المرفق العمومي في أغلب مظاهره ومكوناته وتجلياته، قد يظل ولمدة طويلة سجين القصور والعوز والتردي
        من المؤكد أن المرفق العمومي في أغلب مظاهره ومكوناته وتجلياته، قد ظل ـ ولمدة طويلة ـ سجين القصور والعوز والتردي وموطن سلوكيات وتصرفات قليلا ما تنهض بالمصلحة العامة، بل إنها تستغل هذا المرفق لخدمة أغراض خاصة وتهريب ما هو عمومي ليدخل في خانة المصالح الذاتية والضيقة. وهذا ما أفضى ـ من جهة ـ إلى نزع الثقة من هذا المرفق ونعته بأوصاف تجعله دون مستوى الرهانات والمنتظرات المجتمعية، وأدى ـ من جهة أخرى ـ إلى بروز وعي يروم النهوض بالمرفق العمومي وتخليصه من أعطابه وجعله قادرا على الوفاء بالمنتظرات المذكورة. وإذا كان راهن هذا الوعي متمثلا في بعض المسلكيات والتدابير الرسمية وفي حركية المجتمع المدني على وجه الخصوص، فإن وظيفة المدرسة في هذا المجال جديرة بأن تحتل الصدارة والأولوية، وهو واقع أثبتته تجارب العديد من الشعوب والمجتمعات، إذ من الضروري استثمار المضامين التعليمية والمبادرات التربوية الميدانية وأنماط التواصل الممكنة بين المدرسة والمحيط للتوعية بأهمية وجدارة المرفق العمومي في مختلف أبعاده. وتظل المدرسة بدون جوهر وروح ما لم تقم بهذه المهمة التي يتضح جانبها العملي في تعزيز الخدمة العمومية وإثرائها، ويظهر جانبها الأخلاقي في التربية على المواطنة ويتجلى منوالها الحضاري في تأمين الانتقال إلى مجتمع التضامن والحداثة والديمقراطية.

Post a Comment

Previous Post Next Post