Supplementarry Irrigation as water resources protection
حيث تعتبر مياه الامطار المصدر الرئيسى لانتاج الغذاء فى المناطق الجافة و شبه الجافة
وحيث تتناقص كميات الامطار اللازمة لانتاج المحاصيل باستمرار وذلك نتيجة للتغيرات

المناخية التى أدت الى اختلاف وتذبذب معدلات هطول الامطار وعدم انتظام

توزيعها خصوصا فى مواسم النمو كما أدى الاستخدام الجائر للموارد الطبيعية المائية الى

نضوب هذه الموارد او تحول مياه هذه الموارد الى مياه غير صالحة للاستعمال وذلك

نتيجة لاختلاط مياه البحر معها او اختلاطها بمياه الصرف الصحى الغير معالجة وايا

كانت الاسباب فأن الاستخدام الجائر للموارد المائية يتنافى مع مفهوم التنمية المستدامة

التى تسعى الى تحسين نوعية الحياه للانسان ولكن ليس على حساب البيئة أى هى فى

معناها العام استخدام الموارد الطبيعية دون أن يسمح بأستنزافها او تدميرها جزئيا او كليا

، وهنا كان لابد من التفكير جديا من ضرورة تطوير تقنيات استخدام مياه الامطار

والمصادرالمائية المتاحة وبكفأة عالية .

ويعرف الرى التكميلى على انه إضافة كميات قليلة من المياه الى المحاصيل

الزراعيةوذلك خلال الاوقات التى لا تتوفر فيها الرطوبة اللازمة من اجل نمو طبيعى

للنباتات حيث يعتبرالاجهاد المائى من اهم العوامل البيئية تأثيرا على نمو وتكشف النباتات

، حيث ان هناك مناطق كثيرة من العالم و منها الجماهيرية التى تقع فى المنطقة الجافة

طبقا للتقسيم العالمى حيث تقل كميات سقوط الامطار فيها عن 250 مم سنويا فى

المتوسط خاصة فى المناطق الساحلية ولاتكاد تسقط الامطار فى المناطق الجنوبية و لذلك

فإن الصحارى تشكل 95% من مساحتها .

ولذلك فأن المناطق ذات الموارد المائية المحدودة يستلزم فيها استخدام تقنيات الرى

التكميلى وذلك لضمان ظروف خالية من الاجهاد الرطوبى على امتداد الموسم ولضمان

توفير الحد الادنى من الرطوبة الارضية خلال المراحل الحرجة للنمو Critical

growth stages وهى :-

1- مرحلة الانبات Germination

2- مرحلة التفريع Tillering

3- مرحلة طرد السنابل Heading

4- مرحلة امتلاء الحبوب Grain filling

لذا فأن توفير جزء من الاحتياجات المائية للنباتات فى هذه المراحل سيؤدى الى تحسين

ظروف النمو بما يؤدى الى زيادة المحصول ويطلق على توفير هذه الاحتياجات بالرى

التكميلى Supplementary irrigation.

وللرى التكميلى عدة تأثيرات إيجابية منها :-
1- زيادة كفأة استخدام الموارد المائية وتحقيق الاستدامة فيها بواسطة الادارة الجيدة للمياه

والمحافظة عليها من النضوب .

2- زيادة الانتاج الزراعى بما يؤدى الى تقليص الفجوة الغذائية وتحقيق الاكتفاء الذاتى

والامن الغذائى.

3- تثبيت التربة وزيادة مقاومتها للانجراف بالرياح وذلك يرجع الى دور الغطاء النباتى

ودور الجذورفى تجميع حبيبات التربة .

4- مكافحة التصحر وذلك بأستمرار زراعة المناطق الصحراوية حيث تعمل الزراعة

الى زيادة محتوى التربة من المادة العضوية الناتجة من بقايا المحاصيل الامر الذى

يؤددى الى زيادة خصوبة التربة وزيادة نشاط الكائنات الحية الدقيقة وتحول الصحارى

الى مناطق زراعية خصبة .


مقدمة:
تعتبر مياه الأمطار المصدر الرئيسي لإنتاج الغذاء في المناطق الجافة وشبه الجافة حيث تتناقص كميات المياه المخصصة لإنتاج المحاصيل الزراعية باستمرار مع ازدياد الطلب على الغذاء نتيجة لازدياد النمو السكاني.
وهنا كان لابد من التفكير جدياً في تطوير تقنيات استخدام مياه الأمطار وبكفاءة عالية مع مصادر المياه الأخرى المتاحة.
ويعتبر الري التكميلي إحدى الطرق المستخدمة في رفع كفاءة مياه الأمطار والمصادر المائية الأخرى المتاحة، حيث أن تقديم بعض السقايات لمحصول القمح عند انحباس الأمطار في أطوار محددة ، يؤدي إلى زيادة كبيرة في إنتاجيته قد تصل إلى حد مضاعفة المردود في وحدة المساحة لهذا المحصول بوصفه محصولاً استراتيجياً.
1- مياه الأمطار والاحتياجات المائية للمحصول:
يتصف الهطول المطري في المناطق البعلية الجافة المتمتعة بمناخ متوسطي بقلة الأمطار الشتوية وعدم توزعها المنتظم خصوصاً في مواسم النمو كما أن معدل الهطول يختلف من سنة إلى أخرى اختلافاً كبيراً.
فكميات الأمطار الهاطلة في المناطق الجافة أقل بكثير من الاحتياجات المائية للمحاصيل إذا أريد إنتاجها بشكل اقتصادي كذلك فإن الاختلاف الواسع في توزعها خلال موسم النمو والاختلافات في معدلاتها من موسم إلى آخر، كل ذلك يجعل من التخطيط الزراعي والتنبؤ بمعدلات الإنتاج صعباً جداً حيث يبدأ تخزين المياه ضمن منطقة الجذور الفعالة في الأشهر الماطرة من كانون الأول وحتى آذار، وغالباً ماتكون رطوبة التربة في منطقة الجذور غير مناسبة لاحتياجات المحصول على مدار الموسم، إذ تبدأ زراعة المحاصيل في بداية الموسم المطري، وهذا مايؤمن نمواً مبكراً للنبات وبمعدل مياه منخفض عند منطقة الجذور الفعالة في التربة وبذلك يمكن تفادي تعرض النبات للإجهاد نتيجة لقلة المياه.
أما فيما بعد وفي بداية الربيع فإن النبات ينمو بسرعة يرافق ذلك معدل مرتفع للتبخر والنتح واستنزاف لرطوبة التربة في الوقت الذي تكون فيه فرص الهطول قليلة وبذلك تصحب رطوبة التربة تحت المستوى الحرج وتستمر هذه المرحلة حتى نهاية الموسم بصرف النظر عن موعد بدء العجز وشدته.
2- إنتاج المحاصيل البعلية:
يحدث النقص عادة في رطوبة التربة في المناطق البعلية خلال المراحل الحساسة لنمو النبات، ويكون ذلك في الربيع عادة أو في أوقات أخرى أحياناً، بسبب قلة وعدم تجانس هطول الأمطار والذي ينعكس سلباً على المحصول في النمو والإنتاج ، حيث يتراوح معدل المردود في منطقتنا لمحصول القمح مابين 0.5-2 كن/هكتار، في حين تقديم مابين 1-3 سقايات وذلك تبعاً للمنطقة ، يمكن أن يؤدي إلى تحقيق إنتاج يتراوح مابين 5-6 طن / هكتار وأكثر من ذلك أحياناً.
ويتعلق هذا بكمية الأمطار وتوزيعها وبعوامل أخرى مثل خصوبة التربة والأصناف المزروعة وعمليات الخدمة، كما أن التغير في معدلات المردود من سنة إلى أخرى يجعل دخل المزارع ليس ثابتاً .
3- الري التكميلي:
الري التكميلي هو عبارة عن تعويض النقص الحاصل المائي للمحصول ، بتقديم بعض السقايات عند انحباس الامطار في أطوار نمو حرجة محددة.
ويعتبر الري التكميلي مكملاً لدور مياه الأمطار في تأمين حاجة المحصول من الماء اللازم لنمو وإنتاج معقولين ، إذ أن المحصول يعتمد بشكل أساسي على مياه الأمطار وبما أن مياه الأمطار تكون عادة غير كافية وغالباً ما يكون توزيعها ليس منتظماً، فإن المحاصيل تتعرض لفترات من العطش تؤثر بشكل كبير على إنتاجيتها .
ويعتمد الري التكميلي على ثلاثة مبادئ أساسية:
        الأول: تقديم مياه الري للمحصول البعلي وذلك للحصول على إنتاجية معقولة.
   الثاني: عندما تكون الأمطار هي المصدر الرئيسي للمحصول البعلي وغير كافية للنبات يعطى الري التكميلي لزيادة وثبات الإنتاجية.
   الثالث: إن الغاية الأساسية من الري التكميلي هو إعطاء أقل كمية من مياه الري خلال الفترات الحرجة لنمو المحصول تسمح بإنتاج معقول.
4- إدارة الري التكميلي:
إن الاعتبارات الهامة للري التكميلي في ظل الإدارة الجيدة للمياه هي متى وكيف وكم نروي أي تهدف إلى طرح مفهوم تقديم ماء كاف للنبات في الوقت المناسب وعدم المبالغة في الري، حيث أن الاعتقاد السائد لدى المزارعين هو إعطاء مياه الري بكميات كبيرة بغية الحصول على مردود أكبر.
5- متى وكم نروي:
إن أفضل وقت للري التكميلي يجب أن يعطي عندما تكون رطوبة التربة في مستوى منخفض يصعب عنده على النبات الحصول على احتياجاته من الماء اللازم لنمو وإنتاج مناسبين، إن أغلب المزارعين يربطون بخبرتهم الخاصة بين كمية الأمطار الهاطلة وبين مظهر النبات وشكله.
يطبق الري التكميلي حصراً في مناطق الاستقرار الأولى والثانية ويتراوح عدد الريات المقدمة للمحصول مابين (2-3) ريات باستثناء رية الإنبات على النحو التالي:
   رية الإنتبات: وتعطى في حال انحباس الأمطار مدة 20 يوم من تاريخ الزراعة، وبمعدل وسطي يتراوح مابين 500-700 م3/هـ .
        ريتان في طور الإشطاء: بمعدل وسطي للرية يتراوح مابين 852-1000 م3/هـ .
        رية واحدة في طور السنبلة أو الإزهار: بمعدل وسطي يتراوح ما بين 800-900 م3/هـ .
ومن خلال نتائج التجارب تبين مايلي:
   إن تقديم ثلاث سقايات ، اثنتان منها في طور الإشطاء، والثالثة في طور الإزهار، يؤدي إلى تحقيق مردود قدره 7950 كغ/هـ أي بنسبة زيادة قدرها 125% مقارنة بالشاهد (بعل، مياه أمطار) وذلك في محافظات حمص، حماه ، حلب.
   إن تقديم ثلاث سقايات، تقدم جميعها في طور الإشطاء ، يؤدي إلى تحقيق مردود قدره 6715 كغ/هـ أي بنسبة زيادة قدرها 198% مقارنة بالشاهد (بعل، مياه أمطار)، وذلك في محافظتي دير الزور والحسكة.

6 - كيف نروي – أنظمة الري:
تعتبر أنظمة الري الدائم مناسباً تقنياً للري التكميلي مع الاهتما والانتباه إلى الجانب الاقتصادي لأنه تحت ظروف الري التكميلي لأقماح البعل يتم استخدام أنظمة الري مرة إلى ثلاث مرات فقط خلال الموسم وعند الحاجة.
وحيث أن الهدف الرئيسي هو الإقلال من التكلفة إلى حدها الأدنى وذلك باختيار نموذج وحجم نظام ري مناسبين، وبالتالي فلابد من اتباع عدة استراتيجيات مناسبة للعمل وذلك وفق التالي:
1- تطبيق أنظمة الري السطحي المطور باستخدام نظام الري بالشرائح الطويلة: وذلك بعد تطبيق التسوية الدقيقة للتربة إضافة إلى استخدام السيفونات وأقنية الري المبطنة بهدف تخفيض الضياعات المائية (والتي لايستهان بها) عبر تلك الأقنية ، حيث يمكن استخدام رقائق البلاستيك المرن التي يمكن أن تتوفر عند تغيير الرقائق التي تغطى بها البيوت المحمية.


2- استخدام نظام الري بالرذاذ متنقل يمكن تحريكه بسهولة وهو نظام مناسب للعمالة الرخيصة بحيث يمكن تخديم المساحة الإجمالية للأرض ولكن على مراحل متعددة.


7- مصادر المياه للري التكميلي:
        مياه سطحية ( ينابيع، أنهار، بحيرات، أقنية حكومية).
        مياه جوفية ( آبار ذات مياه عادية أو مالحة).
يختلف أثر نوعية مياه الري على مردود محصول القمح وذلك تبعاً لدرجة ملوحة تلك المياه، حيث يتدنى المردود عندما تتجاوز درجة الملوحة 4 ميليموز/سم وينعدم تماماً عند درجة ملوحة أعلى من 13 ميليموز/سم. فعلى سبيل المثال نجد أنه عند درجة ملوحة 8.7 مليموز /سم يتدنى المردود حتى 50%.
ويعمد العديد من المزارعين إلى استخدام مياه ري ذات درجات ملوحة مختلفة، كونها المصدر الوحيد للمياه في العديد من المناطق الزراعية وخصوصاً خلال المراحل الحرجة من حياة النبات كالإنبات، الإشطاء ، الإزهار.
وبالنتيجة فإن ذلك يؤدي إلى تراكم الأملاح في قطاع التربة، الأمر الذي يقود في النهاية إلى تدني إنتاجية المحصول وتملح الترب على المدى البعيد، وبمعنى آخر خروج بعض الأراضي خارج عملية الإنتاج.
ولذلك فلابد من تحديد استراتيجية صحيحة لاستخدام المياه المالحة وذلك تبعاً لدرجة ملوحتها، وبشكل رئيسي إجراء عمليات الغسيل للترب التي تروي بمياه ذات درجة معينة من الملوحة، عن طريق تقديم رية أو أكثر باستخدام مياه ري عذبة وبشكل دوري، إضافة إلى الإجراءات التي تتعلق بفلاحة التربة وعمليات التسميد.
   حصاد مياه الأمطار لغرض الري التكميلي للمحاصيل البعلية حيث يتم حصاد المياه بمساقط كبيرة واسعة تجمع المياه بعدها في أحواض ضخمة، حيث يتم استخدامها فيما بعد في تطبيق الري التكميلي.


          


8- كفاءة استخدام المياه:
تقاس كفاءة استخدام المياه من خلال مقارنة مردود المحصول منسوباً إلى  إجمالي المياه المقدمة في وحدة المساحة وحيث أن الماء هو المحدد الأول للإنتاجية فإن كفاءة استخدام المياه هي معيار تقييم أنظمة الإنتاج الزراعي.
تقدر كفاءة استخدام مياه الأمطار في منطقتنا في إنتاج القمح بحدود 0.35 كغ/م3/هـ مع وجود إدارة جيدة مترافقة مع هطول مطري مناسب من حيث كميته وتوزيعه، وترتفع هذه الكفاءة إلى (1-1.3) كغ/م3/هـ عند تطبيق الري التكميلي.
9- العوامل المساعدة على تحسين كفاءة استخدام مياه الري التكميلي:
إضافة إلى الري التكميلي كعامل رئيسي، فإنه لابد من ذكر عدة عوامل أخرى تساعد على تحسين كفاءة استخدام مياه الري التكميلي، كخصوبة التربة، الأصناف وموعد الزراعة وذلك للوصول إلى نظام زراعي بعلي جيد المردود.
1-  خصوبة التربة: إن توفر العناصر الغذائية الأساسية للتربة يحسن الغلة بشكل كبير ويرفع من كفاءة استخدام المياه في ظل الظروف البعلية، فقد وجد أن 50 كغ/آزوت/هـ كافية، وإذا كان الماء المضاف أكثر فإن الاستجابة ترتفع حتى 100 كغ آزوت/هـ بعدها لايمكن أن نحصل على أي فائدة من أي زيادة أخرى ومن الهام أيضاً وجود كفاية متاحة من السماد الفوسفوري وبعض العناصر الأخرى.
2-    الأصناف: من المناسب اختيار أصناف ملائمة للظروف البعلية في ظل الري التكميلي.
3-  موعد الزراعة: ينتظر المزارعون عادة هطول أمطار كافية للبدء في الزراعة حيث يتم التأخر أحياناً حتى كانون الثاني، مما يؤدي إلى تأخر مرحلتي الإزهار وامتلاء الحبوب فيما بعد.
كما يمكن اتباع مواعيد زراعة مختلفة على أجزاء متعددة من الحقل ابتداء من بداية شهر تشرين الثاني وحتى نهاية شهر شباط.
أما تحت ظروف الري التكميلي فإن التبكير في الزراعة يصبح ممكناً بعكس الظروف حيث يتم تقديم رية إنبات بمعدل مناسب في حال انحباس الأمطار في بداية الموسم وبذلك يمكن الابتداء بموعد زراعة مبكرة ( في بداية تشرين الثاني)، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة ملحوظة في المردود وكفاءة استخدام المياه معاً، هذا إضافة إلى تقديم مستوى معين من الأسمدة اللازمة.
10- تحسين الإنتاج في ظل الري التكميلي:
عندما يكون معدل الهطول المطري قليلاً وتوزيعه ليس جيداً خلال موسم نمو المحصول فإن الحاجة إلى تعويض النقص الحاصل عن طريق مياه الري تكون أكبر كما تكون الاستجابة إلى الري التكميلي أعظم، ويبلغ متوسط مردود محصول القمح في سوريا تحت الظروف البعلية 1.25 طن/هـ لكنه يرتفع إلى مابين 6.6-7.9 طن/هـ تحت ظروف الري التكميلي.
إن الري التكميلي لايزيد من الغلة فقط وإنما يعمل على ثباتية الإنتاج حيث انخفض عامل تباين الإنتاجية في سوريا من 100% إلى 10% عندما تم تطبيق الري التكميلي وهذا ما أعطى دخلاً آمناً للمزارعين.
11- الغلة – فائدة المزارعين – ديمومة الموارد المائية:
في بعض المناطق ذات الموارد المائية المتاحة لايكون لدى المزارع أي حافز للحصول على كفاءة أعلى لاستخدام مياه الري وخاصة عند حساب الربح وزيادة الغلة، لذلك يسعى إلى إعطاء المحصول كامل احتياجه المائي للحصول على أعلى غلة ممكنة وهذا مايؤدي إلى سوء استغلال للمصادر المائية الأرضية، لذلك فإن استخدام هذه المصادر يجب أن ينبع من مبدأ الوصول إلى مردود أكبر للمحاصيل بكميات مياه أقل، وبهذا يتم رفع كفاءة استخدام المياه.


وقد بينت الدراسات ونتائج الأبحاث أن إضافة 50% من الاحتياج المائي للنبات يخفض الإنتاج بنسبة 10-20% فقط مقارنة مع إعطاء 100% من الاحتياج المائي مستخدمين الـ50% التي تم توفيرها في ري مساحات بعلية أخرى.
لذا فإن الإدارة الجيدة للمياه يجب أن تأخذ بعين الاعتبار ديمومة المصادر المائية وقيمة المياه على مستوى المزارع وعلى المستوى الوطني.
وبمعنى آخر فإن قيمة الانخفاض الذي تحدثنا عنه 10-20 % من الإنتاج لايعادل قيمة مياه الري المهدورة التي تصل نسبتها إلى 50% من قيمة الاحتياج المائي.
وكما ورد سابقاً فليست الغاية هي الحصول على إنتاج أعظمي بقدر ماهو الحصول على إنتاج عالي ومستقر في وحدة المساحة وبذلك فإننا نساهم في المحافظة على ديمومة المصادر المائية المتاحة




يمكن تعريف الري التكميلي بأنه إضافة كميّات قليلة من المياه إلى محاصيل بعلية خلال أوقات لايوفر فيها الهطل المطري رطوبة كافية من أجل نمو طبيعي للنبات، بهدف تحسين غلة المحصول واستقرارها. وتبعاً لذلك، يستند مفهوم الري التكميلي في مناطق ذات مصادر مائية محدودة على الجوانب الثلاثة التالية:
أولاً : تستخدم المياه لري المحصول البعلي الذي غالباً ما ينتج كمية (محدودة) ما من الغلة سنوياً (بدون ري).
ثانياً : على اعتبار أن الهطولات تشكل المصدر الرئيس للرطوبة اللازمة لنمو
المحاصيل البعلية، فإن الري التكميلي لايمارس سوى عندما تخفق الهطولات في توفير الرطوبة اللازمة لإنتاج عالٍ ومستقر.
ثالثاً: لايبرمج الري التكميلي لضمان ظروف خالية من الإجهاد الرطوبي على امتداد موسم النمو، بل يستخدم لضمان توفير حد أدنى من رطوبة التربة خلال المراحل الحرجة لنمو المحصول من أجل إنتاج أمثل من وحدة المساحة وليس إنتاج أقصى.
ويُنظر إلى إدارة الري التكميلي على أنها مسألة تختلف عن الري الكامل أو التقليدي. فتبعاً لهذا الأخير، تعد مياه الري التي يتم التحكم بها بصورة كاملة المصدر الرئيس للرطوبة، بينما يعد الهطل (المتباين والمحدود بشكل كبير) ثانوياً (تكميلياً). وخلافاً للري التقليدي، تعتمد إدارة الري التكميلي على الهطل كونه المصدر الأساس للمياه من أجل ري المحاصيل.
إن المصدر الأساس للمياه المستخدمة للري التكميلي سطحية إلاأن استخدام مكامن المياه الجوفية الضحلة آخذ في التزايد على نحو مطرد. ويشكل حصاد المياه مصدراً مهماً من مصادر المياه غير التقليدية إضافة إلى مياه الصرف المعالجة، التي تتسم بإمكانية كبيرة لتأمين متطلبات الري التكميلي في المستقبل.
تحسين الإنتاج باستخدام الري التكميلي :
تظهر نتائج بحوث إيكاردا ومؤسسات أخرى في المناطق الجافة، وكذلك بيانات تم الحصول عليها من حقول المزارعين تحقيق زيادات جوهرية في غلال المحاصيل استجابة لإضافة كميات ضئيلة من مياه الري التكميلي. ويمكن إحراز هذه الزيادة في ظروف الهطل المطري المتدني والمرتفع على حد سواء. وقد بلغ متوسط الزيادات في الغلة الحبية للقمح في ظل ظروف هطل مطري سنوي متدن، ومتوسط، ومرتفع في تل حديا 400% و150%، و30% باستخدام كميات ري تكميلي بلغت حوالي 180، و125، و75 مم على التوالي (الشكل 6). وبصورة عامة، تتراوح الكمية المثلى للري التكميلي من 75 مم في مناطق ذات هطل مطري سنوي يصل إلى 500 مم إلى 250 مم في مناطق تحظى بـ 250 مم من مياه الأمطار.
فعندما يكون الهطل المطري متدنياً تكون الحاجة أكبر إلى المياه، التي يعطي توفيرها استجابة المحصول للري التكميلي بصورة أفضل . في حين تكون الزيادات في الغلة ملحوظة حتى عندما يرتفع الهطل المطري إلى حدود 500 مم. كما تكون الاستجابة أعظم عندما يكون توزع مياه الهطل المطري رديئاً. غير أنه، وفي كافة المناطق البعلية لمنطقة wana يشهد الربيع فترة إجهاد رطوبي في العادة تهدد مستويات الغلة، حيث عادة ما يبدأ الإجهاد الرطوبي في آذار/مارس إذا كان إجمالي الهطل المطري الموسمي متدنياً، أو في نيسان/أبريل إذا كان متوسطاً أو في أيار/مايو إذا كان مرتفعاً.
وفي سورية، لايتجاوز متوسط غلال القمح في الظروف البعلية 1,25 طن/هـ وهذا يُعد من أعلى المستويات في المنطقة. ومع تطبيق الري التكميلي، يرتفع متوسط الغلة الحبية ليصل إلى 3 طن/هـ. ففي عام 1996، تم تطبيق الري التكميلي لمايربو على 40% من مساحة الأراضي البعلية، ونسبت أكثر من نصف كمية الـ 4 مليون طن من الإنتاج القومي لحبوب القمح إلى هذه الممارسة.
لايقتصر الري التكميلي على زيادة الغلة فحسب، بل يعمل أيضاً على استقرارها.وقد انخفض معامل التباين في الإنتاج بسورية من 100% في المحاصيل البعلية إلى 10% عند تطبيق الري التكميلي. ويُمثل هذا الاستقرار أهمية بالغة على اعتبار أنه مصدر الدخل للمزارعين.

كفاءة عالية لاستخدام المياه :
يقصد بكفاءة استخدام المياه (wue) قياس إنتاجية المياه التي يستهلكها المحصول. تعد كفاءة استخدام المياه المعيار الرئيس لتقييم إنتاجية نظم الإنتاج الزراعي في المناطق التي تتسم بمحدودية مصادر المياه حيث تشكل المياه العائق الأكبر أمام الإنتاج. ولم يعد الهدف الرئيس في الوقت الراهن تعظيم الإنتاج لِوحدة المساحة لأن الأرض ليست محدِدة للإنتاج بالدرجة نفسها التي تسببها المياه.
إن متوسط كفاءة استخدام مياه الأمطار لإنتاج القمح في المناطق الجافة من wana يعطي حوالي 0,35 كغ من الحبوب/م3 ماء، ويمكن زيادة الكمية إلى 1 كغ/م3 باعتماد إدارة جيدة ومواتية للهطل المطري (من حيث الكمية والتوزيع). غير أن المياه المستخدمة في الري التكميلي يمكن أن تكون أكثر كفاءة إلى حد كبير. وأظهرت البحوث في إيكاردا أن استخدام متر مكعب واحد من المياه في الوقت المناسب (عندما يعاني المحصول من إجهاد رطوبي) إلى جانب الإدارة الجيدة لعناصر الانتاج الأخرى يمكن أن يعطي ماينوف على 2,5 كغ من الحبوب مقارنة مع الإنتاج البعلي . وتعزى الكفاءة العالية لاستعمال المياه بشكل رئيس إلى فعالية كميات ضئيلة من المياه في التخفيف من الإجهاد الرطوبي الشديد خلال أكثر المراحل حرجاً لنمو المحصول وخاصة أثناء امتلاء الحبوب. وإذا مااستخدم الري التكميلي قبل حدوث هذا الإجهاد، عندها يمكن للنبات أن يصل إلى أعلى كفاءة إنتاجية له.
وبالمقارنة مع إنتاجية المياه في الأراضي المروية بشكل كامل (عندما يكون تأثير الهطل المطري قليلاً)، نجد أن كفاءة استخدام الري التكميلي تكون أعلى. ففي الأراضي المروية بشكل كامل وذات الإدارة الجيدة، تصل الغلة الحبية للقمح إلى حوالي 6 طن/هـ باستخدام 800 مم من المياه. وهكذا، فإن كفاءة استخدام المياه تبلغ حوالي 0,75 كغ/م3 ، وهي تمثل ثلث إنتاجية المياه في حالة الري التكميلي مع إدارة مماثلة، الأمر الذي يشير إلى أنه قد يكون من الأفضل تخصيص مصادر المياه للري التكميلي إذا كانت الظروف الطبيعية والاقتصادية الأخرى مواتية.

Post a Comment

Previous Post Next Post