حالات الطقس والمناخ :
لا شك في أن حياة الإنسان ونشاطاته المختلفة الاجتماعية والاقتصادية
مرتبطة ارتباطا وثيقا بشكل مباشر أو غير مباشر بحالات المناخ, ويبدو هذا واضحا في
أنماط حياته ومسكنه ولباسه وأنواع زراعته. لكن مع ذلك تظل حالات الطقس مؤثرة
تأثيرا هاما جليا وملموسا في حياة الناس, لأنها، كما ذكر سابقا، تشكل الحالات
التفصيلية لحالات المناخ الجارية خلالها
وعادة ما تكون بعضا من حالات الطقس مواتية للنشاطات الإنسانية ومنها ما
يكون معيقا ومثبطا لها. ويسعى الناس لتوقع حالات الطقس ليستفاد من الملائم منها
وتجنب أضرار السلبي منها. وينصب اهتمام المناخيين والمترولوجيين وصناع القرار على
حالات الطقس المتطرفة العشوائية التي تجعل حالات المناخ الاعتيادية مشوشة غير
واضحة، وعلى ما يصاحبها من ظواهر طبيعية خطرة قد تسبب أضرار بالغة في حياة الناس
وممتلكاتهم. ومثال على ذلك حدوث المحل الناجم عن انحباس الأمطار وشحها وعن شدة
التبخرنتح, وحدوث الفيضانات العارمة نتيجة للعواصف المطرية الشديدة الفجائية،
وحدوث الصقيع القاتل عندما تتدنى درجة الحرارة بسرعة دون درجة التجمد وكذلك حدوث
العواصف المدمرة عندما ينخفض الضغط الجوي بحدة مؤديا إلى ازدياد سرعة الرياح،
وغيرها من هذه الحالات. ولقد لوحظ أن 75% من الحوادث المدمرة للبشرية ناجمة عن
حالات الطقس والمناخ المتمثلة بالفياضات وعواصف الهوريكان والمحل،
و25% فقط من هذه
الحوادث ناجمة عن الهزات الأرضية لذلك يهتم العلماء كثيرا في معرفة حالات الطقس
هذه وتوقع حدوثها وتصنيفها ومعرفة العوامل المؤدية لها وحالات الطقس كثيرة
ومتنوعة، فمثلا، تعتمد عمليات الرصد الجوي السنوبية حوالي 99 حالة طقس محتملة
الحدوث وبما أن هذه الحالات متغيرة وتتوالى عشوائيا زمانا ومكانا، فإن عملية
تصنيفها في مجموعات محددة ومميزة تضم كل منها حالات متشابهة أو قريبة من بعضها
البعض أمرا ليس سهلا في الوقت الحاضر , فأصبحت عمليات تصنيف حالات الطقس ميسرة
أكثر باستخدام البرامج الحاسوبية المتطورة وتطور وسائل الإعلام و تبادل المعلومات.
ومن الدراسات ما تصنف حالات الطقس خلال فصول السنة في ثمان حالات وفقا لأصناف
الكتل الهوائية السائدة ومنها ما يصنفها
في أكثر من إحدى عشرة حالة استنادا لأنماط من الضغط الجوي وهناك من الدراسات ما يزيد على ذلك أو ينقص.
Post a Comment