التّنوّع البيولوجي
الضروري لوجود الحياة على وجه الكرة الأرضية
التّنوّع البيولوجي،
الضروري لوجود الحياة على وجه الكرة الأرضية، بما في ذلك وجود الإنسان ورفاهيته،
مُعَرّضٌ للخطر اليوم. في هذا العالم، الذي يشهد ازديادًا دائمًا في المجموعة
السكانية البشرية، والذي يرضخ تحت ضغوطات التطوير الشديدة، يُعتبر وَضْع سُلَّم
أولويات، من أجل المحافظة على التّنوّع البيولوجي، أمرٌ في غاية الأهمية، وإلاّ
فسيختفي أمام أعيننا. أساسُ وَضْع سلم الأولويات هذا مركبٌ من اعتبارات قيمية
وعلمية.
يواجه باحثو التّنوّع
البيولوجي أسئلة كثيرة ومتنوعة: أي أنواع موجودة وأين، ما هو انتشارها الطبيعي، ما
هي المناطق الغنية أكثر بأنواع أو بأنواع متوطِّنة ولذلك يجب إعطاء حق
الأولوية في المحافظة عليها؛ كيف يتغير انتشار أنواع معينة في أعقاب نشاطات
الإنسان ولماذا؛ أي أنواع موجودة في علاقات مع أي أنواع أخرى وما الذي يمكن أن
نفهمه عن تركيبة التجمعات البيئية؛
أي تغيرات انتشار أو وَفْرَة تشهد على
انطلاق أنواع محلية أو غزو أنواع غريبة؛ كيف يمكن للتغيرات المناخية العالمية أن
تؤثر على انتشار أنواع وعلى تركيبة المجتمعات البيئية، وكيف يمكن لها أن تؤثر على
انتشار مُضِرّات زراعية وناقلي الأمراض وبهذا الشكل تؤثر على اقتصاد الإنسان وصحته
وغير ذلك. إن الإجابات على هذه الأسئلة العلمية هي أساس ضروري لفهم أسُس ومبادئ
المنظومة البيئية وتقديم حلول علمية من أجل المحافظة على التّنوّع البيولوجي. لذلك،
فإن إجراء هذه الأبحاث حول التّنوّع البيولوجي هي حاجة ماسّة وحقيقية من الناحية
الاقتصادية، الصحية والاجتماعية في القرن الـ 21.
في دولة كدولة
إسرائيل، الغنية بالكثير من الأنواع والمناظر الطبيعية، لكنها مع ذلك دولة صغيرة،
مكتظة وتتطور بسرعة، ازدادت الحاجة إلى الأبحاث حول التّنوّع البيولوجي وذلك من
أجل المحافظة على الموجود. لقد أصيبت بيوت تنمية وأنواع كثيرة انقرضت، وإذا لم
نعرف كيف نطبِّق سياسة التطوير المستدام، فسنواجه في السنين القادمة
واقعـًا سيئـًا. انطلاقًا من هذا الفهم، تشهد أيامنا هذه ارتفاعًا في عدد الأبحاث
حول التّنوّع البيولوجي وحول العمليات التي تتسبب في اختفاء أنواع من جهة، فيما
يزداد تأثير رجال العلم الذين يعملون على إصلاح وإعادة تأهيل المنظومات البيئة
وإعادة نباتات وحيوانات إلى أماكن عيشها الطبيعي، من جهة أخرى.
تُجرى أبحاثٌ في مجال
التّنوّع البيولوجي وإدارة المناطق. والأبحاث التي بدأت في عمليات مسح للمناظر
الطبيعية والحيوانات تطورت اليوم إلى أبحاث شاملة وطويلة الأمد في مواضيع مختلفة
لها علاقة بالتّنوّع البيولوجي. لقد تم كل ذلك مع الفهم بأن المعرفة والخبرة
المتراكمة من تلك الأبحاث تساعد في تطوير تخطيط وإدارة رَمات هنَديف، وتستخدم
كنموذج لإدارة مناطق مفتوحة في البلاد بشكل عام.
إرسال تعليق