سياسة معادية للاتراك
الامبراطورية العثمانية
في
اوربا
اصبحت الامبراطورية
العثمانية طرفا رئيسا في المعادلة الاوربية . فالجيوش التركية المتوغلة في البلقان،
والتي اصبحت تهدد فيينا اعتبرت بمثابة خطر على اسرة الهابسبورغ التي ينتمي اليها الامبراطور
شارل كان.
وقد اعتبرت فرنسا
الوضع في صالحها ، فبحثت عن مساندة من الاتراك في الصراع بين فرانسوا الاول والامبراطور
شارل كان.
بدأ الهابسبورغ يبحثون
بدورهم عن تحالف مع فارس ، وقام الاتراك بحملة تهم داخل هنغاريا، ولم يقدم الامبراطور
الدعم اللازم للمسيحيين في هذه المواجهة . ويرى المؤرخ الفرنسي هنري لابير بأن شارل
كان كملك اسبانيا كان حذرا إزاء العمليات في البحر الابيض المتوسط 3
حقق الاتراك انتصارات
فاستولوا على بلغراد في 1521، وعلى ردوس في 1523. وفي 1529 حاصر الاتراك فيينا وليم
يستطيعوا الاستيلاء
عليها، ويعزو هنري لابير 4 هذا التقدم الى الصراع بين الهابسبورغ
والفالوا، وهم الاسرة التي ينتمي اليها فرانسوا الاول ملك فرنسا.
وقع الاسبان هدنة
نيس وكون شارل كان رابطة مع البابا بول الثالث والبندقية، واصطدم اسطول هذه الرابطة
مع الاسطول العثماني في بريفيزا. ويرى فرنان بروديل أن هذه المعركة هي التي اعطت الاتراك
الهيمنة على البحر الابيض المتوسط 5 . وقد نجم عن هذه السيطرة التركية تواطؤ بين القوتين
البحريتين الفرنسية والتركية فأدى ذلك الى انتفاضة كورسيكا التي كانت تابعة لجنوة وتحالفها
مع ملك فرنسا. واستولى الاتراك على مجموعة من المراكز بالبحر الابيض المتوسط، يقول
هنري لابير:" إذا ما تم تأمل المرحلة بكاملها، فان الميزان كان لصالح الاتراك،
الغزوات بالمجر ، تراجع البندقية باليونان واسبانيا بافريقيا، التحكم في البحر بواسطة
الاسطول العثماني، انطلاق القرصنة الشمال افريقية. والملك الاقوى خلال العصر ليس هو
شارل كان، ولكن سليمان القانوني» 6.
غير أن هذا التفوق
التركي لن يستمر فبعد الانتصار الذي تحقق في المواجهة مع المسيحيين سنة 1560 واندحار
الاسطول المسيحي الذي كان يقوده نائب ملك صقلية اساسا. وفي سنة 1565 حقق الاسطول المسيحي
الذي تقوى من جديد انتصارا على الاسطول التركي في المواجهة على الساحل الافريقي .
وقد قام الباب ّ
ابي الخامس" بدعوة اسبانيا والبندقية الى التوحد في رابطة، بالرغم من انشغال اسبانيا
بالمشاكل بفلاندرة. جهر المتحالفون اسطولا من 200 قطعة حربية و 100 سفينة نقل و 50
الف محارب، واتجهت قوى التحالف المسيحي نحو الجزر الاغريقية. وفي 7 اكتوبر 1571 وقعت
معركة لبانتي التي كانت فيها الخسائر كبيرة في الجانب التركي .
Post a Comment