الحق في الصحـة
كما هو الشأن بالنسبة
للحق في التربية، فإن الحق في الصحة وفي التغذية هو أساسي لتنمية قدرات أي فرد. والصحة تحظى اليوم بالاهتمام
ليس فقط لقيمتها الذاتية ولكن أيضا
لوقعها الإيجابي المباشر أو غير المباشر على رأس المال البشري والإنتاجية وقدراتهم على المشاركة
الاجتماعية .
في المغرب، هناك عدة مؤشرات تشهد على
المجهودات التي بذلت في قطاع الصحة : أمل الحياة عند الولادة لدى
الرجال والنساء والانخفاض المستمر لوفيات الأطفال والتغطية الشبه الكاملة لتلقيح
الأطفال أو أيضا تحسين استعمال وسائل منع الحمل لدى النساء المتزوجات. لكن أيضا في القطاع الصحي
حيث يعرف المغرب
أكبر تأخير وحيث تبقى الفوارق بين المدن والقرى كبيرة. وتظل وفيات
الأمهات عند الولادة النقطة السوداء.
سجلت الصحة الإنجابية
من بين ميادين العمل ذات الأولوية. لكن يجب توسيع مجال الدراسة نظرا لأن الحالة
الصحية العامة للنساء لها تأثير على مجريات الحمل والوضع وعلى صحة الطفل الذي
سيولد.
بديهي أن العديد من
الأمراض تنتقل، دون تمييز،
إلى الرجال والنساء. لكن النساء والرجال ليسوا معرضين للمرض بنفس الطريقة وليس لهم
نفس الإدراك ونفس الموقف اتجاهه وليسوا متساوون أمام علاج المرض والولوج إلى خدمات
الصحة كما يواجهون موافق مختلفة من طرف المعالجين.
فعلاقات النوع
الاجتماعي لها إذن عواقب على صحة ورفاه النساء، ولكن أيضا، وبشكل غير مباشر، على
صحة الأطفال والرجال. فمستوى تعليم الأم له أثر فاصل على استمرار حياة ورفاه
الأطفال وعلى عدد الأطفال الذي تريده. كما أن حصولها على دخل
شخصي يسير في نفس الاتجاه. ففي المجتمعات حيث النساء في وضعية التبعية الاقتصادية
والاجتماعية، تلعب العائلة دورا في مسلسل اتخاذ القرار ولكن أيضا في تحمل مصاريف
الصحة وتدبير الخصوبة وتبقي
النساء في
وضعية التبعية. أما الفقر فهو عامل فاصل في الولوج إلى الخدمات الصحية،
"فالمرأة الفقيرة التي تعيش في مجتمع فقير، لها حظ أقل في العيش أثناء الوضع".
كما أن الصحة والرفاه مرتبطان أيضا بإنجازات النظام الصحي.
Post a Comment