عمل اسم الفاعل
قال إبن مالك:
(كفعله اسم الفاعل في العمل   إن كان عن مضِّه معزل)(1)
(( لا يخلو اسم الفاعل من أن يكون مقرونا ً بأل ، أو مجرداً . فإن كان مجرداً عمل عملَ فعله من الرفع والنصب و إن كان مستقبلاً ، أو حالاً نحو : (( هذا  ضاربٌ زيداً الاَن أو غداً ))، وإنما عمل لجريانه على الفعل الذي هو بمعناه وهو المضارع ، ومعنى جريانه عليه : أنه موافق له في الحركات والسكنات لموافقة ((ضارب ليضرب )) . فهو مشبه للفعل الذي هو بمعناه لفظاً ومعنى . وإن كان بمعنى الماضي لم يعمل لعدم جريانه على الفعل الذي هو بمعناه ، فهو مشبه له بالمعنى لا لفظاً))(2)و ((إسم الفاعل في دلالته على الحدوث وصاحبه جارٍمجرى الفعل في إفادة)) (3)((إسم الفاعل صفة تدل على الحدث والحدوث وفاعله جارٍ مجرى الفعل في اللفظ والمعنى .وذلك أن اسمالفاعل يجري على مضارعه في حركاته وسكناته ِ،ويدلّ على الحدث في المعنى ، وعلى الذات  التي قامت بهذا الحدث ، كما أنه يدلّ على الحدوث أي:القيام بهذا الحدث))(4)
ــــــــــــــــــــ
(1)        شرح ابن عقيل على ألفية ابن المالك،ابن عقيل:ج3/87.
(2)        شرح إبن عقيل:ج3/87.
(3)        دلالة البنية الصرفية في السور القرآنة القصار، د.جلالدين يوسف العيداني:60. 
(4)        النحو العربي ،إبراهيم إبراهيم بركات:ج3/478.
قال سيبويه :((والأصل التنوين ، لأن هذا الموضع لا يقع فيه معرفة ))(1) يعني أن أسماء الفاعلين المضافة إلى المعارف تقع  في الموضوع الذي لا يقع فيه معريفة ويجوزأن يكون اسم الفاعل الذي في معنى الفعل الماضي الذي ينصب المفعولالثاني إذا أضيف إلى الأسم الذي يليه بالشبه الذي بين الفعل الماضي وبين الأسم الذي أوجب له البناء على الفتح(2).)) ويعمل إسم الفعل بشروط : أن يكون معرفاً بأل التعريف سواءً أكان يفيد الماضي أم الحاضر أم المستقبل )).(3)
 (( و يكون اسم الفاعل المجرد من أداة التعريف لا يعمل عمل فعله إلا بشرط :أن يدل على الحال والإستقبال ، وأن يعتمد على شيءٍ قبله يقربه من الفعل ))الإستفهام ،النفي ،المبتدأ،النداء ،الموصوف،الحال)) وأن لايكون مصغراً ،إذا التصغيرمن خصائص الأسماء فاالتصغير يبعد اسم الفاعل عن الفعل و لايقربه إليه0 وألاّيكون موصوفاً قبل العمل إضافة اسم الفاعل إلى مرفوعه ))(4).
ويعمل عمل فعله متقدماً و متأخراً كالفعل ،وملحوضاًبه ومقدراً. قال سيبويه:))أجروا اسم الفاعل إذا أرادوا أن يبالغوا في الأمر مجراه إذا كان على بناء فاعل)).
وكأنهم جعلوا مافيهمن زيادة المعنى قائماً مقام مافات من زنة فاعل فأعملوها عملهُ ،ومثّلوا بذلك في التقديم والإضهاروالإضمار كما مثلوا به في الفاعل(5).
ــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) شرح كتاب سيبويه ، أبي سعيد السيرافي:ج2/26-29.
(2)ينظر: مصدر نفسه: الصفحة نفسها.
(3)النحو الشافي ، د. محمود حسني مغالسة:424.
(4)نحو العربي : ج3/489،488،482،481،479.
(5) الإيضاح في شرح المفصل للزمخشري، جمال الدين بن الحاجب  المالكي: 375.

ويعمل اسم الفاعل عمل فعله لما بينهما من المشاكلة ،حيث :
أ-تماثلها في اللفظ والمعنى 0
ب- وتلحق باسم الفاعل علامة التثنية والجمع،وتعلم أنهما يلحقان بالفعل ، لكنّهما يكونان مع اسم الفاعل للدلالة على الفاعلية والإسناد(1).
قال إبن مالك:
(( وماسوى المفرد مثله جعل           في الحكم والشروط حيثما عمل))(2)
ما سوى المفرد هو:المثنى والجموع ،فحكمهما حكم المفرد في العمل(3)
ج- إسم الفاعل والفعل المضارع يشتركان في الدلالة على الحال والإستقبال(4).
يعمل اسم الفاعل عمل فعله:
1-إذا كان فعله لازماً رفع فاعلاً0
2-إذا كان فعله متعدياً رفع فاعلاً و نصب مفعولاً بهِ0
3-أن يكون مقترناً بأل التعريف0 (5) ، ((فإذا كان إسم الفاعل مقروناً بأداة التعريف فإنه يدل على الماضي كالفعل الماضي إلى جانب دلالته على الحال والإستقبال )).(6)
4- أن يدل على الحال والإستقبال ويكون مسبوقاً بمبتدأ أو نفي أو بإستفهام 0 (7)
ـــــــــــــــــــــــــــ
(1) ينظر: النحو العربي:ج3/478.
(2) شرح ابن عقيل:ج3/85 .
(3) ينظر : شرح إبن عقيل:ج3/85.
(4) النحو العربي:ج3/478.
(5) ينظر: المرشد إلى الصرف والنحو، د.حسن نورالدين:212-213.
(6) ينظر:النحو العربي : ج3/478.
(7) ينظر: المرشد إلى الصرف والنحو،213.
      وإسم الفاعل المعرف بالأداة يعمل عمل فعله مطلقاً إذا كان محلِّى بالألف واللام سواءً أكان في الماضي , أم حال , أم في الإستقبال دون شرط الإعتماد على شيءٍ وهذا بإتفاق النحاة(1)

Post a Comment

Previous Post Next Post