حلقات
الاقراء ومجالس العلم في
المسجد النبوي في عهد الطلب من حياة نافع
لقد كان المسجد النبوي في عهد الطلب من حياة نافع، زاخرا
بحلقات الدرس ومجالس العلم في مختلف علوم الرواية، وكان توافر ذلك في رحابه
الفسيحة يغري الواردين عليه بالإسهام في هذه الحركة تعلما وتعليما، حرصا على شرف
العلم، وطلبا لأشرف العلوم، ورغبة في الأجر العظيم الذي جاء في مثل ذلك، من قوله ـ
عليه الصــلاة والسلام ـ"من جاء مسجدي هذا لم يأته إلا لخير بتعلمه أو يعلمه،
فهو بمنزلة المجاهدين في سبيل الله"[1].
وما زالت حلق الإقراء ومجالس العلم تتزايد في هذا المسجد
الشريف مع الزمن، لاسيما بعد أن انتهت الفتوحات الإسلامية، وبعد أن انتقلت قاعدة
الخلافة إلى الشام، فتفرغ أبناء المهاجرين والأنصار لهذه الشؤون، بعد أن سئموا
الفتنة التي شهدها العقد الرابع من هذه المائة والعقود الثلاثة بعده، فاستكانوا
للدعة والأمن في ظلال الدولة الأموية القائمة. بعد أن عانوا الأمرين قبل هذا من
القلاقل والفتن، وهكذا أمسى الحرمان في مكة والمدينة موئلا لكثير من علية أهل
الفضل وصفوة الرجال الراغبين في الخير، فكان حرم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
على الخصوص،
يستقبل في كل يوم فوجا جديدا من الطلاب والعلماء من جميع الأقطار
والولايات الإسلامية.
إرسال تعليق