الإجراءات المستخدمة في بحوث تحليل الإنماء او التنمية

الإجراءات المستخدمة في بحوث تحليل الإنماء:

        تختلف أساليب تحليل الإنماء Cultivation Analysis عن تلك التي يتم توظيفها تقليدياً في بحوث الاتصال الجماهيري، حيث كانت البحوث السابقة تركز غالباً على الرسائل الفردية والحلقات والأدوار، ومدى قدرتها على إحداث تغيير فوري في اتجاهات الجمهور وسلوكه. أما بحوث الإنماء فتهتم بأشياء أكثر عمومية، حيث تستهدف قياس نتائج التعرض التراكمي لوسائل الاتصال الثقافية Cultural Media . وركز معظم بحوث الإنماء على التليفزيون باعتباره وسيلة تنفرد بقابلية الرسائل للتكرار والتجانس.

        ويبدأ تحليل الإنماء عادة بالتعرف على الأنماط التي يتم تكرارها في المحتوى التليفزيوني، مع التأكيد على اتساق وتجانس الصور الذهنية Images، والصور المنعكسة portrayals ، والقيم Values التي تبثها البرامج ويحاول تحليل الإنماء أن يستنبط ما إذا كان هؤلاء الذين يمضون وقتاً طويلاً في التعرض للتليفزيون يدركون الواقع بنفس الطرق التي تعكسها البرامج، ومقارنتهم بالذين يمضون وقتاً قليلاً في التعرض للتليفزيون، مع مراعاة مقارنة الخصائص الديموغرافية للجمهور.

        وتفترض نظرية الإنماء أن قليلي التعرض للتليفزيون لديهم مصادر معلومات أكثر تنوعاً، في حين يتجه كثيفو المشاهدة إلى الإعتماد على التليفزيون بقدر أكبر للحصول على المعلومات.

        ويميز الباحثون بشكل جوهري بين العالم الحقيقي Real World وعالم التليفزيون Television World ، حيث يرون أن الصور الذهنية التي يعكسها التليفزيون نادراً ماتعكس الواقع بموضوعية. ويتم استخدام نتائج تحليل المحتوى التليفزيوني لوضع تساؤلات عن إدراك المبحوث للواقع الحقيقي، ويستخدم في ذلك الأساليب المنهجية لبحو المسح.

        كذلك يتم تحديد حجم التعرض للتليفزيون من خلال أسئلة تقيس كثافة المشاهدة في إطار ثلاثة مستويات نسبية هي : كثيف المشاهدة – متوسط المشاهدة – قليل المشاهدة، وتوضع كل فئة في قائمة مستقلة. ويستخدم في ذلك أسلوب الاستبانة، أو بحوث اليوميات، أو التقارير الذاتية للمشاهدين. وينبغي استنباط فروق أساسية في مستويات المشاهدة حتى يمكن التعرف على مدى مساهمة التليفزيون في إدراك المشاهدين للواقع الاجتماعي. (Signorielli, & Morgan, 1990: 16-20 )