مالك بن أنس إمام دار الهجرة في الفقه
تدبج مع الامام نافع بتبادل المشيخة، فعرض مالك عليه القرآن، وسمع نافع منه الحديث، وروى "الموطأ"[1]، وربما كان جلوس نافع إليه في أواخر عمره بدليل سماعه منه "الموطأ" وقد ذكروا من تمام حذق مالك في علوم الرواية أنه "ما جلس إلى أحد من شيوخه في علم من العلوم، إلا عاد شيخه فجلس إليه فيه، إلا نافع بن أبي نعيم"[2].
وفي ذلك ما فيه من الدلالة على ما أحرزه نافع في ميدان القراءة، وما وصل إليه فيها من تبريز، حتى اعترف له مالك ـ كما سيأتي ـ أنه "إمام الناس في القراءة".
ومن الطريف ما نجده من محافظة المغاربة على رواية فقه المذهب المالكي من طريق الإمام نافع، مع وفرة أصحاب مالك المختصين في الرواية عنه، وقد أدرج ابن مخلوف التونسي هذا السند ضمن الأسانيد المعتمدة عند المالكية، من طريق إسماعيل القاضي عن قالون عن نافع المقرئ بسنده[3].


[1] - ترتيب المدارك لعياض 1/81 وكذا 2/172 – والديباج لابن فرحون 29.
[2] - نقله السيوطي عن الدولقي – محاضرة الأستاذ إبراهيم صالح الحسيني من نيجيريا المنشورة في أبحاث "ندوة الإمام مالك" 1/127.
[3] - شجرة النور الزكية لابن مخلوف 473-474.

Post a Comment

أحدث أقدم