البحوث الوثائقية التاريخية أو التوثيقية: هذه البحوث لها طبيعية وصفية أيضاً، فهي تصف وتسجل الأحداث والوقائع التي جرت في الماضي، لكنها لا تقف عند الحد الذي وقفت عليه الأبحاث الوصفية وهو مجرد الوصف والتاريخ لمعرفة الماضي وإنما تتضمن إضافة إلى ذلك تحليلاً وتفسيراً للماضي بهدف اكتشاف تعميمات ونتائج تساعدنا على فهم الحاضر والاستبصار لما في المستقبل من خلال معرفة مسار الأحداث وما نتج عنها.
ولذلك التاريخ مدرسة، الحصيف من يستفيد منها ويبني ما يتوقعه في مقتبل أيامه على ما حصل لدى الماضين من الأمم والأقوام، أيضاً هي تعين في مجالات عديدة سواء في الأفكار أو الاتجاهات أو الممارسات سواء على مستوى الأفراد أو مستوى الجماعات سواء على مستوى المؤسسات الاجتماعية المختلفة وما إلى ذلك.
البحث التاريخي أو التوثيقي يستعين بنوعين من المصادر للحصول على معلوماته ومادته العلمية وهي: مصادر أوليه، ومصادر ثانوية، ولذلك يُبذل في أدائه أقصى الجهد للحصول على هذه المادة من مصادرها الأولية كلما أمكن ذلك، والمقصود بالمصادر الأولية: المصادر التي لها ارتباط قوي ووثيق بالأحداث الماضية لأنها هي المصادر الوثيقة التي يطمئن إليها قلب الباحث وهو يستقي تلك المعلومة، لأن المصادر المتأخرة المعاصرة لا يعتد بها كثيراً في تقرير معلومات قديمة وهي معلومات تاريخية يجب أن يُعتَمد على مصادر أولية قريبة منها زماناً ومكاناً.

Post a Comment

Previous Post Next Post