ثراء الأنواع هو نتيجة لجميع الظروف القائمة في بيت التنميةالموارد المعروضة، عدم تجانس الظروف وكِبَر (مساحة) المنطقة – وتاريخ بيت التنمية – التشويشات في الفترة الزمنية القصيرة والتغيرات الجيولوجية في الفترة الزمنية الطويلة.

الموارد الغير حية المعروضة
في كل بيت تنمية يوجد ظروف غير حية تشكل عاملا ً يَحُدُّ من تطور قسم من الأنواع، لكنها تشجع وجود أنواع أخرى. مثلا ً، في غالبية المنظومات البرية كمية المياه المتاحة تؤثر على قدرة وجود نباتات وحيوانات. وفي الظروف التي تنقص فيها المياه، تزيد حدة الصراع بين الكائنات الحية المختلفة. والكائنات التي تتمكن من الصمود هي الكائنات التي لها أجهزة ملائمة للحياة في ظروف الجفاف.

البقع البيئية
في أغلب الحالات، يكون بيت التنمية مبنيًا من فسيفساء من البُقَع البيئية من الظروف الحية والظروف الغير حية. صفة بيت التنمية هذه تسمى عدم التجانس. يتم تعريف البقعة البيئية كبيئة معينة ومعروفة داخل بيت التنمية تسودها ظروف موحدة. أمثلة على البقع البيئية هي جذع الشجرة (في الغابة) الذي تعيش في داخله حشرات، منطقة تحت حجر يعيش فيها كائنات حية مثل العقارب، مجموعات من نباتات الحرش منتشرة في أرض بور أو منطقة صخرية مكشوفة مغطاة بالأشنة (الحزاز).
بيوت التنمية المختلفة ليست متطابقة بمدى التَّبَقُّع و / أو بمدى عدم تجانسها (تباينها). وبما أن في كل بقعة بيئية يوجد ظروف خاصة لأنواع معينة، فيوجد، عادة، تلاؤم بين مستوى عدم تجانس من حيث البقع البيئية في بيت التنمية وبين ثراء الأنواع التي تعيش فيها.

كِبَر المنطقة (الميدان)
بينت أبحاث كثيرة أنه كلما كانت المنطقة أكبر كان عدد الأنواع التي تعيش فيها أكثر. هذه النسبة بين كِبَر المنطقة وبين عدد الأنواع التي تعيش فيها (species-area relationship) هو أحد أكثر القوانين البيئية صلابةً. لهذا القانون أهمية حاسمة في "الصراع" بين التطوير الإنساني وبين المحافظة على التّنوّع البيولوجي في التنافس على المناطق الطبيعية.

بشكل عام، "تَعْرض" المنطقة الكبيرة إمكانيات عيش ووجود أكثر مما تعرضه المنطقة الصغيرة، إضافة إلى أن احتمالات إيجاد مكان حياة (عيش) فارغ، أي غير محجوز، في المنطقة الكبيرة، أعلى. إنها لعبة بيئية تعمل بموجب قوانين الاحتمال. مُجمل المنطقة الكبيرة هو بُقَعِـيّ وغير متجانس أكثر من المنطقة الصغيرة؛ والمنطقة الكبيرة منيعة أكثر في وجه التشويشات؛ في المنطقة الكبيرة يوجد اختلاف وراثي أكبر – وكل ذلك يزيد من إمكانيات العيش للكائنات الحية. (هذا القانون، الذي بموجبه في منطقة كبيرة يوجد أنواع أكثر مما يوجد في منطقة صغيرة، تم بحثه في الجزر، ووجد أنه قانون صحيح بالنسبة لكل منطقة تَحُدُّها بيوت تنمية ذات مميزات أخرى من حولها.

·       تنوُّع بيوت التنمية – المناطق الكبيرة جدًا قادرة على احتواء عدة بيوت التنمية. ومعنى تنوع بيوت التنمية هو تغير الظروف البيئية الحية والظروف البيئية الغير حية: يُقَدِّم كل بيت تنمية ظروفـًا مختلفة وخاصة، ولذلك كلما كانت المنطقة مركبة من عدد أكبر من بيوت التنمية، كلما ارتفع عدد الكائنات الحية القادرة على أن تجد في بيت التنمية هذا مكانـًا للعيش فيه.
·       الصُّمود أمام التشويش – كما ذكرنا سابقـًا، التشويش هو عملية تشوش تسلسُل العمليات في المنظومة البيئية وتنتج تسلسلا ً جديدًا. إن حدوث مثل هذه التشويشات هو في غالب الأحيان طبيعي ويشكل جزءًا من ديناميكية المنظومة البيئية، ولهذه العملية وظيفة مهمة في تصميم المنظومة البيئية، أيضًا. عمليـًا، يعتبر التشويش ذي الشدة المتوسطة عاملا ً يزيد من تنوع الأنواع في مكان معين. مع ذلك، يمكن أن يكون للتشويش تأثير سلبي، وقد يؤدي إلى الموت. في هذه الحالة، إذا تواجد فرد واحد في منطقة تعرضت إلى عملية تشويش، فإن احتمالات تعرضه للإصابة أكبر من احتمالات تعرضه للإصابة فيما إذا تواجد في منطقة كبيرة، وكلّما أصيب عدد أفراد أكبر من نوع معين، ازدادت احتمالات اختفاء هذا النوع. 
·       الكِبَر الأدنى لمنطقة العيش إحدى المتطلبات البيئية للكائنات الحية هي وجود حجم أدنى من منطقة العيش. وعلى هذه المنطقة أن توفر احتياجات هذا الكائن الحي – الوجود (العيش)، النمو، الحد الأدنى من الجماعة والتكاثر. هل جميع الكائنات الحية التي نعرفها بحاجة إلى منطقة العيش نفسها؟ من بين الكائنات الحية التي تعيش في "رَمات هنَديف" – هل للخرشوف نفس المتطلبات الميدانية للسرو؟ هل ليربوع الصخور نفس متطلبات الخنزير البري؟ - بالطبع لا. يمكن لأنواع معينة أن تعيش في منطقة صغيرة نسبيًا، فيما ترتبط أنواع أخرى بمناطق كبيرة من أجل معيشتها. أي أنه كلما كانت منطقة العينة أكبر، فمن المحتمل والمعقول أن نجد فيها أيضًا كائنات حية تطلب منطقة كبيرة من أجل عيشها.
·       الاختلاف (التبايُن) الوراثي المنطقة الكبيرة تحتوي على عدد أكبر من الأفراد، ولهذا الأمر يوجد أهمية من ناحية حيوية الجماعة. لماذا؟ - بسبب الاختلاف الوراثي بين الأفراد التابعين إلى نفس النوع. بما أن هناك تباينـًا وراثيـًا بين الأفراد التابعين إلى النوع نفسه، فإن الاختلاف الوراثي أهمية كبيرة، عندما تتغير ظروف البيئة، وقسم من الأفراد يجدون أنفسهم في بيئة معادية. في هذه الحالة لا تصمد جميع الأفراد: الأفراد الذين يتمكنون من الصمود يكونون أصحاب الصفات التي تمنحهم التلاؤم للظروف البيئية الجديدة. أي أنه كلما ازداد الاختلاف الوراثي، كلما ازدادت احتمالات وجود تلك الصفات، وهكذا تزداد احتمالات صمود وبقاء هذا النوع. إضافة إلى ذلك، هناك حاجة إلى حد أدنى من حجم الجماعة، وذلك من أجل منع حالات كثيرة من العاهات نتيجة لتزاوج الأقارب.

Post a Comment

أحدث أقدم