الهطل المطري واحتياجات المحاصيل من المياه‏
تتميز الهطولات في المناطق البعلية الجافة, لاسيما ذات المناخ المتوسطي, بتدني كميتها على مدار العام, وسوء توزعها خلال موسم النمو, وتباينها الكبير مابين عام وآخر. وإذا ما نحّينا جانباً بضعة مواقع في سنوات استثنائية, نجد أن كمية الهطل المطري في المناطق الجافة تقل بشكل كبير عما تحتاجه المحاصيل من المياه من أجل الإنتاج الاقتصادي. وإن التباين الكبير في توزيع الهطل المطري ضمن الموسم الواحد إلى جانب التباين من عام إلى آخر يجعل من التنبؤ بها أمراً في غاية الصعوبة‏
وغالباً ماتخفق رطوبة التربة في منطقة الجذور في تلبية احتياجات المحاصيل خلال الموسم نتيجةً لنمط الهطل المطري غير المؤاتي. ففي الأشهر الرطبة (من كانون الأول/ديسمبر وحتى شباط/فبراير) تكون كمية الأمطار المخزنة في التربة وفيرة, وتكون نباتات المحاصيل المزروعة مع مطلع الموسم في مراحل النمو المبكرة, ومعدل استخلاص المياه من منطقة الجذور منخفض, وغالباً مايكون الإجهاد الرطوبي خلال هذه الفترة متدنياً أو معدوماً غير أنه ومع مطلع الربيع, تزداد سرعة نمو النباتات مع معدلات مرتفعة من التبخر-النتح واستنفاذ سريع لرطوبة التربة. وفي هذه الفترة, تقل فرص هطل الأمطار, وتنخفض رطوبة التربة أدنى من المستويات الحدّية لها. وهكذا تبدأ مرحلةٌ من الإجهاد الرطوبي المتفاقم وتستمر حتى نهاية الموسم. ويعتبر الإجهاد الرطوبي هذا شائعاً في كافة المناطق البعلية ذات نمط المناخ المتوسطي دون استثناء, إلا أنه يختلف في موعد بدئه وشدته.‏
إنتاج المحاصيل البعلية‏
يحدث التدني في رطوبة تربة المناطق البعلية في العادة خلال أكثر مراحل نمو المحصول حساسية. ففي المناخ المتوسطي, يحدث هذا التدني عادة خلال فصل الربيع, وقد يحدث أحياناً في مراحل أخرى. ونتيجةً للإجهاد, يكون نمو المحاصيل البعلية رديئاً, الأمر الذي يتسبب في انخفاض الغلال ويبلغ متوسط الانتاج البعلي للقمح في منطقة WANA حولي 1 طن في الهكتار, لكنه يتراوح من 0.5 إلى أكثر من 2.0 طن/ه¯ اعتماداً على كمية الهطل المطري وتوزيعه, وكذلك على العوامل الزراعية كخصوبة التربة وأصناف المحاصيل. وهذه المستويات هي أدنى بكثير من الكفاءة الإنتاجية للقمح التي تصل إلى ماينوف على 5 أو 6 أطنان/ه¯. ولا تعتبر الغلال متدنيّة فحسب, بل تتباين بشكل كبير من عام إلى آخر مع تباين كميّات الهطل المطري وتوزعه الأمر الذي يخلق حالة من عدم الاستقرار في دخل الزرّاع.‏
حفظ مصادر المياه وإدارتها: خطة إيكاردا متوسطة الأجل‏
تهدف بحوث إيكاردا المتعلقة بإدارة موارد المياه إلى تحفيز استعمالها الكفؤ والمتكامل والمستدام لتحسين الإنتاجية وتخفيف وطأة الفقر. وتحتل المياه جانباً محورياً ضمن المسؤولية المنوطة بإيكاردا في الأراضي الجافة وتأتي في موقع الصدارة حيث أن الأرض والطبيعة بعنصريها التربة والنبات واستخدامهما ترتبط بالمياه بشكل وثيق.‏
يشتمل برنامج إدارة المياه في إيكاردا على أنشطة متعددة‏
 1- حصاد المياه بما في ذلك تحليل النظم المحلية, وإمكانية مستجمعات المياه, وتقنيات حصاد المياه باستخدام مستجمعات صغيرة وكبيرة, ونقل التقانات.‏
2-  إدارة الري التكميلي بما في ذلك جدولة الريات, والنمذجة, والتقويم, والتحسين إلى المستوى الأمثل, ونشر التقانات والإدارة المستدامة للمكامن المائية(الجوفية) الضحلة المستخدمة للري التكميلي.‏
3-  إدارة المياه ذات النوعية الرديئة بما فيها المياه المالحة ومياه الصرف المعالجة بهدف استخدامها بصورة آمنة ومحسّنة.‏
4-  تحسين كفاءة استعمال المياه في مناطق مروية من خلال تحسين بدائل إدارة المياه على مستوى المزرعة ومستلزمات زراعية أخرى.‏
 5- بناء القدرات في برامج وطنية في مجال إدارة المياه.‏
الري التكميلي‏
إن الاعتبارين الأكثر أهمية في الإدارة الجيدة للري التكميلي يتمثلان في موعد الري وكمية المياه الواجب استخدامها. ومع ذلك, نجد أن الكثير من الزراع وربما السواد الأعظم منهم يلجأ إلى استخدام كميات كبيرة من مياه الري كلما استطاع إلى ذلك سبيلاً. وثمة أدلة واضحة عن الاستعمال المفرط لمياه الري في كثير من الأراضي الجافة, ولايستثنى من ذلك الري التكميلي, حيث يلجأ الزراع إلى الاستخدام المفرط للمياه بسبب الكلفة المتدنية للمياه والري. ويجب أن يهدف أي برنامج لإدارة الري التكميلي إلى توفير مياه كافية للمحاصيل في الوقت الصحيح وعدم تشجيع الزرّاع على اللجوء إلى الري المفرط.‏
موعد الري‏
خلافاً للري التقليدي, لايمكن تحديد موعد مسبق للري التكميلي بسبب صعوبة التنبؤ بالهطل المطري الذي يشكل مصدر المياه الرئيس للمحاصيل البعلية, والذي يتباين من حيث الكمية والتوزيع بحسب راي د. عويس وعلى اعتبار أن أفضل فترة لتزويد الحقل بمياه الري التكميلي تكون عند انخفاض رطوبة التربة إلى المستوى الحرج, فإنه يمكن تحديد الوقت الأفضل للري من خلال قياس رطوبة التربة على فترات وبشكل منتظم. لكن ولسوء الحظ لايوجد جهاز بسيط يمكن للمزارع العادي استخدامه لهذا الغرض. أما جهاز المشداد (Tensiometer) المعروف فهو غير مناسب في هذه الحالة, على اعتبار أن الري التكميلي يسمح برطوبة تربة أدنى مما يستطيع جهاز ال¯ Tensiometer قراءته بشكل صحيح, فضلاً عن أن الطرائق الأخرى الأكثر تعقيداً غير مناسبة أيضاً.‏
وبدل من ذلك, يعتمد المزارعون في المنطقة على الخبرة الشخصية ذات الصلة بكمية الهطل المطري ومظهر المحصول. وبصورة عامة, يقوم هؤلاء الزرّاع بالري في موعد أبكر مما هو مطلوب مع تكرار الري أكثر من الحاجة عند توفر المياه.‏
كميّة المياه الواجب استخدامها‏
ليس ضرورياً أن يوفر الري التكميلي كامل متطلبات المحاصيل من المياه أو أن يحقق إنتاج غلة عظمى في وحدة المساحة في مناطق تتسم بشح المياه, بل عليها أن تلبي العديد من المعايير التي تشكل كفاءة استخدام المياه المعيارالأكثر أهمية .‏
 1- كفاءة استخدام المياه‏
وجدت إيكاردا أن استخدام الري التكميلي لتزويد 50% فقط من متطلبات المحاصيل البعلية من مياه الري في سورية يخفض الغلة الحبية من 10-20% فقط مقارنة مع إضافة 100% من احتياجات الري. وعند استخدام ال¯ 50% التي تم توفيرها لري مساحة مماثلة تعطي عائداً (الإنتاج الكلي) أكبر بكثير من حالة ضمان كامل المتطلبات المائية. وفي بعض المناطق تستغل مصادر المياه الجوفية على نحو جائر في عملية الري الكامل, وقد أخذت نوعيتها في التدهور. ومع تزايدالضغط على مصادر المياه المتوافرة, لايمكن ضمان استخدامها بصورة مستدامة سوى من خلال إنتاج أكبر من المحاصيل بكمية أقل من المياه, أي من خلال تحسين كفاءة استخدام المياه.‏
كفاءة استخدام المياه في الري التكميلي دالة تعتمد على كمية مياه الري المضافة. وقد وجد أنه يمكن الوصول إلى أقصى كفاءة لاستخدام المياه عند إضافة من ثلث إلى ثلثي كمية مياه الري الكامل إن كثيراً من المزارعين يعمدون إلى الري الجائر, وعليه فإنه يمكن توفير ثلث متطلبات الري الكامل كحد أدنى دون انخفاض ملحوظ في الإنتاجية.‏
 2- الفوائد التي يجنيها الزرّاع‏
عملت إيكاردا على تطوير منهجيات لمساعدة المزارعين على تطبيق الإدارة الصحيحة للري التكميلي. ويعد وضع دالات للإنتاج البعلي واستخدام الري التكميلي أساس الوصول إلى الاستراتيجية المثلى لاستعمال المياه. وقد وضعت دالات الإنتاج باستخدام الري التكميلي لكل منطقة بعلية من خلال طرح دالة الإنتاج بمياه الهطل المطري , من دالة الإنتاج باستخدام مجموع المياه (الري التكميلي + المطر) وعلى اعتبار أنه لايمكن التحكم بمياه الهطل المطري, فإن الهدف هنا يكمن في إيجاد الحدّ الأمثل لكمية مياه الري التكميلي, حيث يتم ذلك من خلال تحديد كمية المياه المستخدمة لوصول المزارع إلى أقصى فائدة إقتصادية. وبمعرفة تكلفة وحدة مياه الري والسعر المتوقع لوحدة الإنتاج, يتم الحصول على الربح الأعظم عندما يساوي الإنتاج الهامشي للمياه نسبة سعر المياه إلى سعر المنتج. واعتماداً على ذلك, يمكن وضع أشكال تبين كيفية الحصول على الربح الأعظم بهدف مساعدة المزارع على تحديد كمية المياه التي سيتخدمها , إلا أنه يجب تقدير كلفة الري, وسعر المنتج, والهطل المطري السنوي الذي يمكن تحديده في نهاية آذار/مارس عقب هطل معظم كمية أمطار الموسم آنذاك.‏
3-  الغلة, وكفاءة استعمال المياه, والربح‏
قد لايؤدي ازدياد ربح المزارع بالضرورة إلى تعظيم كفاءة استخدام المياه, كما لاتؤدي الكفاءة العظمى لاستخدام المياه إلى الربح الأقصى. فعندما تكون تكاليف الري منخفضة, فإن المزارعين سيفتقرون إلى الحافز لمحاولة زيادة كفاءة استخدام المياه إلى الحد الأعظم (فيما يتعلق بالربح) فهم يميلون إلى توفير كامل متطلبات المحاصيل من المياه للحصول على غلة قريبة من الحد الأعظم. غير أنه عندما تكون تكاليف المياه باهظة, أو يكون الحصول على المياه محدوداً, فإن الغلة القصوى لاتعطي ربحاً أعظمياً. وتوضح العلاقة مابين الغلة الحبية للقمح وكفاءة استخدام المياه ضمن نظم الري التكميلي زيادة غير خطية في كفاءة استخدام المياه, حيث تبلغ زيادة الغلة ذروتها بالوصول إلى 8 أطنان/ه¯ غير أن الزيادة في كفاءة استخدام المياه تتباطئ بعد الوصول إلى 50% من هذه الغلة. وتأخذ الإدارة المناسبة, في ظل هذه الظروف بعين الاعتبار مصالح المزارعين مع الاستدامة طويلة الأجل للموارد و قيمة المياه على المستوى الوطني ومستوى المزارع.‏

تعتبر مياه الأمطار المصدر الرئيسي لإنتاج الغذاء في المناطق الجافة وشبه الجافة حيث تتناقص كميات المياه المخصصة لإنتاج المحاصيل الزراعية باستمرار مع ازدياد الطلب على الغذاء نتيجة لازدياد النمو السكاني.
وهنا كان لابد من التفكير جدياً في تطوير تقنيات استخدام مياه الأمطار وبكفاءة عالية مع مصادر المياه الأخرى المتاحة.
ويعتبر الري التكميلي إحدى الطرق المستخدمة في رفع كفاءة مياه الأمطار والمصادر المائية الأخرى المتاحة، حيث أن تقديم بعض السقايات لمحصول القمح عند انحباس الأمطار في أطوار محددة ، يؤدي إلى زيادة كبيرة في إنتاجيته قد تصل إلى حد مضاعفة المردود في وحدة المساحة لهذا المحصول بوصفه محصولاً استراتيجياً.
1- مياه الأمطار والاحتياجات المائية للمحصول:
يتصف الهطول المطري في المناطق البعلية الجافة المتمتعة بمناخ متوسطي بقلة الأمطار الشتوية وعدم توزعها المنتظم خصوصاً في مواسم النمو كما أن معدل الهطول يختلف من سنة إلى أخرى اختلافاً كبيراً.
فكميات الأمطار الهاطلة في المناطق الجافة أقل بكثير من الاحتياجات المائية للمحاصيل إذا أريد إنتاجها بشكل اقتصادي كذلك فإن الاختلاف الواسع في توزعها خلال موسم النمو والاختلافات في معدلاتها من موسم إلى آخر، كل ذلك يجعل من التخطيط الزراعي والتنبؤ بمعدلات الإنتاج صعباً جداً حيث يبدأ تخزين المياه ضمن منطقة الجذور الفعالة في الأشهر الماطرة من كانون الأول وحتى آذار، وغالباً ماتكون رطوبة التربة في منطقة الجذور غير مناسبة لاحتياجات المحصول على مدار الموسم، إذ تبدأ زراعة المحاصيل في بداية الموسم المطري، وهذا مايؤمن نمواً مبكراً للنبات وبمعدل مياه منخفض عند منطقة الجذور الفعالة في التربة وبذلك يمكن تفادي تعرض النبات للإجهاد نتيجة لقلة المياه.
أما فيما بعد وفي بداية الربيع فإن النبات ينمو بسرعة يرافق ذلك معدل مرتفع للتبخر والنتح واستنزاف لرطوبة التربة في الوقت الذي تكون فيه فرص الهطول قليلة وبذلك تصحب رطوبة التربة تحت المستوى الحرج وتستمر هذه المرحلة حتى نهاية الموسم بصرف النظر عن موعد بدء العجز وشدته.
2- إنتاج المحاصيل البعلية:
يحدث النقص عادة في رطوبة التربة في المناطق البعلية خلال المراحل الحساسة لنمو النبات، ويكون ذلك في الربيع عادة أو في أوقات أخرى أحياناً، بسبب قلة وعدم تجانس هطول الأمطار والذي ينعكس سلباً على المحصول في النمو والإنتاج ، حيث يتراوح معدل المردود في منطقتنا لمحصول القمح مابين 0.5-2 كن/هكتار، في حين تقديم مابين 1-3 سقايات وذلك تبعاً للمنطقة ، يمكن أن يؤدي إلى تحقيق إنتاج يتراوح مابين 5-6 طن / هكتار وأكثر من ذلك أحياناً.
ويتعلق هذا بكمية الأمطار وتوزيعها وبعوامل أخرى مثل خصوبة التربة والأصناف المزروعة وعمليات الخدمة، كما أن التغير في معدلات المردود من سنة إلى أخرى يجعل دخل المزارع ليس ثابتاً .
3- الري التكميلي:
الري التكميلي هو عبارة عن تعويض النقص الحاصل المائي للمحصول ، بتقديم بعض السقايات عند انحباس الامطار في أطوار نمو حرجة محددة.
ويعتبر الري التكميلي مكملاً لدور مياه الأمطار في تأمين حاجة المحصول من الماء اللازم لنمو وإنتاج معقولين ، إذ أن المحصول يعتمد بشكل أساسي على مياه الأمطار وبما أن مياه الأمطار تكون عادة غير كافية وغالباً ما يكون توزيعها ليس منتظماً، فإن المحاصيل تتعرض لفترات من العطش تؤثر بشكل كبير على إنتاجيتها .
ويعتمد الري التكميلي على ثلاثة مبادئ أساسية:
• الأول: تقديم مياه الري للمحصول البعلي وذلك للحصول على إنتاجية معقولة.
• الثاني: عندما تكون الأمطار هي المصدر الرئيسي للمحصول البعلي وغير كافية للنبات يعطى الري التكميلي لزيادة وثبات الإنتاجية.
• الثالث: إن الغاية الأساسية من الري التكميلي هو إعطاء أقل كمية من مياه الري خلال الفترات الحرجة لنمو المحصول تسمح بإنتاج معقول.
4- إدارة الري التكميلي:
إن الاعتبارات الهامة للري التكميلي في ظل الإدارة الجيدة للمياه هي متى وكيف وكم نروي أي تهدف إلى طرح مفهوم تقديم ماء كاف للنبات في الوقت المناسب وعدم المبالغة في الري، حيث أن الاعتقاد السائد لدى المزارعين هو إعطاء مياه الري بكميات كبيرة بغية الحصول على مردود أكبر.
5- متى وكم نروي:
إن أفضل وقت للري التكميلي يجب أن يعطي عندما تكون رطوبة التربة في مستوى منخفض يصعب عنده على النبات الحصول على احتياجاته من الماء اللازم لنمو وإنتاج مناسبين، إن أغلب المزارعين يربطون بخبرتهم الخاصة بين كمية الأمطار الهاطلة وبين مظهر النبات وشكله.
يطبق الري التكميلي حصراً في مناطق الاستقرار الأولى والثانية ويتراوح عدد الريات المقدمة للمحصول مابين (2-3) ريات باستثناء رية الإنبات على النحو التالي:
• رية الإنتبات: وتعطى في حال انحباس الأمطار مدة 20 يوم من تاريخ الزراعة، وبمعدل وسطي يتراوح مابين 500-700 م3/هـ .
• ريتان في طور الإشطاء: بمعدل وسطي للرية يتراوح مابين 852-1000 م3/هـ .
• رية واحدة في طور السنبلة أو الإزهار: بمعدل وسطي يتراوح ما بين 800-900 م3/هـ .
ومن خلال نتائج التجارب تبين مايلي:
• إن تقديم ثلاث سقايات ، اثنتان منها في طور الإشطاء، والثالثة في طور الإزهار، يؤدي إلى تحقيق مردود قدره 7950 كغ/هـ أي بنسبة زيادة قدرها 125% مقارنة بالشاهد (بعل، مياه أمطار) وذلك في محافظات حمص، حماه ، حلب.
• إن تقديم ثلاث سقايات، تقدم جميعها في طور الإشطاء ، يؤدي إلى تحقيق مردود قدره 6715 كغ/هـ أي بنسبة زيادة قدرها 198% مقارنة بالشاهد (بعل، مياه أمطار)، وذلك في محافظتي دير الزور والحسكة.

6 - كيف نروي – أنظمة الري:
تعتبر أنظمة الري الدائم مناسباً تقنياً للري التكميلي مع الاهتما والانتباه إلى الجانب الاقتصادي لأنه تحت ظروف الري التكميلي لأقماح البعل يتم استخدام أنظمة الري مرة إلى ثلاث مرات فقط خلال الموسم وعند الحاجة.
وحيث أن الهدف الرئيسي هو الإقلال من التكلفة إلى حدها الأدنى وذلك باختيار نموذج وحجم نظام ري مناسبين، وبالتالي فلابد من اتباع عدة استراتيجيات مناسبة للعمل وذلك وفق التالي:
1- تطبيق أنظمة الري السطحي المطور باستخدام نظام الري بالشرائح الطويلة: وذلك بعد تطبيق التسوية الدقيقة للتربة إضافة إلى استخدام السيفونات وأقنية الري المبطنة بهدف تخفيض الضياعات المائية (والتي لايستهان بها) عبر تلك الأقنية ، حيث يمكن استخدام رقائق البلاستيك المرن التي يمكن أن تتوفر عند تغيير الرقائق التي تغطى بها البيوت المحمية.


2- استخدام نظام الري بالرذاذ متنقل يمكن تحريكه بسهولة وهو نظام مناسب للعمالة الرخيصة بحيث يمكن تخديم المساحة الإجمالية للأرض ولكن على مراحل متعددة.


7- مصادر المياه للري التكميلي:
• مياه سطحية ينابيع، أنهار، بحيرات، أقنية حكومي
• مياه جوفية آبار ذات مياه عادية أو مالح.
يختلف أثر نوعية مياه الري على مردود محصول القمح وذلك تبعاً لدرجة ملوحة تلك المياه، حيث يتدنى المردود عندما تتجاوز درجة الملوحة 4 ميليموز/سم وينعدم تماماً عند درجة ملوحة أعلى من 13 ميليموز/سم. فعلى سبيل المثال نجد أنه عند درجة ملوحة 8.7 مليموز /سم يتدنى المردود حتى 50%.
ويعمد العديد من المزارعين إلى استخدام مياه ري ذات درجات ملوحة مختلفة، كونها المصدر الوحيد للمياه في العديد من المناطق الزراعية وخصوصاً خلال المراحل الحرجة من حياة النبات كالإنبات، الإشطاء ، الإزهار.
وبالنتيجة فإن ذلك يؤدي إلى تراكم الأملاح في قطاع التربة، الأمر الذي يقود في النهاية إلى تدني إنتاجية المحصول وتملح الترب على المدى البعيد، وبمعنى آخر خروج بعض الأراضي خارج عملية الإنتاج.
ولذلك فلابد من تحديد استراتيجية صحيحة لاستخدام المياه المالحة وذلك تبعاً لدرجة ملوحتها، وبشكل رئيسي إجراء عمليات الغسيل للترب التي تروي بمياه ذات درجة معينة من الملوحة، عن طريق تقديم رية أو أكثر باستخدام مياه ري عذبة وبشكل دوري، إضافة إلى الإجراءات التي تتعلق بفلاحة التربة وعمليات التسميد.
• حصاد مياه الأمطار لغرض الري التكميلي للمحاصيل البعلية حيث يتم حصاد المياه بمساقط كبيرة واسعة تجمع المياه بعدها في أحواض ضخمة، حيث يتم استخدامها فيما بعد في تطبيق الري التكميلي.



8- كفاءة استخدام المياه:
تقاس كفاءة استخدام المياه من خلال مقارنة مردود المحصول منسوباً إلى إجمالي المياه المقدمة في وحدة المساحة وحيث أن الماء هو المحدد الأول للإنتاجية فإن كفاءة استخدام المياه هي معيار تقييم أنظمة الإنتاج الزراعي.
تقدر كفاءة استخدام مياه الأمطار في منطقتنا في إنتاج القمح بحدود 0.35 كغ/م3/هـ مع وجود إدارة جيدة مترافقة مع هطول مطري مناسب من حيث كميته وتوزيعه، وترتفع هذه الكفاءة إلى (1-1.3) كغ/م3/هـ عند تطبيق الري التكميلي.
9- العوامل المساعدة على تحسين كفاءة استخدام مياه الري التكميلي:
إضافة إلى الري التكميلي كعامل رئيسي، فإنه لابد من ذكر عدة عوامل أخرى تساعد على تحسين كفاءة استخدام مياه الري التكميلي، كخصوبة التربة، الأصناف وموعد الزراعة وذلك للوصول إلى نظام زراعي بعلي جيد المردود.
1- خصوبة التربة: إن توفر العناصر الغذائية الأساسية للتربة يحسن الغلة بشكل كبير ويرفع من كفاءة استخدام المياه في ظل الظروف البعلية، فقد وجد أن 50 كغ/آزوت/هـ كافية، وإذا كان الماء المضاف أكثر فإن الاستجابة ترتفع حتى 100 كغ آزوت/هـ بعدها لايمكن أن نحصل على أي فائدة من أي زيادة أخرى ومن الهام أيضاً وجود كفاية متاحة من السماد الفوسفوري وبعض العناصر الأخرى.
2- الأصناف: من المناسب اختيار أصناف ملائمة للظروف البعلية في ظل الري التكميلي.
3- موعد الزراعة: ينتظر المزارعون عادة هطول أمطار كافية للبدء في الزراعة حيث يتم التأخر أحياناً حتى كانون الثاني، مما يؤدي إلى تأخر مرحلتي الإزهار وامتلاء الحبوب فيما بعد.
كما يمكن اتباع مواعيد زراعة مختلفة على أجزاء متعددة من الحقل ابتداء من بداية شهر تشرين الثاني وحتى نهاية شهر شباط.
أما تحت ظروف الري التكميلي فإن التبكير في الزراعة يصبح ممكناً بعكس الظروف حيث يتم تقديم رية إنبات بمعدل مناسب في حال انحباس الأمطار في بداية الموسم وبذلك يمكن الابتداء بموعد زراعة مبكرة ( في بداية تشرين الثاني)، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة ملحوظة في المردود وكفاءة استخدام المياه معاً، هذا إضافة إلى تقديم مستوى معين من الأسمدة اللازمة.
10- تحسين الإنتاج في ظل الري التكميلي:
عندما يكون معدل الهطول المطري قليلاً وتوزيعه ليس جيداً خلال موسم نمو المحصول فإن الحاجة إلى تعويض النقص الحاصل عن طريق مياه الري تكون أكبر كما تكون الاستجابة إلى الري التكميلي أعظم، ويبلغ متوسط مردود محصول القمح في سوريا تحت الظروف البعلية 1.25 طن/هـ لكنه يرتفع إلى مابين 6.6-7.9 طن/هـ تحت ظروف الري التكميلي.
إن الري التكميلي لايزيد من الغلة فقط وإنما يعمل على ثباتية الإنتاج حيث انخفض عامل تباين الإنتاجية في سوريا من 100% إلى 10% عندما تم تطبيق الري التكميلي وهذا ما أعطى دخلاً آمناً للمزارعين.
11- الغلة – فائدة المزارعين – ديمومة الموارد المائية:
في بعض المناطق ذات الموارد المائية المتاحة لايكون لدى المزارع أي حافز للحصول على كفاءة أعلى لاستخدام مياه الري وخاصة عند حساب الربح وزيادة الغلة، لذلك يسعى إلى إعطاء المحصول كامل احتياجه المائي للحصول على أعلى غلة ممكنة وهذا مايؤدي إلى سوء استغلال للمصادر المائية الأرضية، لذلك فإن استخدام هذه المصادر يجب أن ينبع من مبدأ الوصول إلى مردود أكبر للمحاصيل بكميات مياه أقل، وبهذا يتم رفع كفاءة استخدام المياه.


وقد بينت الدراسات ونتائج الأبحاث أن إضافة 50% من الاحتياج المائي للنبات يخفض الإنتاج بنسبة 10-20% فقط مقارنة مع إعطاء 100% من الاحتياج المائي مستخدمين الـ50% التي تم توفيرها في ري مساحات بعلية أخرى.
لذا فإن الإدارة الجيدة للمياه يجب أن تأخذ بعين الاعتبار ديمومة المصادر المائية وقيمة المياه على مستوى المزارع وعلى المستوى الوطني.
وبمعنى آخر فإن قيمة الانخفاض الذي تحدثنا عنه 10-20 % من الإنتاج لايعادل قيمة مياه الري المهدورة التي تصل نسبتها إلى 50% من قيمة الاحتياج المائي.
وكما ورد سابقاً فليست الغاية هي الحصول على إنتاج أعظمي بقدر ماهو الحصول على إنتاج عالي ومستقر في وحدة المساحة وبذلك فإننا نساهم في المحافظة على ديمومة المصادر المائية المتاحة.

إن استخدام المياه العادمة المعالجة في الري التكميلي لرفع أنتاجية محاصيل الغلال ( العلف الحيواني ) وأقرار شبكة تستخدم المياه العادمة بأمان والذي يسهم في زيادة أنتاج الثروة الحيوانية وتم أختبار ممارسات الزراعة جزئياً في تلك المرحلة وهذه الممارسات تتضمن تحضير البذور والحصاد وما بعد الحصاد وتقييم الجودة ، فضلا عن جمع معلومات عن معدلات وطرق التسميد ورش المحاصيل للتخلص من الحشرات أو الافات الزراعية وتم جمع معلومات عن السياسات الخاصة بتوزيع المياه ومعالجة المياه العادمة وأعادة الاستخدام من قبيل سياسة توزيع المياه الحكومية وسيتم تطبيق هذا النظام في دولة الجزائر وسينفذ الفريق البحثي وبدعم من المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة ( أيكاردا) شبكة ري بالتعاون مع المزارعين الذين سيتم تعليمهم كيفية أستخدام المياه العادمة المالجة وسيتم أجراء مقابلات مع المزارعين والسلطات المدنية والدينية ولو أن ستخدادم هذا النظام في العراق سيؤدي الى نتائج مثمرة وكما موضح في التالي :- الاسهام في التغلب على ندرة المياه في العراق بواسطة توسيع نطاق الاستخدام الامن للمياه المعالجة كأداة من أدوات الطلب على المياه للري التكميلي لمحاصيل ( الغلال) اي علف الحيوانات . أن على الباحثين في العراق في مجال الري والزراعة العمل مع المزارعين على تنفيذ وتنبني نظام ري يعيد أستخدام المياه العادمة المعالجة بشكل أمن للري التكميلي لمحاصيل الغلال ومع العاملين المساعدين مع الباحثين أيصال فكرة استخدام المياه العادمة المعالجة الى عقول المزارعين برعاية نقاش يدور حول أمكانية استخدام طريقة بديلة لمواجهة النقص في المياه وتحديد وجهات النظر التقنية والدينية لمواجهة تحفظات المستخدمين الخاصة بالموضوع .قيام الباحثين بأبحاث على المحاصيل قبل وبعد الري ويطلعون على زيادة دخل الاسر وأنتاج الثروة الحيوانية ، ضكما يخطط المشروع لاشراك الحكومات المحلية والمنظمات المجتمعية في كل مراحل التخطيط والتنفيذ . وبالنهاية سيسر المعهد الجزائري القومي للبحوث الزراعية هذا المشروع بالتعاون مع المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة ( ICARDA ( وعلى الاخص ( مشروع المقارنة المرجعية الخاص بالمياه ،تحسين أدارة الموارد المائية النادرة بأشراك المجتمعات المحلية ) الذي سيقدم الدعم التقني أثناء تنفيذ المشروع.

Post a Comment

Previous Post Next Post