التكنولوجيا المعاصرة
بتطور التكنولوجيا يمكننا القول إن وسائل الاتصال الحديثة المتطورة في عصر الرأسمالية الفائقة النشاط، قد أغرقت الناس في بحر من الرغبات الجامحة، حيث يحتاج المرء إلى تبديل جهاز الحاسوب وبرامجه وسعته باستمرار ليتابع ما هو جديد، ولما كانت آلات التصوير الرقمية الحديثة، على سبيل المثال، لا تعمل على أجهزة الحاسوب القديمة التي لا تتعرّف إليها، فيضطر المستهلك للتزود بما هو حديث رغماً عنه. وكذلك الحال في الهواتف الخلوية، فمن لا يقتني جهازاً خلوياً هو إما غير قادر على شرائه أو أنه معادٍ للتكنولوجيا الحديثة، وهذه الفئة من الناس هم قلة اليوم، على الأقل في دولنا جنوب الكرة الأرضية. فهناك إغراءَات كبيرة تجعلنا نستبدل هاتفنا بآخر بالرغم من أن القديم يظل يعمل بكفاءَة معقولة.
إذاً، ففي عصر الرأسمالية الفائقة النشاط تنفتح الآفاق على وحدة العالم المرتبطة بشبكات معقدة من الانترنت ووسائل الإعلام والاتصال، فيتضح لنا مدى اندماج دول العالم في مصالح مشتركة، كمسائل الموارد المائية والتلوث والانحباس الحراري واضمحلال طبقة الأوزون وظهور الثقوب الخالية من غاز الأوزون، وما إلى ذلك من هموم عالمية بدأت تنغرس في نفوسنا بوصفها الطريق العقلاني صوب إدراك وحدة المصير الكوني للجنس البشري وكافة الأحياء الأخرى. وهذه وسيلة مناسبة للتقريب بين الحضارات أولاً ثم بين الإنسان وما هو "مسخر" لخدمته من نبات وحيوان.

Post a Comment

Previous Post Next Post