خطوات كتابة القصة القصيرة

مراحب كتابة القصة القصيرة

إن الخطوة الأولى في كتابة القصة القصيرة هي البحث عن موضوع.

المعروف أن بعض كتاب القصة يستطيع الواحد منهم أن يتمتع بهذه الموهبة بالأخص في بداية مراحل حياته الأدبية. بعض نوابغ القصة يستطيع أن يكتب قصة بمجرد أن يمسك القلم ومن دون أن يكون بذهنه موضوعاً معيناً ثم يأتي الموضوع أثناء الكتابة، وما عليه بعد ذلك إلا أن يعيد صياغتها من جديد. ولكن المبتدئ لن يستطيع فعل ذلك مهما حاول.
يقول النقاد العلميون أن الموضوعات القصصية لا تزيد في أصولها عن سبعة. ومن المؤكد أن لكل موضوع مليون طريقة لصياغته من جديد وهذا يعني أن أمام الكاتب سبعة ملايين موضوع، فإذا فرغ منها يكون قد نبت منها جيل جديد يستطيع أن يبدأ معها من جديد.
إن الكاتب يستطيع أن يجد موضوعاً لقصصه في العمل وفي البيت وفي السيارة وفي أي مكان.
بل إن أي حدث بسيط وأية جمل عابرة يمكن أن تكون موضوعاً لعدة قصص مختلفة، كل ما يحتاجه هو الخيال. ₁

(1)     نظرات في القصة القصيرة / حسين القباني / دار آنهار للنشر والتوزيع / صـ 4 [ بتصرف ] (2)     رأي شخصي

أنا أرى أن على الكاتب أن لا يعتمد على الخيال وحده. إنه يحتاج إلى المزج بين الخيال والواقع. فالخيال وحده لا يكفي فإنه لن يعجب القراء لأن كل ما يكتبه هو من محض الخيال فقط ولن يؤثر في نفس القارئ بل سيتثير سخريته. الخيال يجب أن يكون قائم على أسس منطقية ومبررات معقولة.
هناك فرق بين كاتب ذكي يضع خياله في موضوع يبدو واقعياً، وبين الذي يظن أن الخيال لا شرط فيه ويظن أنه ذروة الفن. ₂

على الكاتب أن يسجل في مفكرته التي يحملها معه دائماً موضوعات قصصه من ملاحظاته وأحاديثه مع الناس.

والحصول على موضوع القصة لا يعني أن الكاتب ليس عليه سوى أن يجلس ويصوغ الموضوع في قصة صالحة للنشر. إن الكاتب المحترف يستطيع أن يفعل ذلك بحكم الخبرة والتجربة. ولكن حتى هذا الكاتب المحترف يفضل أن يترك الموضوع مدة غير محددة بزمن لينضج تماماً؛ ثم يصاغ في قصة جيدة .

وأيضاً ينبعي على الكاتب المبتدئ أن يدير الموضوع في ذهنه وأن يتركه ينضج وتتبين معالمه وشخوصه قبل أن يجلس لصياغته في قصة. وقد يحتاج هذا إلى أيام وأسابيع وقد يتم في بضع ساعات أحياناً.₁

الحصول على الموضوع لا يكفي لكتابة قصة؛ لأن الموضوع مجرد بذرة يتفرغ منها الهيكل العام للقصة.

إن هيكل القصة يقوم على 3 دعائم أساسية، هي: العقدة ، الصراع الناشئ عن العقدة ، الحل الناشئ عن الصراع.
هذه الدعائم ليست مجرد تركيبة نظرية، لأنك إذا حللت آلاف القصص فسوف تجدها كلها، أو معظمها قائمة في هيكلها على هذه الدعائم الأساسية. وما عليك سوى أن تتذكر قصة قرأتها وتتساءل فيما بينك وبين نفسك :