العقل الأداتي او العقل الذاتي أو التقني أو لشكلي
(Instrumental Mind):
في هذا العصر الذي نعيش فيه، حيث
تـُستخدم الحواسيب المتطورة والبرامج المتخصصة في تصميم الأبنية والمطارات والطرق،
وتستخدم كذلك في إدارة المشاريع والتسويق والتخطيط وما إلى ذلك، غدا عقلنا عقلاً
أداتياً يتـّبع أقصر الطرق وأقلها تكلفة إلى أعظم ربحية Cost Effective، وبالتالي أدت التكنولوجيا إلى فرض هذه القيمة الأخلاقية على سلوك
المجتمعات. بالرغم مما قد تحمله من مضامين انتهازية وما ترسّخ من روح أنانية
فردية. فماذا بشأن المعاني السامية التي طالما حلم الفلاسفة بها: الحق والخير
والجمال، وأين ذهبت روح العمل الجماعي، وكيف يمكن أن نحسب ربحية قيمٍ كالفن أو
الرسم أو علم البيئة؟ ونحن نعلم أنها على الأرجح غير مشجّعة للاستثمار من ناحية
اقتصادية؛ مقارنة بمواد تكنولوجيا المعلومات والتسويق والمحاسبة ونحو ذلك. لقد غدت
دراسات الجدوى الاقتصادية Feasability Studies معيار
قبول أو رفض مشروعات هذا العصر، فهل هذا مقبول؟
أقرب مثال إلى
ذلك من واقعنا العربي هو الحديث عن
مصادر الطاقة المتجددة النظيفة، فعندما نتساءَل
عن سبب عدم الاستثمار في توليد الطاقة الكهربائية من أشعة الشمس، نسمع أجوبة لها
علاقة بالتكلفة المادية؛ غافلين أن أسعار النفط في ارتفاع مضطرد وأن الكرة الأرضية
لها حق علينا بأن نجعلها أقل تلوثاً، ولو بتكلفة أكبر.
إرسال تعليق