التنوع والتعدد المميز للمشهد الثقافي المغربي
  ان نزوع الدولة والمجتمع في المغرب إلى الإقرار بالتنوع والتعدد المميزين لمشهدنا الثقافي، يمكن أن يكون آلية قوية تجعل المدرسة مؤهلة لخدمة هذا التنوع والنهوض به، واستثماره لتقوية وإغناء مساحات الإبداع وحقوله وشحذ الطاقات الخلاقة وتنميتها وجعل التعدد الثقافي قاطرة لتدعيم وحدة المجتمع وتوفير المكان الملائم لكل الرموز وأشكال التعبير داخل فضاء هذه الوحدة. وإذا كانت أهم مكونات النسق المغربي تتجه اليوم إلى اعتبار المبادرة الحرة ضرورة من ضرورات التنمية، وجعلها علامة مميزة للمشهد الاقتصادي والاجتماعي والثقافي ومرتكزا لابتكار الثروات المادية والرمزية وتوسيعها، فإن مفهوم المبادرة يظل ـ مع ذلك ـ ملفوفا بكثير من الالتباس، وخاليا من الاعتبارات البيداغوجية والقيمية الكفيلة بترقية كل المبادرات الجيدة وتعزيزها. إننا في حاجة اليـوم ـ وضمن نفس السياق بطبيعة الحال ـ إلى المبادرة القادرة على تقوية قيم المنافسة الشريفة ونبذ سلوك الاحتكار والاستئثار، وعلى تدعيم مبدأ المشاركة والتضامن ودحض منطق الإقصاء، ناهيك عن المبادرة الساعية إلى توسيع مساحات الإتقان والجودة وتعطيل مفعول الهشاشة والتردي. إن للمدرسة في هذا المنحى دورا رياديا لا يمكن التغاضي عنه أو إرجاؤه إلى حين، وهو دور قادر على تنمية مفهوم المبادرة الحرة في معانيها المعرفية والقيمية السامية والخلاقة، وتكريس المنوال التربوي الكفيل بإغناء سلوك العطاء والإبداع والمنافسة في مضمار التحصيل والتعلم ويحقق إمكانيات التأهيل للأدوار الفكرية والاجتماعية والاقتصادية التي ينتظرها المجتمع(

Post a Comment

أحدث أقدم