سبل التأكد من صحة المخطوط و الوثائق
أولاً: معرفة تاريخ نسخ الكتاب، سواء عن طريق ما هو مثبت على المخطوط نفسه أو من خلال الخط، فذلك يعين الباحث على معرفة الفترة التي تلت حياة المؤلف أو عاش فيها, وليحذر من إمارات تزوير الخط لأنه من الممكن أن بعض المزورين الذين يستثمرون في المخطوطات يقومون بتقليد بعض المخطوطات القديمة وإضافة مؤلفين عليها من المشهورين إغراء للناس حتى يشتروها بثمن باهظ.
ثانياً: معرفة نوع الورق أو الحبر المستخدمين في المخطوط إذا تيسر له أن يرى المخطوط الأصلي، وذلك أن كل عصر اشتهر باستخدام نوع معين من الرقاع أو الورق  أو الجلود، وكذلك اشتهر بنوع معين من الحبر، وهذا مؤشر يعين المحقق على أن يتأكد أن هذا المخطوط كُتب في زمن ومكان المؤلف الذي ينسب إليه هذا المخطوط.
ثالثاً: قراءة المخطوط قراءة متأنية للوقوف في داخل هذا المخطوط على شواهد أو ربما قرائن تساعد المحقق على معرفة المؤلف، والشواهد والقرائن هي كأن يتكلم المؤلف ويقول: ذهبت إلى الشيخ فلان أو العالم فلان ويكون هذا العالم مشهور ومعروف في زمانه ومكانه، أو أن يصف البيوت أو الشوارع أو يسمي بعض الدور الخاصة بالعلم والاستشفاء وما إلى ذلك، فنعرف طبيعة المكان وطبيعة الزمان الذي عاشه المؤلف.
رابعاً: أيضا من الأمور التي ينتبه إليها: إذا كان الكتاب جزءا حديثياً، يعني في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم وجب عليه أن يتتبع الراوي الذي يروي عنه المصنف, فنحن نعرف من هو الذي روى عنه المؤلف حتى نعرف من خلال ذلك الزمان والمكان والفترة التي عاشها المؤلف.
أيضاً إذا رُوي عن المؤلف من تلاميذه مما نعرف فهذا مؤشر أيضاً، لأن بعض التلاميذ الذين اشتهروا في هذا الزمان بمؤلفاتهم و نتاجهم العلمي ثم ذكروا في مؤلفاتهم أنهم أخذوا ذلك مباشرة عن هذا المؤلف الذي تنسب إليه تلك المخطوطة هذه قرينة تنبئنا من خلال هذا التلميذ عن زمن ومكان هذا المؤلف الذي نسعى لتحقيق مخطوطته.
مسألة أخرى: أن الموضوع الذي يتناوله المصنف لتلك المخطوطة يساعد المحقق بشكل رئيسي على معرفة المؤلف إذا حصرنا العصر الذي أُلف فيه, وذلك أن القضية المطروحة أحياناً قد تكون لها عناية واهتمام في زمن من الأزمان، على سبيل المثال اشتهر في بعض بلاد الشام كثرة حديث الفقهاء عن أحكام الحمامات في زمن من الأزمان، حيث كان الناس في تلك الأزمنة يستخدمون بكثرة الحمامات وهي خارج البيوت.
أخيراً: لغة الكتابة أمر مهم لمعرفة المؤلف وعصره الذي عاش فيه، وذلك أن الأسلوب المطروح من خلال المؤلف يعطينا طبيعة اللغة ومستواها، ففي بعض العصور كثر بين المؤلفين السجع, وفي عصور أخرى كثر بينهم اللغة الرزينة القوية التي في مفرداتها وتركيباتها صعوبة.
أيضا من جهة أخرى ربما أن هناك مؤلَّف محقَّق لمؤلِّف معروف، ثم إذا قارنا لغة الكتابة الذي سنتولى تحقيقه بلغة هذا الكتاب وجدنا أن هناك تطابقاً قوياً بين اللغتين أو بين الأسلوبين.

Post a Comment

Previous Post Next Post