أقوال العلماء في المراد بـالأحرف السبعة
وأخرج أبو يعلى في مسنده : أن عثمان قال على
المنبر : أذكر الله رجلا ، سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - قال " إن القرآن
أنزل على سبعة أحرف ، كلها شاف كاف " لما قام ، فقاموا حتى لم يحصوا ، فشهدوا
بذلك ، فقال : وأنا أشهد معهم .
وسأسوق من رواتهم ما يحتاج إليه ، فأقول : اختلف في معنى هذا الحديث
على نحو : أربعين قولا :
أحدها : أنه من المشكل الذي لا يدرى معناه ; لأن الحرف يصدق لغة على
حرف الهجاء ، وعلى الكلمة ، وعلى المعنى ، وعلى الجهة . قاله ابن سعدان النحوي .
الثاني : أنه ليس المراد بالسبعة حقيقة العدد ، بل المراد التيسير
والتسهيل والسعة ، ولفظ السبعة يطلق على إرادة الكثرة في الآحاد ، كما يطلق
السبعون في العشرات والسبعمائة في المئين ، ولا يراد العدد المعين . وإلى هذا جنح
عياض ومن تبعه .
ويرده ما في حديث ابن عباس في الصحيحين أن رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - قال : أقرأني جبريل على حرف ،
فراجعته فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف .
فهذا يدل على إرادة حقيقة العدد وانحصاره
.
الثالث : أن المراد بها سبع قراءات ، وتعقب : بأنه لا يوجد في القرآن كلمة
تقرأ على سبعة أوجه إلا القليل مثل : وعبد الطاغوت [ المائدة : 60 ] "فلا تقل
لهما أف " [ الإسراء : 23 ] .
الرابع : وأجيب بأن المراد أن كل كلمة تقرأ بوجه أو وجهين أو ثلاثة أو
أكثر إلى سبعة ، ويشكل على هذا أن في الكلمات ما قرئ على أكثر ، وهذا يصلح أن يكون
قولا رابعا .
إرسال تعليق