مسيرة العلم والتنوير
    
لقد قاد الخلفاء الأمويون في الأندلس بأنفسهم مسيرة العلم والتنوير فيها، وازدهرت الحركة الفكرية في عصر "الناصر" وفي عهد ولده "الحكم المستنصر" 350-366هـ. وكان الحكم الخليفة الأديب العالم رائد هذه الحركة الفكرية العظيمة، وكان من أهمّ منجزاتها، إنشاء جامعة قرطبة العظيمة، وإنشاء المكتبة الأموية الكبرى حيث احتشد العلماء والمفكرون من المسلمين ومن سائر بلاد أوروبا فيها ينهلون من كنوز العلم والمعرفة التي جلبت إليها من سائر أنحاء الأرض، ليس من بلاد الحجاز ومكة والمدينة فحسب؛ بل من بغداد ومن مصر، ومن اليونان. لقد احتوت هذه المكتبة اربعمائة ألف مجلد في مختلف ألوان العلوم والمعارف، وفي نفس الوقت كثرت المكتبات العامة والخاصة في كل بلاد الأندلس. واحتشد في بلاد الخلفاء، جمهرة من أكابر العلماء في مقدمتهم أبو علي القالي ومحمد يوسف الحجازي. وربيع بن زيد والعلامة الفكلي النصراني، وغيرهم وغيرهم. هذا غير الأدباء والشعراء الذين أثرت الطبيعة المزدهرة في أشعارهم ونثرهم وجعلتهم يطورون أغراض الشعر التقليدي، وينتجون لنا أدبًا وشعرًا رائعًا، لا عهد للغتنا العربية بمثله فيما كتبه الأقدمون .

Post a Comment

أحدث أقدم