخدام الصحيح لها.
تعتبر النفايات الكيماوية الخطيرة مشكلة تواجه العالم بأسره في القرن الواحد والعشرين. وتعرف النفايات الكيماوية الخطيرة بأنها النفايات التي، بسبب كميتها أو تركيزها أو خصائصها الفيزيائية أو الكيماوية أو المعدية، قد تحدث ضررا لصحة الإنسان أو البيئة عندما لا يتم التعامل معها بشكل صحيح عند تخزينها، أو نقلها، أو التخلص منها. هذه النفايات الكيماوية الخطرة قد تساهم في نسبة زيادة الوفيات أو إحداث أضرار صحية مزمنة وخطيرة.
تتطور المملكة العربية السعودية بسرعة هائلة. وهذا التطور يحدث تأثيراً كبيراً على البيئة. وكانت المملكة، وما زالت، نشيطة جداً محلياً وعالمياً في قضايا البيئة، فقد بذلت جهودا كبيرة للمحافظة على البيئة. تظهر الدراسات التي قام بها باحثون في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن أن التلوث في مياه الخليج العربي وتلوث الكائنات الحية فيه أقل من الحد الأعلى المسموح به عالمياً، ولكن يجب بذل المزيد من الجهود للمحافظة على مستوى متقدم من حماية البيئة.

Post a Comment

Previous Post Next Post