صفوان بن سليم مولى
حميد بن عبد الرحمن بن عوف
ترجم له ابن حبان في
مشاهير علماء الأمصار، وقال: "كان من عباد أهل المدينة وقرائهم"، وذكر
وفاته سنة 132"[1].
وعده ابن حجر في مشيخة نافع في الحديث[2].
هؤلاء هم الذين وفقت
على أخذه عنهم، من بين شيوخه بين من قرأ عليه القرآن وعرض عليه، وبين من سمع منه
القراءة دون عرض، أو من روى عنه حروف القراءة أو غيرها من السنن والآثار، ولا شك
أن هذا العدد الذي وقفنا عليه لا يمثل كل الحقيقة، وقد تقدم ما جاء عنه من طريق
بعض أصحابه أنه قرأ على سبعين من التابعين، هذا في القراءة، فكيف في غيرها من
الفقه والسنن والمغازي والتفسير وغير ذلك مما كان يملأ رحاب المسجد النبوي، ويشكل
الثقافة الموسوعية التي كانت يومئذ الطابع العام للعصر.
وقد ذكر الأندرابي
أسماء جماعة من أئمة القراءة بالمدينة في عهد الطلب من حياة نافع لا يبعد أن يكون
له أخذ عن بعضهم أو استفادة في الجملة، "فقد كان في المدينة في عصره جماعة لم
يجتمع اهلها على قراءتهم كاجتماعهم على قراءته، منهم أبو الزناد[3]،
وأبو وجزة السعدي[4]،
وداود بن الحصين[5]،
وعبد الرحمن بن أبي الزناد[6]،
وخبيب بن عبد الله بن الزبير[7]،
وأسيد بن أسيد
[8]،
وخالد بن إلياس[9]،
ونحوهم، لأنهم لم يتجردوا للقراءة تجرده"[10].
وذكر نافع نفسه اسم رجل
من أعلام عصره ربما كانت له استفادة منه أكثر مما ذكر في خبر ساقه عنه فيما حدث به
عنه إسحاق المسيبي قال: "كنت أقرأ جالسا، فمر بي عون بن عبد الله بن عتبة بن
مسعود، فقال: يا ابن أخي، متى تقرأ قائما؟ إذا كبرت؟ إذا سقمت؟ قال: فما قرأت بعد
ذلك قاعدا إلا خيل إلي أنه تمثل بين عيني"[11].
والآن وقد استكمل نافع
دراسته وقراءته على الأكابر من شيوخ المدينة، وحصل هذا الرصيد الزاخر من الروايات،
لم يبق إلا أن يأخذ مكانه بين علية المتصدرين من المشايخ، بالجلوس للناس لتلقين
القراءة للواردين على الحرم النبوي، ولأبناء دار الهجرة الناشئين، الراغبين في
الحصول على أجلى صورة لقراءة الجماعة، كما تلقاها نافع عن أكابر شيوخه السبعين من
التابعين، يحدوه إلى ذلك طلب الأجر والمثوبة الحسنة، والرغبة في منافسة الأقران،
وحماسة الشاب النشيط الطامح ببصره إلى مراكز المشايخ، وشهادة الأئمة المعتبرين له
بتمام الأهلية للتصدر والانتصاب للإقراء، لاسيما بعد دخول كبار مشيخته في السن،
وإحساسهم بالحاجة إلى من يخلفهم في الميدان، وذلك ما سنقوم بمرافقته فيه في الفصل
التالي بعون الله، لنرى كيف تأتى له بعد التخرج أن يتصدى لهذا الشأن، وينتقل فيه
بسرعة من طالب متلقن، إلى أستاذ ملقن، قبل أن تطير له في الآفاق تلك الشهرة التي
جعلته قبلة القصاد، ومنهل الصادرين والوراد
، من مختلف الأقطار والبلاد.
[4] - هو يزيد بن عبيد السعدي أبو وجزة
المدني وردت عنه الرواية في حروف القرآن ت سنة 130. ترجم له ابن الجزري في غاية
النهاية 2/382 ترجمة3878. وذكره أبو عمرو الداني في المنبهة عند ذكر قراء الشواذ
فقال:
ومنهم من ساكنـي المديــنة يزيد الســـعدي
ذو السكــينة
وهو أبو وجزة أروى الخلق لخـــــبر مع عـــفة وصــدق
[5] - لم يترجم له ابن الجزري في الغاية.
وذكره ابن حبان في مشاهير علماء المدينة من أتباع التابعين وقال من أهل الحفظ
والإتقان توفي سنة 135. مشاهير علماء المدينة الأمصار 77.
[7]- من التابعين مات سنة 93 ـ
علماء الأمصار 77.
[8]- من رواة الحروف عن عبد
الرحمن بن هرمز وقد تقدم.
[9]- ترجمته في تهذيب التهذيب
3/30.
[11]- غاية النهاية 2/333 ترجمة
3718.
Post a Comment