قطاع تكوين المدرسين المعلمين في المغرب
دورمؤسسات تكوين الأطر التربوية بمختلف أصنافها في النهوض بالمنظومة التربوية
بالمناسبة نقوم بتقويم ما حققته بلادنا من منجزات في مختلف المجالات الاجتماعية والاقتصادية، وما قطعته من أشواط على درب النماء والتقدم خلال نصف قرن من الزمن، فإنها، بالنسبة لنا نحن في قطاع تكوين الأطر التربوية، مناسبة لتقويم ما أنجزناه في هذا القطاع، بغاية الوقوف على مواطن القوة والضعف في أساليبنا التكوينية، واستشراف ما يتعين أن يكون عليه هذا التكوين مستقبلا؛ لا سيما وأننا على مشارف النصف الثاني من العشرية 2001 – 2010؛ تلك العشرية التي أبى صاحب الجلالة محمد السادس نصره الله إلا أن يجعل منها عشرية التربية والتكوين، ثاني أسبقية وطنية بعد وحدتنا الترابية.
وبهذه المناسبة، يجب التنويه - من باب الإنصاف- بالأدوار الهامة التي تقوم بها مؤسسات تكوين الأطر التربوية بمختلف أصنافها في النهوض بمنظومتنا التربوية، وتوفير أطر كفأة تساهم بكل بمسؤولية وتفان، في تكوين ناشئتنا، وإعدادها لمواجهة التحديات الحاضرة والمستقبلية. ويكفينا فخرا واعتزازا، نحن العاملين في هذا القطاع، أن هذه المؤسسات استطاعت أن تحقق، في ظرف وجيز، أحد الأهداف الرئيسة المرسومة لتعليمنا في بداية الاستقلال، ألا وهو مغربة الأطر التربوية والتعليمية، وتحقيق الاستقلال الذاتي لبلدنا في هذا المجال.
ويجب التذكير، بهذه المناسبة، بأن الحديث عن تكوين المدرسين، هو حديث عن المدرسة، وبالتالي، عن مجتمع الغد. فالمدرسة هي المختبر الذي تتم فيه صناعة المستقبل. وغير خاف أن العلم والمعرفة والثقافة هي المتغيرات الحاسمة التي يتوقف عليها مستقبل الشعوب في وقتنا الحاضر. ومن هنا تأتي المكانة المركزية التي تحتلها المنظومة التربوية في كل استراتيجية تنموية فعالة. فالتربية والتعليم هما العمود الفقري لكل جهد تنموي هادف. إن درجة تقدم الأمم وتخلفها أصبحا اليوم يقاسان بمدى تقدم أو تأخر أنظمتها التربوية والتعليمية. لهذا، أصبحت المدرسة تشكل رهانا سياسيا واجتماعيا أساسيا، وإحدى القضايا الكبرى التي تحظى بوافر الاهتمام، وفائق العناية، في جل المجتمعات المعاصرة. ومن ثمة، كان إصلاح التعليم ومناهجه الشرط الأساس لكل إصلاح يتوخى تحسين أوضاع المجتمع، والرفع من مستوى إنجازاته. ومن هذا المنظور، فإن المدرسة لا تحدد مستقبل المتعلمين فحسب، وإنما أيضا، مصير المجتمعات البشرية وصيرورتها.
إرسال تعليق