استخدام الغاز الطبيعي بدلاً من الديزل أو الوقود الثقيل في  إنتاج الطاقة الكهربائية
ويمكننا معرفة حجم التلوث الناجم عن استخدام الوقود الثقيل أو الديزل في إنتاج الكهرباء بإجراء مقارنة سريعة عن إنتاج الكربون لكل طن واحد منها، فإن طن واحد من الغاز الطبيعي ينتج نحو طن واحد من الكربون، وترتفع هذه الكمية إلى 1.9 طن بفعل ما يرافق استخراج وتصنيع ونقل مادة الغاز من نشاطات مستهلكة للطاقة، أما إنتاج طن واحد من الديزل للكربون فهو نحو 2 – 3 مرات ما يطلقه الغاز الطبيعي من الكربون، وينتج طن الوقود الثقيل نحو 3 – 4 مرات ما يطلقه الغاز الطبيعي من الكربون، هذا ناهيك بالغازات الأخرى الذي يطلقها الديزل والوقود الثقيل بكثافة، كأكسيد الكبريت على سبيل المثال.
وينعكس التحول إلى استخدام الغاز الطبيعي بدلاً من الديزل أو الوقود الثقيل على إنتاج الكهرباء، فقد أخذت انبعاثات الكربون من الكيلوواط من الكهرباء تتدنى بصورة ملحوظة بعد الاتجاه صوب إنتاج الكهرباء من الغاز الطبيعي في الأردن منذ عام 2004.
ولا تتوقع الدراسات مبدئياً ارتفاع تسعيرة الكهرباء نتيجة لإدخال الغاز الطبيعي في توليد الكهرباء، فضلاً عن اعتدال سعر الغاز المستورد من مصر المتفق عليه لعقود طويلة الأجل(8). ونأمل أن تكون هذه التوقعات صحيحة وإلا سوف تستفحل أزمة الطاقة. وما نسمعه أن الأردن قد استهلك جزءَاً أكبر من الكميات المتعاقد عليها في فترة قصيرة مسألة تثير القلق!
ولكن الأمر الذي يقلقنا أكثر هو مدى ضمانة استمرارية تدفق الغاز أو ثبات سعره لأجل بعيد؟ فمن سيضمن عدم ارتفاع أسعار النفط أكثر، وبخاصة في ضوء التوتر السياسي العالمي الذي جعل سعر البرميل يتجاوز المئة وأربعين دولاراً، علماً بأن هذا الرقم قد تم تعديله عشرات المرات خلال فترة تحرير هذا الكتاب منذ مطلع عام 2008 وحتى نهاية الشهر السادس منه.
ولما كان استهلاك الطاقة الكهربائية في تزايد، فعلينا النظر جدياً إلى ترشيد الاستهلاك بالدرجة الأولى، وبخاصة في مؤسسات الدولة والقطاع العام حيث لا يشعر المستهلكون بمقدار التبذير الذي تتم ممارسته

Post a Comment

Previous Post Next Post