تصحيح النص واكمال السقط فيه :
المخطوطة وان كانت من قبل عالم ضليع، إلا ان جهده حهد بشري لابد ان يعتريه شيء من النقص والخطأ سواء في الفكرة او في الكتابة والنسخ، وهذه الكتابة اذا حصل فيها خطأ فإن هذا الخطأ يغير المعنى، ولقد تبين من مراجعة بعض المخطوطات ان الجهابذه من العلماء وقعو في بعض الاخطاء التي تم تداركها حينما تم تحقيق هذه المخطوطات، ومن الامثلة: ماجاء في التفسير الكبير للإمام الرازي رحمه الله وهو قول الله تعالى " ياأيها الذين امنوا لاتتخذوا بطانة من دونكم"، الإمام الرازي رحمه الله أوردها بصورة خاطئه حين قال " ياأيها الذين امنوا لاتتخذوا من دونكم بطانة" ثم استغرب كيف تتقدم هذه الجمله على كلمة بطانة وفق مايراه فذهب يبرر ذلك ويبينه، وللمحققين في أمر التصويب والتقويم اتجاهات انواع اشكال اكمال السقط
الأمر الاول: إطلاق العنان للمحقق لكي يقوم بإجراء التصويبات والتصحيح للنسخه التي يريد تحقيقها في المتن نفسه، ثم يشير الى ما كان منه في هامش التحقيق اياً كان نوع النسخة او نوع الخطأ او التصحيح، معنى هذا أن انه يعالج الخطأ والنقص في نفس المتن مع نفس كلام المؤلف، وهذا خلاف الصحيح وفق ماوضعه المؤلف الاول صاحب المخطوطة.
النوع الثاني: الذي يأخذ في الحسبان نوع النسخه التي جُعلت اصلاً او امَّا، فإن كانت نسخةعالية كأن تكون نسخة المؤلف بخطه او مقروءة عليه او عليها سمَاعَات بخطة او كتبت في حياته او كتبها احد تلاميذه، والنسخة التي بهذه المثابة يجعلون لها قيمة تاريخيه تستوجب المحافظه عليها وعلى شخصيتها الاعتبارية، والتصرف في متنها بالتصحيح او التقويم فيه نوع من التعدي عليها وعدم احترامها وفيه نوع من المجافاة والابتعاد عن الأمانة العلمية، الا اذا كان الخطأ في الاية القرانية فلا شك ان هذا الخطأ يجب ان يعدل ولو في المتن، وماعدا ذلك من اخطاء يجب ان يترك ويعالج في الحاشية.
اما اذا كانت النسخة عادية اقل في جودتها وقربها من المؤلف وليست عالية بالصفات السابقة فلا بأس ويجوز للمحقق ان يجري التصحيح او التقويم المبني على أساس علمي في نفس المتن، لكن يجب ان يشير المحقق إلى ذلك حتى لايختلط كلام المحقق بكلام المؤلف الأصلي على القارئ.

Post a Comment

أحدث أقدم