اعتقاد أهل الحلول والاتحاد
من غلاة الصوفية والملاحدة والزنادقة
يمكن تصوير الحلول بأنه كعلاقة
الماء بالكأس أما الاتحاد فأنه لا يوجد ماء ولا كأس بل شيء واحد فقط بحيث يمكن أن تطلق
اسم أحدهما على الآخر الآخر كما يقول بعضهم "العبد رب والرب عبد" .
وينقسم الحلول والاتحاد
إلى عام وخاص فهذه أربعة أقسام:
الأول: هو الحلول الخاص؛ وهو قول النسطورية من النصارى
ونحوهم ممن يقول: إن اللاهوت حل في الناسوت وتدرع به كحلول الماء في الإناء، ، وهذا
قول من وافق هؤلاء النصارى كغالية الرافضة الذين يقولون: إنه حل في على بن أبي طالب،
وأئمة أهل بيته، وغالية النساك الذين يقولون بالحلول في الأولياء، .
الثاني: هو الاتحاد الخاص؛ وهو قول يعقوبية النصارى،
وهم أخبث قولاً وهم السودان والقبط، يقولون: إن اللاهوت والناسوت اختلطا وامتزجا كاختلاط
اللبن بالماء، وهو قول من وافق هؤلاء من غالية المنتسبين إلى الإسلام.
الثالث: هو الحلول العام؛ وهو القول الذي ذكره أئمة
أهل السنة والحديث عن طائفة من الجهمية المتقدمين، وهو قول غالب متعبدة الجهمية الذين
يقولون: إن الله بذاته في كل مكان، ويتمسكون بمتشابه من القرآن كقوله: {وَهُوَ اللَّهُ
فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ} وقوله: {وَهُوَ مَعَكُمْ} والرد على هؤلاء كثير
مشهور في كلام أئمة السنة، وأهل المعرفة وعلماء الحديث.
الرابع: الاتحاد العام؛ وهو قول هؤلاء الملاحدة الذين
يزعمون أنه عين وجود الكائنات، وهؤلاء أكفر من اليهود والنصارى.
وقد دل النقل على بطلان عقيدة
الحلول والاتحاد، ومن ذلك قول الله تعالى: {أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ}
كما وافقه العقل أيضا على بطلان وتهافت هذا الاعتقاد؛ لأن العقل الصحيح يمنعه أن يتصور
أن الحي الذي لا يموت يحل في جسد الجماد أو الحي الذي يموت ويفنى، كما أنه يلزم على
قول الاتحادية .
إرسال تعليق