تعريف مفهوم المنهج
المنهج كما جاء في معاجم اللغة: هو الطريق الواضح البين, ويقال استنهج الطريق صار نهجاً وطريق ناهج : أي واضحة و بينة.
وقد قال إبن عباس رضي الله عنه: ما مات رسول الله (ص),إلا وجعلنا على طريق ناهجة أي واضحة بينة لا لبس فيها أو غموض.
أما في الاصطلاح : فإن المنهج هو الطريق المؤدي إلى الكشف عن الحقيقة "وهي مبتغى الإنسان الذي يسعى إليه"  في العلوم بواسطة طائفة من القواعد العامة تهيمن على سير العقل وتحدد عملياته الفكرية حتى يصل إلى نتيجة معلومة.    
وحين نقول: إنه هو الطريق المؤدي إلى الكشف الذي يهيمن على سير العقل، العقل وإن كان أداة للتفكير والتأمل إذا لم يضبط بتلك المناهج انفلت,وكان أداؤه سيئاً وثمرته مضرة بالإنسان، وها نحن نرى كيف أن أصحاب العقول الغير منضبطة أدى بهم الانفلات الغير مضبوط بمنهج علمي صحيح إلى الخروج بأشياء أضرت بالإنسان والإنسانية وألحقت الضرر بحياتهم.
كما عرف المنهج من قبل البعض: بأنه فن التنظيم الصحيح لسلسة من الأفكار العديدة, إما من أجل الكشف عن الحقيقة حين نكون جاهلين بها، أو البرهنة عليها للآخرين حين نكون بها عارفين، ولا شك أن هذا من التعريفات الاصطلاحية التي يبين فيها بجلاء هدف البحث أو هدف المنهج العلمي،  فإما أن تكون المعلومة غائبة عنه, فنسعى من خلال النهج للوصول إليها أو أن تكون معلومة لكنها مجهولة لدى الآخرين أو غير مقنعة فنحاول ومن خلال العلم والمنهج الصحيح لهذا العلم أن نوصلها للآخرين ونجعلها من قناعاتهم فيأخذون بها.
وهذا التعريف الاصطلاحي للمنهج أخي الطالب له علاقة مسيسة في طبيعة تخصصك في مجال الدعوة، وذلك أن حقائق الإسلام وعقائده وتنظيماته وترتيباته للحياة من الأمور المعلوم إليك لكنها مجهولة للآخرين أو أنها لم تصل إلى درجة الإيمان والتسليم بها من قبلهم, فدورك حينئذ حين توظف المنهج العلمي الصحيح:      إقناع الآخرين بتلك المسائل التي جاء بها الدين الإسلامي في الكتاب والسنة.
المنهج ورد في الكتاب والسنة وله استعمالات، فقد جاء في القرآن الكريم قوله تعالى: )لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً) ,وجاء في الحديث النبوي: أنه جاء بمعنى الطريق الواضح البين الذي ينبغي السير عليه وعدم تركه, قال الرسول  تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله تبارك وتعالى إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافه على منهاج النبوة)، منهاج النبوة هو الطريق الذي يجب أن يلتزمه الناس ويسيرون عليه ولا يحيدون عنه قيد أنمله حتى تحصل لهم بذلك السلامة والفوز والنجاح، والمعنى لهذا الحديث أن الخلفاء يجب ان يسلكوا مسالك النبي  وينهجون نهجه الذي رسمه إليهم ويسيرون على طريقته وقد جاء كما ذكرنا عن العباس رضي الله عنه أن الرسول  ما مات حتى تركنا على طريق ناهجة أي واضحة بينه لا إشكال فيها .

Post a Comment

أحدث أقدم