الدقة في العمارة عند المرينين
المرينيين الذين
بذلوا جهودا جبارة
في الميدان العمارة ، تشهد على ذلك مآثرهم العمرانية الخلابة التي
ما زالت تنطق ببلادنا الأبية، وتتجلى الميزة الأساسية لحضارة المرينيين في أسلوبهم
الخاص في فن البناء والزخرفة، حيث أدرك الفن الأندلسي المغربي قمته في عهدهم
إدخال الفن الأندلسي
إلى المغرب، ومزجه بالطابع المغربي الذي كان سائدا آنذاك نظرا لعلاقاتهم الوطيدة مع
الأندلس لعدة قرون خلت حيث استوطن هذا الفن البديع بالمغرب ونما وبلغ الذروة على أيدي
الحرفيين المغاربة البارعين، استطاع الفن المعماري أن يكتسب أسلوبا رائعا خلابا ميز
العصر المريني، فساد أسلوب فني رائع مزج بين الغرناطي نسبة إلى مدينة "غرناطة"
الأندلسية، ومدينة "تلمسان" ومدينة "فاس" العالمة؛ ولقد أدرك الفن
الأندلسي المغربي شكله النهائي الذي عرف به العصر المريني والذي يتجلى واضحا في المآثر
المرينية الخلابة التي ما زالت موجودة ببلادنا الأبية.
ويلاحظ
أن المرينيين قد انتهجوا نفس الأسلوب والتنظيم بمدينة “فاس الجديد” التي شيدها السلطان
أبو يوسف المريني سنة (674هـ/1276م)، وحصنها بالأسوار بحيث لا يمكن الولوج إليها إلا
من أبواب تفتح في النهار وتغلق في الليل، وتشرف عليها “القصبة” وهي مقر الحكومة والجنود،
ويحتل القصر السلطاني وحدائقه الجميلة ومشوره حيزا هاما في فاس الجديد، وبإزائه شيد
الحي الخاص بسكنى الطائفة اليهودية المغربية والمعروف “بالملاح”[1]؛ كما شيد أبو يوسف
“بِنْيَة الجزيرة الخضراء”، وشيد أبو سعيد الأول “منصورة سبتة”[2].
لقد
اعتنى المرينيون بالخصوص
بالمباني الدينية كالمساجد والمقابر إذ تتجلى أهم ابتكاراتهم
الفنية في المباني الدينية، فعلى سبيل المثال لا الحصر عملوا على تحصين “شالة” واتخذوها
مقبرة لملوكهم، ومن أهم السلاطين المدفونين بها أبو الحسن (731-749هـ) وأبو عنان
(749-760هـ)، كما اهتموا بتشييد القصبات
Post a Comment