تتناول الدراسة التاريخيّة الماضي الإنساني، وما تبلور فيه من أساليب حياة الأفراد والمجتمعات، على اعتبار أنّ التاريخ هو: مجمل التجربة الإنسانيّة، وفي ذلك تنعكس أهميّته في نظر المجموع. فالإنسان إن لم يعرف ماضيه لن يفهم حاضره، لأنّ الحاضر دائما يصوغه الماضي، وهنا تكمن أيضا الأهميّة التربويّة في تعلّم التاريخ.

بناء على هذه الرؤية الشاملة صيغت الفرضيات العامّة؛ لإقرار أهداف تدريس التاريخ في المدرسة، وهذه الفرضيات هي:

1.      أنّ وفرة أحداث الماضي، والمراجع التي تتناول ذلك، لا تمكّن من التعرف على التاريخ بأكمله؛ وذلك لأنّ الدراسة التاريخيّة انتقائيّة بطبيعتها، وتقوم على اعتبارات مختلفة.

2.      يجدر بدراسة التاريخ التأكيد على: التنوّع في أشكال حياة المجتمع، والثقافة والفكر، مع التعرف على طموحات ونشاطات، وانجازات الأجيال السابقة.

3.      في تدريس التاريخ يجب: إبراز العوامل التي بلورت تاريخ ونتاج الإنسانيّة، والوقوف على اتجاهات التطوّر التي تميّزها.

4.      في تدريس التاريخ علينا أن نكسب الطلاب المعرفة، والفهم لتاريخ العرب والإسلام في الماضي والحاضر، لتاريخ شعب إسرائيل، ولتاريخ البشريّة.

5.      يجدر بتدريس التاريخ تهيئة التلاميذ لاعتبار الحاضر سيرورة  تطوّر متعدّد العوامل وحصيلته.


ب. الأهداف العامّة:

بناء على الفرضيات المفصّلة في المدخل يجب بناء تدريس التاريخ بشكل يمكّن الطلاب من تحقيق الأهداف الآتية:

1.      في مجال المعرفة:

(أ) معرفة الأحداث التاريخيّة الهامّة:

        معرفة زمن ومكان الأحداث ومعرفة مقوّماتها.

-   معرفة تيارات واتجاهات التطوّر الأساسيّة التي عملت في فترات معيّنة.

-        معرفة الشخصيّات المركزيّة التي عملت في فترات معيّنة.

-        معرفة المصادر التي تشكّل أساسا لمعلوماتنا عن الماضي.


(ب) اكتساب المهارات الضروريّة لتعلّم التاريخ:

    قدرة الوصول إلى المعلومات الضروريّة في المراجع المساعدة المختلفة، ومجمعات المعلومات المحوسبة.

-        القدرة على تحليل نصّ مكتوب عن طريق طرح الأسئلة التحليليّة.

-        القدرة على قراءة وتحليل الخرائط والرسوم البيانيّة، ومادة المصادر المماثلة غير المكتوبة.

-        القدرة على تنظيم المعطيات في الأجهزة المحوسبة: (قواعد المعطيات، مجمعات المعلومات، برامج المولتيمديا، ومعالجات النصوص).

-        القدرة على تحضير الخلاصات وعناوين الفصول.
-        القدرة على تجميع وتصنيف مادة معيّنة حول قضايا أو موضوعات معطاة.

-        القدرة على صياغة قضايا معطاة بلغة التلاميذ.

-        القدرة على استخلاص المعلومات التاريخيّة من: الأدب والأفلام والمصادر الأخرى، ذات الصلة بالدراسة التاريخيّة.


(ت.) اكتساب المصطلحات التاريخيّة المتّبعة في وصف الحدث التاريخي وتفسيره:

      -    مصطلحات عامّة (مثل: الكرونولوجيّة، السبب والنتيجة، السيرورة، التطوّر).

-        مصطلحات تاريخيّة أوّليّة (مثل: مؤسسة، نظام حكم، حكومة، ثورة، امبراطوريّة).

-        مصطلحات خاصّة (مثل: خلافة، شريعة، العصور الوسطى، العصور الحديثة).


اكتساب هذه المصطلحات تتمثل في تطوير القدرات الآتية:

-        القدرة على وصف الطالب لحدث بلغته، بواسطة المصطلحات المتّبعة كتلك المذكورة آنفا.

-        القدرة على أن يستخدم بنفسه هذه المصطلحات.

-        فهم معاني وجهات النّظر (الاجتماعيّة والتّاريخيّة-الفلسفيّة) المختلفة، ودلالة وجهات النّظر المذكورة في تفسير القضايا والاتجاهات الاجتماعيّة والسياسيّة (في الماضي والحاضر).

(ث) رؤية الظواهر في الحاضر من خلال الصلة بالماضي:

رؤية الظواهر الاجتماعيّة من خلال صلتها بالماضي تتم بموازاة تطوير القدرات الآتية:

- إدراك الحاضر (في كل زمان) باعتباره ثمرة سيرورة.

- تمييز المعاني التاريخيّة المحتملة لأحداث الحاضر بالنسبة إلى المستقبل.


(ج) تطوير التفكير التاريخي (التحليلي والتخيّلي والتركيبي):

 تطوير التفكير التاريخي (التحليلي، التخيلي والتركيبي)، مع الاعتراف بمحدوديّة الفكر الإنساني، يتضمّن الأمور الآتية:

(1) تطوير التفكير التحليلي المتمثّل في رعاية:

- القدرة على إيجاد الاختلاف والشبه بين الأحداث التاريخيّة، والمؤسسات الاجتماعيّة، والمصادر والأوصاف المختلفة.

- القدرة على التمييز بين الأساسيّ والهامشيّ، بين البيّنات والاستنتاجات، بين الوقائع والفرضيّات والآراء، وبين التعميمات والوقائع التي تقوم عليها هذه التعميمات.

- القدرة على وصف احتمالات التعاقب السببيّ.

- القدرة على تحليل الدور الذي يقوم به الباحث والمؤرّخ في الوصف التاريخيّ.


(2) تطوير التفكير التخيّلي المتمثّل في رعاية ما يأتي:

- البحث المنهجي عن الأسباب والنتائج، والدلالات المختلفة الممكنة بصدد حدث تاريخي معيّن.

- الجهد المنهجي في الولوج الى نسيج الحياة المتجسّد في الآثار والمستندات الموجودة لدينا.

(3) تطوير التفكير التركيبي، نتيجة لاكتساب القدرات الآتية:

- تشخيص وتحديد مشاكل جديدة بشأن أحداث وسيرورات تاريخيّة معيّنة.

- طرح الفرضيّات ووجهات النّظر المختلفة في تفسير أحداث تاريخيّة، وفي حل المشاكل التاريخيّة.

- استخدام المصطلحات والتعميمات التي تبلورت  خلال النظر في أحداث الماضي، في سبيل وصف، وتفسير أحداث ومشاكل في الحاضر.

Post a Comment

أحدث أقدم