عادة، تم تعريف التشويش على أنه عملية معينة تشوش تسلسُل العمليات الدورية للمنظومة البيئية. أما اليوم فمن المقبول أن نفكر بأن التشويشات الطبيعية هي جزء طبيعي من العمليات التي تحدث في كل منظومة بيئية. إضافة إلى ذلك، للتشويشات أهمية كبيرة في تصميم المنظومة البيئية. تسبب التشويشات اختفاء قسم من أنواع المنظومة البيئية وازدهار أنواع أخرى. للأسف، ينتج الإنسان في نشاطاته تشويشات جديدة، ليست جزءًا من الديناميكية الطبيعية للمنظومة البيئية.
كيف تؤثر نشاطات الإنسان على التّنوّع البيولوجي؟
تشير نتائج أبحاث كثيرة في أنحاء العالم إلى الحقيقة بأن الإنسان يتسبب في فقدان التّنوّع البيولوجي بشكل كبير من خلال نشاطاته الكثيرة والمختلفة. تعرف هذه الظاهرة بـ "أزمة التّنوّع البيولوجي".
إن السبب الرئيسي في فقدان التّنوّع البيولوجي في العالم هو هدم منظومات بيئية طبيعية وتقطيعها. هناك أسباب أخرى وهي: الأنواع الغازية، التلوث (يشمل التلوث العضوي، خاصة في بيوت التنمية الرطبة والساحلية)، استغلال مُفرط للموارد الطبيعية (صيد الأسماك، الصيد، تلقيط)، وعلى ما يبدو تغيرات مناخية عالمية أيضًا (ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية وتطرف مناخها).
الهدم، التغيير وتقطيع بيوت التنمية تسببها فعاليات مختلفة، مثل: شق الشوارع، تلوث مصادر المياه، قطع الغابات أو استصلاح مناطق طبيعية لأغراض زراعية. عندما يتغير بيت التنمية أو يُهدم فإن جزءًا من الكائنات التي تعيش فيه لا يمكنها أن تواصل العيش فيه. ويتمثل التأثير في تقلص الجماعات، الهجرة إلى بيت تنمية آخر أو في اختفاء بعض الأنواع.
السبب الثاني في فقدان التّنوّع البيولوجي من حيث الأهمية هو الأنواع الغازية. النوع الغازي هو نوع تَطَـوَّر في مكان ما لكنه وصل إلى منظومة بيئية غريبة بالنسبة له. وفي هذه المنظومة الجديدة يتم استيعابه، يتكاثر ويؤثر بصورة سلبية على المنظومة البيئية التي من حوله. في غالب الأحيان، لا تتمكن الأنواع الجديدة من الصمود والبقاء في بيت التنمية الجديد، لكن هناك أنواعًا تتمكن من الصمود والنجاح والازدهار في بيت التنمية الجديد. في هذه الحالة، قد تغير هذه الأنواع العمليات الطبيعية للمنظومة البيئية التي قاموا بغزوها وذلك عن طريق التنافس، الافتراس، التَّطفُّل، أو التغيير الفيزيائي لبيت التنمية.
السبب الثالث في فقدان التّنوّع البيولوجي هو الاستغلال الزائد. إن ازدياد احتياجات الإنسانية (بني البشر) يؤدي بشكل مباشر إلى استغلال زائد في موارد البيئة، ككثرة الصيد، صيد الأسماك وقطع الأشجار بشكل يفوق قدرة تجدد جماعات الكائنات الحية.
سبب آخر في فقدان التّنوّع البيولوجي هو التغيرات المناخية العالمية. يسبب احتراق الوقود الأحفوري وانطلاق الغازات جراء النشاطات الصناعية واستخدام وسائل النقل ارتفاعـًا في درجة الحرارة، وتغيرات في توزيع هطول الأمطار وتغيرات متطرفة في حالة الطقس. وقد أدت هذه الأسباب إلى اختفاء أنواع معينة من الأنواع التي لم تتلاءَم بعد مع بيئتها، ويتوقع أن تتسبب في اختفاء أنواع أخرى كثيرة.

Post a Comment

أحدث أقدم