ما هو الصعيد الطيب
اختلف العلماء في صعيد الطيب نفسه، فقال مالك وأبو حنيفة يجوز بما أتصل به جنس سائر الأرض مما لا ينطبع كالنور والجص والزرنيخ. زاد مالك فقال: ويجوز بما أتصل بالأرض كالنبات وقال الشافعي وأحمد : لايجوز بغير التراب وهو موافق لقول أهل اللغة(1).
والصعيد أسم للتراب في اللغة وقد حكاه الشافعي عنهم وهو قدوة فيهم وقد سئل علي وابن مسعود فقالا: هو التراب الذي يغير يديك لما فسره الشافعي فبطل أن يكون اسماً بكل ما يصعد من الأرض فإن قيل: فالصعيد مشتق ما تصعد من الأرض فكال حمله على اشتقاقا أولى قيل وإن كان اشتقاقه من هذا فإطلاقه يتناول التراب لأن الكحل والزرنيخ لا يسمي صعيداً، وان كان للاسم إطلاق واشتقاق كان حله إطلاقه أولى من حمله على اشتقاقه إلا ترى أن من حلف لا يركب دابة حنث بركوب الخيل ولم يحنث بركوب النعم وإن كان اسم الدابة مشتقا مما يدب و لأن الطهارة تتنوع نوعين جامداً ومائعاً ثم ثبت أنهما في المائع تختص باعم وجودا وهو التراب ولأن الله تعالى إنما نقن من الماء عند عدمه  وتعوزه إلى ماهو أيسر وجوداً وأهون فقداً والكحل والزرنيخ أعز من أكثر الأحوال وجوداً من الماء فلم يجز أن تنتقل عن الأهون إلى الأعز(2).


(1)كتاب اختلاف الأئمة العلماء .المؤلف زيد المظفر يحيي بن محمد بن هبيرة الشيباني دار النشر:دار الكتب العلمية صحيفة 61المجلد الأول ، بيروت-لبنان.1423-2002م ، الطبعة الأولى.
(2)كتاب الحاوي. للمؤلف الماوردي،ج1،ط2، سنة الطبع 2002م ، دار النشر ، دار الفكر ،بيروت -  لبنان.ص238-239

Post a Comment

Previous Post Next Post