أسئلة البحث في موضوع التّنوّع البيولوجي؟
تتناول أبحاث التّنوّع البيولوجي أسئلة كثيرة، مثل: ما هي الأنواع الموجودة وأين؟ ما هو انتشارها الطبيعي؟ أي مناطق غنية أكثر بأنواع أو غنية بأنواع متوطنة ولذا يجب إعطاء حق الأولوية للمحافظة عليها؟ كيف يتغير انتشار الأنواع في أعقاب النشاطات التي يقوم بها الإنسان ولماذا؟ ما هي الأنواع الموجودة في علاقات مع أي أنواع أخرى، وماذا يمكننا أن نفهم من ذلك عن تركيبة المجتمعات البيئية؟ ما هي التغيرات في مجال الانتشار أو الوَفرة التي تشير إلى انطلاق أنواع محلية أو تشير إلى غزو أنواع جديدة؟ كيف من المتوقع أن تؤثر التغيرات المناخية العالمية على انتشار الأنواع وعلى تركيبة المجتمعات البيئية، وكيف لهذه التغيرات أن تؤثر على توزيع المضار الزراعية وحاملي الأمراض وبهذا الشكل تؤثر على اقتصاد الإنسان وصحته؟ وغير ذلك من الأسئلة. إن الإجابات عن هذه الأسئلة البيولوجية هي أساس ضروري من أجل فهم أسُس المنظومة البيئية ولإعطاء حلول علمية من أجل المحافظة على التّنوّع البيولوجي.
أحد الأسئلة المركزية، اليوم، في مجال بحث التّنوّع البيولوجي تتناول العمليات طويلة الأمد. إن إدراك الإنسان بأن التغيرات في تركيبة الأنواع في المجتمع البيئي، في تنوُّع المناظر الطبيعية وفي الاختلاف الوراثي للأنواع هي نتيجة عمليات قصيرة الأمد وطويلة الأمد أيضًا، أدى إلى تأسيس أبحاث طويلة الأمد والتي تفحص التغيرات في التّنوّع البيولوجي على امتداد عشرات السنين.

هناك مجالان علميان يتناولان تحليل نماذج انتشار الأنواع والعمليات المصمِّمَة لها: علم البيئة (الإيكولوجيا)، التي تَعْنى بفهم العوامل المؤثرة على انتشار الأنواع؛ والجغرافية الحيوية، التي تعنى بتحليل انتشار الأنواع في سياق أحداث تاريخية وجيولوجية. على ضوء فهمنا البيئي والتطوري، نعرف اليوم أن كل كائن حي بحاجة إلى ظروف خاصة من أجل وجوده، ولذلك فإن الفرق في ظروف البيئة بين مكان وآخر هو الذي يقرر انتشار الأنواع ويؤثر على تنوع الأنواع على وجه الكرة الأرضية. إضافة إلى ذلك، الحواجز الجغرافية، مثل: الأنهار، سلاسل الجبال والبحار يمكنها أن تحد من انتشار الأنواع. لذلك، فإن التاريخ الجيولوجي والتغيرات في خريطة الكرة الأرضية وفي الحواجز الجغرافية، التي كانت قائمة أو التي أزيلت، صمَّمَت مجالات الانتشار للأنواع وأنتجت المناطق الجغرافية الحيوية للعالم.

Post a Comment

أحدث أقدم